جيرالد فورد قبالة إسرائيل.. تعرف على قدرات أقوى حاملة طائرات أميركية نووية
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
أعلن البنتاغون، الثلاثاء، أن حاملة الطائرات الأميركية، جيرالد فورد، التي تم إرسالها إلى قبالة إسرائيل كإجراء رادع ضد "الأعداء" الإقليميين من مغبة التدخل في الحرب بين حماس وإسرائيل، وصلت بعد ظهر أمس، إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.
وكانت حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد فورد" تعمل في البحر الأبيض المتوسط عندما وجهتها إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، نحو الشرق الأوسط بعد وقت قصير من هجوم حماس على إسرائيل، السبت.
وقال الجنرال إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية المسؤولة عن العمليات العسكرية، في بيان إن "وصول هذه القوات ذات القدرات العالية إلى المنطقة يعد إشارة قوية للردع إذا فكر أي طرف معاد لإسرائيل في محاولة الاستفادة من هذا الوضع".
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قال، في تصريح صحفي إن الولايات المتحدة لم تحرك حاملة الطائرات إلى منطقة شرق البحر المتوسط من أجل حركة "حماس"، بل "لإرسال رسالة ردع واضحة إلى الدول الأخرى أو الجهات الفاعلة غير الحكومية التي قد تسعى إلى توسيع نطاق هذه الحرب".
ما هي "جيرالد فورد"؟هي حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية، تم تطويرها من قبل قسم بناء السفن "نيوبورت نيوز" التابع لشركة "هنتنغتون إينغلس" للصناعات البحرية الأميركية، في إطار برنامج حاملات الطائرات CVN-21.
تمثل "جيرالد فورد" أول إعادة تصميم رئيسية لحاملة الطائرات التابعة للبحرية الأميركية من طراز "نيميتز" منذ أكثر من أربعة عقود.
سميت هذه الفئة من حاملات الطائرات بهذا الاسم، نسبة للرئيس الأميركي الـ38، جيرالد فورد.
ميزات تقنية..تستطيع حمل 90 طائرة مقاتلة من أسراب مختلفة (إف 35 وإف 16 وغيرها)، إلى جانب أنواع مختلفة من الطائرات المسيرة.
تكمن قوة هذه الحاملة الفريدة في كونها قادرة على الإبحار لسنوات دون التزود بالوقود نظرا لاعتماد محركاتها على الطاقة النووية عبر مفاعين من نوع A1B ("A" يرمز لأول حرف من حاملة الطائرات بالإنكليزية، و"1" تعني الجيل الأول، و"B" أول حرف لشركة Bechtel، الشركة المصنعة).
يولد مفاعل A1B ما يقرب من ثلاثة أضعاف الطاقة التي تولدها محطات مفاعل A4W على الحاملات من فئة نيميتز.
يبقى الرقم الدقيق للطاقة التي تنتجها هذه الحاملة سري، لكن التقديرات تشير إلى أن إجمالي الزيادة في الطاقة يبلغ 700 ميغاواط، وفق موقع "إنجينيرينغ".
إلى ذلك، تمتلك هذه الحاملة قدرة التخفي عن الرادارات رغم حجمها الكبير.
يبلغ طولها 333 مترا، وارتفاعها 76 مترًا، وعرضها 78 مترا.
يتواجد على متنها طاقم مكون من 4500 شخص.
التصميم والمزايا التقنيةساهمت إزالة وحدة مصعد طائرة واحدة وتقليل عدد حظائر الطائرات من ثلاثة إلى اثنين في تقليل وزن هذه السفينة الجديدة مقارنة بسلفها.
تُعد جيرالد فورد أكبر من سابقتها، من فئة نيميتز، لكنها تستوعب طاقما أقل ما بين 500 إلى 900 من أفراد الطاقم الذي كان بإمكان الحاملة من طراز "نميتز" حمله.
ويرجع ذلك أساسا لأن التقنيات الجديدة المستحدثة فيها أدت إلى انخفاض بنسبة 30% في متطلبات الصيانة "وسيتم تحقيق خفض إضافي في عبء عمل الطاقم مستقبلا" وفق موقع "نافال تكنولوجي".
تتمثل الاختلافات الرئيسية الأخرى بين جيرالد فورد وسابقاتها من فئة نيميتز في الأداء التشغيلي، حيث تتيح هذه الفئة الجديدة، زيادة في معدلات الطلعات الجوية بمعدل 160 طلعة جوية في اليوم (مقارنة بـ 140 طلعة في اليوم سابقا)، مع توليد وتوزيع الطاقة الكهربائية بنسبة 150% لدعم الأنظمة التكنولوجية المتقدمة للسفينة.
تشتمل الطوابق السفلية على تصميم مرن قابل لإعادة التشكيل بسرعة، مما يتيح تصميمات مختلفة وتركيب معدات جديدة في مناطق القيادة والتخطيط والإدارة.
ترسانتهاإلى جانب حمل أكثر من 90 طائرة حربية، تتمتع جيرالد فورد بقدرة تدميرية هائلة، على أساس ما تتيحه صواريخها، مثل " ESSM" (صاروخ Sea Sparrow المتطور)، وRAM (صاروخ هيكل الطائرة المتدحرج)، وMk-15 Phalanx CIWS (نظام الأسلحة القريبة).
صاروخ "سي سبارو" المتطور يتمتع بقدرة مذهلة على حماية حاملة الطائرات هذه من الصواريخ وطائرات العدو.
يمكنه تعبئة أربع صواريخ أرض-أرض وإطلاقها على كيانات مهاجمة معقدة مثل الصواريخ المضادة للسفن الفرط صوتية.
صاروخ "رام" أرض -جو (Rolling Airframe Missiles) يستطيع إصابة أهداف بعيدة بدقة عالية، حيث يبلغ مداه 5.6 ميلاً.
"أم كاي 15" Mk-15 Phalanx CIWS (نظام الأسلحة القريبة):
تم تصميم هذا النظام أيضًا للهجوم المضاد بالصواريخ المضادة للسفن.
يعد مدفع فولكان عيار 20 ملم الموجه بالرادار الخط الأخير للدفاع الآلي عن الأسلحة ضد الطائرات المهاجمة والصواريخ المضادة للسفن.
يطلق هذا الحارس الآلي طلقات خارقة للدروع بمعدل 4500 رصاصة في الدقيقة.
وقُتل نحو 1200 شخص على الأقلّ في إسرائيل منذ بدء هجوم حركة حماس، وفق الجيش الإسرائيلي.
في المقابل، قتل ما لا يقلّ عن 1055 فلسطينيًا في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع.
ومن خلال إرسال حاملة الطائرات "جيرالد فورد" إلى المنطقة، تهدف واشنطن إلى منع تدخل أطراف أخرى في الصراع مستغلة الوضع الحالي، وفق تصريحات عدة مسؤولين أميركيين.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: حاملة الطائرات جیرالد فورد
إقرأ أيضاً:
(سلسلة الأرض المقدسة.. معركة اليمن المفصلية)
استدراك : سلسلة تواكب وتوثق المعارك الحالية التي يخوضها الجيش اليمني في مواجهة أعتى جيوش العالم ضمن المواجهة المفصلية في إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” المساندة لمظلومية الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مبنية على الوقائع والأحداث الدائرة وتقدم ثراء معرفياً لجميع الشخوص والكيانات والأحداث المرتبطة بالأحداث بطريقة السرد الروائي.
الحلقة الأولى:
(حكاية أشهر عملية عسكرية في التاريخ الحديث )
الساعة السابعة مساء يوم الاربعاء 18 ديسمبر 2024 م .
مساء بارد وجاف آخر من مساءات منتصف ديسمبر بمدينة المنامة البحرينية .
يتابع أحدهم سارية العلم الأمريكي من نافذة القلعة المبنية على الطراز الخليجي تلوح في فناء المقدمة.
يبدو الرجل مهموماً يحدق في اللا شيء ويفكر كثيراً ابن الـ56 عاماً يبدو أنيقاً في بزته العسكرية البحرية، انه الادميرال جورج ويكوف قائد الأسطول البحري الأمريكي الخامس.
جورج إم ويكوف هو نائب أدميرال في البحرية الأمريكية ويشغل منصب قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية والأسطول الخامس للولايات المتحدة والقوات البحرية المشتركة.
تاريخ ومكان الميلاد: 25 يناير 1968م (العمر 56 سنة)، نيو برونزويك، نيو جيرسي، وشغل سابقًا منصب نائب مدير هيئة الأركان المشتركة من عام 2021م إلى عام 2023م.
يعيد التفكير من جديد بالخطة التي رسمها مع مساعديه وسيتم تنفيذها مساء السبت القادم بشن هجوم جوي واسع ضد اليمن، لهذا تم تحريك حاملة الطائرات يو إس إس هاري ترومان (CVN – 75) هي حاملة طائرات تابعة لبحرية الولايات المتحدة الأمريكية ومسماة باسم الرئيس الأمريكي الـ33 هاري ترومان.
حاملة طائرات من فئة نيميتز ،السفينة عبارة عن مدينة عائمة تضم 5200 رجل وامرأة، ويبلغ ارتفاعها 24 طابقًا، ويبلغ طولها 1092 قدمًا وعرضها 257 قدمًا.
* * *
في الساعة الثالثة من فجر يوم السبت 21 سبتمبر في مقر سري لقيادة عمليات الجيش اليمني، يقف قائد عسكري شاب يحرك يده على خارطة تفاعلية أمامه، شارحاً لأربعة من الضباط يقفون حوله بشكل نصف دائري تحركات حاملة الطائرات الأمريكية ترومان خلال الأيام الفائتة والتي وصلت الآن إلى مكان يسمح للطائرات التي تحملها بمهاجمة اليمن، حيث كانت قيادة الجيش قد أعدت لهم خطة محكمة للغاية سيسجلها تاريخ الحروب العسكرية كأعظم هجوم عسكري في التاريخ الحديث.
* * *
الساعة الحادية عشرة مساء السبت 21 ديسمبر 2024 م، من على قمرة قيادة حاملة الطائرات ترومان، يزفر شهيقه بصعوبة الكابتن ديف سنودن قائد حاملة الطائرات وهو يتابع أولى طلعات الطائرات من على الحاملة تخرج الكابتن ديف سنودن من الأكاديمية البحرية الأمريكية عام 1996م بدرجة بكالوريوس العلوم في هندسة الطيران والفضاء، وحصل على درجة الماجستير في استراتيجية الموارد الوطنية من كلية آيزنهاور للأمن الوطني واستراتيجية الموارد التابعة لجامعة الدفاع الوطني عام 2016م.
يتابع بقلق الطائرة الثالثة وهي تقلع وفجأة يشاهد على الرادار أجساماً غريبة مختلفة من أماكن مختلفة تقترب بسرعة باتجاه حاملة الطائرات، ليطلق نداء الإنذار للطاقم ويتم إيقاف عملية الهجوم الواسع وتبديلها بخطة دفاعية لمواجهة الهجوم الغامض القادم.. فماذا حصل وكيف تحول الهجوم الواسع المنتظر لأكبر هزيمة يتلقاها الجيش الأمريكي على مر تاريخه.
* * *
في العلوم العسكرية تُعرف خطط “الخداع الاستراتيجي” على أنها “مجموعة الإجراءات والأنشطة المنسقة والمخطط لها بعناية بالغة، بغية إخفاء التفاصيل الخاصة بالاستعدادات الجارية لشن هجوم مرتقب، والتي قد يؤثر اطّلاع العدو عليها، في مجريات الحرب بصفة عامة”، وتشمل هذه الإجراءات حزمة واسعة من الإجراءات التي لا تشمل فقط الجانب التعبوي أو التكتيكي، بل تشمل أيضًا الجوانب السياسية والاقتصادية والإعلامية المرتبطة بعمليات التجهيز لبدء الهجوم المرتقب، بهدف أساسي وهو منع الأجهزة الاستخباراتية والمعلوماتية المعادية من التقدير الصحيح للموقف الاستراتيجي والتكتيكي، وتوجيه تقديراتها وجهودها نحو اتجاهات زائفة؛ تؤدي إلى قرارات ميدانية واستراتيجية تصب في صالح القوات الصديقة.
* * *
هذا ما تفتقت عليه عبقرية قيادة الجيش اليمني التي عرفت نوايا الهجوم الأمريكي الواسع وجهزت له عملية عسكرية، اعتمدت على التضليل والتشتيت، فما ان بدأت أولى الطائرات هجومها على اليمن، حتى انطلقت تباعاً ثمانية صواريخ مجنحة من أماكن مختلفة مسنودة بـ17 طائرة مسيَّرة، عصفت بحاملة الطائرات الأمريكية والمدمرات الحامية لها، عبر أسلوب هجومي دقيق ومنظم، حققت فيه انتصاراً تاريخياً غير مسبوق سيسجله التاريخ العسكري كأعظم معركة عسكرية في التاريخ الحديث.