إيران مغلولة اليد عقب تلقيها رسالة أمريكية بشأن إسرائيل..فماذا عن الصين وروسيا؟
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
إسرائيل المدججة بتقنية عالية من السلاح حتى أسنانها، تتلقى الآن أولى مساعدات واشنطن العسكرية ، وكأن مايملكه جيشها وهو أقوى من كل الجيوش العربية مجتمعة ، عاجزاً عن مقاومة الأسلحة البسيطة والأقل تعقيداً التي تملكها فصائل غزة.
هذا الدعم، هو رمزي الدلالة بأن الولايات المتحدة بتعدد إداراتها، ملتزمة بالدفاع عن أمن إسرائيل وضمان إستمرار تفوقها العسكري، وبتواجد حاملة الطائرات يقدم رسالة إلى إيران وحزب الله، لردع أي تدخل يهدد بتوسيع الحرب ونقلها من جغرافية غزة إلى الدائرة الإقليمية الأكبر تحت مسمى وحدة الساحات .
إيران تلقت الرسالة ونقلت مضامينها بل أوامرها إلى حزب الله بما لا يخرق قواعد أشتباك ٢٠٠٦ قصف بقصف ورشقة تقابلها رشقة ليست اكثر من ذلك ، ورسمت له حدود فعله المسلح ،في نطاق لايتخطى تسجيل موقف سياسي دعائي إعلامي ، بلا تبعات مدمرة، أي رد الفعل لايصل حد المغامرة بفتح جبهة الشمال، بعد أن رسمت الحكومة الإسرائيلية حدود المعادلة: دعم غزة المسلح يقابله تخطيها الحدود اللبنانية بشراكة عسكرية إمريكية مباشرة ، وإحتلال بيروت.
واشنطن بتدفق مدمراتها المصاحب لحاملتي الطائرات تستخدم إبراز عضلاتها العسكرية في وجه إيران من جهة ، وفتح حوار غير معلن معها من جهة أُخرى، يتصل بملفها النووي، حوار يربط الإثنين معاً :ضبط طهران لأدواتها الإقليمية المسلحة في لبنان والعراق وسورية، وحتى حوثي اليمن على هامشية قدراته ودوره المرسوم له بإستهداف حقول نفط السعودية ، مقابل مرونة إمريكية تجاه ملفها النووي والعقوبات وبقية هواجس إيران الإقتصادية الضاغطة .
المطروح على طاولات السياسة في عواصم الدول الكبرى وحتى الإقليمية، الحوار الحثيث حول رسم الخرائط لما بعد غزة ، أما تقسيمها والضفة بين مصر والأردن ومنحهما الولاية كوطن بديل ، أو الخروج من عقلية صناعة الوطن البديل، بحل حقيقي يلامس جذور المشكلة ، وتهيئة أجواء الحل الشامل، بدفع السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير ثانية إلى الواجهة، بعد التغييب القسري لملء فراغ شطب حماس ،ولتكون الطرف الوحيد المقابل لإسرائيل على طاولات تسوية، برعاية دولية إقليمية .
السؤال موقع روسيا والصين من هذا التشكل الجديد ، وهل تقف طهران مغلولة اليد، وهي ترى إنتزاع ورقة قوة مركزية محسوبة عليها في غزة وعموم المنطقة ،أم تبادر بفتح الجبهة الشمالية عبر حزب الله ،ووقف إنهيارات حماس وغيرها في مستوى يمكِّن هذه التنظيمات من إعادة بناء قدراتها المسلحة مرة أُخرى؟
حتى الآن تُرسم حدود الخرائط بضرب النار ، ومن على خلفية نتائج الحرب في غزة ، ستتضح وجهة ومدى نجاح أو فشل مشروع منطقة، باتت تُعرف في أدبيات الجغرافية السياسية بالشرق الأوسط الجديد.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي يؤكد اقتراب الاحتلال من اتخاذ قرار بشأن مهاجمة النووي الإيراني
شدد الكاتب الإسرائيلي يوآف ليمور، على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تقترب من نقطة الحسم فيما يتعلق بإمكانية شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، في ظل التقدم المقلق الذي تحرزه طهران في برنامجها النووي.
وقال الكاتب في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، إن "إسرائيل ترى أن هذه فرصة سانحة لتنفيذ ضربة عسكرية، مستفيدة من الضعف النسبي لإيران والتنسيق الوثيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة".
وأضاف أن "النقاش حول ضرب إيران استمر لسنوات، لكنه بلغ ذروته في بداية العقد الماضي، ما دفع إلى توقيع الاتفاق النووي عام 2015، قبل أن تنسحب الولايات المتحدة منه في 2018".
ولفت الكاتب إلى أن دولة الاحتلال "أعادت تكثيف استعداداتها العسكرية منذ 2022، خاصة خلال فترة رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، واستمرت هذه الاستعدادات حتى أثناء الحرب، بل وتسارعت في بعض الجوانب نتيجة العمليات العسكرية البعيدة مثل الضربات الجوية في اليمن وإيران، التي زادت من خبرة القوات الإسرائيلية في تنفيذ هجمات معقدة".
وبحسب الكاتب الإسرائيلي، فإن "هناك أربعة تطورات رئيسية دفعت إسرائيل إلى إعادة النظر في مهاجمة إيران". الأول هو "الضعف الذي أصاب التحالف الإيراني، وخاصة حزب الله، الذي تراجعت قدراته بشكل كبير بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة، ما قد يقلل من احتمالية تدخله في أي مواجهة مع إيران".
أما التطور الثاني، فقد أشار إلى أنه "مرتبط بالهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران نفسها"، موضحا أن "الضربات التي استهدفت أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية جعلت المجال الجوي الإيراني أكثر انكشافا، مما يمنح الطيران الإسرائيلي حرية أكبر في تنفيذ عمليات داخل العمق الإيراني".
وفيما يتعلق بالتطور الثالث، لفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن "إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة قد تعزز فرص إسرائيل في تنفيذ الهجوم، خاصة أنه فرض عقوبات مشددة على إيران، ومن غير المرجح أن يعيق أي تحرك إسرائيلي ضدها".
أما التطور الرابع، فأوضح أن "إيران أحرزت تقدما كبيرا في برنامجها النووي، حيث أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران باتت تمتلك 274 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة، وهي كمية تكفي لإنتاج ست قنابل نووية".
وشدد الكاتب على أن دولة الاحتلال الإسرائيلي "تتابع عن كثب هذه التطورات، وترى أن هناك نافذة زمنية محدودة لاتخاذ قرار بتنفيذ هجوم عسكري ضد إيران".
واختتم المقال بالإشارة إلى أن "التغييرات القادمة في قيادة الجيش الإسرائيلي، مع تولي إيال زمير منصب رئيس الأركان بدلا من هرتسي هليفي، قد تؤثر على توقيت اتخاذ القرار النهائي بشأن الهجوم" على المنشآت النووية الإيرانية.