يواجه سكان غزة أزمة إنسانية عميقة، بعدما انقطع عنهم الطعام والكهرباء والمياه، إثر الغارات الجوية الإسرائيلية ردا على هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل، وهو ما وصفته اللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ"الوضع الكارثي الذي يتجه إلى الانهيار الكامل".

وقال رئيس سلطة الطاقة في قطاع غزة ظافر ملحم، الأربعاء، إن ما تبقى من وقود في شركة كهرباء غزة، وهي المحطة الوحيدة التي توفر الكهرباء، يكفي لما بين عشر و12 ساعة على الأكثر فقط.

والإثنين، قطعت إسرائيل إمدادات الماء والكهرباء عن القطاع، في إطار ما وصفته بأنه حصار مطبق ردا على هجوم مباغت وواسع شنته حماس.

وفي سياق متصل، قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي كيلة، إن مخزون الوقود في مستشفيات القطاع سينتهي الخميس.

وحذرت وزيرة الصحة الفلسطينية، من نفاد "مخزون وقود" تشغيل المولدات في مستشفيات قطاع غزة، الأمر الذي سيفاقم الأوضاع الكارثية في المستشفيات، خاصة بعد توقف الكهرباء خلال ساعات من الآن.

وتعرض القطاع الساحلي الذي تسيطر عليه حماس، للقصف الجوي منذ أن أمر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بفرض "حصار كامل" على المنطقة، بما في ذلك وقف إمدادات الكهرباء والغذاء والماء والوقود إلى القطاع.

اقرأ أيضاً

ارتفاع شهداء غزة إلى 974 بينهم 22 عائلة بأكملها.. وقتلى الاحتلال 1200

وأكد الجيش الإسرائيلي أن عشرات من طائراته المقاتلة قصفت مئات الأهداف في غزة، بينما قالت حماس إن جيش الاحتلال يشن موجة غير مسبوقة من الهجمات على القطاع.

والكثافة السكنية لغزة، تجعل الهجمات المضادة المستهدفة مثل تلك التي شنتها إسرائيل في الأيام الأخيرة ذات "احتمالية كبيرة لإصابة المدنيين".

ويقول فلسطينيون في غزة إن القصف الإسرائيلي عنيفاً، ويجعلهم يشعرون كأنهم يعيشون "نكبة" جديدة أعادت إلى أذهانهم أصداء ذكريات حرب 1948، التي أُعلن على أثرها قيام إسرائيل، وأدت إلى تهجير جماعي للفلسطينيين حينذاك.

وتكشف نادين عبداللطيف، البالغة 31 عاما، وهي من سكان حي الرمال بمدينة غزة، أن جيرانها وأقاربها طلبوا منها وعائلتها المغادرة، بعد أن قالت إسرائيل إنها ستستهدف المنطقة.

لكنهم قرروا البقاء، لأنه "ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه"، على حد قولها لشبكة "سي إن إن" الإخبارية.

ووالد نهاد مفقود، وكان يعمل في إسرائيل، ولكن بعد هجوم حماس يوم السبت، فقدت العائلة الاتصال به.

اقرأ أيضاً

مباحثات أمريكية إسرائيلية مصرية لتوفير ممر آمن للمدنيين في غزة

ولا يزال الوضع يائسا بالنسبة لنادين وعائلتها، حيث تقول: "ليس لدينا ماء، بالكاد نحصل على الكهرباء أو الإنترنت، ولا يمكننا مغادرة المنزل لشراء الطعام لأن الوضع يزداد خطورة، وكلما سمعت صوت طائرات، نختبئ تحت الطاولة".

فيما يصف طارق الحلو، البالغ من العمر 29 عاما، وهو من سكان السودانية في شمال غزة، حالة من الفوضى الكاملة عندما قصفت الغارات الجوية حيه.

ويقول: "بدأ أفراد عائلتي بالصراخ والخروج من المنزل، وكل واحد منا يهرب في اتجاهات مختلفة"، مضيفاً أن الحي الذي يشكن فيه قد دُمر بأكمله "دون أي إنذار مسبق".

ويؤكد أن جيرانه كانوا محاصرين تحت الأنقاض، وكان يسمع نداءاتهم طلبا للمساعدة.

من جانبه، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، إن أكثر من 263 ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

وأوضح "أوتشا"، في بيان الأربعاء، أن "عمليات القصف دمّرت أكثر من 1000 وحدة سكنية فيما ألحقت أضرارا بالغة بـ 560 وحدة جعلتها غير صالحة للسكن".

اقرأ أيضاً

مسؤول صحي بغزة: نحذر من كارثة إنسانية لم يشهدها الوطن العربي

وأشار المكتب الأممي إلى أن "أكثر من 263 ألفا و934 مواطنا نزحوا من منازلهم" منذ بدء الحرب.

وتابع أن بين النازحين "قرابة 175 ألفًا لجأوا إلى 88 مدرسة تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وأكثر من 14 ألفا و500 آخرين إلى 12 مدرسة حكومية".

وحسب المصدر نفسه، "يُعتقد أن نحو 74 ألفا يقيمون مع أقارب وجيران أو لجأوا إلى كنائس ومرافق أخرى".

وأضاف "أوتشا" أن عدد النازحين داخل غزة "يمثل أكبر عدد من النازحين منذ التصعيد الذي استمر 50 يومًا في 2014"، محذرا من أن "تلبية الاحتياجات الرئيسة أصبحت أكثر صعوبة بالنسبة إلى أولئك الذين لم ينزحوا".

ويعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس، وتحاصره إسرائيل منذ العام 2007.

وغزة هي "واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم"، وتظهر إحصائيات البنك الدولي أن القطاع يعاني من أحد أعلى معدلات البطالة في العالم.

اقرأ أيضاً

بيان خليجي أوروبي يدعو لإدخال المياه والغذاء إلى غزة

والظروف المعيشية في غزة قاتمة، فلا يحصل 95 بالمئة من السكان على المياه النظيفة، وفقا للأونروا، كما أن نقص الكهرباء يؤدي بشكل دوري إلى توقف الحياة.

ويعتمد قطاع غزة بشكل كبير على إسرائيل في الحصول على المياه والكهرباء والغذاء.

والواردات الأساسية لغزة هي المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية ومواد البناء من إسرائيل ومصر، الشريكين التجاريين الرئيسيين لها.

وتأتي معظم الفواكه والخضروات الطازجة في غزة من المزارع الواقعة على طول الحدود مع إسرائيل.

وتحصل غزة على معظم احتياجاتها من الكهرباء من إسرائيل، على الرغم من أن القطاع لديه محطة كهرباء قديمة واحدة.

ويحتوي القطاع على مصادر للمياه الجوفية، لكن العديد من الآبار دمرت بسبب التلوث والمياه المالحة.

وأكثر من 90% من المياه في طبقة المياه الجوفية الوحيدة في غزة، لم تعد صالحة للشرب.

اقرأ أيضاً

إسرائيل تهدد مصر بقصف إمدادات الإغاثة.. وشاحنات المساعدات تتراجع

والأحد، قال برنامج الأغذية العالمي إنه في حين تحتفظ معظم المتاجر في الإقليم "بمخزون من المواد الغذائية لمدة شهر واحد"، فإن هذه المخزونات "مهددة بالاستنفاذ بسرعة مع قيام الناس بالتخزين خوفا من صراع طويل الأمد.

وأشار إلى أن انقطاع الكهرباء المتكرر يهدد أيضا بتلف المواد الغذائية.

وأمام كل ذلك، وصف المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة هشام مهنا، الوضع بـ"الكارثي بشكل كبير"، لافتا إلى أنه "يتجه إلى الانهيار الكامل".

وقال مهنا إن اللجنة طالبت "بتوفير ممرات إنسانية إلى قطاع غزة"، مضيفا: "طلبنا الوصول إلى كافة الذين فقدوا حريتهم لدى الجانبين".

وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، قال الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تجري محادثات مع إسرائيل ومصر بشأن توفير ممر آمن للمدنيين في غزة، لافتا إلى أن "تفاصيلها محل نقاش بين الوكالات التنفيذية".

وقالت وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 1055 فلسطينيا على الأقل استشهدوا، وأصيب نحو 5148 آخرين في الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع المحاصر، منذ يوم السبت، في وقت سقط نحو 1200 إسرائيليا قتيلا، بالإضافة إلى نحو 3 آلاف جريح.

((6)) المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة طوفان الأقصى إسرائيل حصار قطع إمدادات أزمة إنسانية الصليب الأحمر اقرأ أیضا قطاع غزة أکثر من فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

العراق يلجأ للطاقة الشمسية في مواجهة أزمة الكهرباء

بغداد- أعلنت وزارة الكهرباء عن مبادرة تهدف إلى تشجيع المواطنين على اقتناء منظومات الطاقة الشمسية وربطها بالشبكة الكهربائية. تأتي هذه المبادرة ضمن جهود الحكومة لتخطي المشاكل السابقة، بسبب تلكؤ دخول الغاز الإيراني ومشاكل استيراد الكهرباء من خلال البحث عن وسائل أخرى لتنويع مصادر الطاقة وتخفيف العبء عن المنظومة الكهربائية الوطنية.

وأعلن وزير الكهرباء زياد علي فاضل، الثلاثاء الماضي، تأهيل 8 شركات متخصصة ‏في مجال الطاقة الشمسية ضمن المرحلة الأولى، في إطار مبادرة البنك المركزي العراقي.‏

وتواجه المنظومة الكهربائية في العراق ضغوطا متزايدة، مما يؤثر على استقرار التيار الكهربائي وتلبية احتياجات المواطنين.

ويعتمد العراق بشكل كبير على الغاز الإيراني لتشغيل محطاته الكهربائية، خاصة في الجنوب، وهذا يجعل البلاد عرضة للتأثر بأي تقلبات في إمدادات الغاز من إيران.

وتزود إيران العراق بحوالي 50 مليون متر مكعب من الغاز يوميا بما يغطي حوالي ثلث احتياجات البلاد، وهو ما يكفي لإنتاج نحو 6 آلاف ميغاوات من الكهرباء، إلا أن هذا الكم لا يكفي لتلبية احتياجات العراق في أوقات الذروة.

الطاقة الشمسية

المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أحمد موسى العبادي، أكد أن الوزارة عملت من خلال منصتها على فتح مزايدة بين الشركات للمضي بالخطة، حيث وقع الاختيار على 8 من الشركات الرصينة.

إعلان

وقال العبادي في حديث للجزيرة نت إنه تم ترشيح هذه الشركات ذات المواصفات المعتمدة التي من الممكن أن يقتني المواطن منها ألواح ومنظومات الطاقة الشمسية.

المبادرة صدرت من البنك المركزي وهو المعني بتوفير التخصيصات اللازمة للمبادرة (مكتب رئيس الوزراء العراقي)

وأشار إلى أن دور الوزارة في هذا الموضوع هو دعم الموافقة الدقيقة لاقتناء الشركة الملائمة التي من الممكن أن يشتري منها المواطن ضمن قروض مبادرة البنك المركزي هذه المنظومات والألواح الشمسية، كما عملت الوزارة على طرح تقييمات عبر المنصة لعطاءات الشركات المتنافسة حيث وقع الاختيار على 8 شركات أعلنت عنها الوزارة.

وبيّن أن المبادرة صدرت من البنك المركزي وهم المعنيون بتوفير التخصيصات اللازمة للمبادرة التي سبق أن أعلنتها الحكومة من خلال إيعاز البنك المركزي للمصارف بطرح مبادرة صغيرة للمواطنين بتقديم قروض لشراء تلك المنظومات، ويتم تسديدها بالتقسيط دون فوائد.

وذكر أن الشركات التي وقع الاختيار عليها ذات منتج رصين ومواصفة عالية تتلاءم مع ربطها مع الشبكة الكهربائية بإقدام المواطنين على شراء المنظومات والعمل على ربطها بالشبكات.

وأكد العبادي أن المشروع تم إطلاقه فعليا، ويستطيع المواطن مراجعة المصارف لاقتناء تلك المنظومات عبر القروض، وتم إطلاق المبادرة، وكانت تسير بنحو بسيط، لكن اليوم تم تسريعها بالتركيز من الوزارة والتوجيه للمواطنين باقتناء تلك المنظومات التي ستخفف كثيرا من أعباء الضغط على المنظومة الكهربائية.

احتياجات كبيرة وفرص متاحة

أكد خبير الطاقة هادي علي طه أن العراق يحتاج إلى ما يقرب من 30 إلى 40 ألف ميغاوات لتغطية كامل حاجته، خصوصا بوقت الذروة في فصلي الصيف والشتاء، وأنه من الممكن إنشاء محطات لتوليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في العراق، نظرا لوجود مساحات شاسعة في محافظات الجنوب مثل محافظة المثنى والمحافظات الغربية مثل محافظة الأنبار.

إعلان

يشار إلى أن حجم الإنتاج الحالي للكهرباء في العراق يصل إلى 18 ألف ميغاوات فقط.

وأعلنت وزارة الكهرباء في أبريل/نيسان الماضي زيادة حجم الطاقة المنتجة بحدود 3 آلاف ميغاوات، في حين أشارت إلى سعيها للوصول إلى حجم إنتاج يبلغ 27 ألف ميغاوات.

وقال طه في حديث للجزيرة نت إنه لا يمكن إنشاء مثل هذه المشاريع في فترة قصيرة، بل يجب أن يتم ذلك بالتدريج، من خلال الاعتماد على المحطات الحالية وتوفير الوقود لها، ثم البدء السريع في بناء محطات الطاقة الشمسية لتحل محلها.

وأشار إلى أن تجربة الاعتماد على الطاقة الشمسية كخيار لتقليل الضغط عن المنظومة الكهربائية هي خيار ناجح، ومن الممكن أن تنجح هذه التجربة، خصوصا أن العالم يتجه إلى استخدام الطاقة المتجددة لما فيها من محاسن اقتصادية وبيئية.

العراق يحتاج إلى ما يقرب من 30 إلى 40 ألف ميغاوات لتغطية كامل حاجته خصوصا بوقت الذروة (الجزيرة)

وأوضح أن آليات نجاح هذه التجربة تعتمد على دعم الدولة للقطاعين العام والخاص، وتشجيع الاستثمارات في هذا الخصوص، وسن قوانين لتنظيم العمل وضمان حقوق المستهلك والمنتج.

وأكد أن هذه المنظومات عمرها طويل، ولا تحتاج إلى صيانة مستمرة، حيث إن معدل عمر اللوح الشمسي يصل إلى 25 سنة، وكذلك "الانفيرترات" والأجزاء الأخرى للمنظومة الشمسية.

ووضح أن كل ما تحتاجه هذه المنظومات هو التنظيف المستمر من الأتربة والغبار والأوساخ، خصوصا إذا ما علمنا أن جو العراق ينتج كمية كبيرة من الغبار والأتربة على مدار السنة، ولكن من الممكن عمليا تشكيل فرق صيانة لهذه المنظومات إذا اقتضت الضرورة.

 بديل عن الغاز الإيراني

وأجاب طه عن سؤال يتعلق بإمكانية الاستغناء عن الغاز الإيراني وجميع أنواع الوقود الأحفوري، قائلا: نعم، من الممكن الاستغناء عن جميع أنواع الوقود الأحفوري الملوثة للبيئة، ولا نحتاج لاستيراد الكهرباء إذا ما تم الاعتماد على المحطات الغازية والحرارية والكهرومائية ومحطات الديزل الحالية.

إعلان

ونوه إلى أن هذه الخطوة سيكتب لها النجاح بشرط أن يتم توفير الوقود لها، ثم البدء تدريجيا بالاعتماد على محطات الطاقة الشمسية وتقليل الاعتماد على المحطات التي تعمل بالوقود الأحفوري، إلى أن يتم إنتاج محطات طاقة شمسية تغطي حاجة البلد، وعندها يتم إلغاء المحطات العاملة بالغاز والوقود السائل، وهذا ما يسير عليه العالم حاليا.

مقالات مشابهة

  • منها 19 للوقود.. إدخال 279 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة
  • أكثر خطورة من الكوكايين والماريجوانا.. ماذا تعرفون عن الفنتانيل الذي يحاربه ترامب؟
  • أزمة مالية حادة تواجه الجيش الإسرائيلي في حال استأنف الحرب بغزة
  • «سيراً على الأقدام».. إسرائيل تسمح بعودة سكان غزة للشمال عبر «محورين»
  • بينها 19 تحمل وقودًا .. 167 شاحنة مساعدات إنسانية تصل قطاع غزة اليوم
  • العراق يلجأ للطاقة الشمسية في مواجهة أزمة الكهرباء
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: الوضع في قطاع غزة كارثي ويحتاج تكاتفا أمميا
  • من الذي يسحب الخيوط في أزمة جمهورية الكونغو الديمقراطية؟
  • سلام يؤكد ضرورة الضغط على إسرائيل لإلزامها بالانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية في 18 فبراير
  • وزير الكهرباء: القانون الجديد يمهد للتحرير الكامل لسوق الكهرباء