العثورعلى حجرة دفن الكلب ذو الثلاثة رؤوس حارس أبواب العالم السفلي
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
في أحداث آثارية مثيرة، تم الكشف عن مقبرة مهملة في إيطاليا تعود إلى العصور القديمة، تحمل لوحات جدارية نادرة تصوّر شخصيات أسطورية، بما في ذلك الكلب ذو الثلاثة رؤوس الذي يُزعم أنه يحرس أبواب العالم السفلي، وقد أطلق على هذا الموقع الأثري اسم "ضريح سيربروس"، احتفالًا بهذا الاكتشاف الرائع.
تأتي هذه الاكتشافات بعد أن رصد علماء الآثار جدارًا تم بناؤه بأسلوب روماني قديم يُعرف بـ "opus incertum".
للوصول إلى داخل الحجرة، استغرق الأمر جهدًا كبيرًا حيث اضطر العلماء إلى إزالة البلاط الذي كان يغطي الفتحة في السقف. وبالقيام بذلك، كشفوا عن اكتشاف لافت ونادر.
اللوحات الجدارية الرائعة داخل الضريح تمثل مشاهد أسطورية من العصور القديمة وتمتد حول الحجرة بأكملها. ومن بين هذه اللوحات، تبرز اللوحة المُصوَّرة للكلب ذو الثلاثة رؤوس، الذي كان يُعتقد أنه يحرس أبواب العالم السفلي. هذا الكلب الرهيب هو جزء من إحدى المغامرات الأسطورية لهرقل، حيث نزل إلى الهاوية بإرشاد من الإله ميركوري للقبض على هذا الوحش المخيف.
بالإضافة إلى الكلب ذو الثلاثة رؤوس، يمكن رؤية شخصيات أخرى في اللوحات، منها الإيختيوسنتورس، وهو إله بحري ذو شكل بنصف جسم بشري ونصف أمامي للحصان وذيل سمكة. يتميز المشهد بوجود اثنين من الإيختيوسنتورس يواجهان بعضهما ويحملان درعًا قديمًا من العصور اليونانية والرومانية القديمة. وعلى ذراع كل منهما، يمكن مشاهدة "ايروتي"، وهو طفل شبيه بكيوبيد ومرتبط بمشاعر الحب والرغبة الجنسية.
قال ماريانو نوزو، المشرف على الآثار والفنون الجميلة والمناظر الطبيعية لمنطقة نابولي العاصمة: "التأثير الذي أحدثه اكتشاف ضريح سيربروس لا يمكن وصفه. إقليم جوليانو، بعد سنوات من النسيان، عاد أخيرًا بأطيب آثار ماضيه الرائعة لتحفظها وتحميها، بفضل جهد مشترك."
يجري العمل الآن للكشف عن المزيد من المقبرة دون التسبب في أي ضرر لمحتوياتها، حيث يمثل هذا الاكتشاف النادر إضافة قيمة لفهمنا للعالم القديم وتراثه.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
خدعة الثلاثة أحرف: كيف سقط الآلاف في فخ FBC وماذا نتعلم من فضيحة FTX؟
شهدت مصر في الأسابيع الأخيرة عملية نصب ضخمة هزَّت الرأي العام، حيث وقع آلاف المواطنين ضحية لمنصَّة تسويق إلكتروني تُدعى “FBC”. هذه المنصَّة، التي زعمت تحقيق أرباح خيالية للمستثمرين، مقابل تنفيذ مهام بسيطة، مثل: مشاهدة الفيديوهات، أو التفاعل مع الإعلانات، تمكَّنت في غضون أيام قليلة، من جمع مليارات الجنيهات المصرية قبل أن تختفي تاركة وراءها آلاف الضحايا.
ما يثير التساؤل هنا، كيف يقع الناس مرارًا وتكرارًا، في شباك مثل هذه العمليات، على الرغم من تكرارها، وتعدد التحذيرات؟ الإجابة تكمن في طبيعة الطمع البشري، ورغبة الكثيرين في تحقيق أرباح سريعة دون جهد يُذكر، بالإضافة إلى الثقة الزائدة في المظاهر الخارجية مثل الإعلانات المموَّلة، أو التطبيقات على المتاجر الرسمية مثل “غوغل بلاي” و”آبل ستور”. المنصَّة استغلت هذه الرغبات ببراعة، حيث قدمت في البداية أرباحًا مغرية للمستثمرين، ممَّا زاد من ثقتهم ودفعهم لاستثمار المزيد، حتى جاءت اللحظة الحاسمة التي توقف فيها كل شيء.
هذه ليست المرة الأولى التي نشهد فيها عمليات نصب بهذا الشكل. في السعودية، تعرّضنا لسنوات لموجات من الاستثمارات الوهمية تحت أسماء وشعارات مختلفة، وكلها كانت تعتمد على مبدأ “ادفع أكثر تربح أكثر”. هذه العمليات لم تقتصر على منطقتنا، بل وصلت إلى قلب الولايات المتحدة، حيث تورط سام بانكمان-فرايد، مؤسس منصة FTX، في عملية نصب تقدر بأكثر من 8 مليارات دولار، ممَّا أدى إلى الحكم عليه بالسجن لمدة 25 عامًا. الغريب في الأمر أن كلاً من “FBC” و”FTX” تتشاركان شيئًا بسيطًا لكنه مريب: الاختصار المكون من ثلاث حروف فقط.
ما يجب أن ندركه، أن هذه الاختصارات اللامعة، ليست سوى واجهات لعمليات نصب مدروسة، تستغل الطمع البشري، والثقة العمياء في التكنولوجيا، والمظاهر الرسمية. فالمحتالون يعرفون تمامًا كيف يُلبسون خداعهم ثوب المصداقية، من الإعلانات إلى التطبيقات إلى وعود الأرباح السريعة.
لذلك، يجب أن تكون قاعدة ذهبية لكل مستثمر: احذر من الاستثمارات التي تأتي باختصارات ذات ثلاث حروف، وتعدك بأرباح خيالية دون جهد يُذكر. لا تنخدع بالمظاهر، ولا الإعلانات المموَّلة، فخلفها قد يكون هناك محتال محترف ينتظر فريسته التالية. وتذكر دائمًا، أن الاستثمار الحقيقي لا يأتي عبر روابط مشبوهة، أو تطبيقات لا تحمل مصداقية.
سواء كانت الحروف “FBC” أو “FTX” أو غيرها، تذكر أن الاحتيال لا يميز بين دول، أو ثقافات، بل يستهدف الجميع بلا استثناء. فاحذر من الثلاثة أحرف القادمة، فقد تكون مصيدة أخرى تنتظرك.
jebadr@