صحيفة التغيير السودانية:
2025-02-08@21:47:22 GMT

حرب غزة ودروسها على السودان

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

حرب غزة ودروسها على السودان

حرب غزة ودروسها على السودان

زين العابدين صالح عبد الرحمن

إن العملية التي قامت بها حماس تؤكد؛ أن غلبية استخبارات العالم: وخاصة الأمريكية والأوروبية وحتى الإسرائيلية صاحبة الشأن ما عادت تهتم بالقضية الفلسطينية، وتم إهمالها بأنها سوف تسقط بالتقادم. وهي الفترة التي استطاعت أن توظفها حماس من أجل أحياء القضية وإعادتها مرة أخرى للمقدمة، ومن خلال عمل غير مسبوق ومتخيل.

خشي منه رئيس أوكرانيا زيلينسكي بالقول (إنهم يخشون أن تؤدي حرب غزة إلى “حرف الأنظار” عن اوكرانيا) ويضيف قائلاً (إن الرئيس يوتين قد وفر الدعم لكي يصرف الأنظار عن حرب أوكرانيا) وكتب الكاتب الأسرائيلي “آري شبيت” في صحيفة “هآرتس” مقالاً بعنوان “إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة” يقول فيه (يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال) ويضيف قائلاً (ليس هناك قوى سوف تنهي الاحتلال ولا هناك قوى سوف توقف الاستيطان القوى الوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ إسرائيل من نفسها، هم الإسرائليون” أنفسهم، وذلك بابتداع لغة سياسية جديدة، تعترف بالواقع، وبأن الفلسطينيين متجذرون في هذه الأرض، وأحث على البحث عن الطريق الثالث من أجل البقاء على قيد الحياة هنا وعدم الموت).

يقدم “آري شبيت” رؤية ثالثة يعتقد يجب أن تكون مقبولة للطرفين الإسرائليين في بقاء الدولة، وإنقاذ النظام الديمقراطي فيها حتى لا يتعرض للانهيار. وفي نفس الوقت يحفظ للفلسطينين حقوقهم. إن آري يحاول إنقاذ العقل في اسرائيل الذي أسقطه التطرف الصهيوني. ويحاول أيضاً مخاطبة العقل الفلسطيني بالانحياز للحكمة.

المهم من الذي جرى ويجري في غزة؛ أن العملية سوف تجبر الكل أن يضعوا لها أجندة مغايرة، وأثبتت العملية أن الشعب وحده هو القادر أن يضع قضيته في مقدمة دفتر الأجندات العالمية، وأن العالم الخارجي فقط عليه المساعدة، ودفع الجانبين للوصول لحل مرضٍ للطرفين.

إن تغيير مسار القضية سوف يبدأ من أسرائيل نفسها، ويسمح بعلو عقل الحكماء وليس المتطرفين. ربما يختلف العالم في الانطباع الأول عن العملية بين مدين لها ومتحفظ وداعم لها، ولكنها بالضرورة سوف يكون لها انعكاسات داخل إسرائيل لكي تدفع في اتجاه الحل. ومهما حاول المتطرفون الإسرائيليون الاعتقاد أن شراء ترسانات من الأسلحة المتنوعة في العالم سوف تجعلهم في مأمن من الآخرين، فإن التكنولوجية سوف تصنع بدائل تساعد على اختراق هذه الترسانات، فالأفضل هو الاعتراف بالحقوق المتبادلة وخلق الدولتين حسب الاتفاقيات السابقة، والتي تحاول إسرائيل التهرب منها.

إن العديد من النخب السودانية تعتقد هناك دور لإسرائيل بالتحالف مع الإمارات في الحرب الدائرة في السودان، وأن ميليشيا الدعم تتلقى مساعدات كبيرة من هذا التحالف لاستمرار الحرب بهدف تقسيم السودان لعدة دول، وهذا المخطط إذا كان صحيحاً لابد أن يكون مدعوماً من قبل البعض داخل السودان. والدرس المستفاد من حرب غزة يؤكد أن الشعب السوداني وحده هو القادر أن يحل قضاياه من خلال وضع الأجندة الوطنية التي يجب أن تكون في قمة الملفات الحوار السياسي.

إن دولة الأمارت أيضاً يجب عليها أن تراجع سياساتها تجاه السودان، والحرب التي أشعلتها وماتزال تدعم استمرارها، وأن الأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط وأيضاً الانقلابات التي حدثت في غرب أفريقيا جميعها سوف تحاصر القوى التي تشعل الحروب من خلال انتقال المرتزق بين الدول.

إن مشاركة السودان مع السعودية والإمارات في “عاصفة الصحراء” التي يقال إنها ذهبت لتقاتل مع النظام الشرعي في اليمن ضد الحوثيين، كان أكبر خطأ ارتكبه السودان وخاصة النظام البائد. في إرسال قوات تقدر بـ”30 الف” مقاتل جاء ذلك على لسان قائد الميليشيا محمد حمدان دقلو حوالي 18 الف يحرسون حدود السعودية مع اليمن وهناك الآلاف الذين يحرسون القواعد الإماراتية في اليمن. فالإمارات بدعمها الميليشيا ليس فقط أن أعينها على ثروات السودان، بل هناك أهم من ذلك؛ أنها في حاجة لمقاتلين مرتزقة يحمون مصالحها داخل اليمن، وأيضاً خارج دولة الإمارات، ولا يستبعد أنها تحتاج أيضا لحماية حدودها.

إن القوات الأجنبية الوحيدة التي شاركت مع السعودية والإمارات في عاصفة الصحراء هي السودان. لذلك الإمارات تريد تغيير النظام في السودان بهدف إنها تريد وجود قيادات تذعن بالولاء لها وتقدم لها ما تحتاجه. الأمر الذي يجعلها مصرة على استمرار الحرب.

إذا كانت إسرائيل بالفعل هي داعمة للإمارات في استمرار الحرب في السودان، فإن عملية حماس سوف تجعلها تفكر بعمق، إن حروب الأذرع الطويلة سوف تجلب لها المتاعب، وعليها أن تفكر جدياً أن السلام هو الطريق الأفضل للاستقرار والعلاقات الجيدة بين الدول. وأيضاً يجب على الإمارات أن تعيد التفكير بالذي تفعله في السودان، ولا اعتقد أن شعب السودان سوف ينساه، ومادام السودان قد تأذى من موجات المرتزقة القادمين من عدة دول في أفريقيا، يجب عليه أن يوقف إرسال مقاتلين للدول الأخرى، ويسرع بسحب القوات التي كان قد أرسلها إلى اليمن. الدولة التي تريد السلام في المنطقة يجب عليها أن لا يكون لها أذرع عسكرية طويلة تتأذى منها شعوب أخرى. نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com

الوسومأوكرانيا إسرائيل السودان روسيا زين العابدين صالح عبد الرحمن غزة فلادمير بوتين فلسطين

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أوكرانيا إسرائيل السودان روسيا غزة فلسطين فی السودان حرب غزة

إقرأ أيضاً:

أمام محكمة ضمير العالم : أكثر من 14 ألف من نساء وأطفال اليمن  قضوا بطائرات وصواريخ وحصار العدوان

امرأة وستة مواليد يموتون كل ساعتين بسبب استهداف المرافق الصحية

الأسرة/متابعات

نساء وأطفال اليمن كانوا وما زالوا في صدارة قائمة ضحايا العدوان السعودي الأمريكي المتواصل على اليمن منذ عقد من الزمن.

ومع مرور الوقت تتكشف حجم الخسائر والأضرار التي لحقت بهذه الفئة الاجتماعية الأكثر ضعفا والمحمية وفق القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية.

وتؤكد المنظمات الحقوقية المحلية والدولية بأن الآلاف من النساء والأطفال سقطوا شهداء وجرحى بسبب الاستهداف المباشر من قبل طائرات تحالف العدوان كما دفع الملايين منهم ثمنا باهظاً جراء العدوان العسكري والحصار الاقتصادي الذي خلف واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم .

آخر التقارير الصادرة عن منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل، أشار إلى أن عدد ضحايا القصف المباشر للعدوان الأمريكي السعودي على اليمن، من النساء والأطفال خلال 3600 يوم، تجاوز 14 ألفاً و811 قتيلاً وجريحاً.

وأوضحت المنظمة في بيانها الصادر يوم الثلاثاء الماضي أن عدد الضحايا من الأطفال بلغ تسعة آلاف و251، منهم أربعة آلاف و138 شهيدا، وخمسة آلاف و113 جريحاً، فيما بلغ عدد الضحايا من النساء خمسة آلاف و560 امرأة، هن ألفان و492 شهيدة وثلاثة آلاف و68 جريحة.

وتضيف المنظمة الحقوقية المختصة بالمرأة والطفل: أن طائرات العدوان شنت ألفين و932 غارة عنقودية خلال ما يقارب العشر السنوات، واستخدمت أكثر من ثلاثة ملايين و187 ألفاً و630 ذخيرة عنقودية أمريكية بريطانية باكستانية وبرازيلية منتشرة في معظم محافظات الجمهورية اليمنية وبلغ إجمالي عدد الضحايا المدنيين من استخدام القنابل العنقودية قرابة تسعة آلاف ضحية معظمهم من النساء والأطفال.

مئات الانتهاكات

الجرائم بحق المرأة والطفل في اليمن من قبل تحالف العدوان لم تتوقف عند الاستهداف المباشر بل ارتكبت القوى التابعة للعدوان مئات الانتهاكات وتوضح منظمة انتصاف أن عدد الانتهاكات التي ارتكبتها قوى العدوان في الساحل الغربي بلغ أكثر من 800 جريمة بحق الأطفال والنساء بينها جرائم اختطاف واغتصاب، وتسبب العدوان في تزايد معدلات العنف القائم على النوع وسط الأطفال وارتفعت بنسبة 63 بالمائة عما قبل العدوان.

وحسب بيان المنظمة ارتفع عدد النازحين خلال سنوات العدوان، إلى 6.4 ملايين نازح تضمهم 740 ألفاً و122 أسرة نصفهم من النساء والأطفال، وأن واحدة من كل ثلاث أسر نازحة تعولها نساء، وتقل أعمار الفتيات اللاتي يقمن بإعالة 21 بالمائة من هذه الأسر عن 18 عاماً.

ولفت البيان الذي تلقت “الأسرة” نسخة منه إلى ارتفاع عدد المعاقين إلى 4.9 مليون شخص، أو 15 % من السكان في اليمن يعانون من أحد أشكال الإعاقات، ومن المرجح أن يكون الرقم الفعلي أعلى بكثير بسبب آثار العدوان، مثل انتشار الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات العدوان، مبيناً أن هناك أكثر من 16 ألف حالة من النساء والأطفال تحتاج إلى تأهيل حركي، وأكثر من 640 ألفاً و500 شخص بحاجة إلى أجهزة مُعينة تساعدهم على الحركة، بينما يحتاج أكثر من 153 ألفاً و500 شخص أطرافاً صناعية أو أجهزة تقويمية.

ووفق منظمة انتصاف تشير الإحصاءات إلى إغلاق ما بين 185 – 350 مركزاً ومنظمة وجمعية ومعهداً متخصصاً في رعاية وتدريب وتأهيل المُعاقين، من أصل 450 جمعية ومركزاً، منها 30 مؤسسة واتحاداً وجمعية ومعهداً بالمحافظات الجنوبية والشرقية.

ونوه البيان إلى أن 250 ألف معاق ومعاقة كانوا يتلقون تعليمهم في مدارس التعليم العام والجامعات، حسب إحصاءات رسمية، غير أن العدوان اضطرهم إلى الانقطاع عن التعليم.

استهداف التعليم

العدوان استهدف الجانب التعليمي وراح ضحية هذا الاستهداف مئات الآلاف من الطلاب والطالبات والمرافق التعليمية ويوضح بيان منظمة انتصاف بأن مليونين و400 ألف طفل خارج المدرسة بسبب عملية النزوح وتدمير البنية التحتية للتعليم، والأوضاع الاقتصادية، حيث بلغ عدد المدارس المدمرة والمتضررة ثلاثة آلاف و676 مدرسة، مبيناً أن 196 ألفاً و197 معلماً ومعلمة لم يستلموا رواتبهم بشكل منتظم منذ عام 2016 بسبب العدوان والحصار.

وقالت المنظمة إن الحرب الاقتصادية أدت إلى توسع ظاهرة عمالة الأطفال، حيث بلغ عدد الأطفال الذين اضطرتهم الظروف الاقتصادية للاتجاه لسوق العمل 1.6 مليون طفل، وحوالي 34,3 % منهم تتراوح أعمارهم ما بين 5 – 17 عاماً.

وأضافت أن 17.8 مليون شخص بحاجة إلى المساعدات الصحية، وثمانية ملايين طفل لهم الأولوية في خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة لمنع انتشار الأمراض وإنقاذ الأرواح.

انتشار الأمراض الوبائية

تؤكد منظمة انتصاف أن الأمراض الوبائية أصابت نحو 4.5 ملايين شخص في أمانة العاصمة والمحافظات الحرة منها إصابة 226 حالة بشلل الأطفال، فيما سجلت مليون و136 ألفاً و360 حالة بالملاريا، وبلغت حالات الاشتباه بالكوليرا 14 ألفاً و508 حالات اشتباه، ووفاة 15 طفلا وإصابة 1400 آخرين بوباء الحصبة في 7 محافظات.

وذكّرت المنظمة بأن تداعيات العدوان على القطاع الصحي أدت إلى تراجع الخدمات الصحية، حيث تعمل 51 بالمائة فقط من المرافق الصحية، وأن أكثر من 80 مولوداً من حديثي الولادة يتوفون يوميًّا بسبب الأسلحة المحرمة دوليًّا ونتيجة للحصار والعدوان، ويقدر الاحتياج الفعلي للقطاع الصحي قرابة 2000 حضانة بينما يمتلك 600 حضانة فقط وبهذا فإن 50 % من الأطفال الخدج يتوفون.

ويشير البيان إلى أن أكثر من 21.6 مليون يمني يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدات، أي أن 75 % من السكان البالغ عددهم قرابة 32.6 مليون يحتاجون إلى الغذاء منهم 17.6 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي، من بينهم 6.1 ملايين شخص دخلوا بالفعل مرحلة خطيرة من نقص الغذاء وسوء التغذية الحاد.

وبلغ عدد مرضى التشوهات القلبية للأطفال أكثر من ثلاثة آلاف بحاجة للسفر للعلاج في الخارج، وعدد المصابين بمرض السرطان 35 ألف شخص بينهم أكثر من ثلاثة آلاف طفل، موضحاً أن حالات السرطان في بعض أنواع الأورام زادت بنسبة تتراوح بين 200 – 300 % بسبب الأسلحة المستخدمة في العدوان، فيما بلغ عدد المصابين بمرض الفشل الكلوي أكثر من خمسة آلاف مريض مهددون بالوفاة بسبب العدوان والحصار.

وأكد البيان أن ما يقارب من 70 % من أدوية الولادة لا تتوفر في البلاد بسبب الحصار ومنع تحالف العدوان إدخالها، منوهاً إلى أنه يمكن تجنب أكثر من 50 % من وفيات المواليد في حال توفير الرعاية الصحية الأساسية، وأن نحو 8.1 مليون امرأة وفتاة في سن الإنجاب بحاجة للمساعدة في الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية، ومن المتوقع أن تصاب 195 ألف منهن بمضاعفات تتطلب مساعدة طبية لإنقاذ حياتهن وحياة مواليدهن.

البيان أوضح أن هناك امرأة وستة مواليد يموتون كل ساعتين بسبب المضاعفات أثناء فترة الحمل أو الولادة، ويقدر عدد النساء اللاتي يمكن أن يفقدن حياتهن خلال الحمل أو الولادة بـ17 ألف امرأة، وهناك أكثر من 40 ألف مريض مصابون بالثلاسيميا يفرضون معاناة كبيرة على أسرهم والحكومة نتيجة العدوان والحصار وتنصل المنظمات الدولية عن القيام بواجبها في توفير الأدوية.

وحملت منظمة انتصاف تحالف العدوان بقيادة أمريكا والسعودية المسؤولية عن كل الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين خاصة النساء والأطفال، على مدى ثلاثة آلاف و600 يوم من العدوان، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والهيئات الحقوقية والإنسانية بتحمّل المسؤولية القانونية والإنسانية تجاه ما يحدث بحق المدنيين في اليمن.

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • من دروس اليمن لأمريكا و”إسرائيل” (1)
  • خبير سياسي: مصر تقف أمام حالة الفوضى التي تقودها إسرائيل في المنطقة «فيديو»
  • أستاذ علوم سياسية: مصر ستقف أمام حالة الفوضى التي تقودها إسرائيل بالمنطقة
  • تفاصيل اتفاقية الترتيبات المالية التي وقعتها اليمن مع الكويت
  • أبرز الأسماء التي ستفرج عنها إسرائيل اليوم ضمن صفقة التبادل مع حماس
  • أمام محكمة ضمير العالم : أكثر من 14 ألف من نساء وأطفال اليمن  قضوا بطائرات وصواريخ وحصار العدوان
  • قتل المدينة.. ذكريات تتلاشى في ضاحية بيروت التي دمرتها إسرائيل
  • الرئيس اللبناني يؤكد ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم الحلقة 3
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)