«طوفان الأقصى» ينير سماء فلسطين
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
شهدت الأيَّام الماضية، وتحديدًا يوم السبت الماضي الموافق السَّابع من أكتوبر، مقتل أكثر من 900 إسرائيلي، وأكثر من 2150 جريح منذ بدء العمليَّة التي نفَّذتها «كتائب القسَّام»، الذراع العسكريَّة لحركة «حماس». وما زال العدد يتزايد مع تواصل عمليَّة «طوفان الأقصى» والتي جاءت أكبر هديَّة للعرب في شهر أكتوبر شهر البطولات العربيَّة على العدوِّ الإسرائيلي، حيث تواكبت العمليَّة وسط احتفالنا بانتصار أكتوبر 73 العظيم، وهو تاريخ له ذكرى طيِّبة في نفوس العرب جميعًا حين ذاق جيش الاحتلال الإسرائيلي هزيمة مذلَّة على يَدِ القوَّات المصريَّة التي تلاحمت مع نظيرتها الجيوش العربيَّة، وما يزيد من دلالة الحدث وعظَمَته أنَّ خسائر العدوان الإسرائيلي تفوق خسارتها في حرب 67 أمام ثلاث دوَل عربيَّة، وربَّما مع الوقت وارتفاع الخسائر تقترب من خسائر العدوِّ في حرب السَّادس من أكتوبر 73، وكما كان في أكتوبر 73 أسرى إسرائيليون فإنَّ أكتوبر 23 به أيضًا أسرى كثيرون.
إلَّا أنَّ أبطال المقاومة أثبتوا أنَّ الحاضر يقول إنَّنا ضدَّ الإرهاب، ولكن لَنْ ننسى قضيَّتنا وتحرير أرضنا من الإرهاب الإسرائيلي الذي ارتبط عالَميًّا بظهور الحركة الصهيونيَّة على يَدِ مؤسِّسها ثيودور هرتزل في نهايات القرن التاسع عشر، وإنَّ الإرهاب أصبح ملموسًا عقب احتلال فلسطين عام 1948 ثمَّ حرب 1967، وأصبح ظاهرة عالَميَّة عِندما أحكَم الصهاينة قبضتهم على أرض فلسطين. واليوم جاءت المقاومة الفلسطينيَّة ـ ممثَّلةً في كتائب القسام وسرايا القدس وغيرهما ـ لِتعطيَ درسًا في التدريب والتنفيذ والمحافظة على سريَّة العمليَّة لِتحقِّقَ أكبر النتائج لِتُنيرَ سماء فلسطين بطوفان الأقصى، الذي أظهر ـ بالدليل الواضح ـ تفاعل الشعوب العربيَّة، وأن قضيَّة فلسطين هي قضيَّتهم الأُم التي ستظلُّ في وجدانهم إلى أن تتحققَ السِّيادة الفلسطينيَّة على أراضيها وينتهي الإرهاب الإسرائيلي المُنظَّم. إنَّ الاصطفاف الشَّعبي في الأقطار العربيَّة مع القضيَّة الفلسطينيَّة أثبَتَ أنَّ حملات التشكيك والترهيب الإسرائيليَّة التي بدأت من قمَّة الهرم إلى قاعدته، ومن النّخب إلى عامَّة الشعوب لَمْ تَعُد تفلح مهما تعدَّدت أدواتها.
إنَّ ما أسفرت عَنْه عمليَّة «طوفان الأقصى» التي أحدثت نتائج أكبر من أيِّ طوفان آخر لِتكُونَ الواقعة التاريخيَّة الأكثر واقعيَّة للكفاح الفلسطيني، فتكُونَ كقارب يُبحر بنا بآلة الزمن إلى الوقت الراهن لِنشاهدَ المستوطنين اليهود يذوقون نتائج ممارساتهم الإرهابيَّة مع الشَّعب الفلسطيني صاحب الأرض والسُّلطة على المقدَّسات، ونشاهدَ المقاومة وهي تستعيدُ مستوطنات وتحتلُّ معسكرات للجيش الإسرائيلي، وتأسر جنودًا إسرائيليِّين وترفع أعلامها في مقرِّ المعسكرات الإسرائيليَّة وتطلق خمسة آلاف صاروخ في الثلث الأوَّل من ساعة الهجوم الأولى، وتستمرُّ بالزَّخم ذاته في السَّاعات التي تلتها. إنَّ ما أسفرت عَنْه عمليَّة «طوفان الأقصى يُثبت مدى ضعف جيش الاحتلال، وأنَّ آلتَه الإعلاميَّة ومساندة الغرب هي مَن تضعه في صورة الذي لا يهزم، وهو أهلٌ للهزيمة في أيِّ وقت وأيِّ حين، فقط يكُونُ لدَيْنا عزائم ومقدرة رجال مِثل أبطال القسَّام وسرايا القدس وشهداء الأقصى و…، ونختم المقال بخير الكلام الذي نُشر على الحساب الرَّسمي لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العامِّ لسلطنة عُمان: وفَّق الله المقاومة الفلسطينيَّة الباسلة في مواجهة العدوِّ الغاشم المحتلِّ (وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّهُم فِي ٱلأَرضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوةَ وَأَمَرُواْ بِٱلمَعرُوفِ وَنَهَواْ عَنِ ٱلمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَقِبَةُ ٱلأُمُورِ (41))
جودة مرسي
godamorsi4@yahoo.com
من أسرة تحرير «الوطن»
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: طوفان الأقصى ة الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
تحضيرات لانعقاد المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية طوفان الاقصى
واستمع الاجتماع، برئاسة رئيس اللجنة الإشرافية- رئيس المؤتمر، الدكتور عبدالله الشامي، إلى تقارير مفصّلة من مسؤولي اللجان، حول ما تم إنجازه من أعمال تحضير، والصعوبات التي تواجههم، واقتراحاتهم لتجاوز هذه الصعوبات.
وأوضح الدكتور الشامي أن المؤتمر يهدف -بوجه عام- إلى مناقشة أبعاد ونتائج عملية "طوفان الأقصى" على واقع الأمة العربية والإسلامية، وانعكاسات ذلك على العدو الإسرائيلي، والتركيز على أهم العمليات العسكرية التي تعرَّضت له الصهيونية العالمية، وكيف أسهمت معركة "طوفان الأقصى" في إسقاط القناع الحقوقي والإنساني للصهيونية العالمية.
ولفت إلى الدور الكبير للقيادة القرآنية في اليمن، ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في قيادة جبهة اليمن لإسناد محور المقاومة في عملية "طوفان الأقصى" مع الكيان الإسرائيلي في البحر الأحمر، ومربعات المواجهة الأخرى.
واضاف أن انعقاد المؤتمر يأتي كجزء من الحراك العام في اليمن؛ لتعزيز حالة المواجهة مع العدو الصهيوني عبر الجبهة الأكاديمية المتمثلة بتفعيل دور الجامعات والأكاديميين في توثيق أبعاد وعمليات ونتائج المعركة، ورسم ملامح المرحلة القادمة، من خلال ما يقدمه الباحثون والأكاديميون في محاور ومجالات المؤتمر، التي ترمي إلى إيجاد سُبل لمواجهة التحديات المعاصرة للأمة الإسلامية، وردّاً على الجرائم المرتكبة بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وشدد على ضرورة تضافر جهود جميع اللجان، والعمل بروح الفريق الواحد لإنجاح هذا الحدث العلمي الهام، وإظهاره بالمستوى اللائق بمكانة "طوفان الأقصى"، وكذا بسمعة الجامعات اليمنية.
ووجَّه رئيس اللجنة الإشرافية مسؤولي اللجان بضرورة مضاعفة الجهود، والعمل على تذليل كافة الصعوبات، وإنجاز المهام المتبقية في الوقت المحدد؛ لضمان جاهزية المؤتمر في الموعد المحدد له على أكمل وجه.
وفي ختام الاجتماع، الذي ضم نائب رئيس اللجنة الإشرافية، الدكتور فؤاد حنش، ورئيس اللجنة التحضيرية، الدكتور عبدالله جحاف، وعددا من أعضاء اللجان العليا واللجان الفرعية المكلفة بالتحضير للمؤتمر، تم الاتفاق على عدد من الإجراءات والتوصيات، التي تهدف إلى تسريع وتيرة العمل، وتجاوز الصعوبات، وضمان جاهزية المؤتمر في الموعد المحدد له.
يُشار إلى أن المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية "طوفان الأقصى" تنظمه الجامعات (العلوم والتكنولوجيا، الإماراتية، آزال، تونتك، اليمنية، الناصر)، خلال الفترة 19-21 شعبان 1446ه الموافق 18ـ20 فبراير 2025م، في جامعة العلوم والتكنولوجيا.
إلى ذلك، اطّلع الشامي، بحضور رئيس اللجنة التحضيرية وعدد من أعضاء لجان المؤتمر، على سير ومكان إقامة المؤتمر والتحضيرات الجارية.
وتفقد القاعة الرئيسية لتدشين المؤتمر، والقاعات الأخرى المخصصة لمناقشة الأبحاث واطّلع على سير الاستعداد والتجهيز للقاعات والمرافق الخدمية.