«المؤتمر السوداني» يراجع أداء مؤسساته ويجيز الرؤية السياسية للحزب
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
قال حزب المؤتمر السوداني إن رؤيته السياسية تتضمن عدة نقاط على رأسها السعي لتقديم الحل السياسي التفاوضي بديلاً للنزاع المسلح عبر دعم منبر جدة.
الخرطوم: التغيير
أعلن حزب المؤتمر السوداني، انعقاد دورة المجلس القومي الأولى للحزب يوم 7 اكتوبر الحالي، لمناقشة مآلات الأوضاع الإنسانية والأمنية جراء الظرف الذي فرضته حرب 15 ابريل اللعينة، ومراجعة أداء أجهزته التنفيذية ومواقف الحزب السياسية الرامية لإيقاف الحرب واستعادة مسار الانتقال المدني الديمقراطي.
وانزلق السودان إلى حرب طاحنة بين الجيش النظامي ومليشيا الدعم السريع- شبه النظامية، في 15 ابريل الماضي، خلفت آلاف القتلى والجرحى، وملايين النازحين واللاجئين، وخلقت واقعاً إنسانياً مزرياً.
أهمية الحل السياسيوقال المجلس في بيان صحفي، إنه تم خلال الاجتماعات تقييم أداء الأجهزة، والتأمين على دعم الخطوات القادمة لقيادة الحزب في جهودها الرامية لإيقاف الحرب عبر بناء أوسع جبهة مدنية لوقف الحرب واستعادة المسار المدني الديمقراطي.
وأضاف أن المجلس أجاز الرؤية السياسية للحزب والتي تتلخص في عدد من النقاط على رأسها السعي لتقديم الحل السياسي التفاوضي بديلاً للنزاع المسلح عبر دعم منبر جدة، ودعوة الطرفين للانخراط فيه مجددا تمهيداً لوقف دائم لإطلاق النار، تعقبه عملية سياسية تعيد البلاد إلى مسار انتقال مدني ديمقراطي يفضي إلى سلطة مدنية خالصة وصولاً إلى الانتخابات.
وأضاف بأن الحزب يتبنى في هذا المسار ضرورة أن تقود كافة المفاوضات إلى بناء جيش قومي مهني خالٍ من أي ميول ونزعات سياسية، ملتزماً بأدواره المهنية التزاماً صارماً.
وأكد الاستمرار في بذل كافة الجهود لتوحيد الجبهة المدنية على أساس رفض الحرب وتأسيس الانتقال المدني الديمقراطي، والتي بدأت ملامحها تتضح بانضمام عدد مقدر من القوى المدنية والمهنية والسياسية، وسيتم عقد مؤتمرها في القريب العاجل.
أولوية وقف الحربوأشار إلى أن دورة الانعقاد الأولى للمجلس تأتي بعد المؤتمر العام للحزب، وبعد دخول البلاد في متاهة حرب عبثية.
ونوه إلى امتداد آثار الحرب لجميع ولايات السودان التي يعاني سكانها من ازدياد الضغوط، ما يجعل من أولى أولويات المجلس مضاعفة الجهود في اطار تقديم العون الإنساني اللازم للحفاظ على حياة الشعب السوداني وحمايته، ومناشدة أطراف النزاع في السودان لوقف اطلاق النار وفتح المجال لتقديم الدعم والعون الإنساني.
وكرر الحزب مناشدته لأطراف الحرب بوقف إطلاق النار والعودة الى المفاوضات بمنبر جدة، وثمن الأدوار الدولية والإقليمية، ودعا القوى السياسية والمدنية والمهنية وشرفاء الشعب للانخراط معاً في العمل على تدعيم الجبهة المدنية العريضة الرامية لإيقاف الحرب واستعادة الانتقال المدني الديمقراطي.
الوسومالجيش الخرطوم الدعم السريع العون الإنساني المجتمع الدولي حرب 15 ابريل حزب المؤتمر السودانيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش الخرطوم الدعم السريع العون الإنساني المجتمع الدولي حرب 15 ابريل حزب المؤتمر السوداني المدنی الدیمقراطی المؤتمر السودانی
إقرأ أيضاً:
الإصلاح يلتقي الزبيدي لأول مرة بنكهة سعودية والحوثي محور الزيارة وإعلام الانتقالي يتجاهل
أثار لقاء وفد من قيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح بعضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، في العاصمة السعودية الرياض العديد من التساؤلات حول طبيعة اللقاء، ودلالته، والخطوات المترتبة عليه.
يعد اللقاء لافتا كونه الأول بين الطرفين، اللذان غلبت على العلاقة بينهما العداء، والتصعيد الإعلامي، وافتراق الأجندة، والخلاف حول قضايا كثيرة.
وظهر في اللقاء – وفقا للصورة التي نشرها إعلام الإصلاح - عضو الهيئة العليا رئيس الكتلة البرلمانية، النائب عبد الرزاق الهجري، وعضو الهيئة العليا أيضا أحمد القميري، ونائب رئيس الكتلة النائب انصاف مايو، والقائم بأعمال رئيس مكتب العلاقات الخارجية إبراهيم الشامي.
وسارعت وسائل الإعلام التابعة لحزب الإصلاح لنشر تفاصيل اللقاء، وقال موقع افصلاح النت الناطق بلسان الحزب إن اللقاء ناقش جملة من القضايا والمستجدات على الساحة المحلية، وكذا الأوضاع على المستوى الإقليمي، وتأثيرها على اليمن، وأن وفد الحزب أكد على أهمية وحدة الصف الوطني، لاستكمال استعادة مؤسسات الدولة.
وفي سياق الشرح لمجريات اللقاء يضيف موقع الإصلاح نت إن وفد الحزب شدد على أهمية تلاحم القوى الوطنية المساندة للشرعية، ووحدة الصف، لاستكمال المعركة الوطنية في مواجهة المشروع الإمامي الحوثي، في إشارة لجماعة الحوثي.
ولم يخف الحزب التعبير عن ارتياحه للقاء، مطالبا بأهمية التواصل المستمر، لما يخدم المصلحة الوطنية العليا، وتوحيد المكونات لتحقيق الأهداف الكبيرة، ومواجهة التحديات والمخاطر التي يسببها المشروع المليشياوي المدعوم من إيران، على اليمن ومحيطه العربي، والتنسيق المستمر من أجل نبذ الخلافات وتوحيد الجهود لبناء قاعدة وطنية صلبة، توجه الطاقات باتجاه تخليص اليمن من المشروع العنصري الكهنوتي.
الفقرتين السابقتين أوردها موقع حزب الإصلاح، ويبدو واضحا عليها حضور جماعة الحوثي، كمحرك أساسي لهذا اللقاء، ومحور للنقاش، وذلك امتدادا لذات الخطاب الذي تسوقه الحكومة اليمنية، ومن خلفها الممكلة العربية السعودية، ويتسق مع جهود عديدة تبذل تحت يافطة وحدة الصف، وتوحيد المكونات باتجاه جماعة الحوثي، وهو ما اتضح أيضا فيما نقله الحزب عن الزبيدي الذي أكد على أهمية وجدة الصف، واستمرار التواصل، ووضع استعادة الدولة، وإنهاء انقلاب الحوثيين كأولوية لدى كل المكونات والقوى السياسية.
لكن الاعلام التابع للمجلس الانتقالي تجاهل هذا اللقاء بشكل تام، وعزف عن نشره، ولم يتطرق له على الإطلاق، وفضل الصمت على الحديث أو التعليق، بما في ذلك موقع المجلس الانتقالي الرسمي، الذي يغطي أنشطة المجلس ورئيسه باستمرار.
وهيمنت الخلافات وحدة التصعيد الإعلامي بين الطرفين على العلاقة بينهما منذ إعلان تشكل المجلس الانتقالي في الرابع من مايو 2017م، وأعلن المجلس حظر جماعة الإخوان المسلمين، وهي إشارة لحزب الإصلاح في مناطق سيطرته، مثلما خاض حربا تحت يافطة اسقاطها ومحاربتها في عدة محافظات، أبرزها سقطرى، وشبوة، والمهرة.
وشهدت عدن التي تعد اليوم معقلا للمجلس الانتقالي، وعاصمة مؤقتة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، عمليات اغتيال عديدة منذ العام 2015م، طالت قيادات ومسؤولين في حزب الإصلاح، خلال إدارة الانتقالي للمحافظة، وتحكمه بالمشهد الأمني فيها، وظهرت قيادات في الانتقالي من وقت لأخر تحرض على الحزب وقيادته، بشكل غير مسبوق، ما تسبب بتوجيه عدة ضربات للحزب وأعضائه.
ومن اللافت أن أحد المشاركين في لقاء الزبيدي القيادي في حزب الإصلاح، ورئيس مكتبه التنفيذي في عدن، ونائب رئيس كتلته البرلمانية النائب أنصاف مايو، وهو الشخص الذي كشف موقع بازفيد الأمريكي قبل سنوات أن الإمارات استأجرت مرتزقة أجانب لاغتياله في عدن، لكنها فشلت في ذلك.
ويرتبط المجلس الانتقالي بدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تقف خلف تمويله، وهي الدولة التي ترى في حزب الإصلاح امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين التي حظرتها قبل سنوات، وظلت علاقتها بالحزب متذبذبة، وتنظر إليه بعداء، ووقفت خلف الضربات التي تلقاها الحزب، سواء في الحكومة أو ميدانيا، أو من خلال حملات الاغتيالات التي تعرضت لها قيادات إصلاحية، طوال الفترة الماضية.
هذه العلاقة بين الإمارات والانتقالي انعكست على علاقة الانتقالي بحزب الإصلاح، وكانت امتدادا للسياسة الإماراتية نفسها، ونتج عن ذلك قطيعة مشتركة بين الطرفين، وجاء هذا اللقاء ليحرك ركودها من جديد.
وتأتي هذه الزيارة في وقت بدت السعودية تعمل فيه على إذابة الكثير من الكتل الصلبة التي تحكم العلاقة بين الأطراف والمكونات التابعة لها، في عملية ترميم واسعة، لم تعرف دوافعها وأهدافها بعد، وتمثل ذلك في السعي لاستئناف جلسات مجلس النواب، وإتاحة الفرصة للأحزاب السياسية للعمل من جديد في عدن، وتنسيق اللقاءات المكثفة مع أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي مع سفراء ودبلوماسيين أجانب في الرياض.