(عدن الغد)خاص.

نظم مركز حماية لحقوق الإنسان في اليمن ومركز العراق لحقوق الإنسان بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في اليمن ومركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان  يوم الثلاثاء 10 اكتوبر 2023 ندوة بعنوان: “وضع النساء النازحات واللاجئات في الوطن العربي" على منصة زووم، شارك فيها عدداً من الناشطين والمهتمين في وطننا العربي.

 

وأثناء افتتاح الندوة رحبت لبنى القدسي الأمين العام المساعد لمركز حماية لحقوق الانسان منسقة وميسرة الندوة بالضيوف مقدمي أوراق العمل من اليمن والعراق وسوريا وليبيا والسودان وفلسطين وبجميع المشاركين/ات، مشيراً أن الهدف من تنفيذ هذه الندوة هو تسليط الضوء على واقع النساء النازحات واللاجئات ضحايا الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية في الوطن العربي. 

وأكدت على اهمية أن يعيد المعنيين النظر في برامجهم وأنشطتهم حتى يتسنى لهم وضع برامج تستهدف هؤلاء النساء سواء من خلال برامج الحماية أو تقديم المساعدات الإنسانية أو التمكين الاقتصادي ،وغيرها من برامج الاستجابة الإنسانية، مشددهً على أهمية التنسيق و توحيد الجهود والتنفيذ المشترك بين المنظمات والجهات الرسمية وغير الرسمية - فكلما توحدت الجهود كلما كان تقديم الخدمة أفضل - وان يتم توجيه أنشطة المنظمات لتقديم خدمات فعلية تلامس واقع هؤلاء النساء واحتياجاتهن الضرورية. 

و قدمت الكاتبة سماح علي زيدان ممثلة مركز العراق لحقوق الإنسان ورقة اوضحت فيها أن العديد من العوائل النازحة تعاني ظروف معيشية صعبة، يفتقر النازحون غالباً إلى السكن الملائم، والمياه النظيفة، والرعاية الصحية الكافية، والتعليم المناسب. مؤكدةً أن العوائل النازحة تواجه صعوبات في تأمين الاحتياجات الأساسية لهم ولأطفالهم، وهناك عدد كبير من الوفيات بين النازحين في العراق بسبب الظروف القاسية ونقص الرعاية الصحية. 

ومن جهته، تحدث د. فارس يغمور - قاضي في محكمة تسوية المنازعات الدولية في انجلترا - في ورقته عن النساء السوريات ومعاناة النزوح واللجو، مطالباً فيها المنظمات الإنسانية ومنظمات الامم المتحدة وبالاخص مفوضيه شئون اللاجئين توفير الأمن والحماية للاجئات السوريات المتواجدات في تركيا ولبنان على وجه الخصوص، وتوفير أماكن أمنة والمستلزمات والاحتياجات الأساسية لهن. 

وأضاف د. يغمور أن اللجوء أثر على حياتهن في جميع النواحي ومنها الاقتصادية والنفسية وما يقع على المرأة اللاجئة يؤثر على أطفالها بالدرجة الأساسية، وهذا كله بسبب الشتات والتشرد والحرمان من الخدمات الأساسية ونقص المساعدات الإنسانية مما ضاعفت من معاناة النساء السوريات اللاجئات.

ومن جهتها، استعرضت د.رجاء محمد صالح - عضو اتحاد الأكاديميات العربيات - في ورقتها تأثير الحرب على النساء النازحات في السودان، حيث تعاني من أمراض متنوعة ونقص المواد الغذائية بدور الإيواء مع بطء الخدمات الصحية، كما تتعرض بعض النازحات إلى العنف المفرط بسبب اقتحام منازلهن من قوات الدعم السريع، ولم يتوفر الخروج الآمن للأسر النازحة منذ اندلاع الحرب في الخرطوم، حيث توقفت مرتبات العاملين في الدولة مما أثر على الأسر والأسر النازحة على وجه الخصوص. 

وأشارت صالح أنه وبالرغم من أن المنظمات المحلية والدولية قدمت مساعدات إلا أنها لم تحقق الهدف المنشود لاستيفاء احتياجات النازحات، وتوفير متطلباتهن لإيجاد حياة صحية كريمة تتمتع بها في مراكز الأيواء، موجههً دعوتها لمنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والمنظمات التي تهتم بالمرأة أن تكثف جهودها لتوفير احتياجات النازحات في السودان حتي انتهاء تلك الحرب، ومساعدتهن في العودة الٱمنة لديارهن.

واعتبر د. خالد ناصر الشجني - مساعد مدير الوحدة التنفيذية للنازحين بمحافظة مأرب - في ورقته أن المرأة اليمنية خاصةً النازحات أكثر  شرائح المجتمع اليمني تعرضاً منذ بداية الحرب والصراع إذ أصبحت تعيش تجربة صعبة، وتواجه تحديات وصعوبات كبيرة بما فيها فقدان سبل المعيشة والكسب، والإصابة بالأوبئة والأمراض، وصعوبة الحصول على الخدمات الأساسية، وأصبحت المرأة تتحمل اعباء تفوق قدراتها في سبيل الحفاظ على تماسك المجتمع اقتصادياً واجتماعياً، مشيراً بسرعة توفير الخدمات الأساسية للنساء النازحات وأسرهن وضمان استدامتها، وتوسيع الفرص الاقتصادية امام المرأة النازحة لضمان قدرتها على التعافي والانتعاش الاقتصادي بداخل المجتمعات المتضررة وتحقيق العدالة الاجتماعية التي تتماشي مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

وفي الورقة التي قدمتها من فلسطين المستشارة د. فاتن علي ازدحمد تحدثت فيها أن وضع النازحات واللاجئات الفلسطينيات يعتبر صعباً، فهن يواجهن تحديات متعددة في الحصول على الخدمات الأساسية، مؤكدة أن النازحات يواجهن عقبات كبيرة في الحصول على فرص اقتصادية لقلة فرص العمل، إلى جانب الممارسات التمييزية والعنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، مما يحرمهن من حقوقهن وكرامتهن وسلامتهن الشخصية. 

وأوصت ازدحمد أنه بالامكان إنشاء نظم دعم شاملة لضمان وصولهن إلى الخدمات الأساسية، ولتلبية احتياجاتهن على أن تصب جميع الجهود لتمكين هؤلاء النساء من خلال تعزيز المساواة بين الجنسين وتحدي المفاهيم النمطية الضارة وتعزيز بيئة تقدر مساهماتهن، مطالباً المنظمات الدولية والحكومات والمجتمعات توفير حلول مستدامة لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه التحديات، وذلك من خلال تنظيم حملات الدعم والتوعية  عبر تسليط الضوء على أصوات النازحات واللاجئات الفلسطينيات، وإبراز تجاربهن، وجمع الدعم لحقوقهن. 

واستعرضت الكاتبة والصحفية فاطمة غندور من ليبيا في ورقتها التي اشارت فيها أن الحالة الليبية ساهمت في تخفيف حدة ظاهرة النزوح أثناء الحروب، كذلك يعتبر التكافل المجتمعي، والجهود المتواصلة لمنظمات المجتمع المدني كان سبب لتخفيف معاناة النازحات في ليبيا، لكن ظلال الصراع المسلح، والانقسام الحاصل، غيب مسائل ذات أهمية وهي العدالة والمسائلة والتنمية وتكافؤ الفرص، وظلت النساء المعيلات الطرف المهمش في النزوح والهجرة. 

وتخللت الندوة العديد من المداخلات من قبل المشاركين/ات، والخروج بجملة من التوصيات التي تهدف إلى ايجاد فهم مشترك حول ما تعانيه النساء النازحات واللاجئات في ظل الصراعات والحروب والكوارث، وضرورة توفير الدعم المناسب في الوطن العربي وخصوصاً في المناطق التي تعاني من صراعات مسلحة لٱن النساء فيها أكثر عرضة للنزوح والهجرة واللجوء والعنف، إضافة إلى النظر في وضع المخيمات وتوفير بيئة عيش ملائمة .

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: الخدمات الأساسیة فی الوطن العربی لحقوق الإنسان

إقرأ أيضاً:

المنظمات الأهلية الفلسطينية: نطالب بإرسال بعثات دولية إلى غزة لمتابعة حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها شعبنا

ناشد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، بإرسال بعثات دولية إلى قطاع غزة للتعامل مع انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ومتابعة حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، خاصة وأن كل ناحية من نواحل العمل الإنساني تشهد أزمة وعدم قدرة على الاستجابة لتداعياتها.

وقال الشوا، في مداخلة مع قناة القاهرة الإخبارية، اليوم السبت، إن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة منذ بدء العدوان، حتى لا يروا بأعينهم تداعيات وتفاصيل الكارثة غير المسبوقة على مستوى العالم، والمنظمات الأهلية تقوم بدور كبير إلى جانب وكالات الإغاثة الدولية المختلفة لتقديم ما يمكن تقديمه، ولكن تلك القدرة بدأت في التضاؤل أمام الواقع الإنساني الخطير الذي يتدهور بشكل متسارع خاصة في شمال قطاع غزة، بعد منع الاحتلال وصول الإمدادات لقرابة 70 يوما من الإغلاق والحصار الإسرائيلي للشمال.

وأضاف أن المجاعة التي حاول برنامج الغذاء العالمي وغيره من مؤسسات التعامل معها تزداد يوما بعد يوم، وأصبحت المساعدات غير كافية مقارنة بتزايد الاحتياجات وحجم المعاناة، في ظل القيود وحجم الدمار والاستهدافات الإسرائيلية، وتظهر آثار المجاعة واضحة خاصة على الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الشديد في ظل انهيار المنظومة الصحية وحالة البرد الشديدة، لافتا إلى أن هذا الواقع هو الأقل استجابة من قبل الأطراف الدولية المختلفة على صعيد التدخل والضغط السياسي.

وأشار إلى أن بعض طواقم البعثات الدولية تمكنت من الدخول إلى قطاع غزة في ظل إجراءات وشروط يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على دخولهم وخروجهم وحركة تنقلهم، و2% فقط منهم من تمكن من الدخول إلى شمال القطاع، كما يفرض الاحتلال شروط على عملها ومساعداتها، موضحا أن منظمة الصحة العالمية تمكنت من إدخال بعض الإمدادات للشمال وتزويد المستشفيات ببعض الإمدادات الصحية، وتعمل تلك المستشفيات بأقل ما يمكن من إمكانات.

وأكد الشوا، أن منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا هي العمود الفقري للعمل الإنساني والحافظ لقضية اللاجئين الفلسطينيين، كما أنها تحمل رسالة مهمة فيما يتعلق بقضيتهم، وتقوم بدور مهم على الصعيد الطبي وتقديم الخدمات، إلى جانب الخدمات الاجتماعية ودورها في البرامج المختلفة على الأرض لا يمكن تعويضه من أي جهة أخرى.

اقرأ أيضاًالاحتلال الإسرائيلي يفرض حظر تجوال في قرية خربة أم الخير جنوب الخليل

الاحتلال الإسرائيلي ينسف عدة مبان سكنية في رفح بجنوب قطاع غزة

ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 45.206 شهيدا و107.512مصاب

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. وسط رقصات النساء الحاضرات.. الفنانة إنصاف مدني تشعل حفل غنائي في السعودية بأغاني المغارز: (يا رمة عاملة فيها مهم)
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع مساعدات إيوائية طارئة بمحافظة شبوة
  • التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لإستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم
  • "القومي لحقوق الإنسان"يرصد ويوثق حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وكيفية تعزيزها
  • الأمم المتحدة تبحث سُبُل حماية «حقوق الإنسان في ليبيا»
  • “القومي لحقوق الإنسان” يطلق مؤتمر اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة
  • أستاذ استثمار: توطين الصناعة إحدى الاستراتيجيات الأساسية التي انتهجتها الدولة لتغير واقع الاقتصاد
  • التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: نطالب بإرسال بعثات دولية إلى غزة لمتابعة حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها شعبنا
  • وزير التعليم العالي يوجه بعدم فتح القبول للمؤسسات التي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان