استيقظ الشرق الأوسط أول أمس على لهيب الحرب التي اندلعت بين حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة ودولة إسرائيل في تطور خطير يتوقع أن يكون له أثر كبير على مجريات الأحداث في المنطقة عموما وعلى الأوضاع في السودان تحديدا .فعندما استضافت المملكة العربية السعودية سابقا المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا لحل الأزمة المشتعلة بينهما كتبت مقالاً افتتحته بسؤال مباشر هو هل سيتصدر الملف الروسي / الأوكراني ملف الأزمة السودانية في أجندة الدبلوماسية السعودية وأشرت في المقال إلى أثر دخول السعودية في خط الأزمة الروسية / الأوكرانية وتداعيات ذلك على ملف الأزمة السودانية الذي يتوقع أن يكون ذلك خصما عليه إذا ما قسنا مصلحة السعودية في حل أزمة بلد يعاني مشاكل سياسية واقتصادية ولا يمثل أي وزن على الخارطة الدولية قياسا بالنفوذ الروسي على المستوى الدولي والموقع الجيوسياسي لأوكرانيا وخلصت إلى أنه من الطبيعي أن ينصرف اهتمام السعودية نحو الملف الروسي / الأوكراني وأن ذلك يعني أن فصل شتاء طويل ينتظر الأزمة السودانية وجمود كبيراً قد يستدعي الانتظار طويلا حتى يظهر وسيط آخر مؤهل لتحريك المياه الراكدة وإذابة جبل الجليد بين الفرقاء وإعادة ملف الأزمة السودانية إلى طاولة التفاوض.

وفي السياق ذاته فإن المتوقع من اندلاع الصراع بين إسرائيل وحماس أن يركز جهود أمريكا في السعي لإيجاد تسوية تنزع فتيل الأزمة وتطفئ النار المشتعلة وعليه فإن دول المنطقة ستكون مشغولة بإيجاد وسائل لتنفيذ تلك التسوية ناهيك عن مشاريع إعادة الإعمار والتهدئة التي ستشغل جدول أعمال قادة ووزراء خارجية المنطقة والذي من شأنه أن يحيل الأزمة السودانية إلى أسفل سلم أولوياتهم .
أما على الصعيد الدولي فحجم المشكلات في العالم الآن تجعل أولوية النظر إلى حل المشكلة السودانية في مرتبة متأخرة جدا إذا ما قورنت بقضايا ساخنة مثل
الحرب الروسية / الأوكرانية
الصراع الإسرائيلي/ الفلسطيني
أزمة دول الساحل الأفريقي
فليس لأمريكا قاعدة عسكرية في السودان تسعى للحفاظ على نفوذها فيه كما لها في النيجر ولا لروسيا مصلحة كبيرة في السودان مثل مصالحها في دول الساحل الأفريقي كما أن فرنسا مشغولة بمشكلاتها غير المتناهية في أفريقيا لذا لا يعتبر السودان ضمن أجندتها أما بريطانيا فتصارع من أجل البقاء مع أزماتها الاقتصادية المتراكمة والصين مشغولة بالتوسع في الخليج والتحضير لمعركة استعادة تايوان . هذا الانشغال سيدفع بالدول الكبرى إلى تفويض دول المنطقة لتحل محلها في إدارة الصراع السوداني والمحافظة على مصالحها فيه. ودول المنطقة مع انشغالها بالحرب بين إسرائيل وحماس ومع وضع الأزمة السودانية في أسفل سلم أولوياتها تتقاطع مصالحها في السودان مما يجعل من الصعب التوصل إلى توافق يؤدي إلى التوصل لسلام في السودان .
إذا فالسودانيون مدعوون اليوم أكثر من قبل بأن يعملوا على حل مشكلتهم بأنفسهم .
لانو بصراحة العالم الآن ما فاضي ليكم .
يا تحلوا مشكلتكم براكم يا انتظروا الجماعة ديل يفضو عشان يلتفتو ليكم
و زي ما قالوا وصاحب العقل يميز

yousufeissa79@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الأزمة السودانیة فی السودان

إقرأ أيضاً:

السودان يطالب بعودة مشاركته في الاتحاد الإفريقي بعد تجميدها منذ أكثر من 3 سنوات على خلفية “استيلاء الجيش السوداني على السلطة”

الأناضول/وجه وزير الخارجية السوداني علي يوسف، مساء الخميس، رسالة خطية إلى مجلس الاتحاد الإفريقي، دعا فيها إلى عودة بلاده للاتحاد بعد تجميد مشاركته منذ أكثر من 3 سنوات، والاتحاد الإفريقي، منظمة دولية تضم في عضويتها 55 دولة من القارة السمراء، وجاءت بديلا عن منظمة الوحدة الإفريقية عام 2002، وتسعى إلى تأسيس سوق مشتركة.

وأفادت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، بأن يوسف، وجه رسالة خطية لوزراء خارجية الاتحاد الإفريقي، سلمها لهم سفير الخرطوم لدى إثيوبيا ابراهيم الزين حامد، استباقا لاجتماع المجلس، الذي سيعقد الجمعة في مقر الاتحاد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

ودعت الرسالة "لإعادة النظر في تقييم الاتحاد الإفريقي للأوضاع بالسودان على ضوء المستجدات الأخيرة، وضرورة عودة السودان إلى مكانه الطبيعي في المنظمة القارية، واستئناف دوره الرائد في العمل الإفريقي".

وفي 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، قرر الاتحاد تجميد مشاركة السودان في أنشطته، بعد يومين من "استيلاء الجيش السوداني على السلطة وحل الحكومة الانتقالية"، وفق بيان صادر عنه.

جاء ذلك بعد أن فرض قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، إجراءات استثنائية، منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين واعتقال وزراء وسياسيين وإعلان حالة الطوارئ وإقالة الولاة (المحافظين).

وقدمت الرسالة "شرحا لتطورات الأوضاع بالسودان، منذ أن تمردت قوات الدعم السريع ونفذت محاولة انقلابية، ثم شنت حربا شاملة على الشعب السوداني ودولته الوطنية، مسنودة بقوى إقليمية (لم تسمها)، زودت المليشيا بأحدث الأسلحة وجندت لها أكثر من 200 ألف مرتزق".

واستعرضت الرسالة ما وصفتها "بالفظائع غير المسبوقة التي ارتكبتها المليشيا المتمردة (الدعم السريع)، فضلا عن استهداف البنى التحتية والمؤسسات الوطنية ونهب الممتلكات العامة والخاصة".

وتناولت الرسالة "خارطة الطريق التي أعلن عنها رئيس مجلس السيادة الانتقالي بعد مشاورات واسعة مع القوى السياسية والمجتمعية، استشرافا لمرحلة ما بعد الحرب، وقدمت تفاصيل خارطة الطريق".

والأحد، أعلنت وزارة الخارجية السودانية، طرح قادة الدولة خارطة طريق للإعداد لمرحلة ما بعد الحرب، واستئناف العملية السياسية، تتوج بعقد انتخابات عامة في البلاد.

ويخوض الجيش و"الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.  

مقالات مشابهة

  • لماذا فشلت كل المبادرات الإفريقية في تحقيق أي اختراق لحل الأزمة السودانية؟
  • خبير استراتيجي: أمريكا تلعب دورا محوريا في الأزمة القائمة بين حماس وإسرائيل
  • قراءة تحليلية: فاتورة العون الإنساني بالسودان بعد تعليق المساعدات الأمريكية!.
  • أنا … وقحت وصمود !
  • الحكومة السودانية: مشاركة غوتيريش وموسى فكي في مؤتمر الإمارات بأديس أبابا محاولة تبييض صفحة أبوظبي الملطخة بدماء أهل السودان
  • إسرائيل تتجه لتنفيذ المرحلة الأولى وإجهاض الثانية ضمن مفاوضات غزة
  • استعدادات في غزة لعملية التبادل السادسة بين حماس وإسرائيل
  • أنظار دول العالم تتجه نحو العاصمة “الرياض” وتنتظر كأس السعودية 2025
  • هندرة الدولة السودانية
  • السودان يطالب بعودة مشاركته في الاتحاد الإفريقي بعد تجميدها منذ أكثر من 3 سنوات على خلفية “استيلاء الجيش السوداني على السلطة”