تتضمن خطط المستشار شولتس "ميثاق ألمانيا" بنودا، منها تسريع وتيرة إصدار التصاريح وتحسين وضع البنية التحتية.

دعا المستشار الألماني أولاف شولتس زعيم المعارضة في بلاده فريدريش ميرتس وممثلي مؤتمر رؤساء حكومات الولايات بوريس راين وشتيفان فايل إلى إجراء محادثات مساء بعد غد الجمعة (13 أكتوبر/ تشرين الأول 2023).

مختارات الاتحاد الأوروبي: إصلاح نظام الهجرة كما ينبغي ما يزال بعيد المنال حزب شولتس يتكبّد خسائر في انتخابات ولايتي بافاريا وهيسن أسقف ينتقد تصريحات ميرتس عن علاج طالبي اللجوء المرفوضين

وعلمت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن من  المنتظر أن تدور هذه المحادثات حول ما بات يعرف بـ "ميثاق ألمانيا" وهو عبارة عن خطط للمستشار لتحديث ألمانيا.

وكانت محطة "إن تي في" أوردت تقريرا في وقت سابق عن هذا اللقاء وقالت إنه سيكون بمثابة قمة أزمة لبحث  قضية الهجرة. تتضمن الخطط المعروفة باسم "ميثاق ألمانيا" بنودا، منها على سبيل المثال تسريع وتيرة إصدار التصاريح وتحسين وضع البنية التحتية والإدارات، بالإضافة إلى إعطاء محفزات للقطاع الاقتصادي.

وكان شولتس استخدم هذا المصطلح خلال مناقشة عامة في البرلمان الألماني ودعا إلى بذل جهد وطني لتحديث البلاد. وتهدف هذه الخطط إلى تحسين التعاون بين الائتلاف الحاكم والمعارضة والولايات والبلديات، وقال شولتس إن "الميثاق" يهدف إلى جعل ألمانيا أسرع وأحدث وأكثر أمنا.

وقد أعلن متحدث باسم الكتلة البرلمانية  لحزب ميرتس،  التحالف المسيحي، عن قبوله للدعوة.

يأتي ذلك عقب أيام قليلة من انتخابات البرلمان الإقليمي في ولايتيي بافاريا وهيسن. وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتس الثلاثاء عن "قلقه" من الصعود القوي لليمين الشعبوي خلال الانتخابات.

وقال شولتس رداً على سؤال بشأن صعود اليمين الشعبوي في انتخابات الولايتين: "يجب أن نقلق بهذا الشأن. الأمر يتعلّق بالدفاع عن الديموقراطية". وأضاف "لا شك على الإطلاق في أن المواقف السياسية ممثلة هناك ولا تتوافق بشكل جيد مع أفكارنا حول الحرية والديموقراطية وسيادة القانون".

وقد حصل حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي المناهض للهجرة على عدة نقاط مئوية في الانتخابات المهمة التي جرت الأحد، ليحتل المركز الثاني في ولاية هيسن والثالث في بافاريا. وفي الوقت نفسه،  تكبد ائتلاف شولتس الذي يقوده يسار الوسط خسارة فادحة.

وكانت الهجرة من بين المواضيع الرئيسية للحملات الانتخابية إذ تواجه ألمانيا، على غرار أماكن أخرى في أوروبا، موجة من الوافدين الجدد ما يذكر بتدفق المهاجرين عام 2015.

وردا على سؤال عما إذا كانت الحكومة تخطط لتغيير سياسات الهجرة بعد المكاسب الأخيرة التي حققها اليمين الشعبوي، دافع شولتس عن نهج الائتلاف، قائلا إنه يتم اتخاذ خطوات للتعامل مع الأعداد المتزايدة.

بيد أنه أقر أيضا أن "عدد اللاجئين القادمين إلى ألمانيا مرتفع جدا، خاصة وأن العديد منهم كانوا قبل ذلك في دول أوروبية أخرى، حيث لم يتم تسجيلهم أو تطبيق إجراءات اللجوء عليهم".

ف.ي/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: المستشار الألماني أولاف شولتس اللجوء إلى ألمانيا الهجرة إلى ألمانيا دويتشه فيله المستشار الألماني أولاف شولتس اللجوء إلى ألمانيا الهجرة إلى ألمانيا دويتشه فيله

إقرأ أيضاً:

الشاورما بين ألمانيا وتركيا ومعارك التاريخ المشترك

المرور على خبر ما قد يثير مكامن التفكير محفزا الفضول لاكتشاف بعض أسباب المعرفة وفوائد البحث، وهو ما حدث مع خبر حول اختلاف دولي تركي -ألماني حول توثيق طبق الشاورما لأي من الدولتين، وفقا للخبر الذي نشرته «بي بي سي» عن مصادرها: طلبت الحكومة التركية من المفوضية الأوروبية الاعتراف بطبق «الشاورما» وأصوله التركية وتسجيله كمنتج تقليدي باسمها لدى دول الاتحاد الأوروبي، بعد أن أصبحت تلك الوجبة الخفـيفة التي يفضل كثيرون تناولها خلال أمسياتهم، محور نقاش فـي ألمانيا حاليا، وهذا من شأنه أن يمنح أنقرة نفس المكانة التي تتمتع بها البيتزا التي تشتهر بها مدينة نابولي فـي إيطاليا أو لحم الخنزير المقدد فـي إسبانيا.

ورغم اعتراف ألمانيا بأن تاريخ الشاورما فـيها يعود إلى عاملين مهاجرين من الأتراك (الذين ساهموا فـي دعم اقتصاد ألمانيا فـي أعقاب الحرب، مقدمين الشاورما التركية التقليدية بعد تطويرها إلى شطيرة سهلة الأكل، على نحو أصبحت به الآن تمثل قوة اقتصادية) إلا أن ذلك الاعتراف لم يمنعها أن تعترض على توثيق تركيا له) لم يعد الأمر مجرد توثيق لطبق طعام تقليدي، فالشاورما تمثل قوة اقتصادية لكلا الدولتين؛ وهو ما دفع وزارة الأغذية والزراعة الاتحادية الألمانية واحدة من بين 11 منظمة قدمت اعتراضا على طلب تركيا، وقال متحدث باسم الوزارة فـي بيان لبي بي سي: «علمنا بالطلب المقدم من تركيا واندهشنا»! مضيفا «ساندويش الشاورما جزء من ألمانيا، وتتنوع طرق إعدادها على نحو يعكس التنوع فـي بلدنا، ويجب الحفاظ على ذلك» لن يكون ذلك مستغربا إطلاقا إذا ما عرفنا أن مبيعات الشاورما تبلغ سنويا نحو 2.3 مليار يورو فـي ألمانيا وحدها، و3.5 مليار يورو فـي شتى أرجاء أوروبا، كما أصبحت هذه الشطائر أداة تستخدم فـي أغراض سياسية، ففـي وقت سابق من العام الجاري طالب حزب اليسار الألماني «دي لينكه» الحكومة بفرض حد أقصى لسعر الشطيرة، مع إصرار الحكومة على الرفض، وفقا لجمعية منتجي الشاورما الأتراك فـي أوروبا، المتخذة من برلين مقرا لها، وهو ما دفع المفوضية الأوروبية لدعوة الحكومتين التركية والألمانية إلى إجراء محادثات للتوصل إلى حل وسط بينهما، ولكن من المرجح أن يترتب على أي اتفاق تداعيات قد يشعر بها العالم، بعد أن أصبحت الشاورما واحدة من أكثر الصادرات التركية شعبية.

معركة الشاورما تحيلنا بالضرورة لسياق المشترك التراثي التاريخي بين الدول، وكيف يمكن صيانته بتوثيقه، وربما قبل التوثيق وخلاله وبعده ضرورة دعم وتوظيف وتطوير الممكنات التاريخية التقليدية لتشكيل ما يمكن تضمينه فـي القوة الناعمة، مما يجعله مكونات أساسية تسهم فـي رفع رصيد الدول ثقافـيا واقتصاديا كذلك، لا ينبغي أن يعني ذلك بالضرورة صراعات مفترضة بين دولة المنشأ والدول المستوردة، بل الحديث كذلك عن المشترك التاريخي بين الدول المستقلة عن دولة المنشأ، أو المتحدة مع دول أخرى حديثا، عن أحقية هذه الدول أو تلك فـي التاريخ المشترك وتوثيقه وتوظيفه والإفادة منه ثقافـيا واقتصاديا، سواء كان ذلك المشترك ضمن اللغات، اللهجات، الفلكلور والفنون الشعبية، الأزياء التقليدية، الأطباق الشعبية وغيرها من أشكال التاريخ المشترك، هل يمكن إنكار ملكية التراث عن أقليات هاجرت طوعا أو كرها إلى مربعات جغرافـية جديدة حاملة معها ارتباطها الثقافـي والفكري؟ وماذا لو لم يكن أمر توثيق المرجعية التاريخية بالأمر الهيّن، لا سيما فـي مناطق اتسم تاريخها الطويل بالتداخل ( وتلك ميزة فخر لا مثلبة وانتقاص) كما اتسمت شعوبها بالحركة وصنع الأثر كالشعوب العربية، لا سيما فـي المناطق الصحراوية والمناطق البحرية المفتوحة؟

ختاما؛ معركة الشاورما التركية الألمانية تدعونا إلى مضاعفة الجهد لتوثيق ما لم يتم توثيقه من موروث ثقافـي شعبي، دون الاستهانة بالأطباق الشعبية أو الأزياء الموسمية التقليدية، أو الفنون الشعبية؛ كل ما نراه اليوم صغيرا هامشيا لا قيمة له قد تعظم قيمته مستقبلا، فنتمنى حينها لو أننا حققنا ضمانات الملكية(فردية أو مشتركة) بتوثيق مبكر يريحنا بعد عقود أو قرون من عبء الصراعات ويكفـينا مؤونة المفاوضات ويمنحنا سلطة التأثير وتصدير الأثر.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

مقالات مشابهة

  • التوحيد العربي نفى خبر توقيف وهاب في ألمانيا
  • انتخابات اليوم الأمريكية… أزمة السياسة
  • «الخفيفي» يلتقي وفدا إسبانيا لبحث جهود التصدي للهجرة غير النظامية
  • شولتس يدعو الناتو تزويد كييف بالأسلحة
  • وزير الخارجية يدعو لإنشاء صندوق تنمية لمواجهة تحديات الهجرة
  • عبد العاطي يستقبل وزير الدولة الألماني للتعاون الاقتصادي والتنمية
  • تفاؤل هاريس يواجه تهديد ترامب الشعبوي
  • شايبي على موعد مع مواجهة من العيار الثقيل في كأس ألمانيا
  • الشاورما بين ألمانيا وتركيا ومعارك التاريخ المشترك
  • أزمة التصنيع في ألمانيا تتفاقم وفولكس فاغن تخطط لإغلاق مصانع