ما الذي تجنيه حماس من الهجوم على إسرائيل؟
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
في أعقاب الهجوم المروع على إسرائيل، ثمة سؤال محوري يطرح الآن: ما الذي تتطلع حماس إلى جنيه من تلك الهجمات؟
الاكتظاظ السكاني وفقر الموارد يجعلان الحكم في غزة تحدياً كبيراً
هناك إجابات مختلفة، منها على سبيل المثال تعطيل المفاوضات الرامية إلى تطبيع العلاقات الإسرائيلية - العربية، ولفت انتباه العالم مجدداً للقضية الفلسطينية، واضطهاد إسرائيل للفلسطينيين وانتهاكاتها في المسجد الأقصى.
وفي هذا الإطار، قال كليفتون شيريل، أستاذ مشارك في العلاقات الدولية في جامعة تروي، في تحليله بموقع "1945" الأمريكي، إن هذه كلها أسباب ساهمت في شن الهجمات، لكنها لا تشي بالحقيقة الكاملة.
What Does Hamas Hope to Gain in Attacking Israel Now? - 19FortyFive https://t.co/2NkGVNipQC
— Emre Altinbas (@EmreAltinbas89) October 10, 2023وقال مؤلف كتاب "فقدان الشرعية: نهاية ظل الخميني الكاريزمي والأمن الإقليمي": على الرغم من أن حماس جماعة سُنيّة، فقد قدم لها النظام الشيعي في طهران دعماً مالياً ومادياً كبيراً في إطار إستراتيجيته الرامية إلى استقطاب الدعم السني لمسعى طهران المتمثل في الهيمنة الإقليمية.. وبذلك اشترت قادة حماس.
استقلالية إستراتيجيةوعلى الرغم من ذلك، فحركة "حماس" ليست دمية تحركها إيران كما تشاء بالكامل، الأمر الذي يتجلى من اختلافهما بشأن دعم الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا خلال السنوات القليلة الأولى من الحرب الأهلية السورية.. تتمتع "حماس" باستقلالية إستراتيجية.. فهي تشارك رعاتها الإيرانيين كراهية إسرائيل، لكنها ليست ذراعاً تنفيذياً للنظام الإيراني، وليست ملزمة بتنفيذ الأوامر الصادرة من الخارج.
وتدرك قيادة "حماس" أن هجوماً بالحجم الذي نفذته وبهذه الشراسة سيقابله رد عسكري إسرائيلي ساحق.. فقادة "حماس" ليسوا بلهاء ولا متعصبين لدرجة أن يخيل إليهم أن هذا الهجوم سيفضي إلى انتفاضة عامة تطيح بالدولة الإسرائيلية.
وبالنظر إلى حجم الهجوم، من المرجح أن يكون الغزو البري لغزة والإطاحة بحماس من السلطة، أمراً لا مفر منه لإسرائيل.
ومن المؤكد أن إعادة تسليط الأضواء على المحنة الفلسطينية واحد من التبعات الرئيسة المنشودة للهجوم، ولكن إذا كان هذا هو الدافع الوحيد، فلماذا تصعّد "حماس" أعمال العنف مع العلم بأن الرد الإسرائيلي سيُكلّف "حماس" السيطرة على القطاع؟ يتساءل الكاتب.
استدراج غزو إسرائيلي لغزةوقال شيريل: كان من الممكن أن تلفت أساليب بديلة عديدة الانتباه الذي تنشده "حماس" من دون تهديد موقفها السياسي، وكان من الممكن أن يؤدي تكرار الهجمات الانتحارية أو إطلاق الصواريخ إلى تعزيز الاهتمام بالقضية مع التزام الحدود المعهودة.. والشيء نفسه ينطبق على ادعاء "حماس" بأن الهجمات الغرض منها الانتقام، فمن غير المنطقي الظن بأن "حماس" كانت تخطط لهجوم معقد من هذا النوع من دون التفكير في الخطوات التالية.
ومن ثم، قد يكون الهدف الرئيس لهجوم "حماس"، برأي الكاتب، هو استدراج غزو إسرائيلي لغزة.. لقد تولت "حماس" مسؤولية حكم غزة في عام 2006.. وعلى الرغم من ذلك، فقد وجدت أن الحكم أصعب مما توقعت.. ومنذ توليها السلطة، عانت الحركة من الفساد، وتدهورت الحياة في غزة تحت مظلة حكمها، ولم تكسب إلا دعماً شعبياً محدوداً على الرغم من كراهية كثيرين للسلطة الفلسطينية التي تعد المنافس الوحيد لـ "حماس".
مسؤولية الحكم أثقلت كاهل حماسومن المفارقات أن قادة "حماس" ربما تعلموا إذ شهدوا على انكفاء حركة "فتح"، واستقر رأيهم على أن الهوية الأساسية للحركة في خطر متزايد بعد أن أثقلت كاهلها مسؤولية الحكم.
سيسارع المدافعون عن "حماس" إلى الإشارة إلى القيود الحدودية الإسرائيلية والمصرية على غزة بوصفها سبباً لأداء حماس الواهن.. ومع ذلك، يغض هؤلاء الطرف عن أن الأيديولوجية الإسلامية لـ "حماس" هي السبب في اعتبار هذه الضوابط ضرورية.
وأكد الكاتب أن الاكتظاظ السكاني وفقر الموارد يجعلان الحكم في غزة تحدياً كبيراً لأي شخص.. وعلى الرغم من ذلك، فالنظام القمعي والمنغلق غير الخاضع للمساءلة الذي شجع على العنف ضد الجارة الأكبر سيؤول به المآل إلى فقدان الدعم التنموي الخارجي الذي يستقطبه أي نظام أكثر شرعية.
إن إخلاء السلطة طواعية ليس خياراً إذا كانت الحركة تعقد الآمال على الحفاظ على مصداقيتها الشعبية.. لذلك، ربما تكون "حماس" قد قررت أن إسرائيل يمكن أن تقدم لها الحل على طبق من ذهب للخروج من هذا المأزق.
ستتحمل إسرائيل عبء المسؤولية عن غزة، ما يجعلها أكثر عرضة للهجمات الإرهابية والنقد السياسي الدولي من أي وقت مضى.. والواقع أن إسرائيل لا تريد غزة، وستحاول تفادي المسؤولية عنها إن أمكن، غير أن الوضع الأمني الذي خلقته "حماس" يفرض تلك المسؤولية على إسرائيل، على الأقل على المدى القريب.
ستدفع "حماس" ثمن خسارة الأرواح والعتاد.. والأدهى أن "حماس" ستُعرّض المدنيين في غزة إلى تبعات أخطر بكثير بجلبها الدمار إلى بيئية حضرية.. ولكن، من المستحيل القضاء بالكامل على منظمة إرهابية.. فقد تبقى "حماس" وتصمد على الرغم من كل شيء.
أسباب هجوم حماسلماذا هاجمت "حماس" إسرائيل إذن؟ يتساءل الكاتب ويجيب بقوله: لأنها سعت إلى عرقلة تطبيع العلاقات الدبلوماسية الإسرائيلية العربية، ولأنها أرادت لفت انتباه العالم مجدداً إلى القضية الفلسطينية، ولأنها تتمسك بإيديولوجية إسلامية متطرفة، وأخيراً لأنها أخفقت في الحكم وبحثت عن مخرج من هذا المأزق.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل على الرغم من فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تقر بمسؤوليتها عن اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية
عرضت فضائية القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا حيث أقر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بمسؤولية إسرائيل عن اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.
وأكد أن الاحتلال سيضرب الحوثيين بقوة، متابعا: نستهدف بنيتهم التحتية الاستراتيجية، ونقطع رؤوس قياداتهم.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الاثنين، مقتـ.ل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة.
وأوضح جيش الاحتلال أن الجنود القـ.تلى هم النقيب إيلاي جافريل عتيدجي، والرقيب نتانئيل بيساح، والرقيب أول هيلل دينر، شمال قطاع غزة، بحسب ما أوردته صحيفة جيروزاليم بوست العبرية.