جريدة الوطن:
2024-09-10@10:48:04 GMT

توقعات ما بعد مرحلة مستعمرات الغلاف

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

توقعات ما بعد مرحلة مستعمرات الغلاف

كتبَتْ فصائل المقاومة الفلسطينيَّة، بمعظم تشكيلاتها الفدائيَّة المُسلَّحة، ملحمةً خالدة في تاريخ الكفاح الوطني التحرُّري للشَّعب العربي الفلسطيني، عِندما توحَّدت قواها على الأرض، وخاضت معًا معركة الاقتحام للعديد من مُستعمرات ما يُسمَّى «الغلاف» أي المُستعمرات المُحيطة بقِطاع غزَّة، وعلى تخوم المنطقة الفاصلة بَيْنَ الأرض المحتلَّة عام 1948، والأرض المحتلَّة عام 1967.


مشاهد الوقائع التي سجَّلها الشَّعب الفلسطيني قَبل أيَّام في قِطاع غزَّة، أعادت تنشيط ذاكرتي عِندما كنَّا في بيروت أثناء الحصار صَيْف العام 1982، حين صعدنا، عشرات المقاتلين الفدائيِّين الشبَّان والمَدنيِّين من المواطنين، على عددٍ من آليَّات جيش الاحتلال التي سيطرنا عَلَيْها في مواجهات ومعارك جنوب بيروت، وتمَّ سحبُها إلى داخل مناطق في بيروت الغربيَّة.
وقائع الصمود والثبات تكرَّرت الآن بعد زمن مضى من حصار بيروت، فما جرى في القِطاع وعلى جبهة الاشتباك مع جيش الاحتلال وفرار المستوطنين، كان الردُّ المناسب على ما يجري من اقتحامات من قِبل عصابات المستوطنين لباحات الأقصى، والتنكيل بالمرابطين والمرابطات على أرضه. فكانت الرسالة صارخةً وواضحة بأنَّ الأقصى والضفَّة الغربيَّة والقِطاع أرض واحدة وقضيَّة واحدة، كما الأرض المحتلَّة عام 1948، وبالتَّالي لَنْ تُتركَ القدس وحيدة أمام غول التنكيل والتهويد، على يَدِ المستوطنين القادمين من أصقاع العالَم إلى فلسطين، وبحماية جيش الاحتلال، وبقيادة الوزير المهووس إيتمار بن جفير رئيس ما يُسمَّى «الحرس القومي».
إنَّ مرحلة ما بعد المواجهات الأخيرة على القِطاع ستكُونُ بالضرورة قاسية، فجيش الاحتلال، وبقيادة أركانه وحكومة المتطرِّفين بقيادة نتنياهو، لَنْ يتركوا القِطاع دُونَ ضرباتٍ قَدْ تكُونُ قاسية، خصوصًا من سلاح الجوِّ، بعد أن مَرَّغَ الفلسطينيون أنف جيش الاحتلال في التراب.
الضربات المتوقعة، وإن كانت مؤلمة بحقِّ فلسطين وشَعبها، لَنْ تدفعَ الفلسطينيِّين للرضوخ في ظلِّ هرولة المكُّوك السِّياسي بَيْنَ بعض العواصم الإقليميَّة وبإشراف من واشنطن في أيِّ جهد لاحتواء الموقف تحت عنوان «تهدئة» أو «هدنة» أو …إلخ.
المكُّوك السِّياسي الذي اعتدْنا على نشاطه وحركته بعد كُلِّ عدوان على القِطاع أو الضفَّة الغربيَّة، سيُواجِه الآن صعوبات كبيرة بعد أن أصبحَ بِيَدِ الفصائل والقوى الفلسطينيَّة أعداد وافرة من جنود جيش الاحتلال، والذين لا مجال لإطلاقهم دُونَ صفقات تبادل كبيرة مقابل تحرير كُلِّ الأسرى الفلسطينيِّين من سجون الاحتلال.
وأغْلَبُ الظَّن، ستكُونُ شروط «التهدئة» أو «الهدنة» هذه المرَّة مغايرة تمامًا عن المرَّات السَّابقة، وعلى رأسها البدء بخطوات عمليَّة من قِبل الاحتلال لفكِّ الحصار عن قِطاع غزَّة، والكفِّ عن ممارساته وتشجيعه لحالة انفلات المستوطنين في القدس والاعتداء على الأقصى والمُصلِّين.
إنَّ المرحلة الآتية صعبة، وقَدْ تكُونُ حبلى بالتطوُّرات، فالفعل الكفاحي الفلسطيني، وبالرغم من الحالة العربيَّة التي لا تسرُّ صديقًا، إلَّا أنَّ الشَّعب الفلسطيني ما زال يمتلك مخزونًا هائلًا من الإرادة الفولاذيَّة، ومن إرادة المواجهة، والتمسُّك بحقوقه الوطنيَّة كاملة، حتَّى لو طال أمَدُ الصراع مع الاحتلال.

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: جیش الاحتلال الق طاع

إقرأ أيضاً:

إسرائيل: صفارات الإنذار تدوي في زرعيت وعدد من مستوطنات الجليل الغربي شمال إسرائيل

ذكرت إعلام إسرائيلي، أن صفارات الإنذار تدوي في زرعيت وعدد من مستوطنات الجليل الغربي شمال إسرائيل، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.

 

إسرائيل تغلق المعابر البرية مع الأردن إعلام عبري: حزب الله أطلق نحو 100 صاروخ شمال إسرائيل خلال الـ ٢٤ ساعة الماضية

 

 

وفي إطار آخر، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاحد، باعتقال مواطنا من قرية حرملة شرق بيت لحم، واستدعت ثلاثة آخرين بينهم أمين سر حركة "فتح" في كيسان، لمراجعة مخابراتها،  وفقا ل"وفا". 

وأشار مصدر أمني لمراسلنا، بأن قوات الاحتلال اعتقلت حازم محمد الزير (21 عاما)، من حرملة، بعد أن داهمت منزل والده وفتشته.

وأضاف أن قوات الاحتلال سلمت كلا من "أمين سر حركة فتح في قرية كيسان احمد غزال، وياسر يوسف عساكرة من قرية العساكرة، ورشاد نايف الوحش من بلدة زعترة، بلاغات لمراجعة مخابراتها، بعد أن داهمت منازل ذويهم وفتشتها.

كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، ثلاثة مواطنين من بلدتي اليامون وعرابة، في محافظة جنين.

وأفاد مدير نادي الأسير في جنين منتصر سمور، بأن قوات الاحتلال اعتقلت أنس عبد الرؤوف خمايسة من بلدة اليامون، وهاني عصام نواف في بلدة عرابة، بعد أن داهمت منزليهما وفتشتهما وعبثت بمحتوياتهما.

 فيما اعتقلت الشاب أحمد زياد أبو الهيجاء وذلك أثناء مروره عبر معبر الكرامة حيث كان عائدا من الأردن.


 

مقالات مشابهة

  • أنباء عن سقوط إصابات في استهداف سيارة بمسيرة إسرائيلية في بلدة صغبين بالبقاع الغربي في لبنان
  • الدفاع المدني الفلسطيني: الاحتلال استخدم صواريخ «إم كيه» في مجزرة خان يونس
  • الدفاع المدني الفلسطيني: 5 شهداء في قصف الاحتلال الإسرائيلي شقة بمدينة غزة
  • ‏حزب الله يعلن استهداف المقر المستحدث لقيادة اللواء الغربي في جنوب ثكنة يعرا بصواريخ الكاتيوشا
  • حزب الله يطلق 4 مسيرات نحو الجليل الغربي بدولة الاحتلال
  • حماس تعلق على تقارير بشأن قتل الجيش الإسرائيلي عشرات المستوطنين في 7 أكتوبر
  • إسرائيل: سقوط 5 صواريخ في منطقة مفتوحة ببلدة زرعيت بالجليل الغربي
  • إسرائيل: صفارات الإنذار تدوي في زرعيت وعدد من مستوطنات الجليل الغربي شمال إسرائيل
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
  • عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى