مسؤولون : تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي يبدد مخاوف خسارة الوظائف
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
من / جورج إبراهيم ..
دبي في 11 أكتوبر / وام / أكد مسؤولون في قطاع الذكاء الاصطناعي العالمي والمحلي أن جميع القطاعات في العموم تتأثر بالذكاء الاصطناعي، وأن الفرص التي يخلقها تتجاوز في فائدتها التحديات الناتجة عنه.
وأفادوا، في حديثهم لوكالة أنباء الإمارات خلال مشاركتهم في "ملتقى الذكاء الاصطناعي" في دبي اليوم، أن الذكاء الاصطناعي لن يقود إلى تقليص الوظائف بل سيسهم في خلق المزيد من الفرص، مؤكدين أن تبني وتعلم تقنيات الذكاء الاصطناعي يبدد مخاوف خسارة الوظائف ويزيد كفاءة الأعمال.
وقال كوستي بيريكوس، شريك قطاع الذكاء الاصطناعي التوليدي في "ديلويت" العالمية، إن كل قطاع وكل صناعة ستتأثر بالذكاء الاصطناعي، حتى أن التأثير وصل فعلاً إلى قطاعات لم نكن نتوقعها، إذ بات يؤثر على شركات التسويق وشركات المحتوى، والمحاماة، واستطاع اجتياز اختبارات في جامعات عالمية.
وحول أثره على الوظائف؛ أشار إلى وجود وجهتي نظر حول هذا الأمر، الأولى تقول أنك تحتاج إلى موظفين أقل والثانية أنك ستكون قادرا على خدمة المزيد من العملاء؛ وقال: ما شهدناه حتى الآن قد يتطلب تطوير مهاراتنا بما يتناسب مع المتطلبات الجديدة للذكاء الاصطناعي لكن لا يعني فرص وظيفية أقل بالضرورة، بل التخلي على الأعمال الروتينية والاهتمام بأعمال أخرى.
وأشار إلى أن وظائف قطاع المحاسبة على سبيل المثال لم تتناقص مع التقدم التقني بل تم توظيف المزيد من المحاسبين.
بدوره قال علي الحسيني، الرئيس التنفيذي للتحول الرقمي في "بي دبليو سي": إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يؤثر على المجتمع ككل وفوائده تفوق المخاطر التي يحملها.
وأوضح الحسيني الفرق بين الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI والذكاء الاصطناعي العام AGI، لافتاً إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي تقنية متاحة بالفعل اليوم مثل "تشات جي بي تي" وعدد من الأدوات الأخرى التي يمكنها بشكل أساسي التواصل والتفاعل والتوصل إلى مخرجات معينة بطلب أو توجيه، لكن الذكاء الاصطناعي العام فهو أمر مختلف تماماً ويمكن وصفه بمجموعة من التكنولوجيات التي يمكنها التصرف ذاتياً وفعل الأشياء بشكل مستقل عن الإنسان.
وأشار إلى أن ما يسمى بالذكاء الاصطناعي العام ليس متاحاً اليوم، ومن الواضح أنه سيستغرق عدداً من السنوات للوصول إليه.
ولفت إلى التحدي الأكبر المرتبط بالذكاء الاصطناعي العام هو كيفية تنظيم هذا النموذج وكيفية التأكد من مستوى الأمان والثقة في ظل وجود الآلة المستقلة إلى جانب الإنسان.
وعن المخاوف والتحديات التي يخلقها الذكاء الاصطناعي، أشار إلى أن أول التحديات التي تتبادر إلى الذهن عندما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي بشكل عام هو احتمالية فقدان الوظائف، لكنه أكد أن تبني الذكاء الاصطناعي وتعلمه سيبدد هذه المخاوف، وسيسهم في جعل عموم الناس أكثر إنتاجية.
وأفاد بأن الذكاء الاصطناعي سيخلق وظائفاً وفرصاً جديدة، ولكن من المهم تطوير اللوائح والتوجيهات لضمان استخدامه بمسؤولية.
وأكد الحسيني أن الذكاء الاصطناعي لا يجعل الناس أقل ذكاء بسبب اعتمادهم عليه، بل يمنح مجموعة من المهارات والأدوات التي تمكن المستخدمين من الوصول إلى نتائج أفضل وأسرع ومن خلال مهارات لا يمتلكونها.
وقالت الدكتورة إبتسام المزروعي المديرة التنفيذية والباحثة الرئيسية لوحدة البحث والذكاء الاصطناعي في معهد الابتكار التكنولوجي: يمثل ملتقى دبي للذكاء الاصطناعي منصة لتبادل الرؤى والأفكار والتعرف على أحدث التطبيقات في مجال الذكاء الاصطناعي، لافتة إلى أن دولة الإمارات باتت تنافس دول العالم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، إذ أطلقت العديد من المشاريع اللغوية الضخمة مثل مشروعات (فالكون ونور وجيس).
وأكدت أهمية المشاريع التي أطلقت من الإمارات في إحداث مجالات ثورية في عدة قطاعات رئيسية مثل الصحة والتعليم والترفيه وغيرها.
وأشارت إلى أنهم في معهد الابتكار التكنولوجي يعملون على العديد من المشاريع في مجالات الروبوتات والأمن السيبراني، والطاقة المتجددة، والشبكات اللاسلكية وأيضاً الذكاء الاصطناعي والعلوم الرقمية وغيرها من مجالات كثيرة.
وقالت : يركز معهد الابتكار التكنولوجي على التعاون مع العديد من المؤسسات العالمية، إذ نتعاون مع أكثر من 110 مؤسسات عالمية وشركات تكنولوجية في مختلف القطاعات، مؤكدة أن بناء أي تقنية متطورة يتطلب تبادل الخبرات والمهارات واستثمار المواهب. مصطفى بدر الدين/ جورج إبراهيم
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی التولیدی الذکاء الاصطناعی العام أن الذکاء الاصطناعی بالذکاء الاصطناعی إلى أن
إقرأ أيضاً:
د. ندى عصام تكتب: العبادات في عصر الذكاء الاصطناعي
في عالمنا المعاصر، حيث تتسارع وتيرة التطورات التكنولوجية بشكل غير مسبوق، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولم يتوقف تأثيرها عند حدود الحياة العملية فقط، بل امتد ليشمل الجوانب الروحية والعبادية أيضًا، ويُعتبر الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أبرز ملامح هذه الثورة التكنولوجية، حيث يوفر أدوات ووسائل مبتكرة يمكن أن تُحدث تغييرًا جذريًا في كيفية تعلم المسلمين لعباداتهم وممارستها.
إن العبادات في الإسلام، مثل الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، تحمل معاني عميقة ودلالات روحية سامية، وتعليمها بشكل صحيح يُعد أمرًا بالغ الأهمية لكل مسلم.
لذا، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في هذا السياق يمكن أن يُعزز من فهم العبادات، ويسهل على الأفراد التعلم والممارسة بطريقة تتناسب مع احتياجاتهم الخاصة.
والجدير بالذكر، يمكن أن تُستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير برامج تعليمية تفاعلية تساعد الأفراد على تعلم كيفية أداء العبادات بشكل صحيح، على سبيل المثال، هناك تطبيقات تتخصص في تعليم الصلاة، حيث تقدم شروحات مرئية وصوتية توضح كيفية أداء كل ركعة، مع توجيهات حول كيفية قراءة الآيات والأدعية هذه التطبيقات غالبًا ما تستخدم تقنيات التعرف على الصوت، مما يتيح للمستخدمين التفاعل بشكل مباشر مع البرنامج، وتصحيح الأخطاء أثناء أداء الصلاة، هذا النوع من التعلم العملي يُعتبر فعالًا بشكل خاص، حيث يتيح للمستخدمين فهم العبادات بصورة أعمق، ويعزز من تجربتهم الروحية.
واستناداً لما سبق، يُعزز الذكاء الاصطناعي من إمكانية تخصيص المحتوى التعليمي وفقًا لاحتياجات الأفراد والفئة العمرية المستهدفة، كما يمكن للأنظمة الذكية تحليل بيانات المستخدمين لتحديد المجالات التي يحتاجون فيها إلى تحسين، مثل فهم أحكام الصوم أو تعلم كيفية إخراج الزكاة، هذا التحليل الدقيق يمكن أن يُنتج خططًا تعليمية مخصصة، مما يضمن أن يتلقى كل فرد التعليم الذي يناسب مستواه واحتياجاته، وعلى سبيل المثال يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي أن يقترح موارد إضافية أو دروسًا تفاعلية بناءً على أداء المستخدم، مما يساعده في تعزيز معرفته وفهمه.
ولتسليط الضوء على تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في تعليم العبادات، تعتبر هذه التقنيات تجربة غامرة للمستخدمين، فيمكنهم زيارة المساجد أو أداء مناسك الحج في بيئة افتراضية، هذه التجارب لا تُعزز فقط من المعرفة العملية، بل تساعد أيضًا في تحفيز المشاعر الروحية والارتباط الشخصي بالعبادات، وعلى سبيل المثال يمكن للمستخدمين تجربة الطواف حول الكعبة أو أداء الصلاة في المسجد الحرام، مما يضفي طابعًا واقعيًا على التعلم ويعزز الفهم الروحي للعبادات.
ومع كل هذا التطور، لا تخلو هذه التكنولوجيا من التحديات والاعتبارات الضرورية، أحد أهم هذه التحديات هو التأكد من دقة المعلومات المقدمة، يُعد التعليم الديني أمرًا حساسًا، لذا يجب أن تكون المصادر المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي موثوقة ومتوافقة مع التعاليم الإسلامية، كما ينبغي أن تكون هناك معايير واضحة لضمان أن المحتوى لا يتعارض مع القيم الإسلامية الأساسية، وتخضع للمراقبة والإشراف الديني مثل الأزهر الشريف.
تحدٍ آخر يتعلق بالخصوصية والأمان، إذ يجب حماية بيانات المستخدمين وضمان عدم استخدامها بشكل غير مصرح به، وفي عالم تتزايد فيه المخاوف بشأن الأمان الرقمي، يجب على المطورين والشركات العاملة في هذا المجال أن يضعوا معايير صارمة لحماية المعلومات الشخصية.
علاوة على ذلك، يجب أن يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة مكملة للتعليم التقليدي، وليس بديلاً عنه، لا يزال دور المعلمين والمرشدين الدينيين ضروريًا، حيث إن التعليم الروحي يتطلب تفاعلًا إنسانيًا وفهمًا عميقًا للمعاني والمقاصد. لذا، يجب أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز هذه التجربة، بدلاً من استبدالها.
في الختام، يُعتبر الذكاء الاصطناعي رفيقًا جديدًا في رحلة تعليم العبادات الإسلامية، حيث يمكن أن يسهم في تعزيز الفهم والممارسة الصحيحة للعبادات بطرق مبتكرة وفعالة، ومن خلال دمج هذه التكنولوجيا مع المعرفة الدينية، يمكننا تعزيز التجربة الروحية للمسلمين، مما يجعل رحلة الإيمان أكثر غنى وعمقًا، ومع الاستمرار في تطوير هذه الأنظمة يجب علينا التأكيد على أهمية القيم الإسلامية في كل خطوة من خطوات هذا التطور، لتكون النتيجة تجربة تعليمية شاملة ترتقي بالفرد وتنمي علاقته بالله عز وجل.