جريدة الوطن:
2025-03-10@12:42:07 GMT

«طوفان الأقصى» ينير سماء فلسطين

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

«طوفان الأقصى» ينير سماء فلسطين

شهدت الأيَّام الماضية، وتحديدًا يوم السبت الماضي الموافق السَّابع من أكتوبر، مقتل أكثر من 900 إسرائيلي، وأكثر من 2150 جريح منذ بدء العمليَّة التي نفَّذتها «كتائب القسَّام»، الذراع العسكريَّة لحركة «حماس». وما زال العدد يتزايد مع تواصل عمليَّة «طوفان الأقصى» والتي جاءت أكبر هديَّة للعرب في شهر أكتوبر شهر البطولات العربيَّة على العدوِّ الإسرائيلي، حيث تواكبت العمليَّة وسط احتفالنا بانتصار أكتوبر 73 العظيم، وهو تاريخ له ذكرى طيِّبة في نفوس العرب جميعًا حين ذاق جيش الاحتلال الإسرائيلي هزيمة مذلَّة على يَدِ القوَّات المصريَّة التي تلاحمت مع نظيرتها الجيوش العربيَّة، وما يزيد من دلالة الحدث وعظَمَته أنَّ خسائر العدوان الإسرائيلي تفوق خسارتها في حرب 67 أمام ثلاث دوَل عربيَّة، وربَّما مع الوقت وارتفاع الخسائر تقترب من خسائر العدوِّ في حرب السَّادس من أكتوبر 73، وكما كان في أكتوبر 73 أسرى إسرائيليون فإنَّ أكتوبر 23 به أيضًا أسرى كثيرون.

أمَّا الغريب في الأمْرِ أو المعتاد في مِثل هذه المواقف هو سرعة الغرب وأميركا في مساندة العدوِّ المغتصب للأراضي الفلسطينيَّة. وعلى النقيض، هذه الدوَل لا تُحرِّك ساكنًا تجاه الهجمات الهمجيَّة من قوَّات الاحتلال على منازل الفلسطينيِّين في قِطاع غزَّة والضفَّة الغربيَّة لتوسعة رقعة الاستيطان، وإرهاب المستوطنين والمتطرِّفين في تدنيس الأماكن المقدَّسة، والهجوم على المُصلِّين في المسجد الأقصى، إلى جانب عمليَّات القتل الممنهجة واعتقال وتعسُّف لبثِّ الرعب والخوف والرهبة في نفوس الشَّعب الفلسطيني لإثنائه بالتخلِّي عن حقوقه المشروعة.
إلَّا أنَّ أبطال المقاومة أثبتوا أنَّ الحاضر يقول إنَّنا ضدَّ الإرهاب، ولكن لَنْ ننسى قضيَّتنا وتحرير أرضنا من الإرهاب الإسرائيلي الذي ارتبط عالَميًّا بظهور الحركة الصهيونيَّة على يَدِ مؤسِّسها ثيودور هرتزل في نهايات القرن التاسع عشر، وإنَّ الإرهاب أصبح ملموسًا عقب احتلال فلسطين عام 1948 ثمَّ حرب 1967، وأصبح ظاهرة عالَميَّة عِندما أحكَم الصهاينة قبضتهم على أرض فلسطين. واليوم جاءت المقاومة الفلسطينيَّة ـ ممثَّلةً في كتائب القسام وسرايا القدس وغيرهما ـ لِتعطيَ درسًا في التدريب والتنفيذ والمحافظة على سريَّة العمليَّة لِتحقِّقَ أكبر النتائج لِتُنيرَ سماء فلسطين بطوفان الأقصى، الذي أظهر ـ بالدليل الواضح ـ تفاعل الشعوب العربيَّة، وأن قضيَّة فلسطين هي قضيَّتهم الأُم التي ستظلُّ في وجدانهم إلى أن تتحققَ السِّيادة الفلسطينيَّة على أراضيها وينتهي الإرهاب الإسرائيلي المُنظَّم. إنَّ الاصطفاف الشَّعبي في الأقطار العربيَّة مع القضيَّة الفلسطينيَّة أثبَتَ أنَّ حملات التشكيك والترهيب الإسرائيليَّة التي بدأت من قمَّة الهرم إلى قاعدته، ومن النّخب إلى عامَّة الشعوب لَمْ تَعُد تفلح مهما تعدَّدت أدواتها.
إنَّ ما أسفرت عَنْه عمليَّة «طوفان الأقصى» التي أحدثت نتائج أكبر من أيِّ طوفان آخر لِتكُونَ الواقعة التاريخيَّة الأكثر واقعيَّة للكفاح الفلسطيني، فتكُونَ كقارب يُبحر بنا بآلة الزمن إلى الوقت الراهن لِنشاهدَ المستوطنين اليهود يذوقون نتائج ممارساتهم الإرهابيَّة مع الشَّعب الفلسطيني صاحب الأرض والسُّلطة على المقدَّسات، ونشاهدَ المقاومة وهي تستعيدُ مستوطنات وتحتلُّ معسكرات للجيش الإسرائيلي، وتأسر جنودًا إسرائيليِّين وترفع أعلامها في مقرِّ المعسكرات الإسرائيليَّة وتطلق خمسة آلاف صاروخ في الثلث الأوَّل من ساعة الهجوم الأولى، وتستمرُّ بالزَّخم ذاته في السَّاعات التي تلتها. إنَّ ما أسفرت عَنْه عمليَّة «طوفان الأقصى يُثبت مدى ضعف جيش الاحتلال، وأنَّ آلتَه الإعلاميَّة ومساندة الغرب هي مَن تضعه في صورة الذي لا يهزم، وهو أهلٌ للهزيمة في أيِّ وقت وأيِّ حين، فقط يكُونُ لدَيْنا عزائم ومقدرة رجال مِثل أبطال القسَّام وسرايا القدس وشهداء الأقصى و…، ونختم المقال بخير الكلام الذي نُشر على الحساب الرَّسمي لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العامِّ لسلطنة عُمان: ‏وفَّق الله المقاومة الفلسطينيَّة الباسلة في مواجهة العدوِّ الغاشم المحتلِّ (وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) ٱلَّذِينَ إِن مَّكَّنَّهُم فِي ٱلأَرضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلَوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوةَ وَأَمَرُواْ بِٱلمَعرُوفِ وَنَهَواْ عَنِ ٱلمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَقِبَةُ ٱلأُمُورِ (41))

جودة مرسي
godamorsi4@yahoo.com
من أسرة تحرير «الوطن»

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: طوفان الأقصى ة الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

طاهر النونو: نتحدث عن ضرورة الاستقرار في المنطقة وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إننا لم نمانع إطلاق سراح الأسير الموجود لدى المقاومة الفلسطينية وجميع الأسرى لدى المقاومة هم جزء من المرحلة الثانية من الاتفاق.

تابع «النونو» خلال مداخلة هاتفية عبر قناة اكسترا نيوز، اليوم الأحد، :« نحن قدرنا الدور الأمريكي في الوصول إلى إتفاق برمته والجهود الذي يبذلها ولابد أن تستكمل بالدخول في المرحلة الثانية وقولنا اننا نتعامل بإجابية وهانك مرونة كافية وبنائة في موضوع الأسير لدى المقاومة بمايمكن في الدخول بالمرحلة وبما يعزز الجهود الأمريكي.

وأوضح المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، "نحن نتحدث عن ضروري الاستقرار في المنطقة ومتطلبات تحقيق الاستقرار في المنطقة وأهمها حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه وإقامة دولته المستقلة وفق القرارات الدولية والقوانين الدولية ونحن أعلنا في الوثيقة السياسية للحركة قبولنا إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وقولنا أن القبول في إطار التوافق الواطني"

مقالات مشابهة

  • الخميس.. عرض نتائج تحقيقات الجيش الإسرائيلي في إخفاقات 7 أكتوبر
  • مشعل: الشعب الفلسطيني وحده من سيحكم أرضه
  • تحقيقات طوفان الأقصى تضع الشاباك في مواجهة نتنياهو
  • إعلام العدو: أكثر من 10 آلاف جندي خرجوا من الخدمة منذ طوفان الأقصى
  • طاهر النونو: نتحدث عن ضرورة الاستقرار في المنطقة وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه
  • تحقيقات طوفان الأقصى.. الشاباك في مواجهة نتنياهو
  • كوكب عطارد يزين سماء الوطن العربي الليلة
  • قيادي بحماس: لولا طوفان الأقصى لأصبحت فلسطين مثل الأندلس
  • يوم المرأة العالمي.. استشهاد أكثر من 12 ألف فلسطينية منذ "طوفان الأقصى"
  • أول تعليق من حماس على اقتحام الاحتلال للمسجد الأقصى