مكتبة الإسكندرية تنظم معرض منظور رقمى عن التراث الثقافى المصرى والإيطالى
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
نظم متحف الآثار التابع لمكتبة الإسكندرية معرض "منظور رقمي على التراث الثقافي المصري والإيطالي: جولة افتراضية ثقافية مشتركة"، اليوم بحضور الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، و ريكاردو جواريجليا، السكرتير الأول لوزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، والسيد بيترو فاكانتي بيركو، نائبًا عن السفير الإيطالي في القاهرة، وقدمها الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية.
أكد الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، إن مصر وإيطاليا يجمعهما تاريخ طويل من التعاون منذ العصور القديمة وحتى الأن، حيث زار العديد من الرومان مصر وأقاموا فيها، كما عاش العديد من الإيطاليين في مصر ولا يزالون، خاصة في الإسكندرية، التي تعد مدينة متعددة الثقافات، كما أن مكتبة الإسكندرية تعد شريكًا رئيسيًا في التعاون الثقافي المصري الإيطالي منذ تأسيسها.
وأشار "زايد" إلى مكتبة الإسكندرية والسفارة الإيطالية في القاهرة نظما مؤخرًا معرض بمناسبة مرور مائة عام على اكتشاف قبر الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، والذي شهد إقبال كبير من زوار المكتبة، كما تزامن معه تنظيم معرض فني بعنوان "التحطيب والتارانتيلا" من قبل الجانب الإيطالي بالتعاون مع المركز الفني في قطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية.
وأوضح "زايد" إن متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية والجانب الإيطالي أعدوا في وقت سابق، معرضًا للزيارات الافتراضية إلى أشهر المدن الإيطالية مثل روما وفلورنسا والبندقية، بعنوان "تجربة التراث الافتراضي - جسر رقمي بين مصر وإيطاليا"، والذي جاء في إطار التعاون المثمر لدعم التراث الثقافي العالمي، وإشراك جميع فئات المجتمع وقطاعاته للتعرف على تراث وثقافة بلدهم، وتعريفهم بحضارة الشعوب الأخرى لرفع الوعي الأثري والثقافي بينهم.
وأضاف، إن المعرض شمل أيضًا تطبيق تفاعلي في الواقع الافتراضي ثلاثي الأبعاد حول التراث المشترك بين البلدين، حيث استمتع من خلاله الزائرين بمدينة القاهرة ومناطقها السياحية مثل الأهرامات وقلعة محمد علي، كما استمتعوا بجولة افتراضية مماثلة في المدن الإيطالية مثل بينيفينتو، بالإضافة إلى مشاهدة مجموعة فريدة من الصور للقاهرة وروما وفلورنسا والبندقية وبينيفينتو.
ولفت "زايد" إلى أن في المرحلة الثانية من هذا التعاون أعد الجانب الإيطالي جولات بصرية لأشهر القطع في ثلاثة متاحف رئيسية في مكتبة الإسكندرية، وهي: متحف الآثار، ومتحف المخطوطات، ومتحف السادات، بالإضافة إلى معرض شادي عبد السلام، موضحًا أن المعرض مستمر خلال الفترة من 11 إلى 18 أكتوبر، يتضمن معرضًا للصور لنفس المواقع التراثية في ملحق المتحف، بالإضافة إلى أجهزة متصلة بنظارات الواقع الافتراضي تقدم جولات افتراضية داخل بعض المتاحف والمواقع التراثية في مصر وإيطاليا.
وفي بداية كلمته، عبر ريكاردو جواريجليا، عن تواجده في مدينة الإسكندرية، وذلك لمدى التشابه الكبير بين الإسكندرية وإيطاليا، مؤكدًا أنه يشعر بالفخر للتحدث عن علاقة الصداقة التي تجمع بين مصر وإيطاليا، وخاصة هذا المعرض الذي يساهم في الثقافة العالمية، هذه العلاقة تمثلت في زيارة رئيس الوزراء الإيطالي ومقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في ثلاث زيارات مصرية لمصر منذ توليه منصبه.
وشدد "جواريجليا" إن العلاقات بين الشعبين قوية ورمزية ويجمعهما تاريخ طويل من الحضارة، موضحًا أنه بواسطة هذه التقنية قام بجولة افتراضية للاستمتاع بأجواء نهر النيل، وتجول حول الأهرامات بواسطة جمل، وهما اثنين من عناصر الثقافة المصرية الجميلة.
وأضاف "جواريجليا" إن المعرض هو ثمرة التعاون بين مكتبة الإسكندرية والجانب الإيطالي ممثل في السفارة الإيطالية في القاهرة، سوف يساهم في مساعدة المواطنين على استكشاف تاريخها والتعرف عليه بواسطة التقدم التقني، كما أنه سوف يعود بفوائد على الاقتصاد المصري ويقوم بتحسين صورة مصر حول العالم مما يساهم في دعم السياحة وفرص العمل في هذا القطاع.
وأكد، إن مصر وإيطاليا يساهمون في التاريخ والحضارة حول العالم، وهو إرث من الماضي مستمر حتي اليوم وسوف نقوم بنقله للأجيال القادمة، كما أن مشروع اليوم يزيد قطعة جديدة في تاريخ العلاقات التي تجمع بين البلدين الصديقين.
وفي الختام قدم "جواريجليا" هدية إلى الدكتور أحمد زايد عبارة عن "مفتاح رقمي" يحوي معلومات، كما قام برفقة الوفد المرافق له بجولة تفقدية لمتحفي المخطوطات والآثار، بالإضافة إلى تجربة التمتع بجولة افتراضية في المتاحف التي تضمها المكتبة والمناطق السياحية الإيطالية، من خلال أجهزة متصلة بنظارات الواقع الافتراض.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مكتبة الإسكندرية متحف الآثار مکتبة الإسکندریة مصر وإیطالیا بالإضافة إلى متحف الآثار
إقرأ أيضاً:
عوامل نهوض الأمة في مواجهة الأعداء من منظور خطاب السيد القائد
يمانيون../
سؤال أثاره السيد القائد في ضوء تجليات المرحلة وما يعصف بالمنطقة والعالم من متغيرات، وهو السؤال ذاته الذي يعيد تكراره على مسامع الأمة قادة وشعوباً من وقت لآخر: كيف لا يستغل العرب والمسلمون ما تمخض عن صمود غزة وما رافقه من تجليات إقليمية وعالمية تزيح الستار عما لم يكن في حسبان العدو في كل الساحات، بما فيها ساحة العدو وداعميه في أوروبا وأمريكا؟!
ولماذا يستمر الخذلان العربي الإسلامي للمقاومة، بينما عوامل كثيرة تظهر أن بإمكان العرب والمسلمين أن يستغلوا فرصة اليوم حيث تهيئ لعزة وكرامة أمة؟!
لقد لخص السيد القائد جملة عوامل هي في صالح الأمة لمواجهة مشروع سحق وتدمير العرب والمسلمين ومواجهة مشروع الصهيونية ونموذج اليمين المتطرف، حيث الإيمان بقتل وتشريد من طالته يد القتل من العرب والمسلمين، واستعباد من بقي منهم.
في عام ونصف من توحش صهيوني بغزة – أرهق أحرار الأمة بما فيه من دموية عدو، ومعه عون أمريكا وجزء من الغرب المتصهين، وحلف أعرابي – كانت التجليات تشير إلى أنه رغم ما حصل لسيف العروبة والإسلام من ثلم، إلا أنه بمقدوره أن يخوض معركته، حيث بشائر النصر تلوح في زحام الجرح وغضب الدم.
تناول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- العوامل التي رافقت حرب غزة وما مزجته من آلام وانتصار معًا، ولخصها في عوامل الصمود، والصحوة العالمية، وأزمات الداخل الصهيوني، وأزمات أمريكا العاصفة، والنموذج اليمني النهضوي المقاوم.
وبعرضه لهذه العوامل التي تظل روافع بناء، يشير إلى أنها كعناصر قوة تهدر حتى اللحظة؛ بدءًا بالصمود الفلسطيني الأسطوري للمقاومة والشعب معًا، والصحوة العالمية التي خرجت لتساند الحق الفلسطيني في كل أصقاع العالم، وما صاحبها من إعادة رسم الصورة الحقيقية للعدو الإسرائيلي الدموية في الذهنية الغربية، كذلك الأزمات المعقدة التي تعيشها أمريكا الداعم والشريك الرئيسي للكيان في حرب الإبادة بغزة وأحد أسباب استمرار مآسي العرب وتعطيل مشروع النهضة العربية.
النموذج اليمني المقاوم، برز بقوة إلى واجهة المشاريع التحررية، كأيقونة من أيقونات النضال العالمي، الذي جمع في تركيبته جانبًا فكريًا مقاومًا وجانبًا عمليًا يمثل عنصر القوة المادي، والمفترض أن يكون نموذجًا وباكورة يستند عليها أي مشروع نهضوي عربي إسلامي، في ظل مبادرة اليمن بعرض مساعداته للدول والشعوب العربية الإسلامية، والاستعداد لنقل تجربته الرائدة لشعوب الأمة، بعد أن حققت ما حققته من نجاح في مواجهة الهيمنة والاستكبار الأمريكي، والمشروع الصهيوني العالمي.
والواقع أن هذه العوامل برزت كفرص في صالح الأمة، لكن لا أحد بادر للأخذ بها من قادة هذه الأمة التي تبدو غير مكترثة بالمصير الذي يبشر به الصهاينة (الذبح) لأمة الإسلام.
عامل الصمود الذي برز في عام ونصف من عدوان صهيوني متوحش على قطاع غزة، هو في حد ذاته أحد روافع تحقيق النصر وكسر شوكة العدو الإسرائيلي، إذا ما عززت الأمة حضوره بالدعم والإسناد. لقد كان الصمود “الأسطوري” للمجاهدين في غزة، كما -يقول السيد القائد- هو في حد ذاته عامل من عدة عوامل مساعدة يجب أن تشجع الأمة على النهوض بمسؤوليتها.
فالمقاومة بهذا الحضور الفاعل كان تأثيرها واضحًا، وانعكس في اتجاهات ومستويات عدة، ففي الساحة الداخلية، مثل الصمود عامل ضغط ما زال يفعل فعله داخل كيان العدو، ومعه اتسعت رقعة الخلافات السياسية والاجتماعية والدينية بين المغتصبين، وهذا واضح جدًا فيما يتعلق بخلافات قادة العدو، حيث تتعالى الأصوات من أن هذا النهج الصهيوني والذي يقابله صمود فلسطيني، يقود العدو الإسرائيلي إلى الهاوية، بينما يتسع الشرخ داخل المجتمع الصهيوني، في ظل استمرار أزمة الأسرى التي تؤجج مزيدًا من النار، بينما تتآكل الثقة بقادة الكيان المحتل، وصولًا إلى مستوى الاستنزاف الذي يقرب هذا الكيان من حافة الهاوية ثم السقوط في حرب أهلية، كثير من القراءات تتوقعها من حين لآخر.
لهذا جاء تساؤل السيد القائد: أما كان هذا “الثبات العظيم عامل قوة مهم يفترض أن يُبنى عليه تحرك ودعم”؟!
ما يمكن أن نسميه “صحوة عالمية” كان عاملًا قويًا وما يزال إن أمكن أن يبنى عليه مشروع نهضة عربية إسلامية، قد لا يتكرر في هذه المرحلة.
هذه الصحوة، بحسب السيد القائد، “أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة اهتمام العالم”، وأصبحت مادة لاختبار “إنسانية” العالم والتزامه بـ”مبادئ حقوق الإنسان”، ضمن شعارات الحرية والمساواة والعدالة التي رفعها الغرب كشعار جديد لأوروبا والغرب المتحضر، الأمر الذي كان يفترض من قادة الأمة ومفكريه ونخبه البناء عليه، حيث أصبحت الشعوب في مختلف العالم تنظر إلى الكيان الصهيوني “أنه مجرم ظالم محتل يرتكب الإبادة الجماعية”، ووصلت هذه الصحوة الإنسانية إلى الساحة الأمريكية نفسها، حيث إن أكثر من نصف الأمريكيين، بحسب استطلاعات الرأي هناك، لم يعودوا متضامنين مع إسرائيل، والأمر كذلك في أوروبا.
وخلال فترة حصار غزة منذ 2007، أتاحت الهوامش الديمقراطية الغربية مجالًا لحراكات إنسانية لدعم غزة، مثل سفن كسر الحصار على سبيل المثال، لكنها لا تصل إلى ما وصل إليه الحراك الشعبي المؤيد لفلسطين منذ أكتوبر 2023 وحتى اليوم. بحسب الاستطلاعات الأمريكية مؤخرًا، هناك تنامي في مشاعر معاداة اليهود، وهي كذلك في الغرب الأوروبي.
ومن العوامل التي يذكرها السيد القائد للأمة على أنها فرصة للعرب والمسلمين للأخذ بها والبناء عليها، ومنها في إطار الصحوة ومناهضة المشروع الصهيوني، أن “بعض الأنظمة الأوروبية والأمريكية اللاتينية أعلنت عن مواقف متقدمة نسبياً متضامنة مع فلسطين”,
و يمكن إدراك أن هذا الموقف العالمي هو الأكثر تعاطفاً مع الشعب الفلسطيني والأقرب لإنصاف القضية الفلسطينية من أية مرحلة أخرى”.. لهذا يستغرب السيد القائد كيف لا يستثمر قادة هذه الأمة هذا العامل المهم، فيما الرأي العام العالمي مهيأ أكثر من أي وقت مضى للوقوف مع الشعب الفلسطيني، كيف لا يُستثمر هذا من أجل مشروع إنقاذ الأمة وبناء مشروعها الحضاري؟
إن التخاذل الحاصل في واقع الأمة، والذي سببه قادتها أولاً ونخبها ثانياً، لن يدوم طويلاً، فتاريخ الأمة يقول لنا إن هذه الأمة سرعان ما تنفض ضعافها من قادة وزعامات، ثم تستعيد موقعها، وهذا التوقيت في سياق الأحداث وتطوراتها لن يطول، بل سيجبرون عليه وإن كلفها كثيراً من التضحيات.
المسيرة : إبراهيم العنسي