الارتقاء بالأخلاق والسلوك فـي ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية «3»
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
ما أكثر الآيات والأحاديث التي وردتْ في احترام حقوق المسلمين، والتحذير من أذيتهم، والتضيق عليهم في طرقاتهم، ووضع العراقيل أمامهم، وعلى هذا فمن آداب الطريق ردُّ التحية، وإفشاءُ السلام، وإماطة الأذى، وعدمُ الجلوس في الطريق إلا بشروط، كغضِّ البصر، وكفِّ الأذى، ورَدِّ السلام والأمرِ بالمعروف، والنهيِ عن المنكر، ومساعدةِ المحتاج فى حمل متاعه، والتيسير عليه، وهداية السائل عن الطريق، فقد يكون السائلُ ضالًّا، أو أعمى، أو غريبًا، ليس من أهل البلدة، فيجهل الطرقات، وربما لو سار خطأً لتكلف المال، والوقت، وفاتتْ عليه المصلحة.
إن عدم قضاء الحاجة في الطريق، وفى الظِّلِّ من الأمور المهمة، فالمسلم يتعفَّف عن إظهار عورته أمام الناس، أو إيذاء الناس بتلك النجاسات، والفضلات، فيستجلب على نفسه اللعنةَ، فإن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قد حذرنا من التخَلِّي فى الطريق، فإنَّ الطريق حقٌّ عامٌّ، فلا يحل لمسلم أن يُفْسِدَ على الناس طريقَهم الذى يمشون فيه، أو يفسد عليهم ظِلَّهُمُ الذى يجلسون فيه للراحة، واتقاءً لحَرِّ الشمس المحرقة، ولَأْوَائِهَا، فعن أبى هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(اتقوا اللِّعَانَيْنِ، قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: الذى يتخلى فى طريق الناس، وظلهم) (رواه مسلم).
إنّ للطريق حقًّا يجب إعطاؤُه، والالتزامُ بآدابه، وكفُّ الأذى واجبٌ على المسلم فلا يحق له أن يؤذيَ الناسَ فى أبدانهم، ولا في أعراضهم، فعلى المسلم أن يكفَّ شَرَّهُ عن الناس فى الطرقات، وكف الأذى رغم أنه لا يقدِّم من خلاله شيئًا إلا أنه يُحسَبُ له صدقة، فعلينا أن نؤدي حقَّ الطريق كاملةً؛ طاعةً لله، ولرسوله (صلى الله عليه وسلم).
د. أحمد طلعت حامد سعد
كلية الآداب ـ جامعة بورسعيد بجمهورية مصر العربية
AHMEDTHALAT468@GMAIL.COM
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
هل هذا هو إسلامكم ؟
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
نحن نعلم ان الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله لعباده المؤمنين الموحدين، فهو دينُ الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وبعث به كل الرسل ليُبلغوه للناس، ودعا له الرسلُ ونشروه في أرجاء المعمورة، فهو أصلُ عقيدتهم التي اتّحدوا عليها، وانطلقوا منها، فكان هو دينهم جميعاً. .
ونعلم أيضاً ان المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، لكن بعضهم جعل السلامة مقتصرة على المسلمين وحدهم، فقالوا: المسلم من سلم المسلمون (وليس الناس) من لسانه ويده، ثم جاءنا التكفيريون ووضعوا قواعد جديدة اخرجوا بها عشرات الفرق من الملة، وأهدروا دماءهم، فما بالك بدماء الشعوب والأمم التي لا تنتمي إلى الإسلام ؟. .
المؤسف له ان الصورة التي نراها بأم أعيننا على أرض الواقع تختلف تماما عن كل المفاهيم الإسلامية العامة، وتتقاطع مع أبسط المبادئ الإنسانية في التعامل مع البشر على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم. فمنذ عام 1988 وهو العام الذي تأسس فيه تنظيم (القاعدة) في افغانستان، وعام 1992 الذي انطلقت فيه مذابح العشرية السوداء في الجزائر، وظهور تنظيم (داعش) في العراق والشام، ونحن نقف مندهشين ازاء ممارسات لم نألفها، ولم نسمع بها، وفتاوى ما انزل بها الله من سلطان، حيث صار القتل على الهوية، وفوجئنا بتفشي ظواهر بربرية جديدة تمثلت بسبي النساء واغتصابهن، والتفاخر بقتل الأطفال والتمثيل بأجسادهم، ومصادرة ممتلكات الناس باعتبارها من الغنائم. وظهرت لدينا حكومات غير متدينة (عربية وإسلامية) توفر الدعم المطلق لهذه الجماعات الارهابية التي شوهت صورة الإسلام والمسلمين. .
قبل قليل كنت اشاهد مقطعا مصورا لواجهات الدكاكين المغلقة في الأسواق السورية، مكتوب عليها بأحرف كبيرة (سني) – (شيعي) – (درزي) – (علوي) – (مسيحي)، وشاهدت مقطعا موجها لإخواننا المسيحيين في الشام، يظهر فيه مسلح ملتحي يأمرهم بدفع الجزية. ولقطات مصورة لمسلحين يقتحمون القرى العلوية ويضرمون فيها النيران، ثم يقتلون شبابها ويسبون نساءها. .
فهل هذا هو الإسلام الذي ننتمي اليه ؟.
تارة يأمرون بمعاملة الحيوانات برحمة وعدل، ويقولون: ان الإحسان إليها بابٌ من أبواب الأجر والثواب. وتارة يطلقون النيران على الجموع الغفيرة من المدنيين بلا رحمة وبلا هوادة. .
هل امركم الإسلام ان تقتلوا العلويين والشيعة والمسيحيين والدروز ؟. لماذا ؟. على أي أساس ارتكزتم ؟. وما هو دليلكم ؟. ما هو النص من القرآن، وما هو النص من السنة النبوية ؟. .
ما مورس الآن بحق الطوائف السورية ليس انتقاماً، بل هولوكوست وابادة جماعية تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم، يصورونها ويوثقونها ويتفاخرون بها. يقتلون الرجال والأطفال ثم يرمونهم من شاهق، أو يرمونهم في البحر، أو يحرقون جثامينهم كما حدث في بعض القرى والبلدات. فالساحل السوري يغرق الآن بدماء التصفيات حيث الاعدامات الميدانية، والفاعلون يتراقصون فوق جثث المغدورين، وكانت حصيلة القتلى في منطقة الساحل منذ السادس وحتى الثاني عشر من مارس 1225 مدنيا علوياً. بينما يؤكد بشار إسماعيل أنهم 22 ألف قتيل. .
فهل هذا هو اسلامكم يا جولاني ؟. .