فيمن أتى المسجد لصلاة المغرب فوجد الجماعة قائمة، فبدلًا من أن يستدرك معهم أقام الصلاة هو ومن معه لوحدهم، قبل أن تنتهي الجماعة الأولى. فهل يصح لهم ذلك؟
لا تقام جماعتان في وقت واحد، وإن وقع ذلك فالثانية باطلة. والله أعلم.
فيمن صلى بالناس إمامًا، وبعد يوم تبين له أن الثوب الذي صلى به قد أصابه دم. فهل عليه فساد ومتى يقضيها، وهل عليه أن يخبر المأمومين بذلك؟
إن كان الدم أقل من قدر ظفر فليست عليهم إعادة، وإن كان قدر ظفر فصاعدًا فليعد وليخبر من وجده من المأمومين بذلك، ولا يكلف إخبار من لم يجده وقضاء الصلاة لا يتقيد بوقت فله أن يقضي صلاة الليل بالنهار وكذا العكس، اللهم إلا أنه ينهى عن القضاء في الأوقات التي لا تجوز فيها الصلاة، وهي عندما يطلع قرن من الشمس حتى تستكمل طلوعها، وعندما يغرب منها قرن حتى تستكمل غروبها، وعندما تقف في كبد السماء في الحر الشديد.
ما حكم المذاكرة في المسجد، والكتاب الذي يذاكر فيه به صور بشرية؟
إن كانت هذه الصور غير خلاعية، وكانت المطالعة لأجل ما في هذه الكتب من العلم، فلا مانع من ذلك، وأما إن كانت الصور خلاعية فلا. والله أعلم.
ما حكم الكلام في المسجد بغير ذكر الله؟
إن كان تعلمًّا للخير أو تعليمًا له، أو أمرًا بالمعروف أو نهيًا عن المنكر، فهو مباح محمود، وإن كان حديثًا دنيويًا فهو محجور مذموم. والله أعلم.
ما قولكم في اصطحاب الآباء لأبنائهم إلى المسجد بقصد تعويدهم على الجماعة، ولكن في بعض الأوقات تصدر من هؤلاء الأطفال حركات تضايق المصلين، فهل في هذه الحالة يمنعون من حضور المسجد؟
إن كان بإمكان هؤلاء الأولاد أن يعوا ويفهموا فعلى الآباء أن يزجروهم ويؤدبوهم، لأنهم مأمورون بأن يأمروهم بالصلاة لسبع، وإن كانوا ـ لا يعون ولو حاول آباءهم توعيتهم ـ ولا يمكنهم أن يتأدبوا ـ ولو حاولوا تأديبهم ـ وذلك لصغرهم وعدم استعدادهم الذهني لوعي ما يؤدبون به، فالأولى منعهم خشية شغلهم المصلين عن صلاتهم وخشوعهم. والله أعلم.
يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة
أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: والله أعلم إن کان
إقرأ أيضاً:
الطريق الصعب
هناك ناس إذا غابوا عنك فهم معك، فالجرح الذى لا يهزمنا يقينًا فهو يُبقينا، ولا تنزعج إذا طال الليل، طالما أنت على حق سوف يأتى الصباح، ودع الدموع الآن حتى تُدرك طريق النصر، فكلما غاب بطل جاء آخر، فالنصر يُروى بدماء الأبطال، فلا تقف ساكنًا، أكمل ما وقف عنده البطل الذى غاب، وتذكر مقولة الصديق رضى الله عنه «من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت» وأصبر وأحتسب «إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ» نعم إنه مفتاح الفرج، فليس هناك ظُلم يدوم مهما طال، والله ليس بغافل عما يفعل الظالمون، ولا تستسلم عند غياب البطل، فالشعب قادر على أن يأتى بأخر يمسك راية الكفاح ضد الظلم والقهر والإستبداد، وإن نصر الله قريب، فالصبر ليس التوكل والسكون والإنتظار إنما هو مفتاح الكفاح والعمل، ولكل مجتهد نصيب. فقد يعتقد البعض أن النضال ضد الظُلم «رمى فى التهلكة» لا والله، إنما التهلكة هى أن يقف الشخص مُنكسر أمام الظالم وجبروته، وهو يرى سفكه لدماء الأبرياء من الأطفال والنساء، والله الذى حرم الظُلم على نفسه قادر على نصرك طالما أنت سائر فى طريق من سبقوك إلى الله، حتى تكون صعبًا يقاوم الظُلم، والتاريخ مملؤ بالأبطال، وحسبنا الله ونعم الوكيل فى كل ساكت عن الحق لا يُحركه عويل النساء ودموع الأطفال.
لم نقصد أحدًا!!