قصة إنشاء المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية بعد تطويره
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
بالتزامن مع افتتاح المتحف اليوناني الروماني الذي يعتبر أحد المشروعات التاريخية المهمة، فهو من أهم المقاصد التاريخية في محافظة الإسكندرية، لأن المتحف متخصص في الحضارة اليونانية الرومانية، ويزوره آلاف السائحين سنويا.
مشروعات الجهاز المركزي للتعمير بالإسكندرية.. دائري جديد وتطوير محيط المتحف اليوناني بعد غلقه 17 عامًا.. المتحف اليوناني يعود إلى الحياة
اشتهر المتحف اليوناني الروماني باحتوائه على العديد من القطع الاثرية أبرزها تمثال ضخم من الحجر الجيري الملون للمعبود بس، وتمثال حربوقراط إله الطفولة، بالإضافة إلى العديد من العملات الأثرية التى تحمل قصص التاريخ، وتتميز واجهة المتحف برونقها التى سجلت كأثر.
قصة إنشاء المتحف
بدأت فكرة إنشاء المتحف حوالى عام 1891 لحفظ آثار مدينة الإسكندرية، وانتهى العمل في المتحف بصورة متكاملة عام 1895، حيث افتتحه الخديو عباس حلمى الثانى، وكان عدد قاعاته 11، ونتيجة للنشاط الأثرى وتزايد الاكتشافات زاد عدد قاعاته حتى وصلت لـ25 قاعة.
يضم بعض الآثار التي ترجع إلى العصر اليونانى الرومانى وبعض الآثار الفرعونية. وقد كشف المتحف عن مقبرتين مهمتين؛ إحداهما من العصر البطلمى، عثر عليها بمنطقة سوق الورديان.. والأخرى ترجع إلى العصر الرومانى، وتم قطعهما ونقلهما إلى الحديقة القبلية للمتحف، ويحتوى المتحف على عدة قاعات، كل قاعة تضم مجموعة من الآثار في العصور المختلفة.
يضم المتحف اليونانىأكبر تمثال في العالم يمثل الإمبراطور دقلديانوس مصنوع من مادة "البروفير" وهو نوع من الحجر الأحمر النادر، فضلًا عن المئات من القطع القبطية والآلهة اليونانية والأباطرة الرومان وعدد من الممياوات، كما يضم تمثال الإله سيرابيس أو عجل أبيس الشهير والذي أراد به حكام مصر آنذاك في التقريب بين الشعب المصري وأصحاب الحضارات اليونانية الرومانية في عقيدة دينية واحدة.
كما يضم المتحف العديد من الأواني الإغريقية الرومانية المستعملة في الحياة اليومية وفي المعابد والمناسبات والأعياد ودمي للعب الأطفال على هيئة حيوانات، كما يضم المتحف عناصر معمارية من بقايا مبانى ومقابر الإسكندرية ذات الطابع المصري اليوناني المختلط.
وفى السابق كشف المتحف عن مقبرتين هامتين إحداهما من العصر البطلمي عثر عليها بمنطقة سوق الورديان غربي الإسكندرية والأخرى ترجع إلى العصر الروماني وقد تم قطعهما ونقلمها إلى الحديقة القبلية للمتحف ويحتوي المتحف على عدة قاعات كل قاعة تضم مجموعة من الآثار في العصور المختلفة.
كما تعد مكتبة المتحف اليوناني الروماني واحدة من أهم المكتبات الموجودة بالإسكندرية إذ تزخر بالعديد من الكتب النادرة، وكان جرى نقلها إلى قاعة بالمتحف البحري حتى تكون متاحة للدارسين، وفي سبتمبر 2010 أزيل سقف المكتبة الأصلي لإنشاء الطابق الثاني كما هو مخطط طبقًا للتصميم الجديد للمبنى بعد التطوير، ليتوقف العمل عقب ثورة 25 يناير 2011، حتى جرى العمل بمشروع الترميم عام 2018 ضمن خطة الدولة لتطوير وترميم عدد من المشروعات الأثرية ، واليوم الموفق 11 من شهر اكتوبر لعام 2023 يتم افتتاح أحد أهم المتاحف المتخصص في الحضارة اليونانية الرومانية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: افتتاح المتحف اليونانى الرومانى المقاصد محافظة الإسكندرية الحضارة سنويا المتحف الیونانی الرومانی
إقرأ أيضاً:
متحف الحرب في سول.. ذاكرة الصراع الكوري الحية
في قلب العاصمة الكورية الجنوبية سول، يقف "متحف الحرب" شاهدا على واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن الـ20: الحرب الكورية (1950-1953)، وأبرز ما يلفت انتباه الزائر قبل دخول المبنى هو الساحة الخارجية التي تضم مجموعة مذهلة من الطائرات الحربية والمدرعات والصواريخ والطائرات المروحية التي استخدمت خلال الحرب، مما يمنح الزوار تجربة بصرية ملموسة لأحداث الماضي.
افتُتح متحف الحرب في سول عام 1994 بهدف توثيق تاريخ الحروب التي مرت بها شبه الجزيرة الكورية، مع التركيز بشكل أساسي على الحرب الكورية. ويقع المتحف في منطقة يونغسان، وهو مقام على موقع كان يستخدم كمقر رئيسي للجيش الكوري الجنوبي. ويتألف المتحف من 6 قاعات رئيسية، بالإضافة إلى المعروضات الخارجية، ويضم أكثر من 13 ألف قطعة توثق جوانب مختلفة من الحروب التي خاضتها كوريا.
عند التجول في الساحة الخارجية لمتحف الحرب، يجد الزائر نفسه محاطا بترسانة من المعدات العسكرية التي استخدمت خلال الحرب الكورية. وهذه المعروضات ليست مجرد قطع حديدية جامدة، بل هي شواهد صامتة على صراع دامٍ شكّل مسار شبه الجزيرة الكورية.
اندلعت حرب الكوريتين بعد 5 سنوات من انتهاء الحرب العالمية الثانية، وكانت نتيجة رئيسية لها، حيث كانت كوريا مستعمرة يابانية منذ عام 1910، لكن بعد هزيمة اليابان عام 1945 تم تقسيم شبه الجزيرة الكورية إلى منطقتي نفوذ الأولى في الشمال تحت سيطرة الاتحاد السوفياتي والثانية في الجنوب تحت سيطرة الولايات المتحدة.
تتوزع في الساحة طائرات مقاتلة من طراز "إف-86 سابري" (F-86 Sabre) الأميركية التي لعبت دورا رئيسيا في المعارك الجوية ضد الطائرات السوفياتية "ميغ-15" (MIG-15) التي استخدمها جيش كوريا الشمالية، كما تقف مروحيات "يو إتش-1 هيوي" (UH-1 Huey) التي كانت تُستخدم لنقل الجنود والجرحى، إلى جانب الدبابات والمدرعات التي شاركت في معارك برية حاسمة.
كانت حرب الكوريتين صراعا عسكريا بين كوريا الشمالية المدعومة من الصين والاتحاد السوفياتي، وكوريا الجنوبية المدعومة من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، واندلعت شرارتها عندما اجتاحت قوات كوريا الشمالية الجنوب وسرعان ما توسع النزاع ليشمل قوى دولية كبرى، وراح ضحية تلك الحرب نحو 3 ملايين شخص بينهم نحو مليوني مدني.
هذه المعروضات لا تروي فقط الجانب العسكري للحرب، بل تحمل رسائل أعمق حول آثار النزاع على كوريا الجنوبية. من خلال لوحات المعلومات المرافقة لكل قطعة، ويقدم المتحف سردا تاريخيا يُبرز كيف أثرت هذه الأسلحة على مجريات الحرب، وما التكلفة البشرية والمادية للصراع.
ويعكس العرض الخارجي للمتحف نهجا مزدوجا، فهو من جهة يُخلّد دور القوات الكورية الجنوبية وحلفائها في الدفاع عن البلاد، ومن جهة أخرى يبرز فظائع الحرب، ويذكّر بضرورة السلام. هذا التوازن يجعل المتحف ليس فقط موقعا للتاريخ العسكري، بل أيضا مكانا للتأمل في دروس الماضي.
إعلان تأثير المتحفوبالنسبة للزوار، فإن التجول بين هذه القطع العسكرية الضخمة يخلق تجربة غامرة تُشعرهم بحجم الحرب وأثرها، حيث يتيح المتحف للزوار الاقتراب من بعض المعروضات، مما يمنحهم فرصة للتفاعل المباشر مع التاريخ، كما أن كثيرا من الكوريين الجنوبيين، خاصة الطلاب، يزورون المتحف كجزء من رحلات مدرسية تهدف إلى تعزيز الوعي بتاريخ بلادهم.
ولا تنسى كوريا دور الحلفاء الذين دعموها في تلك الحرب الدموية، حيث تجد أعلام كافة الدول التي وقفت إلى جانبها سواء تلك التي شاركت بقوات عسكرية وأرسلت معدات حربية أو تلك التي قدمت دعا طبيا ومساعدات لإعادة البناء.
أقسام المتحفإلى جانب تلك المعروضات الخارجية التي تنقل الزائر إلى غمار الحرب الكورية، يضم المتحف العديد من الأقسام الداخلية التي تروي تاريخ كوريا.
فهناك قاعة ما قبل الحرب الكورية، التي تتناول التاريخ العسكري لكوريا قبل الحرب الكورية، بما في ذلك الفترات القديمة والتطورات العسكرية التي مرت بها البلاد. وتعرض القاعة نماذج للأسلحة التقليدية المستخدمة في العصور القديمة، بالإضافة إلى الوثائق التاريخية التي تسلط الضوء على الإستراتيجيات العسكرية لكوريا.
وهناك قاعة الحرب الكورية، التي تركز على تفاصيل الحرب الكورية من بدايتها إلى نهايتها، مع تسلسل زمني للأحداث المدعوم بالصور الأصلية، ومقاطع الفيديو، والشهادات الشخصية للجنود والمدنيين الذين عايشوا الحرب. كما تعرض القاعة خرائط عسكرية توضح تحركات الجيوش المختلفة خلال المعارك الرئيسية.
وقاعة الحرب الحديثة، التي تتناول التطورات العسكرية التي شهدتها كوريا الجنوبية بعد انتهاء الحرب الكورية، بما في ذلك دورها في الصراعات الدولية مثل حرب فيتنام ومهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وقاعة المعدات والأسلحة، التي تقدم مجموعة واسعة من الأسلحة والمعدات التي استخدمت في مختلف الحروب التي خاضتها كوريا، وتضم أسلحة خفيفة، ومدافع، ودبابات، بالإضافة إلى تكنولوجيا عسكرية متطورة استخدمتها القوات الكورية الجنوبية.
وهناك قاعة الأبطال والتضحيات، التي تُخلّد ذكرى الجنود والمدنيين الذين فقدوا حياتهم خلال الحرب الكورية، وتحتوي على نصب تذكاري وقوائم بأسماء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل البلاد. كما تعرض قصصا شخصية مؤثرة عن الأبطال الذين ساهموا في الدفاع عن كوريا الجنوبية.
وأخيرا هناك قاعة السلام، التي تركز على أهمية المصالحة والسلام في شبه الجزيرة الكورية، مع عرض الجهود الدبلوماسية المبذولة بين الكوريتين لإنهاء النزاع المستمر. ويتم تقديم محتويات القاعة بأسلوب تفاعلي، حيث يمكن للزوار مشاهدة خطابات لقادة سياسيين والتفاعل مع خرائط مستقبلية توضح سبل تحقيق السلام.
إعلانويبقى متحف الحرب في سول أكثر من مجرد مكان لحفظ المعدات العسكرية، فهو نافذة على تاريخ أمة عاشت صراعا مريرا، ولا تزال تداعياته قائمة حتى اليوم. والمعروضات الخارجية للطائرات والدبابات والصواريخ ليست مجرد أدوات قتال، بل رموز لذاكرة وطنية تسعى للحفاظ على الدروس المستخلصة من الماضي، لئلا تتكرر مآسي الحرب في المستقبل.