جدل في ألمانيا حول موقف الجمعيات الإسلامية من هجوم حماس
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
تعرضت الجمعيات والاتحادات الإسلامية في ألمانيا لانتقادات عقب هجمات حماس الأخيرة في إسرائيل.
بدأ السجال بتغريدة لوزير الزراعة الألماني جيم أوزدمير على موقع "إكس" تويتر سابقا كتبها مباشرة بعد الهجوم الإرهابي المباغت لحركة حماس على إسرائيل.
وقال أوزدمير في تغريدته "صمت مدوٍٍّ من قبل الجمعيات الإسلامية (في ألمانيا) تجاه الإرهاب ضد إسرائيل.
كما أصدرت كافة الأحزاب في البرلمان الألماني، باستثناء حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي وحزب اليسار المعارض، بيانا مشتركا أكدت فيه على التضامن مع إسرائيل.
وقالت الأحزاب الألمانية في بيانها المشترك: "نؤكد على تعاطفنا مع كافة أطياف الشعب الإسرائيلي ودولة إسرائيل في هذه الساعات الصعبة. لا يوجد أي مبرر لمثل هذا الإرهاب الذي يجب أن يتوقف على الفور".
وتزامن ذلك مع دعوات على موقع إكس طالبت فيها الجمعيات الإسلامية في ألمانيا بإصدار بيان مماثل.
انقسام الجالية المسلمة
الجدير بالذكر أن هناك حوالي خمسة ملايين ونصف مليون مسلم في ألمانيا يشكلون مجتمعًا متنوعًا للغاية على مستوى البلاد.
وقد ذكرت منصة Mediendienst Integration المعنية بتبادل المعلومات حول الهجرة واللجوء في ألمانيا وتكتب للعديد من وسائل الإعلام الألمانية حول العنصرية وسياسة الهجرة، أن حوالي 70٪ من المساجد وبيوت العبادة للمسلمين في ألمانيا تعمل تحت مظلة جميعات فيدرالية أو محلية على مستوى الولايات.
ويخضع القليل من هذه الجميعات للمراقبة من قبل المكتب الألماني لحماية الدستور - جهاز الاستخبارات الداخلية - فيما تعرضت عدة جمعيات لانتقادات جراء حصولها على تمويل من إيران وتركيا.
ومباشرة بعد تغريدة الوزير أوزديمير القيادي في حزب الخضر، رد علي ميتي، الأمين العام لحركة ميلي غوروش الدينية والسياسية التركية في ألمانيا، على منصة إكسقائلاً: "الصور ومقاطع الفيديو للهجمات وعمليات الاختطاف وتدنيس المقدسات التي نراها للأسف منذ سنوات عديدة وما زلنا نراها اليوم لا تُطاق".
واضاف ميتي "نصلي من أجل أن تأتي نهاية قريبة لعقود من المعاناة في إسرائيل وفلسطين، وكذلك في العديد من مناطق النزاع الأخرى. ومع ذلك، من غير الصحيح وغير المسؤول التلميح باتهام المسلمين هنا في ألمانيا بالتواطؤ في الجرائم في إسرائيل وفلسطين."
غضب بسبب بيان المجلس المركزي للمسلمين
أما المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا الذي تتبعه 300 رابطة للمساجد، فقد احتاج للكثير من الوقت حتى خرج ببيان عقب هجمات حماس الأخيرة .
وأدان المجلس في بيانه "هجمات حماس الأخيرة على المدنيين،" داعيا إلى "وقف فوري لأعمال العنف". وأضاف "يجب على جميع الأطراف في الوقت الراهن وقف كافة الأعمال العدائية على الفور من أجل تجنب سقوط المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين".
بيد أنّ عبارة "من أجل تجنب المزيد من ضحايا المدنيين" أثارت الكثير من الانتقادات وصلت إلى حد اتهام المجلس بمحاولة إضفاء طابع نسبي على عنف حماس.
يبلغ عدد المسلمين في ألمانيا قرابة خمسة ملايين ونصف المليون
ولم تتوقف الانتقادات التي تعرض لها المجلس على غير المسلمين بل شملت أيضا قادة في جميعات إسلامية في ألمانيا ومن بينهم إيرين غوفرشين الذي ساعد في تأسيس "جمعية الحمراء"(نسبة إلى قصر الحمراء بغرناطة) الرامية إلى تشكيل منتدى إسلامي مستقل في ألمانيا.
وفي تغريدة، كتب غوفرشين "من وجهة نظري كألماني مسلم، فإن موقف المجلس مخجل. هذا المجلس لا يتحدث نيابة عن المسلمين في ألمانيا، يتعين عليهم تغيير الاسم".
وأعرب دانيال باياز، وزير المالية في ولاية بادن فورتمبيرغ عن حزب الخضر، عن استيائه بنفس الحدة قائلاً: "هذا البيان ليس مجرد تحول عن الموضوع الأساسي، إنه ببساطة تصريح مخجل وفاضح. التضامن مع إسرائيل لا يمكن المس به، وخصوصا بعد الهجمات الوحشية التي وقعت يوم أمس (السبت). لم يتم ذكر كلمة واحدة حول صور الأشخاص الذين احتفلوا في نويكولن. أنتم ضائعون!"
وكان الوزير يشير في حديثه إلى تجمع قرابة 50 شخصا في حي "نويكولن" في العاصمة الألمانية برلين في مظاهرة قالت الشرطة إنها مؤيدة لهجمات حماس فيما أظهرت مقاطع مصورة نشرتها "شبكة صامدون" المناهضة لإسرائيل على موقع انستغرام، قيام المتظاهرين بترديد هتافات أثارت الجدل على منصات التواصل الاجتماعي في ألمانيا.
الجديد بالذكر أنه جرى إدراج شبكة صامدون على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فيما تقول الشبكة إنها تدافع عن قضية المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
يشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى أنها منظمة إرهابية.
ليزا هانيل/ م.ع
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: المنظمات الإسلامية المانيا اسرائيل هجوم في إسرائيل المنظمات الإسلامية المانيا اسرائيل هجوم في إسرائيل فی ألمانیا من أجل
إقرأ أيضاً:
"الخارجية الفلسطينية": قرار إسرائيل بإلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين يشجعهم على الإرهاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
علقت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الجمعة، علي قرار الاحتلال الإسرائيلي إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين، قائلة أن ذلك يشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء "وفا" الفلسطينية.
وتابعت في بيان لها، أنها تنظر بخطورة بالغة لقرار وزير جيش الاحتلال إلغاء الاعتقال الإداري ضد المستوطنين الذين يرتكبون جرائم وانتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين، علما أن عدد الذين تم اعتقالهم منهم قليل جدا وعلى مبدأ اعتقالات شكلية بنمط الباب الدوار.
وقالت الوزارة أن هذا القرار يشجع المستوطنين المتطرفين على ممارسة الإرهاب ضد الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم، ويعطيهم الحصانة والحماية.
ودعت المجتمع الدولي لوقف إرهاب ميليشيات المستوطنين ووضع حد لإفلاتهم المستمر من العقاب، وحماية الشعب الفلسطيني من تغول الاحتلال.