كارثة إنسانية.. هكذا يستهدف الاحتلال الخدمات الحيوية بغزة
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
غزة – تزداد خشية أبو فادي زنداح على حياة والده الستيني المصاب بمرض الفشل الكلوي، إثر الإعلان عن توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة عن العمل كليا في غضون ساعات، ما ينذر بانهيار كلي في الخدمات الحيوية، خاصة القطاع الصحي.
وبالنسبة لزنداح لم تعد الصواريخ والقذائف الإسرائيلية وحدها التي تنذرهم بالموت في أي لحظة، حيث يقطن في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، وهو أحد أقرب الأحياء القريبة من السياج الأمني الإسرائيلي، التي شهدت موجة نزوح واسعة منذ بدء معركة "طوفان الأقصى" صباح السبت الماضي.
وقال زنداح للجزيرة نت "الموت يحيط بنا من كل جانب، ولا يفارق تفكيرنا بالليل والنهار، لكن خشيتي على حياة والدي تسيطر الآن على كل تفكيري".
ويعيش أبو فادي حزنا لم يغادره بعد على فقدانه والدته بمرض السرطان قبل بضعة أسابيع، ويقول "لن أحتمل فقدان والدي أيضا إذا توقفت خدمات غسيل الكلى في المستشفى".
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن القطاع الساحلي الصغير ويقطنه زهاء 2.3 مليون فلسطيني يواجه كارثة إنسانية محققة، مع توقف محطة توليد الكهرباء بشكل كامل خلال ساعات جراء نفاد الوقود، ما ينذر بغرق القطاع في ظلام دامس، واستحالة استمرار تقديم كافة الخدمات الحياتية الأساسية التي تعتمد على الكهرباء.
وأطلق المكتب الإعلامي الحكومي نداء استغاثة عاجل جدا للمجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية والإغاثية بضرورة التحرك السريع لإيقاف ما اعتبرها "الجريمة ضد الإنسانية، وهذا القتل الجماعي متعدد الأشكال، والتداعي لإمداد قطاع غزة بكل أسباب الحياة، وعدم ترك سكانه رهينة أدوات القتل الإسرائيلية".
يأتي هذا بعدما نفذت قوات الاحتلال ما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الاثنين الماضي بفرض "حصار كامل" على قطاع غزة وقطع جميع الإمدادات عنه من مياه وغذاء وكهرباء ووقود.
قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لقطاع غزة دمر البنية التحتية المتهالكة خاصة خطوط الكهرباء (الجزيرة) حياة معلقة بالكهرباءويلزم والد أبو فادي التوجه 3 مرات أسبوعيا إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة وهي كبرى مستشفيات القطاع، لإجراء غسيل للكلى على أجهزة تعمل بواسطة الكهرباء، اضطرت إدارة المستشفى خلال الأيام الماضية إلى تشغيلها بواسطة مولدات تعمل على الوقود، نظرا لانقطاع الكهرباء لفترات طويلة.
غير أن مخزون الوقود لدى المستشفى -بحسب مديرها الدكتور محمد أبو سلمية- كان يكفي مع بدء العدوان لنحو 5 أيام، والآن يوشك على النفاد، بفعل الضغط الشديد على المستشفى مع موجة النزوح الكبيرة وانقطاع الكهرباء، ومن شأن ذلك أن "يتهدد حياة مئات المرضى في الأقسام الحيوية كالعمليات والعناية المركزة ووحدة غسيل الكلى".
وقال أبو فادي إنه يضطر إلى الانتظار طويلا بوالده حتى يكون أحد أجهزة الغسيل متاحا، في ظل الضغط الكبير على المستشفى من مرضى كانوا يتلقون الخدمة في مستشفيات أخرى في مدن القطاع، واضطروا تحت ضغط الغارات الجوية إلى مغادرة أماكن سكنهم.
وتسببت الغارات الجوية المكثفة في انهيار كبير في الشوارع والبنى التحتية، ما جعل مسافة الطريق من منزل أبو فادي إلى المستشفى تستغرق من 40 إلى 50 دقيقة باللجوء إلى طرق التفافية، بعدما كانت قبل اندلاع المواجهة الحالية تستغرق 15 دقيقة فقط.
وقال إن "التوجه إلى المستشفى مع الساعة الخامسة فجرا ينطوي على أخطار كبيرة، فضلا عن صعوبة الحصول على سيارة أجرة، حيث يتمنع السائقون عن العمل في شوارع أصبحت خالية من المارة".
انهيار خدمات
وتبدو الكثير من الشوارع الرئيسية والأحياء السكنية وكأن زلزالا مدمرا قد أصابها، بفعل قوة الانفجارات الناجمة عن أطنان من الصواريخ والقنابل ألقى بها جيش الاحتلال جوا وبحرا، وأدت إلى تضرر كبير في الخدمات الأساسية كشبكة الكهرباء والاتصالات والانترنت.
ومع الموت الذي تنثره آلة الحرب الإسرائيلية تعرقل عمل طواقم الصيانة، ويشكو مواطنون في الكثير من مناطق القطاع من عدم توفر المياه الصالحة للاستخدام المنزلي، إثر توقف الضخ من الآبار جراء انقطاع الكهرباء وندرة الوقود، فضلا عن معاناتهم الشديدة في التواصل والاطمئنان فيما بينهم عبر الاتصالات الهاتفية.
وقالت شركات خدمات مختلفة في بيانات إن طواقمها الفنية تواجه صعوبة بالغة في العمل الميداني، والوصول إلى المناطق المستهدفة من أجل الصيانة وإعادة الخدمات للمواطنين.
وما دون ذلك، فإن الطواقم الطبية والإسعاف تواصل عملها رغم غياب الحصانة عنها وتكرار استهدافها إسرائيليا، آخرها الليلة الماضية باستهداف سيارة إسعاف أثناء إخلاء المصابين من حي الكرامة شمال غزة، الذي كان هدفا للقصف المكثف، وأدى إلى إصابة مسعفين اثنين.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إن "الطواقم الطبية تعمل في ظروف خطرة وغير آمنة، جراء تعمد الاحتلال استهداف الطواقم والمؤسسات الصحية وسيارات الإسعاف، وإضعاف قدرتها".
واستشهد منذ اندلاع معركة "طوفان الأقصى" 6 من الكوادر الصحية، وأصيب 15 آخرون بجروح مختلفة، بحسب آخر تحديث للوزارة.
مع مواصلة الاحتلال قصفه معظم مناطق القطاع، لا يجد الأهالي منطقة آمنة للنزوح وسط الدمار (الجزيرة) إعدام داخل المنازلهذا الواقع المرير والمنهار، صنفه المهندس زهدي الغريز مساعد رئيس "لجنة الطوارئ الحكومية" بأنه "قرار إسرائيلي وبصمت من العالم بإعدام المدنيين في غزة داخل منازلهم"، وتساءل "هل للعالم أن يتخيل ما الذي سيحدث في غضون ساعات قليلة مع انقطاع الكهرباء كليا، وخلو المنازل من المياه؟".
وقال المسؤول الحكومي للجزيرة نت إن قطاعي المياه والصرف الصحي في حالة شلل بنسبة 100%، ومع توقف محطة توليد الكهرباء، ستنقطع المياه كليا عن المنازل وستقع الكارثة، فضلا عن خطورة صحية خطيرة جدا باللجوء إلى تصريف الصرف الصحي إلى البحر مباشرة، من دون معالجة.
وتقدر القدرة التخزينية للوقود في جميع خزانات قطاع غزة الرسمية والتجارية بنحو 3 ملايين لتر، يقول الغريز إنها تكفي لأسبوع واحد فقط، ومع استمرار العدوان وإحكام إغلاق المعابر، وقصف الاحتلال معبر رفح مع مصر وتهديده بقصف شاحنات المساعدات، فإن الكارثة الكبرى ستحدث في غضون 5 أيام فقط.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
منظمة طبية أميركية تطالب بنشر فرق للتحقيق في جرائم الاحتلال ضد القطاع الصحي بغزة
#سواليف
طالبت #منظمة ” #أطباء_ضد_الإبادة_الجماعية” في #أمريكا، بنشر فرق للتحقيق في #جرائم_الاحتلال الإسرائيلي المرتكبة في قطاع #غزة، واستهداف العاملين في مجال الرعاية الصحية و #الصحفيين.
ودعت المنظمة في بيان لها، اليوم الخميس، إلى “الإفراج الفوري وغير المشروط عن العاملين في الرعاية الصحية #المعتقلين في #سجون_الاحتلال، وضمان توفير حمايتهم على النحو الذي يفرضه القانون الدولي”.
كما شددت على ضرورة الوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية لكافة المواطنين والبعثات الدولية بشكل عاجل.
مقالات ذات صلة نصف الأردنيين يرون أن وضعهم الاقتصادي اسوأ من قبل 2025/01/16واستخدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، خلال أشهر حرب الإبادة، الحاجات الطبية والمتطلبات الصحية لسكان قطاع غزة، كأداة ضغط وابتزاز، فقصفت المشافي والمراكز الطبية، ومنعت دخول الدواء، وخروج المرضى لتلقي العلاج بالخارج، مُشَكلة بذلك حالة غير مسبوقة، في تاريخ الحروب.
وبعد 15 شهرا من حرب الإبادة، تحوّلت مشافي القطاع إما إلى أثر بعد عين، أو إلى مبان تعمل بجزء بسيط من طاقتها الإنتاجية، فيما تشير أرقام إلى أن حالات الوفاة الطبيعية، تضاعفت خلال الحرب نحو 6 مرات، بسبب انهيار المنظومة الصحية بالقطاع.
وعلى مدار السنة الماضية، كان عشرات الألوف من الجرحى والمرضى بلا مستشفيات ولا علاج، بعد تعمد جيش الاحتلال استهداف المستشفيات والمراكز الصحية دون الأخذ بأي اعتبار للقوانين الدولية والإنسانية، وفي مقدمها اتفاقية جنيف الرابعة التي تقر بشكل واضح احترام وحماية الأفراد العاملين في الحقلين الطبي والصحي.