مواقف الأتراك من عملية طوفان الأقصى
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
أطلقت المقاومة الفلسطينية، فجر السبت الماضي، عملية "طوفان الأقصى" التي فاجأت الجميع بمن فيهم الإسرائيليون، وقتلت عددا كبيرا من جنود الاحتلال، كما أسرت عشرات منهم خلال ساعات. وعلى إثر هذا النصر السريع، بدأ الطيران الإسرائيلي يشن غارات جوية على مناطق سكنية في قطاع غزة بشكل جنوني ودون تمييز، ليقتل مئات المدنيين بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء والشيوخ.
مواقف الأتراك من العملية تباينت منذ اللحظة الأولى ما بين مؤيد ومعارض، لتعكس حجم الانقسام والصراع الداخلي في البلاد، وسرعان ما تحولت إلى حرب دعايات بين مؤيدي الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي؛ تجري في وسائل الإعلام التقليدية والحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي.
الأغلبية الساحقة من الحسابات والشخصيات التركية التي أعلنت وقوفها إلى جانب إسرائيل واتهمت المقاومة الفلسطينية بـ"الإرهاب"، هي ذاتها التي كانت وما زالت تحرض الشارع التركي ضد اللاجئين السوريين، الأمر الذي يؤكد أن هؤلاء مشكلتهم في الأساس مع الإسلام والمسلمين، وأنهم يتسترون وراء القومية لإخفاء الحقيقة، ويختلقون أكاذيب لتشويه سمعة المقاومة الفلسطينية مثل ما يفعلون حين ينشرون أنباء كاذبة للتحريض ضد اللاجئين. كما أن اللافت في الموضوع أن هؤلاء يعادون التدين الإسلامي باسم العلمانية، ولكنهم لا يرون بأسا في دعم المتدينين من الصهاينة المتطرفين، ويتهمون جميع العرب بــ"الخيانة" بسبب عمالة الشريف الحسين للإنجليز، ولكنهم في ذات الوقت يوالون الإنجليز ولا ينتقدونهم بكلمة.
حرب الدعايات التي تجري على قدم وساق بين الداعمين للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هي في حقيقتها امتداد لصراع الهوية التي تشهده البلاد منذ سقوط الدولة العثمانية وتأسيس الجمهورية التركية، ويعبر كل طرف عن الهوية والتوجهات التي يتبناها من خلال مواقفه من ملفات وقضايا مختلفة كملف اللاجئين والقضية الفلسطينية وغيرهما
العنصريون المؤيدون لإسرائيل يرددون في دعاياتهم السوداء كأسطوانة مشروخة أن الفلسطينيين باعوا أرضهم، وأن العرب طعنوا الدولة العثمانية في ظهرها، في إشارة إلى تحالف الشريف الحسين مع الإنجليز. ويرد عليهم الداعمون للمقاومة الفلسطينية قائلين إن الشريف حسين لا يمثل جميع العرب، كما يلفتون انتباه العنصريين العلمانيين إلى أن ملك الأردن عبد الله الأول، نجل الشريف الحسين، استقبله مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في إسطنبول بحفاوة خلال زيارته لتركيا عام 1937.
حرب الدعايات التي تجري على قدم وساق بين الداعمين للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هي في حقيقتها امتداد لصراع الهوية التي تشهده البلاد منذ سقوط الدولة العثمانية وتأسيس الجمهورية التركية، ويعبر كل طرف عن الهوية والتوجهات التي يتبناها من خلال مواقفه من ملفات وقضايا مختلفة كملف اللاجئين والقضية الفلسطينية وغيرهما. ومن المؤكد أن هذا الصراع لن ينتهي بحل مشكلة اللاجئين وانتهاء الحرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
الأتراك الإسلاميون والمتدينون تربوا منذ صغرهم على حب فلسطين وقضيتها العادلة، وهناك أبيات شعرية وأناشيد عن فلسطين والقدس والمسجد الأقصى كانوا وما زالوا يرددونها. وبالتالي، لا غرابة في خروج مظاهرات في جميع أنحاء تركيا للتضامن مع المقاومة الفلسطينية، كما أطلقت جمعيات خيرية ومنظمات للمجتمع المدني حملات لجمع التبرعات لإرسال مساعدات إنسانية إلى سكان القطاع. وإضافة إلى ذلك، تستعد أحزاب السعادة، والمستقبل، والدعوة الحرة "هدى-بار" لتنظيم مظاهرة مشتركة، يوم الأحد، في ميدان "يني كابي" بمدينة إسطنبول، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، علما أن حزبي السعادة والمستقبل من أحزاب تحالف الطاولة السداسية المعارض، وأن حزب الدعوة الحرة "هدى-بار" مؤيد للحكومة ودخل رئيسه ونوابه البرلمان ضمن قوائم حزب العدالة والتنمية.
التصريحات التي سبق أن تم إطلاقها مئات المرات، سواء من قبل الزعماء السياسيين أو الناشطين، لن تردع الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بعد حصولها على الضوء الأخضر ودعم لا حدود له من الولايات المتحدة والدول الأوروبية. ولذلك، يجب أن تتحرك تركيا مع بعض الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم لزيادة الضغوط على إسرائيل
موقف الحكومة التركية من عملية طوفان الأقصى منسجم مع الخطوات الأخيرة التي تقدمت بها لترميم العلاقات التركية الإسرائيلية. وتبذل أنقرة جهودا دبلوماسية حثيثة لوقف الاشتباكات، والتوصل إلى تهدئة، وتخفيف التوتر في المنطقة، وتبدو حريصة على أن لا تتدهور العلاقات بين تركيا وإسرائيل كما تدهورت بعد حادثة الاعتداء على سفينة مرمرة عام 2010، وتريد أن تلعب -مع الدوحة والقاهرة- دور الوسيط بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان صرح في مؤتمر صحفي عقده، أمس الثلاثاء، مع المستشار النمساوي كارل نيهامر، في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، بأنه "لا يمكن للسلام الدائم أن يتحقق في الشرق الأوسط إلا من خلال التوصل إلى حل نهائي للمشكلة الفلسطينية الإسرائيلية، ولا بد من إقامة دولة فلسطين المستقلة والمتكاملة جغرافياً على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية". كما انتقد إرسال الولايات المتحدة إحدى حاملات طائراتها إلى إسرائيل، وصمت المجتمع الدولي أمام استهداف المستشفيات والمساجد في القطاع.
ولكن مثل هذه التصريحات التي سبق أن تم إطلاقها مئات المرات، سواء من قبل الزعماء السياسيين أو الناشطين، لن تردع الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بعد حصولها على الضوء الأخضر ودعم لا حدود له من الولايات المتحدة والدول الأوروبية. ولذلك، يجب أن تتحرك تركيا مع بعض الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم لزيادة الضغوط على إسرائيل كي تقبل وقف إطلاق النار وتسمح على الأقل بإرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع.
twitter.com/ismail_yasa
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية غزة تركيا أردوغان تركيا فلسطين أردوغان غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المقاومة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
مواقف جديدة للرئيس في آب
تتجه الأنظار في الأول من آب الى كلمة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون في حفل تخريج دفعة من ضباط السنة الثالثة في الكلية الحربية.
وتكتسب المناسبة هذه السنة أهمية بارزة لعدة أسباب، منها أنها الأولى في عهد الرئيس جوزيف عون بعد إنقطاع دام سنوات بسبب جائحة كورونا والفراغ الرئاسي والحرب بين اسرائيل و" حزب الله".
المصدر لفت إلى أن كلمة الرئيس في هذه المناسبة ستكون بمثابة أجوبة على كل أسئلة وهواجس الشعب اللبناني منذ ستة أشهر حتى اليوم ، وخاصةً في ملف الحوار مع "حزب الله"، حصرية السلاح، الوضع الأمني والإقتصادي، الإنتخابات النيابية المقبلة وإقتراع المغتربين ، وستكون الكلمة واضحة في معانيها والرسائل المباشرة التي تؤكد على البقاء على خطاب القسم والبيان الوزاري .
المصدر أشار الى أن الرئيس سوف تكون له مواقف جديدة في الأول من آب.
المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة وزير خارجية باكستان: الرئيس الإيراني يزور إسلام آباد في 2 و3 آب Lebanon 24 وزير خارجية باكستان: الرئيس الإيراني يزور إسلام آباد في 2 و3 آب 29/07/2025 08:33:36 29/07/2025 08:33:36 Lebanon 24 Lebanon 24 رئيس وزراء اليابان: سنعالج قضية الرسوم الجمركية الأميركية قبل 1 آب Lebanon 24 رئيس وزراء اليابان: سنعالج قضية الرسوم الجمركية الأميركية قبل 1 آب 29/07/2025 08:33:36 29/07/2025 08:33:36 Lebanon 24 Lebanon 24 الرئيس الفنزويلي يتّهم “واتس آب” بالتجسس ويتخلّى عن التطبيق نهائيًا Lebanon 24 الرئيس الفنزويلي يتّهم “واتس آب” بالتجسس ويتخلّى عن التطبيق نهائيًا 29/07/2025 08:33:36 29/07/2025 08:33:36 Lebanon 24 Lebanon 24 الرئيس السوري: الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين اتخذوا مواقف منددة للقصف الإسرائيلي Lebanon 24 الرئيس السوري: الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين اتخذوا مواقف منددة للقصف الإسرائيلي 29/07/2025 08:33:36 29/07/2025 08:33:36 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص رادار لبنان24 قد يعجبك أيضاً قرار مرتقب من مجلس الوزراء مع "تحفظ شكلي" Lebanon 24 قرار مرتقب من مجلس الوزراء مع "تحفظ شكلي" 08:15 | 2025-07-29 29/07/2025 08:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 برّاك قد يعود واتصالات لعقد جلسة حكومية "بنصاب سياسي" لبت حصرية السلاح Lebanon 24 برّاك قد يعود واتصالات لعقد جلسة حكومية "بنصاب سياسي" لبت حصرية السلاح 08:00 | 2025-07-29 29/07/2025 08:00:36 Lebanon 24 Lebanon 24 هذه حقيقة معسكر التدريب العائد إلى "الجماعة" و"حماس" Lebanon 24 هذه حقيقة معسكر التدريب العائد إلى "الجماعة" و"حماس" 06:15 | 2025-07-29 29/07/2025 06:15:03 Lebanon 24 Lebanon 24 الأساتذة يطالبون بمضاعفة الرواتب 65 مرّة Lebanon 24 الأساتذة يطالبون بمضاعفة الرواتب 65 مرّة 06:08 | 2025-07-29 29/07/2025 06:08:08 Lebanon 24 Lebanon 24 العين الاميركية على لبنان والإصلاحات تحت المجهر Lebanon 24 العين الاميركية على لبنان والإصلاحات تحت المجهر 06:02 | 2025-07-29 29/07/2025 06:02:12 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة إبن زوجة زياد الرحباني السابقة يحضر مراسم الجنازة.. إليكم الفيديو التالي Lebanon 24 إبن زوجة زياد الرحباني السابقة يحضر مراسم الجنازة.. إليكم الفيديو التالي 17:50 | 2025-07-28 28/07/2025 05:50:20 Lebanon 24 Lebanon 24 خلال عزاء زياد الرحباني... فيديو يرصد ما فعلته الفنانة كارول سماحة Lebanon 24 خلال عزاء زياد الرحباني... فيديو يرصد ما فعلته الفنانة كارول سماحة 17:35 | 2025-07-28 28/07/2025 05:35:19 Lebanon 24 Lebanon 24 ما حقيقة هروب إبنة وائل جسار وزواجها من نجل راغب علامة؟ Lebanon 24 ما حقيقة هروب إبنة وائل جسار وزواجها من نجل راغب علامة؟ 13:54 | 2025-07-28 28/07/2025 01:54:05 Lebanon 24 Lebanon 24 عمَّا سألت فيروز في عزاء "زياد"؟ Lebanon 24 عمَّا سألت فيروز في عزاء "زياد"؟ 21:47 | 2025-07-28 28/07/2025 09:47:49 Lebanon 24 Lebanon 24 لم يُفارق الحياة في المستشفى.. معلومات جديدة تُكشف عن وفاة الفنان زياد الرحباني Lebanon 24 لم يُفارق الحياة في المستشفى.. معلومات جديدة تُكشف عن وفاة الفنان زياد الرحباني 09:14 | 2025-07-28 28/07/2025 09:14:59 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب خاص "لبنان 24" أيضاً في لبنان 08:15 | 2025-07-29 قرار مرتقب من مجلس الوزراء مع "تحفظ شكلي" 08:00 | 2025-07-29 برّاك قد يعود واتصالات لعقد جلسة حكومية "بنصاب سياسي" لبت حصرية السلاح 06:15 | 2025-07-29 هذه حقيقة معسكر التدريب العائد إلى "الجماعة" و"حماس" 06:08 | 2025-07-29 الأساتذة يطالبون بمضاعفة الرواتب 65 مرّة 06:02 | 2025-07-29 العين الاميركية على لبنان والإصلاحات تحت المجهر 05:56 | 2025-07-29 إتفاق بري - برّاك في مرمى النيران "الصديقة" فيديو كاتب مصري يكشف مُفاجأة جديدة عن عادل إمام.. هذا ما قاله (فيديو) Lebanon 24 كاتب مصري يكشف مُفاجأة جديدة عن عادل إمام.. هذا ما قاله (فيديو) 09:26 | 2025-07-28 29/07/2025 08:33:36 Lebanon 24 Lebanon 24 "تربّيت على ايدي".. بسمة بوسيل توضح حقيقة عودتها لتامر حسني وتفجّر مفاجأة عن شيرين عبد الوهاب! (فيديو) Lebanon 24 "تربّيت على ايدي".. بسمة بوسيل توضح حقيقة عودتها لتامر حسني وتفجّر مفاجأة عن شيرين عبد الوهاب! (فيديو) 08:59 | 2025-07-28 29/07/2025 08:33:36 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو: الكارثة المؤجلة.. أبنية مُهددة بالإنهيار في لبنان Lebanon 24 بالفيديو: الكارثة المؤجلة.. أبنية مُهددة بالإنهيار في لبنان 20:14 | 2025-07-26 29/07/2025 08:33:36 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24