توصّلت نخبة من الأكاديميين إلى تقنية الألواح الشمسية البلاستيكية التي تعتمد -أساسًا- على حقن الخلايا الشمسية في قوالب بلاستيكية؛ ما يَعِد بتطبيقات ثورية تُسهم في تعزيز إنتاجية الكهرباء المولّدة بهذا المصدر النظيف من الطاقة المتجددة، الذي أضحى فرس الرهان الأول في سباق الحياد الكربوني.

ويأمل الباحثون في أن تُساعد هذه التقنية -التي تستعمل البلاستيك العضوي الرقيق- في تحويل ضوء الشمس إلى كهرباء نظيفة مستدامة بكفاءة أعلى، وتكلفة تصنيع منخفضة، وفق تقارير اطلع عليها “الميدان اليمني”.

وفي هذا السياق يزعم باحثون أوروبيون أنهم تمكّنوا من إثبات جدوى دمج الألواح الشمسية العضوية في أجزاء بلاستيكية هيكلية عبر تقنية القولبة بالحقن، وفق ما أورده موقع مجلة بي في ماغازين pv magazine، ويشير مصطلح القولبة بالحقن injection molding إلى تقنية تُستعمَل لإنتاج أجزاء عبر حقن المواد المنصهرة في قالب، ومن الممكن أن تساعد على تطوير الألواح الشمسية البلاستيكية داخل القالب، بأداء محسن وثبات مُعزز، وفق ما يراه الباحثون.

وقال الباحثون: “بفضل تصميمها الرفيع جدًا، يمكن أن تكون الألواح الشمسية البلاستيكية المرنة حساسة للكشط الميكانيكي؛ ما قد يتطلب إستراتيجيات حماية ودمج إضافية”، مشيرين إلى أن “دمج لوحة شمسية مطبوعة في جزء بلاستيكي من شأنه أن يساعد على تجاوز التحديات ذات الصلة بالدمج، مع توفير حماية ميكانيكية إضافية، وقدرة على التكيف مع الشكل”.

مزيج ضوئي
في البداية صنع الباحثون ألواحًا شمسية في طباعة على شكل لفافات، باستعمال مزيح ضوئي يُعرف علميًا باسم P3HT:O-IDTBR، والذي اُختير لثباته الشكلي والحراري، وهو ما له صلة مباشرة بعملية القولبة بالحقن التي تحدث لاحقًا.

وأكد الباحثون: “الألواح الشمسية العضوية تتطلب موادّ كهروضوئية، بدرجة ثبات مورفولوجية (شكلية) تحت ضغوط حرارية، مثل مزيج P3HT:O-IDTBR”، وأضافوا: “في هذا الصدد، تبرز الحاجة الماسة إلى مواد عالية الأداء بمثل تلك الدرجة من الثبات”.

التقنية:
ذرع العلماء الألواح الشمسية العضوية باتجاه أفقي في قالب حقن مصنوع من مادة البولي يوريثين الحرارية المعتمدة على مادة البولي إيثر كوبوليمر، وقد اُختيرت هذه المادة لدرجة حرارتها المنخفضة في أثناء المعالجة، ومرونتها العالية؛ علمًا بأن عملية الحقن قد جرت باستعمال تجويف مقاس 120 مم × 120 مم × 2 مم.

وأشار الباحثون إلى أنه “من مجموعة الألواح الشمسية العضوية الـ64، جرى حقن 32 لوحة شمسية، بينما احتُفظ بـ32 لوحة شمسية أخرى بوصفها مراجع.

وتابعوا: “في المتوسط، احتفظت الألواح الشمسية البلاستيكية التي خضعت لتقنية القولبة بالحقن بـ98.1% من أدائها الأصلي”، وأوضحوا: “لم تخفق سوى لوحتين شمسيتين، واحتفظت 28 عينة من الألواح الشمسية العضوية بأكثر من 90% من أدائها الاصلي، وهو ما يجعل إنجاز أداء عملية القولبة بالحقن قريبة من 90%”.

وفيما يتعلق بالثبات التشغيلي والميكانيكي، وجد العلماء متوسط زيادة بأكثر من 35% في نقطة الضغط القصوى في عينات الألواح الشمسية البلاستيكية الخاضعة لتقنية القولبة بالحقن.

تطبيقات واعدة
على صعيد متصل قال الباحثون: “هذا العمل الابتكاري يمثل أول إثبات للألواح الشمسية البلاستيكية المقولبة، ويفتح إمكانات جديدة للألواح الشمسية البلاستيكية المقولبة، لتمكين التطبيقات المعينة التي تتطلب أداءً ضوئيًا وهيكليًا عاليًا متزامنًا”، خلال تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وواصلوا: “نعتقد أن تركيز المستقبل على حقن المواد البلاستيكية من الممكن أن يوسّع حزمة الفوائد المقترنة باستعمال الألواح الشمسية البلاستيكية المقولبة، بينما يتعلق باستقرار الهيكل والأدوات، إلى جانب إتاحة وظائف بصرية إضافية”، يُشار إلى أن الدراسة قد نُشرت في دورية أدفانسيد ساينس العلمية، وأشرف عليها باحثون من مركز تكنولوجيا يوريكات في إقليم كتالونيا الإسباني، وجامعة باردوبيتسه، ومركز الكيمياء العضوية في جمهورية التشيك، وشركة إنتاج المعادن النانوية الفرنسية جين سينك GenesInk، ومزود قوالب الحقن الإسباني إيتيب Aitiip.

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: الطاقة الطاقة الشمسية الواح الواح الطاقة الشمسية طاقة شمسية

إقرأ أيضاً:

طلاب هندسة يبتكرون نظاما جديدا لشحن السيارات الكهربائية بالطاقة الشمسية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صمم مجموعة من طلاب كلية الهندسة والتكنولوجيا المتقدمة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا فرع القاهرة، نظم جديد لشحن سريع للسيارات الكهربائية مع الاستفادة من الطاقة الشمسية مما يعزز من كفاءة واستدامة عمليات الشحن السريع للسيارات فى أقل من نص ساعة من خلال تصميم وتنفيذ دوائر إلكترونية متقدمة تمكن من التحكم في مخرجات الطاقة ومراقبتها بشكل دقيق لضمان عملية شحن آمنة وسريعة.

وتحدث الطالب يوسف حسام محمد 22 عام والطالب بالمراحلة النهائية بكلية الهندسة والتكنولوجيا المتقدمة بالأكاديمية عن طبيعة المشروع  قائلا: يساهم هذا المشروع في الحفاظ على البيئة عن طريق تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتقليل انبعاثات الكربون باستخدام الطاقة الشمسية كمصدر إضافي للطاقة كما يقدم تنويع لمصادر الطاقة سواء شبكة الكهرباء أو الطاقة الشمسية مما يجعله بديلاً نظيفاً ومستداماً يمكنه تلبية احتياجات شحن السيارات الكهربائية بكفاءة.

كما يعتبر هذا المشروع فريد من نوعه في مصر، حيث لم تُستخدم هذه التكنولوجيا المتقدمة في أي من شركات شحن السيارات الكهربائية المصرية من قبل لتنفيذ محطة شحن سيارات تعمل على الطاقة الشمسية يمكنه تلبية احتياجات شحن السيارات بكفاءة من خلال العمل المستمر لكل التي الطلاب المشتركين بالعمل .

وكانت الفكرة تراودنا منذ وقت طويل خصوصاً مع بداية توجه العالم لاستبدال مصادر الطاقة التقليدية بمصادر الطاقة المتجددة التي تدعم التوازن البيئي، وهو ما يتوافق مع توجه الجامعة التي تبنت نهجاً جديداً يعزز الاستدامة ويحد من التلوث بهدف تطوير الصناعة البيئية وهو ما ستتطلبه أسواق العمل في السنوات القادمة.

وتعود الفكرة إلى الاستفادة من الطاقة الشمسية وتعزيز كفاءة واستدامة عملية الشحن وتقليل الاعتماد على الوقود الاحفورى وانبعاثات الكربون لخلق طاقة جديدة ونظيفة تساهم فى الغيرات البيئية، حيث تم تصميم محطة للشحن السريع الخاصة بالسيارات الكهربائية لشحن السيارات فى اقل من نصف ساعة تعمل بالتيار المتردد وتحويلها الى الطاقة المتجددة مع التحكم بالقدرة للشحن وتأثير الشحن للمركبات وتحت سيطرة كاملة وامانة  وبالفعل تم إجراء تجارب أولية على استخدام الطاقة الشمسية كمصدر بديل للطاقة .

وفي العقود الأخيرة شهدت تكنولوجيا الخلايا الشمسية تطوراً كبيراً حيث أصبحت أكثر كفاءة وأقل تكلفة، مما ولّدَ الفكرة لاستخدامها في تصميم السيارات، فتطور العديد منها خلال العقود الأخيرة، وتم تحسين أدائها وزيادة كفاءتها، ويعتبر بعضها قادراً على السير لمسافات طويلة وتحمل الاستخدام اليومي.

وأضاف يوسف عن تصميم نظام شحن السيارة التي تعمل بالطاقة الشمسية والمواد المستخدمة في التصنيع، قائلا: بدأت عملية التصميم بوضع خطة عامة واختيار المواد المستخدمة في البناء، وتشمل هذه المواد الألومنيوم والألياف الزجاجية والبلاستيك المقوى والكربون فايبر والسيليكون وغيرها من المواد ثم بناء الهيكل وأدوات والسلامة والأنظمة الإلكترونية المختلفة، وتركيب الخلايا الشمسية على سطح وتشتمل هذه الخلايا على عدد كبير من الخلايا الفردية التي تتحول إلى طاقة كهربائية وتخزن في البطاريات الموجودة بالداخل.

بعد الانتهاء قمنا باختبار ضبط الأداء وتحسين الكفاءة في ظروف مختلفة لضمان أنها قادرة على التحمل والأداء في الظروف القاسية والمختلفة بالاشتراك مع فريق العمل والمكون من (يوسف حسام -عمر وائل -محمود حلمى - ومنة الله محمد- عمر سرحان ) وتحت إشراف الأستاتذة “إبراهيم عبد السلام  - مصطفى مرعى” من قسم الهندسة الكهربائية بالاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا فرع القاهرة.

ويهدف النظام إلى الاعتماد على مصدر طاقة نظيف ومتجدد: حيث تستخدم السيارة الطاقة الشمسية مما يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفورى و استخدام نوع آخر من الطاقة وهي الطاقة الكهربائية حيث يتم توصيل شاحن السيارة فى أقل من نصف ساعة تقريبا ويمكننا القول إن المركبة تعمل بنوعين من الطاقة النظيفة هي الطاقة الشمسية والطاقة الكهربائية وهو ما يعزز كفاءتها، حيث يمكن اللجوء للشحن الكهربائي في حال تعذر الحصول على مصدر ضوئي يوفر الشحن للبطارية خصوصا في الظروف الجوية الغائمة والممطرة.

مما يساهم قلة التكلفة للتشغيل حيث لا يتطلب تشغيل السيارة الوقود التقليدي، مما يؤدي إلى تقليل تكاليف التشغيل والصيانة المعقدة.

وقلة انبعاثات الكربونى: لا يوجد هناك أي انبعاثات كربونية، مما يساعد على الحفاظ على البيئة وتقليل التلوث كما يساهم هذا النوع من السيارات في تحسين استدامة وتوفير الطاقة والتى يمكن استخدامها في الأماكن التي توجد فيها مصادر قوية للطاقة الشمسية، مثل المناطق الصحراوية والمناطق ذات الاستهلاك العالي للطاقة وتحسين أداء توليد الطاقة في الظروف الجوية المختلفة والقادرة على الأداء بشكل جيد في الظروف الجوية المختلفة بما في ذلك الأيام الغائمة والممطرة.

توعية المستهلكين: عن طريق زيادة الوعي بفوائد الطاقة الشمسية وتحسين الوعي بشأن الأضرار التي تلحق بالبيئة من استخدام الوقود العادي لتحسين كفاءة استخدام الطاقة وزيادة قدرة التخزين وتحسين تقنيات الشحن الشمسي.

بالإضافة إلى ذلك تحسين البنية التحتية للشحن الكهربائي وتوسيعها لتشمل المزيد من المناطق بشكل عام لابد من العمل على تطوير وتحسين تقنياتها لتلبية احتياجات المستهلكين والبيئة وتحسين كفاءة الأداء وخفض التكاليف وتطوير تقنيات جديدة ومتطورة فى الفترة المستقبلية.

وأكد يوسف، أنه يجب تعلم المزيد عن تقنية الطاقة الشمسية وتحويلها إلى طاقة كهربائية لتشغيل السيارات  ومعرفة كيفية تصميم  وتحسين كفاءتها وتقليل استهلاك الطاقة للاطلاع على النموذج الذي قمنا بتصميمه واعتباره نموذج يمكن تطويره .

كما أتقدم بالشكر الى الكادرالتعليمي بالجامعة ومشاركتهم لنا وإعطائنا أدق المعلومات ومساعدتنا طوال فترة تنفيذ المشروع وعبرتقديم الاقتراحات ،مما جعلنا نتفادى بعض الأخطاء بالاضافة الى الاطلاع الدائم بأحدث التقنيات والابتكارات لتحسين التصميم ليزداد الاهتمام بالحفاظ على البيئة واستخدام مصادر طاقة بديلة ونظيفة.

واختتم: نأمل أن يكون ذلك مشروعا وطنياً يتبناه الجميع حيث إن الحفاظ على بيئة نظيفة هو مستقبل الأجيال القادمة وكل الشكر والثناء لجميع من سهل لهم تنفيذ الفكرة التي كانت مجرد حلم وساهم في تحويله إلى واقع على الأرض، وخصوا بالشكر إدارة الجامعة وكلامن من المشرفيين على تفانيهم وجهودهم التي لم تتوقف خلال فترة العمل.

7c2edfba-8ef1-4717-b354-56b15c15a70a 810f122c-cb18-4bf5-895e-f0d1110a7213

مقالات مشابهة

  • «الوطن» تبحث عن الحقيقة في انفجار الغواصة «تيتان».. الشركة استخدمت مواد رخيصة الثمن منتهية الصلاحية وتجاهلت التحذيرات
  • عبوات مياه الشرب المعبأة ليست آمنة تماما كما تظن
  • خبر سار لمنطقة الخليح.. ابتكار مادة تبريد ثورية تقلل الحرارة 16 درجة.. عاجل
  • نحو إمداد كهربائي مستقر لسودان ما بعد الحرب
  • استشاري الطاقة الكهربائية: الألواح الشمسية بالفضاء تعمل في درجات حرارة غير طبيعية
  • طلاب هندسة يبتكرون نظاما جديدا لشحن السيارات الكهربائية بالطاقة الشمسية
  • طريقة جديدة لإعادة تدوير النفايات الطبية البلاستيكية
  • تسبب العقم.. اكتشاف كارثة صحية في نوع سدادة قطنية يستخدمها النساء أثناء الدورة الشهرية
  • «أشغال الشارقة» تنجز مسجد النحوة في خورفكان
  • أشغال الشارقة تنجز مسجد النحوة في خورفكان