سام برس:
2024-11-15@19:23:33 GMT

خواطر الخماسية 99 %

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

خواطر الخماسية 99 %

بقلم/ سمير عطا الله
لا أعتقد أن رئيساً عربياً خاض حرب البقاء مثل أنور السادات. كان يعمل على إخراج مصر من منطق الثورة فيما كان الشباب المصري مأخوذاً بأحلام الثورة الفلسطينية والفيتنامية والكوبية. والحلم ينتصر دائماً على الحقائق. وأراد السادات أن يصغي الطلاب إلى مشروعه بينما كان صوت عبد الناصر لا يزال يرن في آذانهم.

وقال لهم إن 99 في المائة من الأوراق في يد أميركا. فتحولت هذه أيضاً إلى نكتة في المقاهي. لكنه كان يخطط لاستعادة الأرض بأي ثمن وأي تحالف. وعندما طلب من السوفيات الخروج من مصر، لاحظ ضباطهم أن السادات يقترب من لحظات العبور، بل من تدمير خط بارليف الأسطوري.

نجح الناصريون والشيوعيون واليساريون والإسلاميون في تعبئة الناس ضد تخاذل الرجل الذي أصبح محمد أنور السادات. ولم يعد أحد يناديه «أنور» سوى جيهان السادات. وذلك تماماً مثل الملكة فيكتوريا التي عندما توفي زوجها، قالت «لقد فقدت الرجل الوحيد الذي يناديني فيكتوريا».

لا أحد يعرف مدى المرارة التي كان يشعر بها أنور السادات حيال النقد المبطّن والمعلن. وكتب «أمل دنقل» قصيدته «الكعكعة الحجرية» التي راجت مثل «دفاتر النكسة» لنزار قباني:

«فقد لوثتني العناوين في الصحف الخائنة/ لأني منذ الهزيمة لا لون لي».

أبعد من قصيدة دنقل، وقع كبار الأدباء، بينهم نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، بياناً جاء فيه «الأيام تمضي وكلمة المعركة صارت عبارة غامضة... لم يعد في إمكان الشباب أن يتقبلوا هذه الكلمة التي اهترأت من كثرة العلك». ولم يُسمح طبعاً بنشر البيان في مصر، لكن تم إرسال نسخة منه إلى جريدة «الأنوار» في بيروت.

أعطى السادات الانطباع العام، خصوصاً في إسرائيل، أنه غير قادر على الحرب، وأن النكسة سوف تلحق بمصر إلى الأبد. وكانت النكات وصنّاعها يسخرون منه وهو يقوم بزيارة القوات المسلحة، مرتدياً لكل فرقة بذلة قائدها. وأعاد إلى الأذهان صورة السادات الشاب الذي أراد أن يصبح ممثلاً مسرحياً بصوته الجهوري، ولهجته الخطابية، التي رافقته حتى اغتياله على منصة 6 أكتوبر، بيد الفريق السياسي الوحيد الذي تحالف معه: الإخوان.

عبر السادات خط بارليف عسكرياً ولم يعد يتوقف في اقتحامه السياسي. وها هو يخاطب وزير خارجية أميركا التي كانت ترفض مبادراته بـ«العزيز هنري» فيما يسحب «نفساً» من غليونه الخشبي مثل المارشال مونتيغمري. وعندما أخفق في استمالة هيكل، قرّب منه كبار الصحافيين، على رأسهم أنيس منصور، واجتذب صحف بيروت التي كانت في أوجها. وكما كان هيكل ينقل كلام عبد الناصر في الأحداث المهمة، صار هو يعرض سياساته من خلال صاحب «الحوادث» سليم اللوزي.

ولم تنته معارك محمد أنور السادات حتى بعد مقتله. خمسون عاماً أشبه برياح خماسية سياسية تهب بكل حرارتها وغبارها كلما لاحت طلائع أكتوبر.

نقلاً عن الشرق الاوسط

المصدر: سام برس

كلمات دلالية: أنور السادات

إقرأ أيضاً:

مصرع شخصين إثر تصادم سيارة بأخرى بالمنوفية

 

لقي شخصين مصرعهما في حادث تصادم سيارة نقل مع سيزوكي في الساعات الأولى من صباح اليوم في نطاق دائرة مركز شرطة السادات، وجرى نقل الجثمانين إلى مستشفى السادات.

وتلقى اللواء محمود الكموني مدير أمن المنوفية إخطارا من العقيد نضال المغربي مأمور مركز شرطة السادات يفيد ورود بلاغ حادث تصادم بين سيارة نقل وأخرى سيزوكي، نتج عن حالتي وفاة.


ونقلت الإسعاف الجثمانين من مكان الحادث على طريق الخطاطبة بالقرب من بنزينة دلتا إلى مستشفى السادات وجرى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وإخطار ذويهم.

وتبين مصرع كلا من ح، ع، ي 29 عام عام مقيم الأقصر، م، ا، ح البحيرة وتم تسليم الجثمانين إلى مستشفى السادات المركزي تحت تصرف جهات التحقيق، وجار إنهاء الإجراءات اللازمة لدفن الجثامين.

مقالات مشابهة

  • أجمل خواطر عن يوم الجمعة
  • الخماسية في استراحة وحديث فرنسي عن إطلالة رئاسية بعباءة سعوديّة!
  • «أنور السادات وحرب أكتوبر 1973».. يصدر قريبا عن قصور الثقافة
  • أنور السادات وحرب أكتوبر 1973.. جديد إصدارت قصور الثقافة قريبا
  • "أنور السادات وحرب أكتوبر".. جديد إصدارت قصور الثقافة
  • "أنور السادات وحرب أكتوبر 1973".. إصدار جديد لقصور الثقافة قريبًا
  • مصرع شخصين إثر تصادم سيارة بأخرى بالمنوفية
  • غرفة الجنايات بطنجة تؤجل من جديد قضية الطالب " أنور العثماني " بعد غياب المصرحين
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟
  • اشمعنا هي اللي تتهاجم.. خناقة بين إنجي أنور ومحامي طبيبة كفر الدوار.. شاهد