بيان جديد لـحزب الله... كيف علّق على إرسال أميركا حاملات طائرات لإسرائيل؟
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
صدر عن "حزب الله البيان التالي: "لم نُفاجأ على الإطلاق بالمواقف السياسية والإجراءات الميدانية التي اتخذتها الإدارة الأميركية لا سيما تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة في الوقوف السافر وإعلان الدعم المفتوح لآلة القتل والعدوان الصهيوني ضدّ الشعب الفلسطيني، فهذا هو الجوهر الحقيقي للسياسة الأميركية الكاملة في دعمها المتواصل للعدوان والإرهاب منذ نشأة هذا الكيان الغاصب المحتل.
إننا نعتبر الولايات المتحدة شريكًا كاملًا في العدوان الصهيوني ونحملها المسؤولية التامة عن القتل والإجرام والحصار وتدمير المنازل والبيوت والمجازر المروعة بحق المدنيين العزل من الأطفال والنساء والشيوخ.
إننا نطالب جماهر أمتنا العربية والإسلامية التي تعرف الحقيقة البشعة لأميركا وعدوانها على شعوب أمتنا في العراق وسوريا وأفغانستان أن تدين التدخل الأميركي وشركائه الدوليين والإقليميين وفضح هذا التدخل على كافة المستويات السياسية والشعبية والإعلامية والقانونية وفي شتى المحافل والتجمعات الإقليمية والدولية.
إن إرسال حاملات الطائرات إلى المنطقة بهدف رفع معنويات العدو وجنوده المحبطين تكشف عن ضعف الآلة العسكرية الصهيونية رغم ما ترتكبه من جرائم ومجازر، وبالتالي حاجتها إلى الدعم الخارجي المتواصل لمد هذا الكيان الغاصب المؤقت بأسباب الحياة، ولذلك نؤكد أن هذه الخطوة لن تخيف شعوب أمتنا ولا فصائل المقاومة المستعدة للمواجهة حتى تحقيق النصر النهائي والتحرير الكامل".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
سيذكر التاريخ.. شرفاء وخونة
بقلم ـ شاهر أحمد عمير
سيذكر التاريخ، بأحرف من نور وفخر، أُولئك الشرفاء الذين حوّلوا لبنان إلى حصن منيع أمام الاحتلال الإسرائيلي وأطماعه التوسعية، هؤلاء الأبطال، وفي مقدمتهم المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله، وقفوا بشجاعة وعزيمة في وجه أقوى الجيوش، مسجلين أعظم البطولات التي أظهرت للعالم أجمع أن الإرادَة الصادقة والثبات على الحق يمكن أن تهزم الغطرسة والقوة العسكرية مهما بلغت.
فَــإنَّ المقاومة اللبنانية، منذ تأسيسها، رفضت الخضوع والاستسلام، وواجهت كُـلّ التحديات السياسية والعسكرية، مقدمة أعظم التضحيات في سبيل كرامة لبنان وسيادته، أبطالها لم يقتصر دورهم على حماية حدود وطنهم، بل كانوا رمزًا للأُمَّـة كلها، يرفعون راية العزة والكرامة نيابةً عن كُـلّ الشعوب العربية والإسلامية التي أنهكتها خيانات بعض حكامها.
لكن التاريخ لن يكون رحيمًا مع أُولئك الذين اختاروا طريق الخيانة، أُولئك الذين باعوا سوريا بأبخس الأثمان لصالح نفس العدوّ، لقد انحدروا إلى مستوى من الانحطاط السياسي والأخلاقي، ففتحوا أبواب وطنهم أمام القوى المتآمرة، سواءٌ أكانت “إسرائيل” أَو أدواتها من القوى الغربية والإقليمية، خيانتهم لم تتوقف عند بيع الأرض، بل ساهموا بوعي أَو بغير وعي في تدمير الشعب السوري وزعزعة أمنه، ضاربين عرض الحائط بكل قيم الدين والعروبة والإنسانية.
الفرق بين الفريقين واضح كالشمس: فريق اختار طريق الكرامة والتضحية، وآخر انحدر في وحل العمالة والخيانة، الفريق الأول، أبطال المقاومة، رسموا للعالم صورة مشرقة عن الإرادَة الصلبة التي لا تنكسر، مؤكّـدين أن الكرامة الوطنية لا تُشترى بالمال ولا تُباع بأي ثمن، أما الفريق الآخر، فقد خسر شرفه وترك وراءه إرثًا من العار سيلاحقهم وأجيالهم لعقود طويلة.
لقد أثبت أبطال المقاومة الإسلامية في لبنان، بمواقفهم الصلبة، أن الأرض التي تُروى بدماء الشهداء لا يمكن أن تُسلب، وأن الكرامة الوطنية لا تخضع لقوانين السوق ولا لتوازنات القوى، كُـلّ قطرة دم سالت على أرض الجنوب اللبناني كانت رسالة واضحة بأن العدوّ مهما بلغ جبروته سيظل عاجزًا أمام الشعوب الحرة التي تؤمن بحقها في السيادة والعيش بكرامة.
أما من باعوا سوريا، فقد أضافوا صفحات سوداء إلى تاريخ الخيانة في أمتنا، لقد خانوا الدين والوطن، وسقطوا في مستنقع التبعية، ظنًا منهم أن العمالة للعدو الإسرائيلي قد توفر لهم الحماية أَو تحقّق لهم مكاسب شخصية، لكن ما حدث هو العكس تمامًا؛ خيانتهم جلبت الاحتلال وَالخراب والدمار لشعبهم، وتركتهم في عزلة أخلاقية وسياسية، ملاحقين بلعنات أمتهم التي لن تغفر لهم تفريطهم.
سيبقى التاريخ شاهدًا حيًّا على مواقف العز والشرف التي صنعها أبطال لبنان، كما سيظل يلعن خيانة من فرّطوا في سوريا، هؤلاء الخونة كانوا أدوات للعدو، ساهموا في تحقيق أجنداته، ودفعوا بلادهم إلى الهاوية، لكن الشعوب الحية لا تنسى، وستظل تذكر الأبطال بكل فخر، والخونة بكل ازدراء.
إن هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها أمتنا تتطلب منا جميعًا أن نتعلم من دروس الماضي، وأن ندرك أن المقاومة وحدها هي الطريق لاستعادة الحقوق وحفظ الكرامة.
من وقفوا ضد الاحتلال الإسرائيلي في لبنان وسوريا وفلسطين كانوا يمثلون ضمير الأُمَّــة الحي، بينما من باعوا أوطانهم كانوا يمثلون أسوأ ما يمكن أن تصل إليه النفوس البشرية من ضعف وانحطاط.
لذلك، علينا أن نستلهم من بطولات المقاومة دروسًا للصمود والتمسك بالحق، وأن نرفض كُـلّ أشكال التبعية والذل التي يحاول أعداء الأُمَّــة فرضها علينا، فقط بالوعي والإيمان بوحدة أمتنا يمكننا ضمان مستقبل مشرق تُخلّد فيه بطولات الشرفاء، وتُنبذ فيه خيانة الخائنين.
سيظل التاريخ يكتب ويخلّد قصص الشجاعة والعزة في لبنان، كما سيكتب بإدانة صارخة خيانة من باعوا سوريا، أن بالمقاومة ننتصر لكرامة أمتنا وقضاياها العادلة، فالتاريخ لا يرحم، والأجيال القادمة لن تنسى الخيانة.