‏إسرائيل المدججة بتقنية عالية من السلاح حتى أسنانها، تتلقى الآن أولى مساعدات واشنطن العسكرية ، وكأن مايملكه جيشها وهو أقوى من كل الجيوش العربية مجتمعة ، عاجزاً عن مقاومة الأسلحة البسيطة والأقل تعقيداً التي تملكها فصائل غزة.
هذا الدعم، هو رمزي الدلالة بأن الولايات المتحدة بتعدد إداراتها، ملتزمة بالدفاع عن أمن إسرائيل وضمان إستمرار تفوقها العسكري، وبتواجد حاملة الطائرات يقدم رسالة إلى إيران وحزب الله، لردع أي تدخل يهدد بتوسيع الحرب ونقلها من جغرافية غزة إلى الدائرة الإقليمية الأكبر تحت مسمى وحدة الساحات .


إيران تلقت الرسالة ونقلت مضامينها بل أوامرها إلى حزب الله بما لا يخرق قواعد أشتباك ٢٠٠٦ قصف بقصف ورشقة تقابلها رشقة ليست اكثر من ذلك ، ورسمت له حدود فعله المسلح ،في نطاق لايتخطى تسجيل موقف سياسي دعائي إعلامي ، بلا تبعات مدمرة، أي رد الفعل لايصل حد المغامرة بفتح جبهة الشمال، بعد أن رسمت الحكومة الإسرائيلية حدود المعادلة: دعم غزة المسلح يقابله تخطيها الحدود اللبنانية بشراكة عسكرية إمريكية مباشرة ، وإحتلال بيروت.
واشنطن بتدفق مدمراتها المصاحب لحاملتي الطائرات تستخدم إبراز عضلاتها العسكرية في وجه إيران من جهة ، وفتح حوار غير معلن معها من جهة أُخرى، يتصل بملفها النووي، حوار يربط الإثنين معاً :ضبط طهران لأدواتها الإقليمية المسلحة في لبنان والعراق وسورية، وحتى حوثي اليمن على هامشية قدراته ودوره المرسوم له بإستهداف حقول نفط السعودية ، مقابل مرونة إمريكية تجاه ملفها النووي والعقوبات وبقية هواجس إيران الإقتصادية الضاغطة .
المطروح على طاولات السياسة في عواصم الدول الكبرى وحتى الإقليمية، الحوار الحثيث حول رسم الخرائط لما بعد غزة ، أما تقسيمها والضفة بين مصر والأردن ومنحهما الولاية كوطن بديل ، أو الخروج من عقلية صناعة الوطن البديل، بحل حقيقي يلامس جذور المشكلة ، وتهيئة أجواء الحل الشامل، بدفع السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ثانية إلى الواجهة، بعد التغييب القسري لملء فراغ شطب حماس ،ولتكون الطرف الوحيد المقابل لإسرائيل على طاولات تسوية، برعاية دولية إقليمية .
السؤال موقع روسيا والصين من هذا التشكل الجديد ، وهل تقف طهران مغلولة اليد، وهي ترى إنتزاع ورقة قوة مركزية محسوبة عليها في غزة وعموم المنطقة ،أم تبادر بفتح الجبهة الشمالية عبر حزب الله ،ووقف إنهيارات حماس وغيرها في مستوى يمكِّن هذه التنظيمات من إعادة بناء قدراتها المسلحة مرة أُخرى؟
حتى الآن تُرسم حدود الخرائط بضرب النار ، ومن على خلفية نتائج الحرب في غزة ، ستتضح وجهة ومدى نجاح أو فشل مشروع منطقة، باتت تُعرف في أدبيات الجغرافية السياسية بالشرق الأوسط الجديد.

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

طهران تتهم الاتحاد الأوروبي بالفشل في الحفاظ على الاتفاق النووي

رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي التصريحات الأخيرة لمسؤول السياسة الخارجية الجديد في الاتحاد الأوروبي والمتحدث باسمه بشأن إيران، داعيًا إلى فهم دقيق لمفاهيم مثل "التهديد" و"السلام والأمن الدوليين" وتجنب تحريف معانيها.

وأكد بقائي في بيان نشره موقع وزارة الخارجية الإيرانية، الخميس، أن البرنامج النووي الإيراني ذو طابع سلمي بالكامل، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي فشل في الحفاظ على الاتفاق النووي المبرم عام 2015 الذي كان أحد أطرافه، ولم يتمكن من الوفاء بالتزاماته بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018.

دعم الإرهاب

واستنكر بقائي اتهام إيران بدعم الإرهاب، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي "يفتقد للمصداقية الأخلاقية في هذا الشأن، خصوصًا في ظل استضافة بعض أعضائه لعناصر وجماعات إرهابية بشكل علني"، في إشارة إلى وجود عناصر منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة.

وناقش وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم الأخير قضية "التهديد الإيراني للسلام الدولي" و"احتجاز الجمهورية الإسلامية لمواطنين أجانب بهدف ممارسة النفوذ"

وأعلنت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس يوم الاثنين، بعد اجتماع وزاري، أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الـ27 ناقشوا "التهديدات الإيرانية المستمرة للسلام الدولي" وأوضحوا أن ممارسة طهران المتمثلة في احتجاز الرعايا الأجانب  يجب أن تتوقف.

مقالات مشابهة

  • وزيرا خارجية السعودية وروسيا يبحثان هاتفيا المستجدات الإقليمية
  • طهران تتهم الاتحاد الأوروبي بالفشل في الحفاظ على الاتفاق النووي
  • وزير خارجية إيران: لم نتلقَ أية رسالة من ترامب بشأن التفاوض والأساس هو عدم الثقة
  • وزير خارجية إيران: طهران لم تتلق رسالة من ترامب بخصوص المفاوضات
  • زيارة مهمة.. مبعوث ترامب للمنطقة في إسرائيل اليوم .. فماذا سيفعل؟
  • عراقجي: إيران مستعدة لسماع عرض ترامب بشأن "الاتفاق النووي"
  • بطائرات أمريكية.. إسرائيل ترسل أسلحة حزب الله إلى أوكرانيا
  • واشنطن تطرح صفقة طويلة الأمد مع إيران.. لا حرب ولكن!
  • واشنطن تطرح صفقة طويلة الأمد مع إيران.. لا حرب ولكن! - عاجل
  • عراقجي: إيران مستعدة لسماع عرض ترامب بشأن "الاتفاق النووي"