حرب غزة ودروسها على السودان
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
حرب غزة ودروسها على السودان
زين العابدين صالح عبد الرحمن
إن العملية التي قامت بها حماس تؤكد؛ أن غلبية استخبارات العالم: وخاصة الأمريكية والأوروبية وحتى الإسرائيلية صاحبة الشأن ما عادت تهتم بالقضية الفلسطينية، وتم إهمالها بأنها سوف تسقط بالتقادم. وهي الفترة التي استطاعت أن توظفها حماس من أجل أحياء القضية وإعادتها مرة أخرى للمقدمة، ومن خلال عمل غير مسبوق ومتخيل.
يقدم “آري شبيت” رؤية ثالثة يعتقد يجب أن تكون مقبولة للطرفين الإسرائليين في بقاء الدولة، وإنقاذ النظام الديمقراطي فيها حتى لا يتعرض للانهيار. وفي نفس الوقت يحفظ للفلسطينين حقوقهم. إن آري يحاول إنقاذ العقل في اسرائيل الذي أسقطه التطرف الصهيوني. ويحاول أيضاً مخاطبة العقل الفلسطيني بالانحياز للحكمة.
المهم من الذي جرى ويجري في غزة؛ أن العملية سوف تجبر الكل أن يضعوا لها أجندة مغايرة، وأثبتت العملية أن الشعب وحده هو القادر أن يضع قضيته في مقدمة دفتر الأجندات العالمية، وأن العالم الخارجي فقط عليه المساعدة، ودفع الجانبين للوصول لحل مرضٍ للطرفين.
إن تغيير مسار القضية سوف يبدأ من أسرائيل نفسها، ويسمح بعلو عقل الحكماء وليس المتطرفين. ربما يختلف العالم في الانطباع الأول عن العملية بين مدين لها ومتحفظ وداعم لها، ولكنها بالضرورة سوف يكون لها انعكاسات داخل إسرائيل لكي تدفع في اتجاه الحل. ومهما حاول المتطرفون الإسرائيليون الاعتقاد أن شراء ترسانات من الأسلحة المتنوعة في العالم سوف تجعلهم في مأمن من الآخرين، فإن التكنولوجية سوف تصنع بدائل تساعد على اختراق هذه الترسانات، فالأفضل هو الاعتراف بالحقوق المتبادلة وخلق الدولتين حسب الاتفاقيات السابقة، والتي تحاول إسرائيل التهرب منها.
إن العديد من النخب السودانية تعتقد هناك دور لإسرائيل بالتحالف مع الإمارات في الحرب الدائرة في السودان، وأن ميليشيا الدعم تتلقى مساعدات كبيرة من هذا التحالف لاستمرار الحرب بهدف تقسيم السودان لعدة دول، وهذا المخطط إذا كان صحيحاً لابد أن يكون مدعوماً من قبل البعض داخل السودان. والدرس المستفاد من حرب غزة يؤكد أن الشعب السوداني وحده هو القادر أن يحل قضاياه من خلال وضع الأجندة الوطنية التي يجب أن تكون في قمة الملفات الحوار السياسي.
إن دولة الأمارت أيضاً يجب عليها أن تراجع سياساتها تجاه السودان، والحرب التي أشعلتها وماتزال تدعم استمرارها، وأن الأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط وأيضاً الانقلابات التي حدثت في غرب أفريقيا جميعها سوف تحاصر القوى التي تشعل الحروب من خلال انتقال المرتزق بين الدول.
إن مشاركة السودان مع السعودية والإمارات في “عاصفة الصحراء” التي يقال إنها ذهبت لتقاتل مع النظام الشرعي في اليمن ضد الحوثيين، كان أكبر خطأ ارتكبه السودان وخاصة النظام البائد. في إرسال قوات تقدر بـ”30 الف” مقاتل جاء ذلك على لسان قائد الميليشيا محمد حمدان دقلو حوالي 18 الف يحرسون حدود السعودية مع اليمن وهناك الآلاف الذين يحرسون القواعد الإماراتية في اليمن. فالإمارات بدعمها الميليشيا ليس فقط أن أعينها على ثروات السودان، بل هناك أهم من ذلك؛ أنها في حاجة لمقاتلين مرتزقة يحمون مصالحها داخل اليمن، وأيضاً خارج دولة الإمارات، ولا يستبعد أنها تحتاج أيضا لحماية حدودها.
إن القوات الأجنبية الوحيدة التي شاركت مع السعودية والإمارات في عاصفة الصحراء هي السودان. لذلك الإمارات تريد تغيير النظام في السودان بهدف إنها تريد وجود قيادات تذعن بالولاء لها وتقدم لها ما تحتاجه. الأمر الذي يجعلها مصرة على استمرار الحرب.
إذا كانت إسرائيل بالفعل هي داعمة للإمارات في استمرار الحرب في السودان، فإن عملية حماس سوف تجعلها تفكر بعمق، إن حروب الأذرع الطويلة سوف تجلب لها المتاعب، وعليها أن تفكر جدياً أن السلام هو الطريق الأفضل للاستقرار والعلاقات الجيدة بين الدول. وأيضاً يجب على الإمارات أن تعيد التفكير بالذي تفعله في السودان، ولا اعتقد أن شعب السودان سوف ينساه، ومادام السودان قد تأذى من موجات المرتزقة القادمين من عدة دول في أفريقيا، يجب عليه أن يوقف إرسال مقاتلين للدول الأخرى، ويسرع بسحب القوات التي كان قد أرسلها إلى اليمن. الدولة التي تريد السلام في المنطقة يجب عليها أن لا يكون لها أذرع عسكرية طويلة تتأذى منها شعوب أخرى. نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
الوسومأوكرانيا إسرائيل السودان روسيا زين العابدين صالح عبد الرحمن غزة فلادمير بوتين فلسطينالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أوكرانيا إسرائيل السودان روسيا غزة فلسطين فی السودان حرب غزة
إقرأ أيضاً:
موتسيبي : المغرب بلدي الثاني وأفريقيا ممتنة لجلالة الملك بإستضافة المنتخبات الإفريقية التي لا تتوفر على ملاعب
زنقة 20. الرباط
جدد رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، باتريس موتسيبي، اليوم الجمعة بسلا، على شكره لجلالة الملك محمد السادس على مبادرة إستضافة المنتخبات الأفريقية التي لا تتوفر على ملاعب مؤهلة، على الأراضي المغربية.
وأشاد المسؤول الكروي الإفريقي، الذي وجد في استقباله رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، السيد فوزي لقجع، بجهود الجامعة للنهوض بالكرة المغربية وخدمة كرة القدم الإفريقية، معربا عن السعادة التي تنتابه كلما حل بالمغرب “بلدي الثاني”.
ونوه السيد موتسيبي بمبادرة المملكة المغربية بفتح ملاعبها في وجه المنتخبات الإفريقية التي لا تتوفر على ملاعب لخوض مبارياتها، معربا عن امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على هذه المبادرة.
وحول التظاهرات الكبرى التي تنظمها المملكة، جدد موتسيبي التأكيد على أن كأس أمم إفريقيا للسيدات (المغرب- 2024) ستكون “النسخة الأفضل والأنجح على الإطلاق” لهذه المسابق مؤكدا أن نسبة المشاهدة ستكون بدون شك أعلى خلال النسخة المغربية، بالنظر إلى المؤهلات التي تحظى بها المملكة، “البلد المتميز وأحد أفضل الوجهات السياحية في القارة”.
من جهة أخرى، أكد السيد موتسيبي أن المنتخب المغربي “دخل التاريخ” ببلوغه نصف نهائي كأس العالم الأخيرة (قطر 2022) لأول مرة في تاريخ كرة القدم بالقارة الإفريقية، مشددا على أن تلك اللحظة مثلت “مصدر فخر لنا جميعا”.
وبخصوص التنظيم المشترك لكأس العالم لكرة القدم 2030 بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، سجل السيد موتسيبي أنه سيمثل “لحظة تاريخية وإنجازا غير مسبوق ومصدر فخر ليس للمغاربة فحسب، وإنما لكل شعوب القارة الإفريقية”.