أعلنت وزارة الأوقاف أن موضوع خطبة الجمعة القادمة، الموافق 13 أكتوبر 2023م، تحت عنوان "عهد الأمان مفهومه والحقوق المترتبة عليه".

وشددت الوزارة على جميع الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير، وأن يكون أداء الخطبتين معًا الأولى والثانية ما بين عشر دقائق وخمس عشرة دقيقة كحد أقصى للخطبتين معًا.

وجاء نص الخطبة الأولي على النحو التالي: 

الحمد لله رب العالمينَ، القائلِ في كتابه الكريم: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا}، وأَشهدُ أنْ لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأََشهدُ أنَّ سيدَنا ونبيَّنا مُحَمّدًا عَبدُه ورسوله، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلم وبارك علَيهِ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ. 
وبعد:
فإن الإسلام دين الأمن والأمان والوفاء ، وإن الوفاء بالعهد قيمة أخلاقية وإنسانية عظيمة ، بها تُدعم الثقة ويتحقق الأمن والأمان بين الناس، وبين الشعوب بعضها مع بعض ، يقول الحق سبحانه : {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا} فمن أبرم عقدًا أو عهدا وجب عليه احترامه و الالتزام به ،  يقول الحق سبحانه: {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}، ويقول جل شأنه: {وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}. 
وأعلى النبي (صلى الله عليه وسلم) من قيمة الوفاء بالعهود، وحذر من نقضها، أو عدم الوفاء بها؛ حيث إن في خيانتها وعدم الوفاء بها فسادًا للمجتمعات، وفقدًا للثقة بين الناس، وتضييعًا للأمانات، فقال (صلى الله عليه وسلم): ( آية المنافقِ ثلاثٌ: إِذا حدَّث كذَب، وِإذا وعدَ أَخلفَ، وِإذا اْؤتمِنَ خانَ), ويقول (صلى الله عليه وسلم): (المُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ، إِلاَّ شَرْطًا حَرَّمَ حَلاَلًا، أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا) ، وحذر  (صلى الله عليه وسلم) من عقوبة الغدر، فقال: (إِذَا جَمَعَ اللهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ، فَيقال: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ)، والحكمة في هذا أنه لما كان الغدر خفيًّا، لا يطلع عليه الناس، فإذا كان يوم القيامة يصير علمًا منشورًا على صاحبه بما فعل، وهكذا يظهر للناس ما كانوا يُسرُّونه من المكر والخيانة، ويخزيهم الله (عز وجل) على رءوس الخلائق.  
وإن من جملة العهود التي أمر الشرع الحنيف التزامها، وأكد على الوفاء بها، وعدم نقضها "عهدَ الأمان"، وهو بمفهوم العصر الحاضر: ما تمنحه الدولة من تصريح، أو تأشيرة، أو إذن بالدخول إلى أراضيها لأحد رعايا الدول الأخرى، سواء أكان سائحًا، أم زائرًا، أم مقيمًا، بموجب الأعراف، والمواثيق، والاتفاقيات والقوانين الدولية، فبمجرد حصول الشخص على تصريح الإقامة، أو تأشيرة أو إذن الدخول أصبح له حق وحرمة داخل هذه الدولة، وأصبح هذا العهد الذي أعطته الدولة له مُلزمًا لكل مواطنيها، والمقيمين بها، لا يجوز نقضه، أو الالتفاف عليه، أو التحلل منه، لا شرعًا، ولا قانونًا، ومن رأى مخالفة تمس أمن وطنه، أو تخالف النظام العام لدولته, فليس له إلا أن يرفع الأمر لأهل الاختصاص, حتى تتمكن أجهزة الدولة من إعمال شئونها في الأمر في ضوء ما تقتضيه وتنظمه القوانين؛ إذ ليس لآحاد الناس محاسبته على ما بدر منه، أو التعرض له بسوء، وإلا صارت الأمور إلى الفوضى وعدم الانضباط. 
ومما لا شك فيه أن الوفاء بهذا العهد من أوجب الواجبات وألزمها شرعًا، وقانونًا، ووطنيةً، وإنسانيةً، فإذا كان ديننا الحنيف قد أعلى من شأن عهد الأمان، فإذا أعطت الدولة تأشيرة دخول أو إقامة أو سياحة أو غيرها وجب على جميع أفراد هذه الدولة احترام ذلك، وصار لمن حصل على عهد أمان الدولة من خلال إذنها له بالإقامة دائمة أو مؤقتة حق حفظ ماله وعرضه ودمه، بل إكرامه وحسن معاملته.

وحددت الوزارة نص الخطبة الثانية كالتالي:

 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم).
إن الإسلام دين حفظ العهود والعقود، دين لا يعرف الغش، ولا الخداع، ولا الخيانة، حيث يقول الحق سبحانه مخاطبًا نبينا (صلى الله عليه وسلم): {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِين }. 
وتظهر عظمة الإسلام وتتجلى في أعلى صورها في أمر الله (عز وجل) لنبيه (صلى الله عليه وسلم) أن يجير ويؤمن من استجاره، ولو كان مشركًا، بل ولو كان محاربًا، حيث يقول سبحانه: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ }. 
ورسخ النبي (صلى الله عليه وسلم) لهذه القيم النبيلة التي تحقق الأمن والأمان للإنسانية كلها بقوله وفعله، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (لَا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ).
واجبنا جميعًا الحفاظ على العهود والمواثيق التي تلتزم بها الدولة تجاه كلِّ إنسان يدخل إلى بلادنا، وأن نكون متعاونين ومتضامنين على حفظ دمه، وعرضه، وماله، وخصوصيته, كما أن من واجبنا حسن استقباله، وإكرامه؛ ليرى منا ما نحب أن يتصوره عن عظمة ديننا، وعمق حضارتنا، ورقي إنسانيتنا؛ بما يسهم في تكوين الصورة الذهنية التي نريدها لديننا، ووطننا، ومجتمعنا.

Screenshot_٢٠٢٣١٠١١_١٣٥٣٢٨_Adobe Acrobat Screenshot_٢٠٢٣١٠١١_١٣٥٣٢٤_Adobe Acrobat Screenshot_٢٠٢٣١٠١١_١٣٥٣١٨_Adobe Acrobat

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: موضوع خطبة الجمعة القادمة وزارة الأوقاف صلى الله علیه وسلم ال ع ه د

إقرأ أيضاً:

الأوقاف تفتتح 17 مسجدًا جديدًا الجمعة القادمة

تواصل وزارة الأوقاف جهودها لإعمار بيوت الله -عز وجل- بافتتاح ١٧ مسجدًا جديدًا يوم الجمعة القادمة ١٨ من جمادى الآخرة ١٤٤٦هـ ، الموافق ٢٠ من ديسمبر ٢٠٢٤م، في مختلف المحافظات، ١٢ مسجدًا منها إحلالًا وتجديدًا، وخمسة مساجد صيانةً وتطويرًا.

وزير الأوقاف: ربطَ الذِّكر الحكيم مفهوم الأمن بمقاصد الشرع الشريف محافظ المنوفية يشهد استلام أربعة أطنان من لحوم الأوقاف

وأعلنت الوزارة وصول إجمالي عدد المساجد المفتتحة منذ أول يوليو ٢٠٢٤م حتى الآن إلى ٥١٥ مسجدًا، من بينها ٣٧٦ مسجدًا إحلالًا وتجديدًا، و ١٣٩ مسجدًا صيانة وتطويرًا، وأكدت أن إجمالي ما تم إحلاله وتجديده وصيانته وفرشه منذ يوليو ٢٠١٤م بلغ ١٢٥٩٦ مسجدًا، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو ٢٠ مليارًا و ٢١٥ مليون جنيه.

وشهدت قائمة المساجد المقرر افتتاحها تنوعًا جغرافيًا واسعًا.. ففي محافظة سوهاج، شملت الأعمال إحلال وتجديد مسجد الرحمن، قرية عرب الركبات - مركز ساقلتة؛ ومسجد الرحمن، قرية الطوايل الشرقية - مركز ساقلتة.

وفي مطروح، شملت الأعمال إحلال وتجديد مسجد أسامة بن زيد، قرية علوش - مطروح؛ ومسجد الزبير بن العوام، قرية سملا - مطروح؛ وإنشاء مسجد الرحمة، مدينة النجيلة - مطروح؛ وصيانة مسجد المدينة المنورة، قرية القصابة - مطروح.

وفي الشرقية، تم إحلال وتجديد مسجد محمد عطية فرحات، منشأة أبو عمر - مركز الحسينية؛ ومسجد سليمان محمد سليمان، عزبة القاضي - كفر موسى عمران - مركز الزقازيق؛ ومسجد الرحمن، كفر الشيخ عيسى - شبرا النخلة.

وفي أسوان، تضمنت الأعمال إحلال وتجديد مسجد عمر بن الخطاب، كرم هاشم - قرية الرمادي قبلي - مركز إدفو؛ وإنشاء مسجد السيد أحمد بن إدريس، قرية العتمور قبلي - مركز كوم أمبو؛ وصيانة مسجد الشيخ البسطاوي، قرية البصيلية  قبلي - مركز إدفو؛ ومسجد الصالحين، قرية البصيلية قبلي - مركز إدفو.

وفي بني سويف، شملت الأعمال إحلال وتجديد مسجد الرحمة، قرية الحماوي - مركز بني سويف.

وفي الغربية، تضمنت الأعمال إحلال وتجديد مسجد الإخلاص، عزبة أبو جبل - مركز قطور.

وفي أسيوط، شملت الأعمال صيانة مسجد الصوالح، الطامية - دير القصير - القوصية؛ ومسجد عمر بن الخطاب ،آل خليفة - بني رافع - منفلوط.

وتؤكد هذه الجهود التزام وزارة الأوقاف بتطوير دور العبادة وتحديثها؛ لتوفير بيئة إيمانية مناسبة للمصلين في مختلف أنحاء الجمهورية، في إطار اهتمام الوزارة بإعمار بيوت الله -عز وجل- ماديًا وروحيًا وفكريًا.

مقالات مشابهة

  • الوفاء وحفظ الجميل.. دروس من القرآن والسنة النبوية
  • الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. تعرف عليها
  • الطفولة بناء وأمل.. موضوع خطبة الجمعة القادمة من الأوقاف
  • «الطفولة بناء وأمل».. نص خطبة الجمعة 20 ديسمبر 2024
  • الوفاء وحفظ الجميل
  • «اللهم رب الناس أذهب البأس».. دعاء المريض كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • المراد بالنصيحة في حديث النبي عليه السلام "الدِّينُ النَّصِيحَةُ"
  • الأوقاف تفتتح 17 مسجدًا جديدًا الجمعة القادمة
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • رئيس الدولة يهنئ الملك حمد بن عيسى وشعب مملكة البحرين بمناسبة العيد الوطني