سودانايل:
2025-03-04@18:37:09 GMT

حرب غزة ودروسها على السودان

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

أن العملية التي قامت بها حماس تؤكد؛ أن غلبية استخبارات العالم: و خاصة الأمريكية و الأوروبية و حتى الإسرائيلية صاحبة الشأن ما عادت تهتم بالقضية الفلسطينية، و تم إهمالها بأنها سوف تسقط بالتقادم. و هي الفترة التي استطاعت أن توظفها حماس من أجل أحياء القضية و إعادتها مرة أخرى للمقدمة، و من خلال عمل غير مسبوق و متخيل.

خشي منه رئيس أوكرانيا زيلينسكي بالقول ( أنهم يخشون أن تؤدي حرب غزة إلي " حرف الأنظار" عن اوكرانيا) و يضيف قائلا ( أن الرئيس يوتين قد وفر الدعم لكي يصرف الأنظار عن حرب أوكرانيا) و كتب الكاتب الأسرائيلي " آري شبيت" في صحيفة " هآرتس" مقالا بعنوان " أسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة" يقول فيه ( يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، و لا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم و إنهاء الاحتلال) و يضيف قائلا ( ليس هناك قوى سوف تنهي الاحتلال و لا هناك قوى سوف توقف الاستيطان القوى الوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ إسرائيل من نفسها، هم الإسرائليون" أنفسهم، و ذلك بابتداع لغة سياسية جديدة، تعترف بالواقع، و بأن الفلسطينيين متجذرون في هذه الأرض، و أحث على البحث عن الطريق الثالث من أجل البقاء على قيد الحياة هنا و عدم الموت) يقدم " آري شبيت" رؤية ثالثة يعتقد يجب أن تكون مقبولة للطرفين الإسرائليين في بقاء الدولة، و إنقاذ النظام الديمقراطي فيها حتى لا يتعرض للإنهيار. و في نفس الوقت يحفظ للفلسطينين حقوقهم. أن آري يحاول أنقاذ العقل في اسرائيل الذي أسقطه التطرف الصهيوني. و يحاول أيضا مخاطبة العقل الفلسطيني بالانحياز للحكمة.
المهم من الذي جرى و يجري في غزة؛ أن العملية سوف تجبر الكل أن يضعوا لها أجندة مغايرة، و أثبتت العملية أن الشعب وحده هو القادر أن يضع قضيته في مقدمة دفتر الأجندات العالمية، و أن العالم الخارجي فقط عليه المساعدة، و دفع الجانبين للوصول لحل مرضي للطرفين. أن تغيير مسار القضية سوف يبدأ من أسرائيل نفسها، و يسمح بعلو عقل الحكماء و ليس المتطرفين. ربما يختلف العالم في الانطباع الأول عن العملية بين مدين لها و متحفظ و داعم لها، و لكنها بالضرورة سوف يكون لها انعكاسات داخل أسرائيل لكي تدفع في اتجاه الحل. و مهما حاول المتطرفون الإسرائيليون الاعتقاد أن شراء ترسانات من الاسلحة المتنوعة في العالم سوف تجعلهم في مأمن من الآخرين، أن التكنولوجية سوف تصنع بدائل تساعد على أختراق هذه الترسانات، فالافضل هو الاعتراف بالحقوق المتبادلة و خلق الدولتين حسب الاتفاقيات السابقة، و التي تحاول إسرائيل التهرب منها.
أن العديد من النخب السودانية تعتقد هناك دور لإسرائيل بالتحالف مع الامارات في الحرب الدائرة في السودان، و أن ميليشيا الدعم تتلقى مساعدات كبيرة من هذا التحالف لاستمرار الحرب بهدف تقسيم السودان لعدة دول، و هذا المخطط إذا كان صحيحا لابد أن يكون مدعوما من قبل البعض داخل السودان. و الدرس المستفاد من حرب غزة يؤكد أن الشعب السوداني وحده هو القادر أن يحل قضاياه من خلال وضع الأجندة الوطنية التي يجب أن تكون في قمة الملفات الحوار السياسي. أن دولة الأمارت أيضا يجب عليها أن تراجع سياساتها تجاه السودان، و الحرب التي اشعلتها و ماتزال تدعم استمرارها، و أن الأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط و أيضا الانقلابات التي حدثت في غرب أفريقيا جميعها سوف تحاصر القوى التي تشعل الحروب من خلال انتقال المرتزق بين الدول.
أن مشاركة السودان مع السعودية و الامارات في "عاصفة الصحراء" التي يقال إنها ذهبت لتقاتل مع النظام الشرعي في اليمن ضد الحوثيين، كان أكبر خطأ ارتكبه السودان و خاصة النظام البائد. في ارسال قوات تقدر ب "30 الف" مقاتل جاء ذلك على لسان قائد الميليشيا محمد حمدان دقلو حوال 18 الف يحرسون حدود السعودية مع اليمن و هناك الآلاف الذين يحرسون القواعد الاماراتية في اليمن. فالإمارات بدعمها الميليشيا ليس فقط أن أعينها على ثروات السودان، بل هناك أهم من ذلك؛ أنها في حاجة لمقاتلين مرتزقة يحمون مصالحها داخل اليمن، و أيضا خارج دولة الأمارات، و لا يستبعد إنها تحتاج أيضا لحماية حدودها. أن القوات الاجنبية الوحيدة التي شاركت مع السعودية و الامارات في عاصفة الصحراء هي السودان. لذلك الأمارات تريد تغيير النظام في السودان بهدف إنها تريد وجود قيادات تذعن بالولاء لها و تقدم لها ما تحتاجه. الأمر الذي يجعلها مصرة على استمرار الحرب.
إذا كانت أسرائيل بالفعل هي داعمة للأمارات في استمرار الحرب في السودان، أن عملية حماس سوف تجعلها تفكر بعمق، أن حروب الأذرع الطويلة سوف تجلب لها المتاعب، و عليها أن تفكر جديا أن السلام هو الطريق الأفضل للاستقرار و العلاقات الجيدة بين الدول. و أيضا يجب على الأمارات أن تعيد التفكير بالذي تفعله في السودان، و لا اعتقد أن شعب السودان سوف ينساه، و مادام السودان قد تأذى من موجات المرتزقة القادمين من عدة دول في أفريقيا، يجب عليه أن يوقف إرسال مقاتلين للدول الأخرى، و يسرع بسحب القوات التي كان قد أرسلها إلي اليمن. الدولة التي تريد السلام في المنطقة يجب عليها أن لا يكون لها أذرع عسكرية طويلة تتأذي منها شعوب أخرى. نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟

قبل معارك منطقة «جبل موية» بولاية سنار جنوب شرقي السودان خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لم تكن «قوات الدعم السريع» قد خسرت معركة كبيرة منذ بداية الحرب في أبريل (نيسان) 2023.

اقرأ ايضاًفيديو.. اشتباكات ومواجهات عنيفة بين عائلات أسرى إسرائيليين ورجال الأمن

لكن خسائرها توالت بعد استعادة الجيش تلك المنطقة الاستراتيجية، وتراجعت مناطق سيطرتها تدريجياً في وسط وشرق البلاد، كما أصبح وجودها في العاصمة الخرطوم مهدداً. فهل تعني انتصارات الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وتراجعات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أن حرب «الجنرالَين» على وشك الانتهاء؟

يؤكد الجيش أنه حقق انتصارات كبيرة وألحق هزائم فادحة بـ«قوات الدعم السريع»، متوعداً باستمرار الحرب حتى القضاء عليها تماماً. من جانبها، تنفي «قوات الدعم السريع» تعرضها لهزائم، وتؤكد أنها انسحبت من المناطق التي دخلها الجيش من دون معارك، وذلك بسبب «تكتيكات قتالية جديدة»، مشيرة إلى عدم استطاعة الجيش توثيق الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد التي يتحدث عنها.

ولُحظ أن «قوات الدعم السريع» المنسحبة تتوجه إلى إقليمي دارفور وكردفان حيث الحاضنة الاجتماعية لتلك القوات، فيما يقول متحدثون باسمها إن «المناطق التي انسحبنا منها، انتزعناها من الجيش انتزاعاً في الأشهر الأولى من الحرب. احتفظنا بها لأكثر من عام ونصف العام، ثم تركناها برغبتنا، ونستطيع انتزاعها مرة أخرى متى ما أردنا ذلك». لكن مؤيدي الجيش يرون أن المعركة أوشكت على النهاية، بينما يؤكد مراقبون مستقلون أن «نهاية الحرب لا تزال بعيدة».

استراتيجية جديدة

ويقول المحلل السياسي، الجميل الفاضل، إن تقدم الجيش ليس سوى «جولة من جولات الحرب التي لا تبدو لها نهاية قريبة»، موضحاً أنه «من المتوقع أن تتخذ الحرب طابعاً أكثر عنفاً ودموية، لكن ليس في المناطق التي استردها الجيش، بل في مناطق رخوة في خاصرة الحاضنة الشعبية للجيش».

وأشار الفاضل إلى التصريح الأخير من قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو، الذي طالب فيه قواته بعدم التأثر بفقدان بعض المناطق مؤخراً، وأنه ينبغي عليهم التركيز على مناطق جديدة سيسيطرون عليها. وأضاف الفاضل: «يبدو أن (قوات الدعم السريع) ستتبع استراتيجية جديدة، تتخلى فيها عن تكتيك الانتشار الواسع في البلاد. كما أن هجمات المسيّرات خلال الفترة السابقة تشير إلى مناطق المعارك المرتقبة، فبينما تتراجع في الخرطوم، نشهد تقدمها في مناطق أخرى غرب البلاد بالاشتراك مع (قوات عبد العزيز الحلو)».

وتوقع عدد من المحللين أن تنتقل الحرب من العاصمة إلى أقاليم غرب البلاد، وأن «تتخذ شكلاً أعنف إذا تم تشكيل حكومة موازية في تلك المناطق، وإدخال أسلحة نوعية وإضافة إمكانات حربية جديدة، مما سيغير من خريطة الحرب على الأرض».

معارك العاصمة

ميدانياً، تدور معارك «كسر عظم» في مدن العاصمة المثلثة - الخرطوم وأم درمان وبحري - حيث يحقق الجيش تقدماً لافتاً، ففي منطقة شرق النيل بمدينة بحري، يقترب الجيش وحلفاؤه من جسر «المنشية» الرابط بين شرق النيل ووسط مدينة الخرطوم، بعد أن استعاد معظم منطقة «الحاج يوسف»؛ وهي من أهم معاقل «قوات الدعم السريع» منذ بداية الحرب.

غير أن حدة المواجهات انخفضت في الخرطوم وأم درمان مع بداية شهر رمضان المبارك، فقد تراجعت العمليات في معظم خطوط التماس بين الطرفين المتحاربين، وبقيت مناطق السيطرة كما هي دون تغيرات كبيرة. ويقول شهود إن الجيش ما زال يسيطر على أحياء في جنوب غربي الخرطوم حتى جسر «الحرية» والمنطقة الصناعية، بينما لا تزال «قوات الدعم السريع» تسيطر على أحياء أخرى في جنوب الخرطوم؛ بما فيها القصر الرئاسي ومنطقة «جنوب الحزام»، ومقر القيادة الاستراتيجية التابعة للجيش و«مطار الخرطوم»، والجزء الشرقي من مقر القيادة العامة للجيش.

وفي أم درمان، وسع الجيش من مناطق سيطرته لتشمل بعض الأحياء الجنوبية والغربية من المدينة، خصوصاً منطقتَي أم بدة والفتيحاب، لكن المعارك على حدود المنطقتين تحوّلت إلى كر وفر، من دون تقدم لمصلحة أحدهما.

معارك الغرب

اقرأ ايضاًحماس وإسرائيل.. هل تستأنف المفاوضات أم الحرب؟

أما في شمال إقليم كردفان بوسط غربي البلاد، فقد حقق الجيش انتصارات باستعادة السيطرة على مدينتَي أم روابة والرهد، وتمكن من الوصول إلى أطراف مدينة الأُبيّض؛ كبرى مدن الإقليم، وفتح الطريق البرية الرابطة بينها وبين وسط البلاد. إلا إن الجيش مُني بهزيمة كبيرة حين حاول التقدم شرقاً باتجاه مدينة بارا، وأعلنت «قوات الدعم السريع» أنها «دحرت القوات المهاجمة وألحقت بها هزائم كبيرة في الأرواح والعتاد»، ولم يصدر تعليق من جانب الجيش.

وتأثرت العمليات العسكرية في ولاية النيل الأزرق بالتحالف الذي نشأ بين «قوات الدعم السريع» وقوات «الحركة الشعبية لتحرير السودان - تيار عبد العزيز الحلو»، فقد استطاعت القوتان معاً السيطرة على عدد من مناطق الولاية المتاخمة لجمهورية جنوب السودان، وأصبحت القوات المشتركة بينهما تهدد حاضرة الولاية؛ مدينة الدمازين.

ووقّعت قوى سياسية وحركات مسلحة، على رأسها «حركة عبد العزيز الحلو»، مع «قوات الدعم السريع» في 22 فبراير (شباط) بالعاصمة الكينية نيروبي، ميثاقاً سياسياً يهدف إلى توحيد العمل السياسي والعسكري ضد الجيش وحلفائه من أنصار النظام السابق، بالإضافة إلى تشكيل حكومة في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع»؛ لمنافسة الحكومة التي يقودها الجيش وتتخذ من مدينة بورتسودان مقراً لها.

Via SyndiGate.info


Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟ قيادي في حماس: هذه الطريق الوحيد لنتنياهو لاستعادة أسراه إحالة روان بن حسين للقضاء بـ 3 تهم صادمة أردوغان: نتنياهو يماطل وإسرائيل غير ملتزمة.. وتطورات بشأن المفاوضات انفجار قرب مرفأ طرطوس.. وغارات إسرائيلية في محيط المدينة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • حمدوك يطلق "نداء سلام السودان".. ماذا جاء فيه؟
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • الأردن يرفض المحاولات التي قد تهدد وحدة السودان عبر الدعوة لتشكيل حكومة موازية
  • لا حرب دون مصر ولا سلام أيضا
  • رمضان اليمن… هل تغيّر حاله بعد عشر سنوات حرب؟
  • محمد أبو زيد كروم يكتب: رمضان شهر الجهاد، وبل الجنجويد
  • موسم التشرذم السياسي في السودان
  • اليمن ثانياً ضمن قائمة أسوأ اقتصادات في العالم خلال عام 2025