تقرير جديد: التغير المناخي عواقبه طويلة الأمد على صحة الشباب العقلية
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أفاد تقرير جديد صادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي أن التغير المناخي قد يلعب دورًا رئيسيًا في التأثير على صحة الشباب العقلية.
كُتِب التقرير بالتعاون مع منظمة "ecoAmerica" للدفاع عن المناخ، وهو يوثّق كيف يمكن للأحداث البيئية المرتبطة بتغيّر المناخ، ضمنًا كوارث الطقس، والحرارة الشديدة، وسوء نوعية الهواء، أن تؤدي لإثارة أو تفاقم مشاكل الصحة العقلية لدى الأطفال والمراهقين.
وأفاد التقرير أنّ الكوارث الطبيعية قد تتسبب باضطراب ما بعد الصدمة بين هذه المجموعات، فيما قد تزيد المشاكل طويلة المدى مثل الحرارة، والجفاف، وسوء نوعية الهواء، من مخاطر القلق، والاكتئاب، والاضطراب ثنائي القطب، والسلوك العدائي، والضعف الإدراكي، وغيرها من الحالات.
والتقرير الصادر الأربعاء، يعتبر بمثابة تكملة لدراسة وضعت عام 2021، أجرتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي و"ecoAmerica".
وهي الأحدث ضمن سلسلة من الدراسات التي أجرتها المنظمتان، منذ عام 2014.
ولا تتضمن الدراسات تجارب جديدة، بل هي تلخّص الأبحاث الحالية حول تغيّر المناخ، والصحة العقلية، وتنمية الشباب.
تبدأ المشاكل قبل الولادةوبحسب الدكتورة سو كلايتون، أستاذة علم النفس في جامعة "ووستر"، والمؤلفة الرئيسية للتقرير، تجعل الأحداث المناخية المرتبطة بتغير المناخ الأطفال أكثر عرضة لعواقب الصحة العقلية، لأنّهم لا يمتلكون استراتيجيات التكيّف التي يمتلكها الكبار.
وإذا تعرّض أحد الوالدين للتوتر بسبب التحديات المرتبطة بحدثٍ بيئي، مثل الحرارة الشديدة، أو حرائق الغابات، قد يؤثر ذلك على الصحة العقلية لأطفالهما أيضًا.
وذكر التقرير أنّ عواقب الصحة العقلية تبدأ حتّى قبل ولادة الطفل.
ويمكن التعرض لكوارث الطقس، ودرجات الحرارة المرتفعة، وتلوث الهواء، وقلق الأم قبل الولادة أن يزيد من خطر إصابة الطفل بمجموعة متنوعة من المشاكل السلوكية، والتنموية، بما في ذلك القلق، والاكتئاب، واضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه، وتأخر النمو، ومستوى منخفض من ضبط النفس، والاضطرابات النفسية.
وأشارت كلايتون إلى أنّ العواقب قد تؤثر على تطور الجهاز العصبي، وغالبًا ما تكون غير قابلة للعلاج.
"كيف تخطط للمستقبل؟"وأوضح التقرير أنّ المراهقين والشباب يشعرون بالقلق خصوصًا بشأن تغير المناخ.
والشباب أكثر عرضة للقلق بشأن فشل الحكومات الملحوظ، أو أصحاب السلطة، في التصرف بشأن تغير المناخ مقارنةً بنظرائهم الأكبر سنًا.
ووفقًا للتقرير، ترتبط الأحداث المتّصلة بتغيّر المناخ، والضيق الذي يشعر به الأفراد بشأن هذه القضية بمخاطر القلق، والاكتئاب، والعلاقات الاجتماعية المتوترة، والانتحار.
وقالت كلايتون: "إنّهم قلقون بشأن ذلك لأنّهم يعلمون أنّه سيؤثر على مستقبلهم"، ومن ثم أضافت: "كيف تخطط للمستقبل عندما لا تعلم كيف سيكون عليه؟".
وأشار الباحثون إلى عدم معاناة جميع الشباب من آثار تغير المناخ على الصحة العقلية بالطريقة عينها.
والأشخاص من خلفيات مهمشة أو منخفضة الدخل، ضمنًا مجتمعات السكان الأصليين، والمجتمعات الملونة، والنساء، والأشخاص ذوي الإعاقة، هم أكثر عرضة للطقس المتطرف.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أبحاث أحوال الطقس الاحتباس الحراري البيئة التغيرات المناخية
إقرأ أيضاً:
تقرير: فرنسا تعاني من أعلى مستوى للاكتئاب بين الدول الأوروبية
تناول تقرير جديد مستويات الإكتئاب في مختلف أنحاء أوروبا وبين الأفراد الأكبر سنا والأصغر سنا. ويبدو المستقبل بالنسبة لفرنسا قاتما بشكل خاص. حيث أن فرنسا تعانى من أعلى مستوى من الاكتئاب بين الدول الأوروبية منذ ما قبل ظهور وباء كورونا وحتى الآن.
وكشف تحليل أجراه الذراع الإحصائي لوزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية الفرنسية أن معدل الاكتئاب في فرنسا كان حوالي 11% قبل الوباء. وهو أعلى معدل بين جميع البلدان الأوروبية، وفقا لصحيفة لابانجورديا الإسبانية.
واستند التقرير على بيانات من المسح الصحي الأوروبي الذي يتم إجراؤه كل ست سنوات وشمل حوالي 300 ألف شخص. في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والنرويج وأيسلندا وصربيا.
ويأتي التقرير في وقت أشارت فيه العديد من الدراسات إلى تفاقم أزمة الصحة العقلية في السنوات التي أعقبت جائحة كوفيد-19، وخاصة بين الشباب في فرنسا ودول أوروبية أخرى. وركز التقرير الجديد أيضًا على الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا. والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 70 عامًا.
وقالت جوسلين كابوش، مديرة الأبحاث الفخرية في مختبر علوم الأعصاب بجامعة السوربون (Neuro-SU) في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي (CNRS)، ليورونيوز هيلث إنها على الرغم من عدم وجود تفسير لديها، فقد سجلت فرنسا مستوى “أعلى نسبيًا” من الاكتئاب وبالمقارنة مع البلدان الأخرى، قد يكون هذا بسبب عدة أشياء.
وقال كابوتشي، الذي لم يشارك في الدراسة: “على الرغم من أننا نخدم بشكل جيد نسبيا في مجال الصحة والتعليم، إلا أننا لا نزال في حاجة إلى بذل جهود كبيرة في رعاية كبار السن”. وأضاف أن الاكتئاب يمكن أن يتحسن مع زيادة الاستثمار في الطب النفسي والابتكار العلاجي.