المغرب لن يكرر غلطة البرازيل و جنوب أفريقيا في استضافة المونديال .. كيف ذلك ؟
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
زنقة 20 | الرباط
بعد 5 محاولات، نجح المغرب أخيراً في الظفر بشرف استضافة كأس العالم بعد إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم نجاح الملف الثلاثي المشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030.
وتعد هذه النسخة سابقة في تاريخ البطولات العالمية حيث ستنطلق في قارة وتنتهي في قارتين، وستستضيف أوروغواي وباراغواي والأرجنتين المباريات الثلاث الأولى للاحتفال بمرور 100 عام على أول بطولة لكأس العالم، ثم تنتقل المنافسات إلى المغرب وإسبانيا والبرتغال.
وتنظيم كأس العالم ليس مناسبة رياضية فحسب، بل فرصة لتحقيق فوائد اقتصادية للبلدان المنظمة على مستوى السياحة والخدمات والبنية التحتية وغيرها من المجالات التي ستتأثر إيجابا.
وفي المقابل فإن الدول المستضيفة، عليها توفير أغلفة مالية مهمة لتوفير الملاعب و البنية التحتية اللازمة لاستقبال العالم.
متتبعون يرون أن المغرب لن يكرر غلطة جنوب افريقيا التي استضافت كأس العالم 2010 و البرازيل 2014 ، حينما تكبدتا خسائر كبيرة بملايير الدولارات، وبقيت الملاعب عرضة للإهمال بعد نهاية البطولة نظرا لضعف الدوريات المحلية و الموارد المالية الكبيرة التي خصصت لبنائها دون تخطيط أو استراتيجية.
و حسب هؤلاء ، فإن المغرب سيحسب جيدا كيف يحضر لمونديال 2030 ، وسيحاول التوفيق بين تنظيم مونديال بمواصفات عالمية لكن مع الأخذ بعين الاعتبار الموارد المحلية و مستقبل البنية التحتية التي ستصرف عليها أموال مهمة لكن في المقابل يجب أن تحقق العائدات بعد انتهاء كاس العالم.
ولعل من ابرز النقط التي تقوي فرص المغرب لاسترداد ما سيصرف في البنية التحتية الكروية لاستضافة المونديال، نجد قوة الدوري المحلي الذي أصبح يصنف ضمن أقوى الدوريات الكروية العربية و الأفريقية.
و اعتبر مراقبون ، أن المغرب لن يخسر أي شيئ إذا قام مثلا بإنشاء ملعب عالمي بضواحي الدارالبيضاء ، لأنه يتوفر على ناديين عالميين مثل الرجاء و الوداد و اللذان يستحقان في الاصل ملعب يليق بهما و سيستفيدان منه كثيرا بعد نهاية المونديال ، بالإضافة طبعا لمركب محمد الخامس الذي ستعاد تهيئته.
و تدفع الدول مبالغ طائلة لاستضافة مباريات كأس العالم لكرة القدم وذلك لإنشاء ملاعب مخصصة لهذه المباريات لتتطابق مع متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم.
لكن غالبا ما تنتهي بطولات كأس العالم، تاركة وراءها دولاً أنفقت مليارات الدولارات على ملاعب، قد لا تكون هناك أي حاجة ماسة لها، لكبر حجمها وضخامتها ، لذا بعضها قد لا يستخدم بعد دورة كأس العالم.
هذا ولا ننسى الأموال الهائلة التي تدفعها هذه الدول لصيانة هذه الملاعب.
فعلى سبيل المثال يخسر ملعب Greenpoint في جنوب إفريقيا والذي بلغت تكلفة بنائه 600 مليون دولار بناء على طلب الفيفا لاستضافة كأس العالم 2010، نحو عشرة ملايين دولار سنوياً، ما دفع بعض السكان المطالبة بهدمه لتوفير هذه الأموال.
إلا أن تجربة جنوب إفريقيا لم تكن درسا للبرازيل.
حب البرازيل لهذه الرياضة جعل كأس العالم لكرة القدم عام 2014 لا ينسى لكل سائح زارها، ولكن ثمن هذه التجربة كان باهظا للبرازيل، حيث أنفقت الأخيرة ثلاثة مليارات و600 مليون دولار لإنشاء وترميم 12 ملعبا لكأس العالم، لم تتمكن الحكومة حتى اليوم من تسديد فاتورة هذه الدورة والتي تعتبر الأغلى في التاريخ.
وعلى ما يبدو فإن تجربة كل من جنوب إفريقيا والبرازيل لم تكن درسا لروسيا فمثلا ملعب Krestovsky في مدينة سانت بطرسبرغ بدأت أعمال بنائه عام 2007، تأخر المشروع الذي صممه مهندس ياباني على شكل سفينة فضاء لغاية عام 2017 لإضافة “بعض التغييرات التجميلية” مما زاد التكلفة الإنشائية ما يقارب 548٪ لتبلغ تكلفة الإنشاء النهائية للملعب 1.1 مليار دولار، حيث إنه يعتبر واحدا من أغلى الملاعب التي بنيت على الإطلاق.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: کأس العالم لکرة القدم
إقرأ أيضاً:
ليما يحيي آمال الإمارات بالعودة إلى المونديال بعد 34 عاماً
دبي (أ ف ب): أصبح فابيو ليما رمز حملة الإمارات للصعود إلى كأس العالم لكرة القدم بعد غياب 34 عاماً، بتسجيله أربعة أهداف (سوبر هاتريك) في الفوز الساحق على قطر 5 / صفر، ضمن تصفيات آسيا المؤهلة إلى نسخة 2026.
وتأمل الإمارات في تكرار إنجاز تأهلها إلى مونديال 1990 في إيطاليا، حين صعدت للمرة الأولى في تاريخها وخرجت من دور المجموعات، ثم فشلت في ثماني محاولات لاحقة.
وعززت الإمارات بفوزها الكبير على قطر مركزها الثالث في المجموعة الأولى ضمن الدور الثالث، برصيد 10 نقاط وبفارق ثلاث عن أوزبكستان الوصيفة وست عن إيران المتصدرة.
ويتأهل أول وثاني كل مجموعة مباشرة إلى نهائيات كأس العالم، في حين ينتقل المنتخبان الحاصلان على المركزين الثالث والرابع لخوض الدور الرابع والتنافس على بطاقتين إلى كأس العالم وبطاقة إلى الملحق العالمي.
وبعد بداية مثالية بالفوز على قطر 3 / 1 في الدوحة في الجولة الأولى، حصدت الإمارات نقطة واحدة في ثلاث مباريات بالخسارة أمام إيران وأوزبكستان بنتيجة واحدة 1 / 0 والتعادل مع كوريا الشمالية 1 / 1.
لكن ليما أعاد المنتخب الإماراتي مجدداً إلى طريق الإنتصارات بتمريرتين حاسمتين أمام قرغيزستان 3 / 0 ثم تسجيل الرباعية في لقاء قطر.
وأظهرت احتفالات لاعبي الإمارات بمهاجم الوصل بعد نهاية مباراة قطر ورفعه عالياً في الملعب، وتصدر اسمه مواقع التواصل الاجتماعي مدى المكانة التي يحظى بها ليما الذي تم تجاهله من قبل المدرب البرتغالي باولو بينتو وابعده عن التشكيلة الأساسية في أول أربع مباريات من التصفيات.
وأكد بخيت سعد الدولي السابق من 1992 حتى 2001 ان الإمارات بحاجة إلى قائد وليما هو اللاعب المؤهل ليكون الرمز في المرحلة المقبلة.
وقال صاحب فضية كأس آسيا 1996: "ليما كان يحتاج إلى الثقة، بينتو أخطأ بابعاده عن التشكيلة الأساسية في المباريات الأربع الأولى وحتى في بعض الوديات، وعندما شارك أظهر معدنه كقائد".
ومع تبقي أربع مباريات في تصفيات الدور الحاسم، تطمح الإمارات بحجز إحدى البطاقتين المباشرتين من المجموعة، ولاسيما انها ستستضيف أوزبكستان الثانية في الجولة قبل الأخيرة.
وقال ليما لفرانس برس: "لدينا فرصة جيدة للوصول إلى كأس العالم، ولكن تحقيق ذلك يحتاج إلى جهد الفريق ككل، وتقديم نفس الأداء الذي ظهرنا عليه في مباراتي قرغيزستان وقطر".
وتابع ابن الحادية والثلاثين: "أشكر زملائي على مساعدتي لتسجيل أربعة أهداف وثقتهم بي، وكنت سأكون بنفس السعادة حتى ولو لم أسجل لأننا نتطلع جميعاً لفوز الفريق، والقتال لتحقيق حلم البلد الذي تشرفت بتمثيله وقدم لي فرصة عظيمة".
وكتب لاحقاً عبر حسابه في إنستغرام:" أشكر الله وزملائي في الفريق والشعب الإماراتي على دعمهم واستمرارهم في الإيمان بحلم العودة إلى كأس العالم بعد سنوات عديدة.. سنقاتل حتى النهاية من أجل هذا الهدف".
وعن الفوز الكبير على قطر، شرح: "لعبنا بشكل جيد جدا، مباراة رائعة. خاض فريقنا أفضل مباراة له ويجب أن نستمر على هذا الشكل".
ويمثل ليما منتخب الإمارات منذ 2020 وشارك في صفوفه خلال تصفيات مونديال قطر 2022، قبل أن يودع المنتخب الاماراتي بخسارة وبصعوبة أمام أستراليا في الملحق الآسيوي.
وانضم ليما إلى الوصل في 2014 بعمر 21 عاماً قادماً من أتلتيكو غوياننسي البرازيلي بنظام الإعارة لمدة موسم واحد، قبل ان يتحول العقد إلى دائم وتم تجديده في 2021 حتى 2025.
وعلى مدى عشر سنوات تحول ليما إلى الهداف الأول للوصل، وفاز معه في الموسم الماضي بثنائية الدوري والكأس بعد غياب منذ 2007 عن منصات التتويج.
كما بات ثاني أفضل هداف في تاريخ الوصل بالدوري الإماراتي برصيد 167 هدفاً خلف أسطورة النادي فهد خميس (175)، وسجل له 223 هدفاً وقدم 75 تمريرة حاسمة في 324 مباراة خاضها في صفوفه في كافة المسابقات.
وعلى الصعيد الدولي سجل ليما 16 هدفاً في 34 مباراة.