طهران – اعتبر الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي عملية "طوفان الأقصى" أهم تطور في الشرق الأوسط بعد الربيع العربي، واصفا نتائج العملية بأنها "إنجاز فلسطيني عظيم".

وتناقلت الصحافة الإيرانية الناطقة بالفارسية، مقتطفات من كلمة خاتمي أمام حشد من مستشاريه بالعاصمة طهران أمس الثلاثاء، والتي أكد فيها أن "الكيان الصهيوني يجني هذه الأيام ثمرة ما زرعه خلال عقود في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، بحسب وصفه.

وقال الرئيس الإيراني الأسبق إن "الفلسطينيين بعد تحملهم الاعتداءات والغطرسة الإسرائيلية على مدى 7 عقود، قد سطروا إنجازا عظيما من خلال مباغتة قوة الاحتلال وزعزعة موازنة القوى في المنطقة"، مؤكدا ضرورة توظيف تطورات القضية الفلسطينية كفرصة في سبيل إحلال السلام وإحقاق حقوق الإنسان والأخلاق.


موازنة القوى

ونقلت صحيفة شرق الإصلاحية عن خاتمي قوله إن "المؤشرات الأولى لخلق قوة موازنة في المنطقة قد بدأت بالظهور منذ حرب يوليو/تموز 2006 بين الكيان الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، ثم العدوان الإسرائيلي عام 2008 على قطاع غزة، لكنها لم تعد كما أضحت المنطقة عليه".

ولدى إشارته إلى أن المعركة الراهنة تمثل أهم حدث بعد الربيع العربي في الشرق الأوسط، رأى الرئيس الإيراني الأسبق أن "الإنسانية قد دفعت ضريبة كبيرة جدا طوال التاريخ للوصول إلى قناعة مباركة مفادها أن الاعتداء والاحتلال لن يؤديا إلى شرعية"، مستدركا أن بعض الأطراف تغض البصر عن مبدأ احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.

وأضاف أن "الماكينة الإعلامية الإسرائيلية وحماتها، تسعى لتقديم قوى ودول أخرى باعتبارها الجهة التي تقف خلف هذا الإنجاز العظيم، وذلك للتغطية على قوة الفلسطينيين واستقلالهم، وهذا غير صحيح، ما حصل إنما تم بقوة سواعد الشعب الفلسطيني".

يأتي ذلك في الوقت الذي نفي فيه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي -أمس الثلاثاء- وجود أي صلة لطهران بعملية "طوفان الأقصى"، لكنه أشاد بها ورحّب بما وصفها بالهزيمة العسكرية والمخابراتية التي لحقت بإسرائيل، مضيفا "نُقبل أيادي الذين خططوا للهجوم على النظام الصهيوني".

وقال خامنئي، في كلمته التي ألقاها خلال حفل تخرج ضباط بكلية عسكرية إيرانية، إن من وصفهم بـ"أنصار النظام الصهيوني نشروا إشاعات الأيام الثلاثة الماضية تقول إن إيران تقف وراء عملية حماس، لكنهم مخطئون".


سبيل السلام

وأوضح خاتمي أن فلسطين احتُلت بالقوة وتم تشريد وقتل شريحة كبيرة من شعبها، ولا يمكن لأي إنسان أن يدوس على هذا المبدأ الأخلاقي الكبير من خلال الاعتراف بالطرف المحتل.

ورأى أن الشرعية تأتي من خلال إرادة الشعب، مطالبا بفتح المجال للشعب الفلسطيني بجميع مكوناته من مسلمين ويهود ومسيحيين، في الداخل والشتات، لكي يقرروا مصيرهم، وعلى الآخرين أن يحترموا خيار الشعب الفلسطيني.

وأضاف "احتل الكيان الإسرائيلي منذ أكثر من نصف قرن الأراضي الفلسطينية وسيطر عليها، ثم عمل على إبادة الشعب الفلسطيني، وتحقير الدول التي اتخذت مواقف صائبة تجاه هذه القضية"، مشيرا إلى أن "بعض القوى تعتبر الفلسطينيين جماعات إرهابية، بينما لا تعتبر الأمم المتحدة مقاومة الاحتلال والظلم إرهابا".


وعبّر خاتمي عن اعتقاده أن ما يحصل في الشرق الأوسط، إنما نتيجة التحقير والقمع والظلم الذي تمارسه إسرائيل منذ زمن بحق الفلسطينيين، مضيفا أن العالم الغربي مرتبك ويدعم إسرائيل دعما مطلقا، ويحزن فقط لقتلى إسرائيل، ولا ينبس ببنت شفة حول القتل والإجرام الذي يمارس على سكان قطاع غزة.

وتابع خاتمي "لا نفرح لقتل أي إنسان بريء، لكن لا بد من معرفة المقصر الأساس والسبب الرئيس للنزاع هناك"، معبرا عن أمله أن تنتهي التطورات في الأراضي المحتلة لصالح الشعب الفلسطيني المظلوم وشعوب المنطقة، لإحلال السلام الحقيقي في الشرق الأوسط.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی فی الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

بعد تنصيبه | ملفات كثيرة منتظرة بعد فوز ترامب .. ما مصيرها؟

أدى الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، ونائبه، جيه دي فانس، اليمين الدستورية ، الاثنين، في مبنى الكابيتول، حيث أجريت مراسم تنصيب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة.

ملفات كثيرة منتظرة بعد فوز ترامب

وفور أداء القسم الدستوري، تعهد دونالد ترامب بأن يعيد أمريكا عظيمة من جديدة، في كلمته أمام حشد كبير تحت سقف الكابيتول الذى احتضن الحفل بدلا من الخارج بسبب البرد القارس.

وأمام رئيس المحكمة العليا، جون روبرتس، قال ترامب: "أقسم أنا ترامب جازما أنني سأقوم بإخلاص بمهام منصب رئيس الولايات المتحدة، وبأنني سأبذل أقصى ما في وسعي لأصون وأحمي وأدافع عن دستور الولايات المتحدة، وأرجو من الله أن يساعدني".

ونشرت وكالة الأنباء الفرنسية تقريرًا حول خطط الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، تجاه بعض القضايا فى الشرق الأوسط، ويتصدرها ملف كل من غزة وإيران، مشيرة إلى أن تلك الملفات تثير الهواجس مع مخاوف كبيرة من سياسة أكثر تصلبًا وشدة قد تزيد من حدة التوترات المتفاقمة أصلًا فى منطقة ملتهبة.

في هذا الصدد قال احمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إن مشاهد تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة تؤكد أن واشنطن ما زالت تمتلك النموذج الساحر فى إظهار قوتها الناعمة فى التأثير والابهار وتصدير  شعارات الديمقراطية وأنها لا زالت تتحكم فى النظام العالمى، وهو ما أكدته أيضا القرارات التنفيذية التى اتخذها فور التنصيب، والتى تكشف أن سياسته لا تعرف إلا الربح والخسارة وأنه رئيس ليس تقليدى على الإطلاق وأن النظام العالمى سيشهد تحولات كبيرة على كل المستويات خلال السنوات المقبلة. 

واضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد " أما الحديث عن علاقة إسرائيل بدونالد ترامب وتداعيات ذلك على الحرب العدوانية على غزة ولبنان والضفة وسوريا، أعتقد أن إسرائيل أحد محددات الأمن القومى الأمريكى، ومن ثوابت السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، وستظل واشنطن تقدم الدعم لها، لكن وفقا لعقلية ترامب الاقتصادية والتفاوضية، واستخدامه القوة والترهيب للوصول للتفاوض، وبالتالى مرتقب أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وفى القلب منها حرب غزة جولات من أجل عقد تسوية شاملة، هدفها الأول خدمة إسرائيل ومشاريع الولايات المتحدة الأمريكية فى الشرق الأوسط،  والحفاظ على هيمنتها وبسط نفوذها فى المنطقة.

وتابع: ما زال التعويل قائم على صمود الشعب الفلسطيني ووحدته واصطفافه، لأنه رغم وقف إطلاق النار الخطر ما زال قائما، وخير دليل ما يحدث فى الضفة الغربية من عمليات عسكرية وتقطيع لأواصلها بهدف مخططات صهيونية، وبالتالى التعويل ليس على ترامب حتى ولو كان دوره مهم فى إنهاء الحرب، ووقف عدوان إسرائيل ، وإنما على وحدة النسيج الفلسطيني، وأن يكون هناك إرادة عربية واسلامية موحدة لمواجهة الخطر الصهيونى وتمدده.

حدوث تغييرات جوهرية فى السياسة الخارجية الأمريكية بشكل عام

وأوضح تقرير وكالة الأنباء الفرنسية أن عودة «ترامب» تنبئ بحدوث تغييرات جوهرية فى السياسة الخارجية الأمريكية بشكل عام، وخصوصًا فى الشرق الأوسط والعالم العربى، ولطالما كانت هذه المنطقة وإسرائيل تحديدًا محورًا أساسيًا بالنسبة لكافة الرؤساء والساسة الأمريكيين، مؤكدًا أن ترامب، الذى يصف نفسه بأنه «أفضل صديق» لإسرائيل، حتى قبل عودته إلى البيت الأبيض، راقب عن كثب الوضع فى الشرق الأوسط وخصوصًا الحرب فى غزة والتوتر غير المسبوق بين إيران وإسرائيل، حيث قال فى خطاب له أمام المجلس الإسرائيلى-الأمريكى بواشنطن فى ١٩ سبتمبر الماضى: «سنجعل إسرائيل عظيمة مرة أخرى» مؤكدًا أنه مع تصويت اليهود الأمريكيين، سيكون «المدافع عنهم» و«حاميهم» وأنه «أفضل صديق لليهود الأمريكيين فى البيت الأبيض».

وحسب الوكالة، يخطط ترامب منذ أعوام لإنهاء الصراع فى منطقة الشرق الأوسط، حيث سبق أن عرض خطته المثيرة للجدل «صفقة القرن» التى روّج لها صهره ومستشاره جاريد كوشنر فى ٢٠١٨ خلال جولته بالمنطقة، فيما كشف كوشنر بشكل أكثر جلاء عن تفاصيل هذه الخطة حيث قال فى ٢ مايو ٢٠١٩، إنها ستكرس القدس عاصمة لإسرائيل دون الإشارة إلى حل الدولتين، رغم أن الأخير كان على مدى سنوات محور الدبلوماسية الدولية الرامية لإنهاء النزاع العربى-الإسرائيلى.

وفى حرب غزة، لم يتردد ترامب مؤخرًا عن إطلاق تحذير من أن «جحيمًا سوف يندلع فى الشرق الأوسط» إذا لم تطلق حركة حماس سراح الرهائن الإسرائيليين لديها قبل تنصيبه، فيما نسب لنفسه الفضل عندما تم الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، وقد أشار لذلك خلال خطاب له أثناء تنصيبه تحت قبة الكونجرس.

وفى الوقت نفسه قال مايك والتز، مستشار الأمن القومى الأمريكى فى إدارة ترامب الجديدة، قبل تنصيب ترامب، إن حركة حماس لن تعود لحُكم غزة مرة أخرى، أما بخصوص من سيتولى السيطرة على القطاع لاحقًا، فأضاف والتز: «ربما تكون قوة أمنية مدعومة من العرب، وربما يكون هناك خليط فلسطينى، كما أن إسرائيل ستفعل ما يتعين عليها فعله لضمان ذلك، والولايات المتحدة، تحت إدارة ترامب، ستدعمها فى أن حماس لن تحكم غزة مرة أخرى»، مضيفا: «هذا لا يعنى أنه لن تكون هناك جيوب (مقاومة من جانب حماس)، هذا لا يعنى أنه لن يكون هناك أيضًا قتال جارٍ، لكن الطريق سيكون صعبًا فى المستقبل».

وفى الملف الإيرانى، التى رأت اتفاقها النووى الموقع فى ٢٠١٥ مع واشنطن ينهار بسبب قرار ترامب فى ٨ مايو عام ٢٠١٨، بالانسحاب خلال فترته الرئاسية الأولى بشكل أحادى، مع إعادة فرض العقوبات الأمريكية عليها، فهى لا تزال بالنسبة إلى ترامب بمثابة «العدو اللدود» الذى ينبغى تحجيم قوته وقص أذرعه فى المنطقة لضمان أمن إسرائيل.

وذكرت الوكالة الفرنسية فى تقريرها أن مستشارى ترامب أعلنوا بشكل صريح أن إدارته ستعود إلى اتباع سياسة أقصى درجات الضغط التى انتهجها الرئيس المنتخب خلال ولايته الأولى، وسعت تلك السياسة إلى استخدام عقوبات قوية لخنق الاقتصاد الإيرانى وإجبار طهران على التفاوض على اتفاقية تحد من برامجها المتعلقة بالأسلحة النووية والبالستية، حسبما نقلت وكالة رويترز للأنباء.

ونقلت الوكالة عن «الرداد» قوله إن رؤية ترامب لمسألة التهديد الإيرانى تقوم على الأرجح على عدة سيناريوهات من أبرزها سيناريو الضغط والتصعيد عبر عقوبات اقتصادية واسعة تشل الاقتصاد الإيرانى المنهك أصلًا، وربما تصل لمستوى ضربات عسكرية لإيران والمزيد من الدعم لإسرائيل للقضاء على وكلاء إيران فى العراق ولبنان واليمن، وأن السيناريو الثانى هو التوصل لصفقة شاملة مع إيران.

ويبدو أن الفريق الإصلاحى بقيادة الرئيس مسعود بزشكيان جاهز لإنفاذها لإنقاذ بلاده، بلا ميليشيات ولا حرس ثورى ولا وحدة للساحات (أو وحدة الجبهات ومحور المقاومة)، لكن هذا السيناريو سيبقى رهنًا بمخرجات الصراع بين التيارين الإصلاحى والمتشدد داخل طهران، التى أبدت أملًا فى تبنى الإدارة الأمريكية تحت قيادة ترامب نهجًا جديدًا فى العلاقات المشتركة بين البلدين.

وفقًا لما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائى، إن بلاده تأمل فى أن تتبنى الحكومة الأمريكية الجديدة نهجًا «واقعيًا» تجاه طهران، وأن تكون سياسات الحكومة الأمريكية واقعية ومبنية على احترام مصالح دول المنطقة، بما فى ذلك الأمة الإيرانية.

مقالات مشابهة

  • رسائل طوفان الأقصى تتجاوز الزمان والمكان
  • مصر أول من حذر من خطورة مخططات إسرائيل.. ودورها فى إدارة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ركيزة لاستقرار المنطقة
  • مفتي القدس يحذر من مخططات الإبادة والتهجير بحق الشعب الفلسطيني
  • خبير في السياسات الدولية: سياسة إسرائيل تمثل تهديدا للسلام في الشرق الأوسط
  • بعد تنصيبه | ملفات كثيرة منتظرة بعد فوز ترامب .. ما مصيرها؟
  • مبعوث ترامب للشرق الأوسط: جميع دول المنطقة ستلحق بركب التطبيع مع إسرائيل
  • توماس فريدمان لترامب: لديك فرصة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط
  • بدء الحساب في الداخل الصهيوني:طوفان الأقصى يطيح برئيس أركان جيش الاحتلال وقائد «المنطقة الجنوبية».. ومطالبات باستقالة نتنياهو وحكومته
  • طوفان الأقصى.. تتويج لمسيرة الكفاح الفلسطيني
  • مؤشرات النصر الفلسطيني وما قد تحمله المرحلة الثانية من طوفان الأقصى