هل نجح نتنياهو باستعادة زمام المبادرة؟
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
هل نجح نتنياهو باستعادة زمام المبادرة؟
هل نجح قادة الاحتلال في استعادة توازنهم، وامتصاص صدمة المفاجأة، وصولاً لامتلاك زمام المبادرة على الارض وفي الميدان؟
أجهزة الاستخبارات الامريكية وعلى راسها وكالة المخابرات المركزية (CIA) أقرت بالفشل في توقع هجوم المقاومة المباغت.
عمليا لا زال الاحتلال عاجزاً عن وقف الهجمات والاختراقات البرية والبحرية الفلسطينية، كما يتخبط ويعجز عن تحديد مصادر التهديد والخطر بدقة.
التحركات الغربية لم تكن مفاجئة للمراقبين، بيد أن المفاجأة كانت عملية إخراجها التي ظهرت فيها الدول الغربية الخمس كطرف في المواجهة على نحو فج!
حتى اللحظة لم يَثبت أن الاحتلال استعاد زمام المبادرة؛ ولا زال يحاول امتصاص الصدمة عبر قصف غزة الجنوني الإجرامي لبث الطمأنينة في المجتمع الاستيطاني الاسرائيلي.
* * *
الولايات المتحدة، ودول اوروبا ذات التاريخ الاستعماري: بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا، سارعت لتوفير العمق الإستراتيجي المفقود للكيان الاسرائيلي، وإعانته على امتصاص الصدمة الأولى لهجوم المقاومة الفلسطينية المباغت بقيادة حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام.
البيان المشترك للدول الغربية الخمس سالفة الذكر قالت فيه: "سنظل متحدين في الأيام المقبلة، وسنواصل التنسيق لضمان قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها"؛ خطاب نحت على جدار اللغط الذي أثاره وقف الاتحاد الاوروبي المساعدات المقدمة للأراضي المحتلة، وعارضته أسبانيا وهولندا وإيرلندا ولوكسمبورغ وبلجيكا بشكل هدد الموقف الاوروبي والامريكي الذي أراد تأكيد الوقوف خلف الكيان الاسرائيلي المهزوز.
البيان سبقه اتخاذ الولايات المتحدة خطوة عملية على الارض فتحت فيه المخازن، وأنشأت الجسور الجوية لتزويد الاحتلال بالمعدات والذخائر لقتل الفلسطينيين، وتحركت حاملة الطائرات الامريكية العملاقة "جيرالد فورد" باتجاه الشواطئ الفلسطينية المحتلة للمساهمة في دعم الاحتلال لوجستيا واستخباريا، بعد فشله الكبير في مواجهة عملية "طوفان الاقصى"، علماً بأن اجهزة الاستخبارات الامريكية وعلى راسها وكالة المخابرات المركزية (CIA) أقرت بالفشل في توقع هجوم المقاومة المباغت.
التحركات الغربية لم تكن مفاجئة للمراقبين، بيد أن المفاجأة كانت عملية إخراجها التي ظهرت فيها الدول الغربية الخمس كطرف في المواجهة على نحو فج!
فيما يمكن اعتباره انعكاس لانتقال حالة الصدمة من الطرف الاسرائيلي الى الاطراف الاوروبية والامريكية التي ركزت على توحيد الموقف الاوروبي والغربي، والانخراط في جهود إعادة التوازن للكيان المحتل.
فهل نجح قادة الاحتلال في استعادة توازنهم، وامتصاص صدمة المفاجأة، وصولاً الى امتلاك زمام المبادرة على الارض وفي الميدان؟
حتى اللحظة لم يَثبت أن الاحتلال تمكن من استعادة زمام المبادرة؛ إذ لا زال في المراحل الاولى من جهود امتصاص الصدمة عبر قصف قطاع غزة بشكل جنوني وإجرامي لبث الطمأنينة في المجتمع الاستيطاني الاسرائيلي المنتشر في البلدات والقرى المدن الفلسطينية المحتلة.
غير أن الاحتلال من ناحية عملية لا زال عاجزاً عن وقف الهجمات والاختراقات البرية والبحرية الفلسطينية، كما يعجز عن تحديد مصادر التهديد والخطر بدقة برا وبحر وجوا من الشمال الفلسطيني الى الجنوب والوسط في الضفة الغربية.
فالمعركة تدور على مساحة فلسطين التي لا تتجاوز 27 كم مربع تمتد على شريط ساحلي 240 كم وبعمق يتراوح بين 48 و120 كم؛ فهي مساحة اشتباك لا عمق إستراتيجي فيها سوى في البحر وحاملة الطائرات الامريكية القابعة في مياهه.
الجغرافيا الفلسطينية لم تكن يوماً مهيأة لحرب خاطفة؛ لذلك كان الجهد الاستخباري اساسياً في توقع الهجمات وتجنبها واستباقها، وهو ما عجزت "إسرائيل" عن تحقيقه؛ ما يجعل من استعادتها زمام المبادرة عملية مستحيلة بدون دعم خارجي له مخاطره ايضا بإشعال صراع اقليمي واسع، وإدخال اميركا في معركة استنزاف ومستنقع اقليمي مشتعل.
ختاماً..
إبقاء الاحتلال في حالة الصدمة أطول فترة ممكنة، ونقله من صدمة الى أخرى بات هدفا استراتيجيا، ولعل الاجتياح الاسرائيلي البري والتحرك في الشمال والفلسطيني والضفة الغربية سيوفر الفرصة لتحقيق ذلك؛ فإما أن ينتقل نتنياهو لقيادة المعركة من حاملة الطائرات الامريكية، او ان يعلن وقف القتال والقبول بشروط المقاومة.
*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الغرب فلسطين إسرائيل الصدمة نتنياهو طوفان الأقصى زمام المبادرة زمام المبادرة لا زال
إقرأ أيضاً:
الخارجية الفلسطينية تحذر من مخططات الاحتلال لتهويد المسجد الأقصى
القدس المحتلة - أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية اقتحام المتطرف إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي للمسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال، معتبرة ذلك استفزازا لملايين الفلسطينيين والمسلمين.
كما أدانت في بيان صحفي صادر عنها، الخميس 26ديسمبر2024، تصريحات بن غفير بشأن أدائه طقوسا تلموديه داخل المسجد، واعتبرتها استفزازا غير مسبوق لملايين الفلسطينيين والمسلمين، وفق وكالة قنا القطرية.
وحذرت الوزارة مجددا من مخاطر مخططات الاحتلال التي تستهدف القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية، وكذلك تصعيد إجراءاته لتهويد الأقصى كما يحصل في الحرم الإبراهيمي الشريف، وطالبت المجتمع الدولي بإدانة هذه الاقتحامات وتحمل مسؤولياته في حماية الأماكن المقدسة.
من جهتها، استنكرت وزارة الأوقاف الفلسطينية اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، واعتبرت أن هذا الاقتحام جزء من سلسلة انتهاكات مستمرة يقوم بها الاحتلال ومستعمروه داخل الأقصى.
وقالت "إن ما يقوم به الاحتلال داخل المسجد الأقصى هو انتهاك فاضح لقدسيته ولملكية المسلمين الخالصة له، فلا تحق لغيرهم ممارسة العبادة فيه، وهذا أمر يقتضي العمل بشكل جاد على إيقافه، والحد منه بشكل كامل وبكل قوة من خلال توافد أبناء شعبنا على المسجد، الذي يجب عليهم أن يعملوا على شد الرحال إليه، والمرابطة فيه بشكل دائم وفق برنامج محدد ودقيق".
وطالبت المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ومتابعة الأماكن الدينية بالعمل على كف يد هذا الاحتلال الذي أصبح يعبث بأرضنا ومقدساتنا دون رقيب، خاصة في ظل هذه الحكومة اليمينية العنصرية التي تدعي في كل زيارة لهذا المتطرف بأن زيارته هذه لا تتعارض مع "الوضع القائم" داخله.
هذا وقد شهد المسجد الأقصى صباح اليوم اقتحاما واسعا من قبل عشرات المستعمرين بقيادة بن غفير، حيث قاموا بأداء طقوس تلمودية في باحات المسجد تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، بينما تم منع المصلين من دخول المسجد.
Your browser does not support the video tag.