صحيفة التغيير السودانية:
2024-12-24@16:33:13 GMT

حرب غزة ودروسها على السودان

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

حرب غزة ودروسها على السودان

حرب غزة ودروسها على السودان

زين العابدين صالح عبد الرحمن

إن العملية التي قامت بها حماس تؤكد؛ أن غلبية استخبارات العالم: وخاصة الأمريكية والأوروبية وحتى الإسرائيلية صاحبة الشأن ما عادت تهتم بالقضية الفلسطينية، وتم إهمالها بأنها سوف تسقط بالتقادم. وهي الفترة التي استطاعت أن توظفها حماس من أجل أحياء القضية وإعادتها مرة أخرى للمقدمة، ومن خلال عمل غير مسبوق ومتخيل.

خشي منه رئيس أوكرانيا زيلينسكي بالقول (إنهم يخشون أن تؤدي حرب غزة إلى “حرف الأنظار” عن اوكرانيا) ويضيف قائلاً (إن الرئيس يوتين قد وفر الدعم لكي يصرف الأنظار عن حرب أوكرانيا) وكتب الكاتب الأسرائيلي “آري شبيت” في صحيفة “هآرتس” مقالاً بعنوان “إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة” يقول فيه (يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال) ويضيف قائلاً (ليس هناك قوى سوف تنهي الاحتلال ولا هناك قوى سوف توقف الاستيطان القوى الوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ إسرائيل من نفسها، هم الإسرائليون” أنفسهم، وذلك بابتداع لغة سياسية جديدة، تعترف بالواقع، وبأن الفلسطينيين متجذرون في هذه الأرض، وأحث على البحث عن الطريق الثالث من أجل البقاء على قيد الحياة هنا وعدم الموت).

يقدم “آري شبيت” رؤية ثالثة يعتقد يجب أن تكون مقبولة للطرفين الإسرائليين في بقاء الدولة، وإنقاذ النظام الديمقراطي فيها حتى لا يتعرض للانهيار. وفي نفس الوقت يحفظ للفلسطينين حقوقهم. إن آري يحاول إنقاذ العقل في اسرائيل الذي أسقطه التطرف الصهيوني. ويحاول أيضاً مخاطبة العقل الفلسطيني بالانحياز للحكمة.

المهم من الذي جرى ويجري في غزة؛ أن العملية سوف تجبر الكل أن يضعوا لها أجندة مغايرة، وأثبتت العملية أن الشعب وحده هو القادر أن يضع قضيته في مقدمة دفتر الأجندات العالمية، وأن العالم الخارجي فقط عليه المساعدة، ودفع الجانبين للوصول لحل مرضٍ للطرفين.

إن تغيير مسار القضية سوف يبدأ من أسرائيل نفسها، ويسمح بعلو عقل الحكماء وليس المتطرفين. ربما يختلف العالم في الانطباع الأول عن العملية بين مدين لها ومتحفظ وداعم لها، ولكنها بالضرورة سوف يكون لها انعكاسات داخل إسرائيل لكي تدفع في اتجاه الحل. ومهما حاول المتطرفون الإسرائيليون الاعتقاد أن شراء ترسانات من الأسلحة المتنوعة في العالم سوف تجعلهم في مأمن من الآخرين، فإن التكنولوجية سوف تصنع بدائل تساعد على اختراق هذه الترسانات، فالأفضل هو الاعتراف بالحقوق المتبادلة وخلق الدولتين حسب الاتفاقيات السابقة، والتي تحاول إسرائيل التهرب منها.

إن العديد من النخب السودانية تعتقد هناك دور لإسرائيل بالتحالف مع الإمارات في الحرب الدائرة في السودان، وأن ميليشيا الدعم تتلقى مساعدات كبيرة من هذا التحالف لاستمرار الحرب بهدف تقسيم السودان لعدة دول، وهذا المخطط إذا كان صحيحاً لابد أن يكون مدعوماً من قبل البعض داخل السودان. والدرس المستفاد من حرب غزة يؤكد أن الشعب السوداني وحده هو القادر أن يحل قضاياه من خلال وضع الأجندة الوطنية التي يجب أن تكون في قمة الملفات الحوار السياسي.

إن دولة الأمارت أيضاً يجب عليها أن تراجع سياساتها تجاه السودان، والحرب التي أشعلتها وماتزال تدعم استمرارها، وأن الأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط وأيضاً الانقلابات التي حدثت في غرب أفريقيا جميعها سوف تحاصر القوى التي تشعل الحروب من خلال انتقال المرتزق بين الدول.

إن مشاركة السودان مع السعودية والإمارات في “عاصفة الصحراء” التي يقال إنها ذهبت لتقاتل مع النظام الشرعي في اليمن ضد الحوثيين، كان أكبر خطأ ارتكبه السودان وخاصة النظام البائد. في إرسال قوات تقدر بـ”30 الف” مقاتل جاء ذلك على لسان قائد الميليشيا محمد حمدان دقلو حوالي 18 الف يحرسون حدود السعودية مع اليمن وهناك الآلاف الذين يحرسون القواعد الإماراتية في اليمن. فالإمارات بدعمها الميليشيا ليس فقط أن أعينها على ثروات السودان، بل هناك أهم من ذلك؛ أنها في حاجة لمقاتلين مرتزقة يحمون مصالحها داخل اليمن، وأيضاً خارج دولة الإمارات، ولا يستبعد أنها تحتاج أيضا لحماية حدودها.

إن القوات الأجنبية الوحيدة التي شاركت مع السعودية والإمارات في عاصفة الصحراء هي السودان. لذلك الإمارات تريد تغيير النظام في السودان بهدف إنها تريد وجود قيادات تذعن بالولاء لها وتقدم لها ما تحتاجه. الأمر الذي يجعلها مصرة على استمرار الحرب.

إذا كانت إسرائيل بالفعل هي داعمة للإمارات في استمرار الحرب في السودان، فإن عملية حماس سوف تجعلها تفكر بعمق، إن حروب الأذرع الطويلة سوف تجلب لها المتاعب، وعليها أن تفكر جدياً أن السلام هو الطريق الأفضل للاستقرار والعلاقات الجيدة بين الدول. وأيضاً يجب على الإمارات أن تعيد التفكير بالذي تفعله في السودان، ولا اعتقد أن شعب السودان سوف ينساه، ومادام السودان قد تأذى من موجات المرتزقة القادمين من عدة دول في أفريقيا، يجب عليه أن يوقف إرسال مقاتلين للدول الأخرى، ويسرع بسحب القوات التي كان قد أرسلها إلى اليمن. الدولة التي تريد السلام في المنطقة يجب عليها أن لا يكون لها أذرع عسكرية طويلة تتأذى منها شعوب أخرى. نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com

الوسومأوكرانيا إسرائيل السودان روسيا زين العابدين صالح عبد الرحمن غزة فلادمير بوتين فلسطين

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أوكرانيا إسرائيل السودان روسيا غزة فلسطين فی السودان حرب غزة

إقرأ أيضاً:

لاعبو كرة القدم: تعبنا من كثرة المباريات.. وبطولة الفيفا الجديدة هي القشة التي قصمت ظهر البعير

أثارت بطولة الفيفا الجديدة ثورة كبيرة، حتى ضاق بعض اللاعبين ذرعا بازدحام جدول المباريات، منذ الموسم الحالي، بعد أن بات لزاما على بعض كبار لاعبي كرة القدم حضور أكثر من 60 مباراة في الموسم الواحد، ما بين الأندية والمنتخبات الوطنية. الأمر الذي زاد من كثرة الإصابات في صفوف اللاعبين.

اعلان

كاد بعض اللاعبين أن يصل إلى نقطة الانهيار، بسبب التغييرات التي أجرتها الفيفا، وذلك بعد أن صارت بطولة كأس العالم للأندية الجديدة أكبر حجما مما كانت عليه في السابق، حين لم تكن البطولة تتجاوز سبعة فرق لا أكثر، بينما صارت النسخة الجديدة تضم 32 فريقا من جميع أنحاء العالم وستقام كل أربع سنوات، بدءا من الصيف المقبل في الولايات المتحدة.

ويعني ذلك أن اللاعبين الكبار سيحظون ببطولة تستمر شهرا كاملا، علاوة على المشاركة في موسم الدوري المحلي، ثلاث مرات كل أربع سنوات. وبمزيد من مباريات دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بالإضافة إلى كأس العالم القادمة في 2026، فإن أجندة كرة القدم تمتلئ بسرعة.

ويُعد لاعب خط وسط مانشستر سيتي ومنتخب إسبانيا، رودري، أحد أكثر المنتقدين لازدحام جدول مباريات كرة القدم المتزايد، محذرا من أن قلة فترات الراحة تؤثر على أداء اللاعبين وصحتهم.

وكان من أكثر اللحظات اللافتة في كرة القدم عام 2024، صعوده إلى المنصة في باريس على عكازين لتسلم جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم. فقبل شهر من حفل توزيع الجوائز في 28 أكتوبر، أصيب بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي، خلال مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز ضد أرسنال.

لاعب منتخب إسبانيا رودري يحمل كأس أفضل لاعب في البطولة بعد المباراة النهائية بين إسبانيا وإنجلترا في بطولة يورو 2024 لكرة القدم في برلين، ألمانيا، 14 يوليو 2024.Dave Thompson/AP

وعلى الرغم من أن مثل هذه الإصابات حدثت مرارا، على مدار تاريخ الرياضة ولا ترتبط بالضرورة بالإفراط في اللعب، فإن إصابة رودري التي أنهت موسمه أصبحت تجسيدا مرئيا للخسائر البدنية لكرة القدم الحديثة في وقت يواجه فيه جدول المباريات المزدحم تحديات قانونية واحتمالية الإضراب.

Relatedنادي مانشستر سيتي الإنجليزي يعلن إصابة لاعبيه الدوليين رياض محرز وأيميريك لابورت بكوفيد-19نادي ولفرهامبتون يعلن عن إصابة لاعبه خيمينيس بكسر في الجمجمةجدة السعودية ستستضيف كأس العالم للأندية 2023

وكان رودري في سبتمبر/أيلول الماضي، قبل أيام فقط من إصابته، قد صرح قائلا: "إنه لأمر يقلقنا فنحن الذين نعاني". مؤكدا أن اللاعبين قد لا يكون لديهم خيار سوى رفض اللعب إذا استمرت الأمور على هذا النحو.

وليس رودي هو الوحيد الذي يشعر بالإحباط. ففي منشور على موقع X العام الماضي، قال رافائيل فاران، الفائز بكأس العالم 2018 مع المنتخب الفرنسي: "إن الجدول الزمني يُعرّض سلامة اللاعبين البدنية والذهنية للخطر.

وردت الفيفا "بأن الأندية الأوروبية غالبا ما تملأ عطلتها الصيفية بمباريات استعراضية حول العالم. واتهمت بعض الدوريات الأوروبية "بالنفاق"، وعدم مراعاة الآخرين".

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من الملاعب إلى السياسة.. نجم كرة القدم السابق ميخائيل كافيلاشفيلي رئيسًا لجورجيا ذكريات دامية في الملاعب: 15 حادثة مأساوية عاشها عشاق كرة القدم خلال أكثر من 40 عامًا .. تعرف عليها المنتخب الألماني يعيد ضبط البوصلة ويركز على كرة القدم عوضا عن السياسة الفيفاالرياضيينكأس العالم لأندية الفيفاكرة القدماعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. استمرار القصف على قطاع غزة المحاصر واعتقالات في الخليل وبؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية يعرض الآن Next دمشق باتت قبلة للدبلوماسيين.. لقاءات مكثفة لرسم ملامح المرحلة المقبلة فماذا بعد اجتماعات الجولاني؟ يعرض الآن Next ماغديبورغ تودع ضحايا الهجوم المأساوي في أجواء يملؤها الحزن يعرض الآن Next الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله يعرض الآن Next فلتذهبوا إلى الجحيم! اللعنة كلهم يشبه بعضه! هكذا تعاملت ممرضة روسية مع جندي جريح من كوريا الشمالية اعلانالاكثر قراءة بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي الشرطة النيجيرية: ارتفاع عدد قتلى حادثي تدافع بمناسبتين خيريتين لعيد الميلاد إلى 32 شخصا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز حادثة بـ"نيران صديقة" تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحمر اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادإسرائيلضحاياروسياأبو محمد الجولاني حزب اللهبنيامين نتنياهوجنوب السودانسوريافيضانات - سيولالحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • إلى متى
  • أردوغان: إسرائيل ستنسحب من الأراضي السورية التي احتلتها
  • لاعبو كرة القدم: تعبنا من كثرة المباريات.. وبطولة الفيفا الجديدة هي القشة التي قصمت ظهر البعير
  • اليمن.. أسطورة الردع التي هزمت المشروع الأمريكي
  • وزير الزراعة يدحض بالأرقام التقارير التي تروج للمجاعة بالسودان
  • التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لإستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم
  • بلال الدوي: مصر الدولة الوحيدة التي أجبرت إسرائيل على السلام
  • تعرف على الدول التي تضم أطول الرجال والنساء في العالم
  • محافظ عدن طارق سلام: اليمن بقيادة السيد عبد الملك الحوثي بات البوصلة التي تتجه نحوها أنظار العالم
  • التأكيد على استثناء الجامعات والكليات التي ليس لها إدارة ومركز لاستخراج الشهادات داخل السودان من القبول القادم