الحرب على الجبهة السيبرانية.. 35 فريقا من القراصنة يحاربون لأجل فلسطين
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
في وقت مبكر من صباح يوم السبت السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حبس العالم أنفاسه وهو يراقب ما يحدث على الساحة الفلسطينية، بعد أن شنت حركة المقاومة الإسلامية حماس عملية "طوفان الأقصى"، وهي أوسع عملية تستهدف الاحتلال الإسرائيلي منذ 5 عقود. على الجانب الآخر، أكدت دولة الاحتلال أن مقاتلي حماس عبروا بجرأة إلى أراضي مستوطنات غلاف غزة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، فيما انفجرت السماء بالصواريخ في عرض موسع للألعاب النارية.
في مواجهة ذلك "الطوفان" سارعت إسرائيل إلى الرد عبر إطلاق ما عُرف بـ"عملية السيوف الحديدية". وبينما أعلنت دولة الاحتلال حالة الحرب، سارعت العديد من الدول الغربية إعلان تأييدها، وفي حين أحجمت معظم المواقف الرسمية العربية عن تأييد الفلسطينيين علنا، كانت هناك فئة بعينها تستعد للقتال إلى جانب المقاومين الفلسطينيين بالطريقة التي يُجيدونها، وهؤلاء هم مجموعات الناشطين السيبرانيين. (1)
عدو عدوي صديقي أصبح موقع الحكومة الإسرائيلية الرسمي "gov.il" غير متاح للوصول على مستوى العالم، وأعلنت "كيلنت" على الفور مسؤوليتها عن الهجوم الإلكتروني. (الصورة: شترستوك)إحدى أبرز هذه المجموعات هي مجموعة المتسللين الروس الشهيرة المعروفة باسم "كيلنت" (Killnet)، التي كثفت هجماتها ضد المؤسسات الإسرائيلية ردا على الحرب الدائرة، واضعة لبنة في معركة موازية بين الفلسطينيين والاحتلال تدور في الفضاء الافتراضي. وفي مساء يوم الأحد الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، أصبح موقع الحكومة الإسرائيلية الرسمي "gov.il" غير متاح للوصول على مستوى العالم، وأعلنت "كيلنت" على الفور مسؤوليتها عن الهجوم الإلكتروني عبر تطبيق تلغرام (2).
اكتسبت "كيلنت"، وهي مجموعة مؤيدة لروسيا تنشط منذ يناير/كانون الثاني 2022 على الأقل، سُمعتها بفضل هجمات الحرمان من الخدمة "DDoS" المتواصلة التي شنتها ضد أوكرانيا وداعميها، وخاصة دول الناتو، منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في الربع الأول من العام الماضي (3). يؤدي هذا النوع من الهجمات الإلكترونية إلى إغراق الخادم أو موقع الويب المستهدف بطوفان من طلبات الاتصال وحزم البيانات، التي تصل أحيانا إلى الآلاف في الدقيقة، والنتيجة هي تأثير معوِّق قادر على إبطاء الأنظمة الضعيفة بشدة ومنع الوصول إليها (4).
ورغم أن هجمات الحرمان من الخدمة الخاصة بمجموعة "كيلنت" لا تُسبب عادة أضرارا كبيرة بالمعنى التقليدي، فإنها تمتلك القدرة على تعطيل الخدمات لفترات طويلة. يمكن أن تستمر هذه الاضطرابات لعدة ساعات أو حتى تمتد إلى أيام، مما يسبب إزعاجا كبيرا وخسائر اقتصادية محتملة.
أعلنت مجموعة قراصنة “أنونيموس السودان” انضمامها إلى مجموعة الهاكر الروسية “killnet”، في الهجوم على أنظمة حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
واستهدفت الهجمات، منذ انطلاق عملية #طوفان_الأقصى، عدة مواقع وصحف إلكترونية وحسابات إسرائيلية وأمريكية على مواقع التواصل، إضافة إلى “بعض النقاط… pic.twitter.com/yuqPspya9e
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 9, 2023
في بيان نُشر على موقع حكومة الاحتلال المُخترق، أكدت "كيلنت" أن "الحكومة الإسرائيلية تتحمل مسؤولية العنف المستمر. وأضافت المجموعة في رسالتها: "في عام 2022، دعمتم النظام (الإرهابي) الأوكراني، وخنتم روسيا. واليوم، تقدم كيلنت رسميا هذه الرسالة: جميع أنظمة الحكومة الإسرائيلية ستكون أهدافا لهجماتنا". وأوضحت المجموعة لاحقا على تطبيق تلغرام أن أهدافها ليست "المواطنين الإسرائيليين العاديين"، بل "النظام" الذي تحالف مع الناتو. توالت بعدها التأييدات الموالية للفلسطنيين بهجمات متنوعة، حيث أعربت مجموعة "أنونيموس سودان" (anonymous Sudan)، وهي مجموعة قراصنة أخرى يشتبه في أن لها أصولا روسية (رغم أن بعض نشطائها يعملون من السودان وبنغلاديش ودول أخرى كما يشير اسمها)، عن تضامنها مع حماس و"كيلنت" عبر تلغرام (5).
استهدفت "أنونيموس سودان" العديد من الدول خلال الأشهر الستة الماضية، بما يشمل السويد وإسرائيل والولايات المتحدة والدنمارك وفرنسا وأستراليا وهولندا والإمارات العربية المتحدة وغيرها. وقد أثرت هذه الهجمات على البنى التحتية الحيوية والقطاعات العالمية المتنوعة، بما في ذلك الخدمات المالية والنقل والتعليم والرعاية الصحية والبرمجيات والهيئات الحكومية. ومن بين الأسماء الكبيرة التي تمكنت "أنونيموس سودان" من مهاجمتها شركات مايكروسوفت وتويتر وبايبال والبنوك الكبرى بما في ذلك "بنك أوف أميركا" (Bank of America).
وفي شهر أبريل/نيسان الماضي، اخترقت المجموعة مواقع عدد من البنوك والجامعات الإسرائيلية ومكتب بريد الاحتلال، فضلا عن شركة "تشيك بوينت" (Check point) المُتخصصة في الأمن السيبراني. وفي آخر تحركاتها، هاجمت المجموعة موقع صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية يوم الأحد، ونشرت الصحيفة على موقع "X"، المعروف سابقا باسم تويتر: "تعرضت صحيفة جيروزاليم بوست لهجمات إلكترونية متعددة هذا الصباح مما أدى إلى تعطل موقعنا" (6).
The Jerusalem Post has been targeted by multiple cyberattacks this morning causing our site to crash.
We'll be back soon and will continue to be the top source of information on Operation Swords of Iron and the murderous attacks by Hamas. pic.twitter.com/6S2GOl6Wma
— The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) October 8, 2023
في السياق نفسه، أفاد باحثون أن مجموعة القرصنة الإلكترونية المؤيدة للفلسطينيين المعروفة باسم "أنون غوست" (AnonGhost) استغلت ثغرة أمنية في تطبيق "ريد ألرت" (Red Alert)، التطبيق الذي يهدف إلى إرسال إشعارات للمستوطنين الإسرائيليين في حالة سقوط صاروخ، وأرسلت تهديدا نوويا. في المقابل، رفض إيلاد نافا، مدير شركة "Pushy"، الشركة التي تقف وراء تطبيق "ريد ألرت"، هذه الادعاءات، مشيرا إلى أن التطبيق يعمل بشكل طبيعي.
غير أن الباحثين من شركة الأمن السيبراني "Group-IB" يؤكدون أن "أنون غوست" استغلت ثغرة التطبيق الذي يتميز بأكثر من مليون عملية تنزيل على متجر غوغل بلاي ويُستخدم على نطاق واسع. وأشار الباحثون في بيان: "في استغلالهم، نجحوا في اعتراض الطلبات، وكشفوا عن خوادم وواجهات برمجة التطبيقات الضعيفة، واستخدموا نصوص بايثون لإرسال رسائل غير مرغوب فيها إلى بعض مستخدمي التطبيق" (7).
وشدد الباحثون على أنه رغم أن مجموعات القرصنة مثل "أنون غوست" ترتبط عادة بهجمات الحرمان من الخدمة (DDoS) صغيرة النطاق أو تشويه موقع الويب، فإنها تشارك أحيانا في هجمات إلكترونية أكثر تعقيدا.
لأجل فلسطينتطور الأمر لينال من البنية التحتية الإسرائيلية، فاستهدفت مجموعة مؤيدة لحماس تُدعى "Cyber Av3ngers" مشغل الكهرباء الإسرائيلي المستقل "Noga"، زاعمة أنها اخترقت شبكتها وأغلقت موقعها الإلكتروني. واستهدفت المجموعة أيضا شركة الكهرباء الإسرائيلية، أكبر مورد للطاقة الكهربائية في دولة الاحتلال والأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي باكستان، ادعى فريق "Team Insane PK" أنه اخترق محطة إسرائيلية للطاقة الكهرومائية، ليصل إجمالي فرق القراصنة المشاركين في الحرب الفلسطينية مع الاحتلال إلى 35 فريقا مواليا لفلسطين، و4 فرق تتبع إسرائيل (8) وفق رصد أجراه موقع "ذا سايبر إكسبريس" (The cyber express).
The Russian group, ‘Cyber Army of Russia,’ is currently conducting a poll to determine which side they should support#CyberAttack #threatintel #Israel #Russia https://t.co/vzJXpKQDg0 pic.twitter.com/HBpnuYIbyZ
— FalconFeedsio (@FalconFeedsio) October 8, 2023
القراصنة الذين يدعمون فلسطين من بينهم "أشباح فلسطين"، و"فريق بنغلاديش الغامض"، و"أنون غوست"، و"سايبر أفينجرز" و"أنونيموس السودان"، وكذلك "أنونيموس المغرب"، و"فريق حزب الله السيبراني" وفريق "غوست كلاين ماليزيا"، وكذلك فريق "هاكتفيزم إندونيسيا"، كما أطلقت مجموعة "جيش روسيا السيبراني" سؤالا على تلغرام حول فريق يجب أن تدعم (9).
على الجانب الآخر، يقاتل أربعة فرق لصالح إسرائيل، من بينهم فريق "القوة السيبرانية الهندية" (Indian Cyber Force) التي شنت هجمات على العديد من المؤسسات الفلسطينية مثل البنك الوطني وشركة الاتصالات "paltel.ps"، كما زعموا إسقاطهم موقع حماس الإلكتروني "Hamas.ps" على قناتهم على تطبيق تلغرام.
لقطات شاشة من قناة القوات السيبرانية الهندية (المصدر: تايمز ناو)بعض القراصنة، مثل "ThreatSec"، لم يُعلنوا ولاءهم لأيٍّ من الجانبين، ويتباهون بمهاجمة كلا الطرفين على السواء. وقال المجموعة عبر قناتها على تلغرام: "كما تعلمون، نحن لا نحب إسرائيل، ولكننا لا نحب الحرب". وادعت المجموعة أنها أغلقت تقريبا كل خوادم "Alfanet.ps"، وهي أحد من أكبر مزودي خدمات الإنترنت في قطاع غزة.
لقطة شاشة من قناة المجموعة "ThreatSec" على تلغرامعادة ما يستغل القراصنة الثغرات السهلة الواضحة لتحقيق أضرار واسعة، وتعد البنية التحتية الإلكترونية هي الأهداف الأمثل لهجمات القراصنة، لذلك تعمل المؤسسات التي تدير هذه الأنظمة التأكد من أنها آمنة من الهجمات. الجزء الصعب هنا هو أنه ليس كل هذه المنظمات تقوم بعمل جيد في الحفاظ على أمان أنظمتها، حيث وجد بحث فريق "سايبر نيوز" أن العديد من أنظمة البنى التحتية ليست محمية بشكل صحيح لدى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وهذا يعني أن المتسللين يمكنهم بسهولة الاستفادة من نقاط الضعف هذه.
لزيادة التوضيح، البنى التحتية السيبرانية هي في الأساس أنظمة حاسوب تُستخدم للتحكم في الآلات والعمليات ومراقبتها في الصناعات المختلفة، لذا فهي تتأكد من أن الأمور تسير بسلاسة وأمان. يُطلق على أحد أنواع البنى التحتية اسم "سكادا" (SCADA)، الذي يمكنه جمع البيانات والتحكم في الأشياء من مسافة بعيدة. يستخدم "سكادا" بروتوكول اتصالات يدعى مودباس (Modbus) عادة ما يكون مكشوفا ما يسهل عملية اختراقه (9).
حاول "ميدان" التواصل مع "فريق قراصنة غزة" للإفادة حول الهجمات التي شاركوا بها في الحرب السيبرانية، لكن تبعات الحرب قد طالت البعض منهم بوجود قتلى بين صفوف عائلاتهم وتدمير بيوت آخرين.
في النهاية، في حين أن الحرب السيبرانية قد لا تتصدر عناوين الأخبار بقدر ما يتصدر الصراع المادي، فإنها تظل ساحة معركة مهمة للقضية الفلسطينية. إنها منبر للأصوات التي ترفض خنقها، ووسيلة لجذب الانتباه الدولي إلى محنة شعب يتوق إلى العدالة والحرية وتقرير المصير.
___________________________________________________
مصادر
1- Why the Palestinian group Hamas launched an attack on Israel? All to know 2- Hacktivist attacks erupt in Middle East following Hamas assault on Israel 3- ‘KillNet’ ِAnalysis 4- What is a DDoS Attack? – DDoS Meaning 5- Israel’s government, media websites hit with cyberattacks 6- Dark Web Profile: KillNet Anonymous Sudan 7- RedAlert, Israel’s rocket alert app, breached by hacktivists 8- Cyber Warfare Surges as Over 35 Hacktivist Groups Join Israel-Palestine Conflict 9- Hacktivists in Palestine and Israel after SCADA and other industrial control systemsالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحکومة الإسرائیلیة البنى التحتیة العدید من
إقرأ أيضاً:
ساوث ميد وبنان يضعان طلعت مصطفى في صدارة مبيعات شركات التطوير العقاري إقليميًا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت مجموعة طلعت مصطفى القابضة عن تحقيق مبيعات استثنائية وقياسية خلال عام 2024، بلغت ما يزيد عن نصف تريليون جنيه (ما يعادل نحو 10 مليارات دولار أمريكي) حتى 22 ديسمبر 2024، وهو رقم مبيعات قياسي غير مسبوق.
ويعد هذا الإنجاز بمثابة علامة فارقة جديدة في مسيرة الشركة، ويؤكد على قوة واستمرارية جميع عملياتها التشغيلية.
كما يدل هذا الإنجاز القياسي على ريادة مجموعة طلعت مصطفى كأول شركة عقارية مصرية تحقق هذا المستوى القياسي من المبيعات السنوية في التاريخ الحديث للسوق العقاري المصري، وهو ما يعزز مكانتها كمجموعة رائدة في الصناعة العقارية، بل ويضعها أيضًا في مقدمة المنافسين بفارق كبير، ويرسخ مكانتها بقوة ضمن أفضل العلامات التجارية العقارية في المنطقة وعلى مستوى العالم.
وبلغ حجم المبيعات غير المسبوق نحو 28 ألف وحدة خلال عام 2024، بارتفاع ملحوظ مقارنة بـ17 ألف وحدة مباعة في عام 2023.
وقفزت المبيعات بمعدل 3.5 ضعف مقارنة بـ143 مليار جنيه في 2023، مما يعكس نموًا مبهرًا سواء في حجم المبيعات أو قيمتها.
كما يؤكد أداء مجموعة طلعت مصطفى القابضة استمرار مسيرتها غير المسبوقة نحو تحقيق نمو مستدام، وبلغ معدل النمو السنوي المركب (CAGR) في قيمة المبيعات 70% منذ عام 2017، حين كانت المبيعات تبلغ 13 مليار جنيه فقط.
ويثبت هذا النمو المتميز الرؤية الاستراتيجية التي تنتهجها والتزامها بإحداث تغيير جذري وإيجابي في السوق العقاري الإقليمي.
وبفضل أدائها المتميز في المبيعات، أصبحت مجموعة طلعت مصطفى القابضة صاحبة أعلى حجم مبيعات في المنطقة من حيث عدد الوحدات المباعة، وثاني أكبر شركة من حيث قيمة المبيعات المحققة في المنطقة بالمقارنة بالشركات العقارية الأخرى المدرجة بالبورصة في المنطقة (مع الأخذ في الاعتبار الاختلافات في مستوى أسعار البيع بمصر مقارنة بالأسواق الأخرى بالمنطقة)، مما يعكس جاذبية مشروعاتها العقارية الواسعة.
وكان لنجاح مجموعة طلعت مصطفى القابضة الكبير في دخول السوق السعودي دور بارز في تعزيز ريادتها في المنطقة، من خلال إطلاق مشروع بنان الريادي بمدينة الرياض في وقت سابق من العام الجاري.
يغطي المشروع أكثر من 10 ملايين متر مربع في شرق الرياض، مما يعكس قدرة المجموعة على المنافسة مع كبرى الشركات العقارية في المنطقة.
وعلى الصعيد المحلي، تستمر المجموعة في الاستحواذ على نسبة 50% من السوق المصري بين أكبر 10 مطورين عقاريين في البلاد.
وترسخ هذه النتائج غير المسبوقة ريادة مجموعة طلعت مصطفى القابضة في أسواق مصر والسعودية.
كما أن الشركة ترسي معيارًا جديدًا للقطاعات العقارية على المستويين الإقليمي والدولي، وتؤكد من جديد الدور الذي تلعبه المجموعة في تشكيل أنماط المعيشة الحديثة وإعادة تعريف معايير الجودة والحداثة، ليس فقط في المنطقة بل على المستوى العالمي أيضًا.
وعزز من هذا الأداء الاستثنائي إطلاق مشروع ساوث ميد الريادي في 2024 على الساحل الشمالي المصري، وهو مشروع مستدام تم كشف الستار عنه في شهر يوليو بمساحة 23 مليون متر مربع، ويعيد المشروع تعريف مفهوم الفخامة للوجهات الواقعة على البحر المتوسط بمستوى ينافس أفضل الوجهات الساحلية في أوروبا.
وحقق المشروع مبيعات مذهلة بلغت 280 مليار جنيه (ما يعادل 5.6 مليار دولار أمريكي) خلال أشهر قليلة فقط من إطلاقه، متجاوزًا بكثير كل توقعات السوق.
ووفقًا لمعطيات الشركة، فإن المشروع يعتبر من أنجح المشروعات العقارية على المستوى العالمي التي تم إطلاقها.
يعتمد المشروع على نموذج الأعمال خفيف الأصول وقليل المخاطر، وهو قائم على اتفاقية تطوير تستند في المقام الأول على جاذبية علامة TMG التجارية وقيمتها الفريدة.
ويضمن هذا النموذج للمجموعة أرباحًا مرتفعة ومستدامة وتدفقات نقدية ثابتة، مع توقع أن تتجاوز إيرادات المشروع للمجموعة مستوى 100 مليار جنيه خلال فترة أجل المشروع.
كما لعب التوسع الدولي المتزايد للمجموعة دورًا محوريًا في نجاح ساوث ميد، حيث نجحت المجموعة بفضل منصات المبيعات الرقمية المتقدمة، وشبكة مكاتب المبيعات القوية في السعودية والإمارات، في استقطاب وجذب عملاء من مصر ودول الخليج وغيرهما. الأمر الذي ساهم في تعزيز مكانة ساوث ميد كمنتج عقاري مرموق على المستوى العالمي.
ويثبت هذا الإنجاز قدرة المجموعة على الجمع بين التخطيط الابتكاري والتنفيذ المتميز، وترجمة الأفكار الطموحة إلى معالم تطوير بارزة تستقطب المجتمعات الراقية ذات القدرة الإنفاقية العالية وتضمن استمرارية تدفقات الدخل المتكرر للمجموعة من المحافظ التجارية والمحلات والأندية الرياضية والخدمات المقدمة لقاطني المشروع ومشروعات الضيافة.
وحققت مجموعة طلعت مصطفى إلى جانب مشروع ساوث ميد إنجازات أخرى كبيرة في مشروعاتها الرائدة في منطقة شرق القاهرة، ومنها مدينتي ونور وسليا.
ويمثل مشروع بَنَان في السعودية نقطة انطلاق رئيسية للتوسع في تواجد المجموعة مستقبلًا في أسواق دول الخليج، وساهم المشروع بإضافة نحو 64 مليار جنيه (1.2 مليار دولار أمريكي) من المبيعات المقومة بالعملات الأجنبية إلى إجمالي المبيعات.
ويندرج هذا التوسع ضمن استراتيجية المجموعة لتنويع مصادر دخلها، ويهدف هذا النهج إلى تعزيز المرونة المالية للشركة وتقليل التأثير السلبي لتقلبات العملة المحلية، ويأتي ذلك متماشيًا مع هدف الإدارة لتحقيق 60% من الدخل بالعملات الأجنبية على المدى المتوسط.
وتظل المجموعة ثابتة في التزامها بالابتكار، مع التركيز على إنشاء أفكار رائدة وتنويع مصادر الدخل من خلال الاستفادة من قوة علامتها التجارية وخبرتها في السوق.
ومن خلال التحليل المستمر للسوق واستكشاف الفرص الجديدة، حققت المجموعة مبيعات بقيمة 44.3 مليار جنيه تقريبًا في عام 2024 لأطراف ثالثة ومستثمرين مؤسسيين.
وقد تم تحقيق ذلك من خلال إعادة بيع العقارات القائمة أو المستقبلية على الخارطة مقابل رسوم. ولا تولد هذه المبادرة دخلًا إضافيًا كبيرًا فحسب، بل تغطي نفقات الشركة العامة والإدارية، وتعزز أيضًا استراتيجية المجموعة للتقليل من المخاطر.
وعلاوة على ذلك، فإن معاملات الأراضي الأخيرة مع المستثمرين المؤسسيين المدرجة في هذا الرقم - بحيث تقوم مجموعة طلعت مصطفى بتطويرها – وبناء على تقييمات أطراف معتمدة لهذه الأراضي تؤكد على القيمة الهائلة لمحفظة الأراضي للمجموعة في مشاريعها داخل مصر.
وتتكون هذه المحفظة من المشاريع الرئيسية مثل مدينتي والرحاب ونور وسيليا ومشاريع أخرى، وتقدر قيمتها الآن بنحو 241 مليار جنيه صافي بعد استبعاد الالتزامات.
ومن المتوقع أن تستمر الشركة في الحفاظ على قوة أداء مبيعاتها خلال العام المقبل، وذلك نتيجة لاستمرار نجاح مشروعاتها المتكاملة التي تقدمها TMG والإطلاق المتوقع لمشروع "السباين" في النصف الثاني من 2025، وهو عبارة عن مشروع ضخم يمتد على 2.4 مليون متر مربع وسيعمل على تعزيز منطقة "مدينتي" والمناطق المحيطة بها من خلال توفير مركز تجاري عصري مع أبراج شاهقة تضم وحدات سكنية، ومحلات تجارية راقية، ومساحات ترفيهية وإدارية، بالإضافة إلى مرافق ضيافة. وهو ما سيعزز من الأداء البيعي والدخل المتكرر.
وقد تمكنت TMG من الصمود في وجه التحديات وباتت مستعدة لتحقيق مزيد من النمو بفضل إدارتها المالية الحكيمة وتميز عملياتها التشغيلية، مما ساعدها على التأقلم مع الظروف الصعبة مثل تفشي جائحة كورونا مع الاستمرار في الازدهار بفضل قوة ميزانيتها العمومية ونموذج أعمالها الذي أثبت نجاحه.
هذا إلى جانب تمتعها بإدارة تمتلك رؤية استراتيجية واضحة تتيح لها الاستفادة من فرص السوق الجديدة. ولا تزال المجموعة تحرص – بفضل رؤيتها الطموحة وانتهاجها لاستراتيجيات متطورة وسعيها الدؤوب لتحقيق التميز – على تقديم مشروعات ابتكارية ومستدامة للارتقاء بجودة الحياة في المجتمعات المحلية في مصر وغيرها من الأسواق الأخرى خارج الحدود المحلية، مع القيام في الوقت نفسه بإعادة رسم المشهد العقاري المستقبلي من خلال إرساء معايير عالمية جديدة.