في خضم الحرب الدائرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، أثيرت الشكوك بشأن تأثير هذه المواجهات على الدعم الغربي والأمريكي للجيش الأوكراني في حربه ضد روسيا، في ظل اعتماد كييف بشكل رئيسي على المساعدات المالية والعسكرية القادمة من أوروبا وأمريكا.

وظهر التأثير الواضح على التهديد بتوقف المساعدات أو تضاؤلها، خلال أزمة عزل كيفن مكارثي رئيس مجلس النواب الأمريكي الأسبوع الماضي، وتعطل إصدار التشريعات الخاصة بإرسال المساعدات الأمريكية إلى أوكرانيا، في الوقت الذي تنبأ فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن أوكرانيا ستعيش أسبوع واحد فقط حال توقفت الإمدادات الغربية.

ودخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يومه الخامس وتسبب في استشهاد أكثر من ألف فلسطيني وإصابة ما يقرب من 5 آلاف آخرين، في الوقت الذي اعترف فيه الاحتلال بمقتل 1200 شخص وإصابة 2700 آخرين، حصيلة العملية التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية يوم السبت الماضي السابع من أكتوبر 2023 تحت شعار "طوفان الأقصى".

ويأتي العدوان الإسرائيلي على غزة في خضم صراعات متعددة حول العالم، وأبرزها الحرب الأوكرانية المستمرة منذ ما يقرب من 20 شهرا، حيث اندلعت في فبراير من العام الماضي.

وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الثلاثاء، عن خشيته من أن تؤدي الحرب في قطاع غزة بين الاحتلال الإسرائلي والمقاومة الفلسطينية، إلى "صرف أنظار" المجتمع الدولي عن الغزو الروسي لبلاده، متّهمًا موسكو بتوفير دعم للحركة الفلسطينية.

وأكد زيلينسكي في مقابلة مع قناة "فرانس 2" الفرنسية: "نحن واثقون من أن روسيا توفر دعمًا، بطريقة أو بأخرى، للعمليات التي تقوم بها حماس، مشيرا الى أن أجهزة الاستخبارات الأوكرانية لديها "معلومات" في هذا الشأن".

وقال الرئيس الأوكراني إن الأزمة الراهنة.. تظهر أن روسيا تبحث عن القيام بعمليات لزعزعة الاستقرار في كلّ أنحاء العالم، مبديا قلقه من أن يتم حرف أنظار الاهتمام الدولي عن أوكرانيا.

وفي السياق نفسه، قال الكاتب الأمريكي، توماس فريدمان، في مقال له بجريدة "نيويورك تايمز"، إن ما يدور في قطاع غزة منذ السبت الماضي، سيؤثر على القدرات العسكرية لكييف بسبب تشتت الدعم الأمريكي بينها وبين تل أبيب.

وأوضح "فريدمان" أنه إذا كانت إسرائيل على وشك غزو قطاع غزة والشروع في حرب طويلة، فسيكون لزاما أن تقلق أوكرانيا بشأن المنافسة مع تل أبيب على تلقي أسلحة من واشنطن، مثل صواريخ باتريوت وقذائف المدفعية عيار 155 ملم، التي تحتاج إليها البلدان بشدة.

وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس الماضي في منتجع سوتشي على البحر الأسود قائلا: "فقط تخيل أن المساعدات تتوقف غدا، فإن أوكرانيا ستعيش لمدة أسبوع واحد فقط عندما تنفد ذخيرتها".

وبعد اندلاع المواجهات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كشفت وسائل الإعلام في واشنطن أن الجيش الأمريكي يخطط لنقل سفن بحرية وطائرات عسكرية بالقرب من إسرائيل لإظهار الدعم، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس جو بايدن، السبت الماضي أن الولايات المتحدة مستعدة لتوفير "جميع سبل الدعم المناسبة".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: طوفان الأقصى العدوان على غزة زيلينسكي قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

اليمن في قلب معركة “طوفان الأقصى”.. دعمٌ عمليّ لنُصرةِ فلسطين

يمانيون../
لا تزال اليمن بقواتها المسلحة تُصْلِي الاحتلال “الإسرائيلي” بنيران صواريخها وطائراتها المسيرة، إسنادًا لغزة ومقاومتها، متحدية التهديدات والعدوان المباشر، ورسالتها للاحتلال: ارفع يدك عن الفلسطينيين، فنحن معهم حتى تحقيق آمالهم.

اليمن.. من الإدانة إلى الفعل

لم تكتفِ اليمن بإدانة العدوان “الإسرائيلي” على غزة، بل تجاوزت ذلك إلى اتخاذ خطوات عملية تعكس التزامها بالدفاع عن القضية الفلسطينية.

ويقول د. وليد الماس، أستاذ العلوم السياسية في الجامعات اليمنية: إن هذه الهجمات تمثل رسالة واضحة لـ(إسرائيل) وداعميها، مفادها أن الشعوب العربية، بما فيها اليمن، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الجرائم “الإسرائيلية”.

ويؤكد الماس لصحيفة لـ”فلسطين” أن الضربات اليمنية، التي استهدفت مواقع بحرية وعسكرية إسرائيلية، تُظهر رغبة اليمن في تعزيز الضغط على الاحتلال، لوقف عدوانه المستمر على الفلسطينيين، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

رسائل تتجاوز الحدود

ويرى خبراء أن العمليات العسكرية اليمنية ضد الاحتلال “الإسرائيلي” تأتي في إطار رسالة سياسية عميقة المعاني، تستند إلى الروابط العربية والإسلامية بين الشعبين الفلسطيني واليمني.

وفي هذا الإطار، يوضح الماس أن هذه الخطوات تُبرز قدرة المقاومة العربية على التنسيق، والعمل ضمن رؤية موحدة لمواجهة التحديات الإقليمية.

وأضاف، أن هذه الهجمات تُعد أيضًا رسالة ردع لـ(إسرائيل)، لتُظهر أن استهداف الشعب الفلسطيني سيكون له تداعيات إقليمية واسعة، وأن اليمن مستعد لتحمل تبعات هذا التصعيد، رغم التحديات الداخلية التي يواجهها.

تحديات التصعيد وخيارات (إسرائيل)

ورغم أن العدو الصهيوني تمكن من إخماد النيران على جبهة لبنان؛ فإنه يواجه خيارات صعبة في التعامل مع التصعيد اليمني.

ويرى الماس أن العدوان العسكري الإسرائيلي قد يكون واردًا، وحدث بالفعل على شكل غارات متكررة، مشيرًا إلى أن اليمنيين يمتلكون خبرة واسعة في مقاومة التحالفات العدوانية السابقة، ولن تثنيهم التهديدات عن مواقفهم الداعمة للمقاومة الفلسطينية.

وفي هذا السياق، يتحدث هاني الجمل، رئيس وحدة الدراسات الدولية والاستراتيجية في المركز العربي بمصر أن أنصار الله باتوا رقماً صعباً في المعادلة الإقليمية، بفضل قدراتهم العسكرية المتطورة، التي مكّنتهم من الوصول إلى العمق الإسرائيلي.

تغيير المعادلة

منذ أشهر، فاقمت الهجمات اليمنية الضغط على (إسرائيل)، ليس فقط على الصعيد العسكري، بل أيضًا على المستويين الاقتصادي والسياسي.

يشير الماس إلى أن هذه العمليات أثّرت بشكل مباشر على خطوط الملاحة البحرية الإسرائيلية، ما كبّد الاحتلال خسائر اقتصادية كبيرة.

من جهته، يرى الجمل أن دخول اليمن على خط المواجهة يعزز التضامن العربي والإسلامي، ويزيد الضغوط الداخلية على حكومة الاحتلال التي تواجه بالفعل أزمات متعددة.

اليمن.. دعم ثابت حتى تحقيق المطالب

ورغم التهديدات والعدوان الإسرائيلي من جهة، والأمريكي والبريطاني من جهة أخرى، يؤكد الماس أن اليمن لن تتراجع عن دعم المقاومة الفلسطينية إلا بتحقيق مطالب واضحة، تشمل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وانسحاب الاحتلال من الأراضي المحتلة.

ويشدد على أن هذه الخطوات تعكس تلاحمًا شعبيًا عميقًا مع القضية الفلسطينية، وترسخ فكرة أن الشعوب العربية لا تزال قادرة على مواجهة العدوان مهما بلغت التحديات.

استمرار حضور اليمن في معادلة المواجهة مع (إسرائيل)، يؤكد أن سياسة الردع الإسرائيلية فاشلة، وأن خيارات نصرة فلسطين والمستهدفين بالإبادة في غزة ممكنة بما هو أكثر من الدعاء والموقف والمال. فهل يفتح ذلك آفاقًا لمواجهة أكثر شمولاً، تنهي غطرسة (إسرائيل)؟

فلسطين أون لاين علي البطة

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يعلن عن تنفيذ 100 غارة استهدفت "حماس" في قطاع غزة الأسبوع الماضي
  • في الأسبوع الماضي..إسرائيل تقصف أكثر من 100 موقع في غزة
  • مسيرات لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في القناوص والضحي واللحية بالحديدة
  • ضعف الدولار الأمريكي والبحث عن ملاذ آمن يرفعان أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي
  • الرئيس الأوكراني يربط نهاية سريعة للحرب بموقف «قوي» من ترامب
  • عام مضى.. عام أتٍ
  • القيادة تعزي الرئيس الأمريكي في ضحايا الحادث الإرهابي الذي وقع في مدينة نيو أورليانز
  • زيلينسكي: الرئيس الأمريكي المنتخب قادر على وقف بوتين
  • تعرف على آخر تطورات معركة طوفان الأقصى
  • اليمن في قلب معركة “طوفان الأقصى”.. دعمٌ عمليّ لنُصرةِ فلسطين