عربي21:
2025-04-05@05:48:18 GMT

هل ضعف الطالب والمطلوب في مصر؟ (2-2)

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

تهفو النفوس لمن يبث الأمل في أنحائها خاصة في مثل هذه الأجواء المريرة التي تلف الأمة كلها لا مصر فحسب، ولكن أن تستمر مأساة مصر قلب الأمة لقرون، وتتصاعد خلال نحو عشر سنوات مريرة من حيث كان من المتوقع أن تنفرج عقب محاولة الثورة في 25 يناير، فهذا هو الأكثر إيلاماً خاصة في أجواء من الآمال المزيفة، فإن إهدار الفرصة وتعمد تفويتها -بحسن نية أو بدون- أدى للواقع الحالي المتأزم:

1- الرغبة في التخلص من النظام العسكري الأسوأ على الأقل خلال القرون القليلة التي مرت بمصر، رغم أن بعض العقود السابقة لم تكن حسنة لكنها كانت أقل سوءاً.

. هذه الرغبة في الخلاص لا ينبغي أن تصدر عن تعلق بأمور أقرب للأوهام، أو تعمد قراءة كل تفصيلة كبيرة أو بالغة الصغر على أنها المفصلة الكبرى والحل النهائي للواقع المضني، فما يمثل هذا سوى نوع متردٍ من الأوهام للأسف الأكثر مرارة، إذ سرعان ما تفيق نفوس المتأملين على يأس أكبر، ونحن ندور في حيز مرير منذ بدايات تموز/ يوليو 2013م حتى اليوم؛ من "شائعات" وحروب نفسية بدأت بموت الجنرال بيد أحد أتباعه، ووجود "راقص" مشابه في الشكل يقوم بدوره، ومن قبل تمرد الجيش الثاني الميداني، ورفض أمريكا المزعوم للانقلاب استناداً لادعاء ما نشرته "نيويورك تايمز" .. وكلها والآلاف غيرها من المقولات والصفحات والمقالات ما تزال تتوافد في نفس الاتجاه حتى اليوم.

2- ليس من علوم السياسة أو الاجتماعيات أو حتى التراكمات الإنسانية أن كل ما تهواه الأنفس حتى لو كان صواباً خالصاً أو حقاً سائغاً؛ يجب أن يكون على أرض الواقع، فليس من تلك العلوم أننا "يجب" أن ننتصر على أعدائنا لإننا أصحاب شرعية أو ديمقراطية أو حق، فإن حقاً لا تحميه قوة أولى به أن يُراجع أصحابه مواقفهم ويعيدوا ترتيب حساباتهم ليوم يستطيعون فيه حماية ذواتهم أولاً، أو يقوم المجتمع بوعي مناسب بحمايتهم، أو بكل من الأمرين معاً!

3- عدم تعامل القوى الوطنية مع الموقف بما يستحقه يساوي تفاقمه لا قرب انفراجه كما يظنون، فإن ردد وقال أبرزها إن الله ناصرهم فإنما يفوتهم أنه تعالى لم يكن لينصر دون أخذ بالأسباب؛ وإلا لنصر الأنبياء والمرسلين وعلى رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في كل المواقف.

4- الإصرار على انتهاج نفس النهج السابق وتأخر المراجعات الحقيقية التي تؤدي لتغيير إيجابي في صفوف المقاومين السلميين يجب أن يُنتبه إليه؛ فإنما يصب هذا الأمر في صالح الخصوم لا الأصدقاء أو المضارين من الوضع الحالي، فإن كان في استمرار الأوضاع على ما هي عليه راحة لطبقة معينة تنشط في مثل هذه الأجواء، فيجب أن يتذكروا عقاب الله لمن يؤخر فرج دولة مركزية في الأمة، أيضاً مقولة الراحل مصطفى السباعي -رحمه الله -: "إن أسوأ الناس الذين اغتنوا في محنة وقت أمتهم".

5- الإصرار على المقولات التي تشبه الفروض المنطقية، وهي ليست كذلك، لا تُفسر وفق علم السياسة ومقتضيات الشريعة وأفق التعامل البشري؛ فالعبارات من مثل: الشعب المصري مصرٌّ على عودة الشرعية، والعشرية السوداء توشك على الانقضاء، يعطل نشرها انطلاق مسيرة متوقفة أساساً للأسف؛ فليست هناك إحصاءات -على أي نحو- تقول بالمقولة الأولى خاصة مع ما يعانيه غير الموالين للجنرال من المصريين إما من متاعب أو سوء حال اقتصادي.

6- أما ترديد مقولة أن الفترة (2013-2023م) تمثل "عشرية سوداء" مصرية فإنما هو قمة ترديد لمقولات غير علمية في صورة تبدو منطقية، فما يحدث في مصر في هذه السنوات الصعبة لا يقارن بعشرية الجزائر الشقيق السوداء بحال، أيضاً حدوثها بمصر أمر لا نحبه أو نقرّه أو نتمناه لها ولأهلها الطيبين، وليس معنى أننا مضارون أن نتمنى العنت أو المزيد منه للأبرياء، ويكفينا وجود الذين يعانون بقسوة من مرارة هذه الفترة والذين نالوا من الأموال والمكانة ما لم يكونوا مؤهلين له أو حتى يحلموا به معاً.

7- هل تُعِدُّ القوى الخارجية والولايات المتحدة لتخفيف قبضة الجنرال على مصر؟ وهل سوء الأوضاع الاقتصادية الداخلية يؤذن بتغيير وشيك؛ بوادره وجود المرشح المحتمل الرئاسي أحمد طنطاوي و"تجاسره" على التواجد أمام مقار عدد قليل من "الشهر العقاري" تمهيداً لانفراجة مفترضة تجعله قادرا على جمع التوكيلات اللازمة للترشح، وبالتالي إيذاناً بتغيير يلف المشهد المصري؟ ذلك ما تسفر عنه الأسابيع والأشهر المقبلة، وإن كنا لا نتفاءل خيراً للأسف الأشد من مرير، فلا أحوال المقاومين السلميين في الداخل والخارج لا تشي بخير؛ ولا أحوال الجنرال وخاصته، فهم لا ينوون تراجعاً يساوي الموت.

8- رحم الله الراحل الشاعر أحمد مطر لما قال: "إنني أغني للأمل لما يكون وردة طالعة من رحم الأرض، لكنني أخجل من إيهامكم بالورود المزيفة"، فقد ضعف طالبو الرحمة لمصر وضعف مطلوبهم فما أفسده الجنرال في ظل غفلتهم كثير ويحتاج لقرون لإصلاحه.

أخلف الله الظنون!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر مصر السيسي التغيير أزمات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

القضاء الفرنسي يصرّ على سجن اللاعب الجزائري عطال لتضامنه مع غزة

لا يزال اللاعب الدولي الجزائري يوسف عطال يواجه تداعيات منشوره التضامني مع القضية الفلسطينية بعد أحداث السابع من أكتوبر، حيث يواجه خطر السجن النافذ في فرنسا، في انتظار النطق بالحكم النهائي نهاية شهر أبريل الجاري.

تثبيت العقوبة في جلسة الاستئناف

في أحدث تطورات القضية، التمست النيابة العامة الفرنسية خلال جلسة الاستئناف تثبيت العقوبة الصادرة بحق عطال، والتي تتضمن السجن لمدة 8 أشهر مع وقف التنفيذ وغرامة مالية قدرها 45 ألف يورو، وذلك بتهمة التحريض على الكراهية الدينية.

تعود وقائع القضية إلى 12 أكتوبر 2023، حينما قام عطال، الذي كان حينها لاعبًا في صفوف نادي نيس الفرنسي، بمشاركة مقطع فيديو على حسابه في إنستغرام، يظهر فيه الداعية الفلسطيني محمود حسنات وهو يردد دعاءً ضد اليهود، وهي الواقعة التي اعتبرها القضاء الفرنسي تحريضًا على الكراهية.

مرافعة اللاعب: "أنا لاعب كرة قدم، لا أمارس السياسة"

وأمام المحكمة في إيكس أون بروفانس جنوبي فرنسا، أعاد يوسف عطال التأكيد على موقفه بأنه لم يكن لديه أي نوايا تحريضية، مشددًا على أن تضامنه مع الفلسطينيين لا يعني معاداته لليهود. وقال في مرافعته: "أنا لاعب كرة قدم، لا أمارس السياسة".

كما أوضح أنه لم يكن على دراية بمحتوى الفيديو بشكل كامل، مضيفًا: "لو كنت شاهدت الفيديو حتى النهاية، لما قمت بنشره من الأساس"، مؤكدًا أنه ارتكب خطأ وكان عليه أن يكون أكثر حذرًا.

القضاء الفرنسي متمسك بالعقوبة رغم اعتذار عطال

رغم توضيحات اللاعب الجزائري، تمسكت المدعية العامة فاليري تافيرنييه بطلب تطبيق العقوبة، معتبرة أن الفيديو الذي نشره عطال يمثل "تحريضًا واضحًا على الكراهية" حتى لو كان بأسلوب غير مباشر. كما أكدت أن اللاعب كان يجب أن يكون أكثر وعيًا بتأثير منشوراته، خاصةً كونه شخصية عامة يتابعه الملايين.

ومنذ بداية القضية، واجه عطال ضغوطًا كبيرة، ما دفعه إلى نشر بيان اعتذار أكد فيه أنه "يرفض جميع أشكال العنف"، مضيفًا: "أدرك أن منشوري صدم الكثيرين، ولم يكن هذا قصدي. أعتذر عن ذلك"، كما شدد على أنه يؤمن بقيم السلام ويدعم جميع الضحايا حول العالم.

ضغوط سياسية وإعلامية تنهي مسيرة عطال في فرنسا

تسببت هذه القضية في حملة واسعة ضد عطال، وصلت إلى حد تهديد عمدة مدينة نيس كريستيان استروزي بطرده من النادي عبر تغريدة له. كما انضمت صحف رياضية كبرى مثل "ليكيب" إلى هذه الحملة، مطالبة بمعاقبته بشدة.

وأثرت هذه الضغوط على مسيرة اللاعب، حيث أنهى نادي نيس تعاقده معه في صيف 2024. كما منعت القضية عودته إلى الدوري الفرنسي، حيث عرقلت الجدل السياسي والإعلامي صفقة انتقاله إلى أولمبيك مارسيليا.




وجهة جديدة بعيدًا عن الضغوط الأوروبية

بعد مغادرته لفرنسا، انتقل عطال إلى الدوري التركي لفترة قصيرة، قبل أن يستقر في نادي السد القطري، حيث يواصل مسيرته الكروية بعيدًا عن الضغوط التي واجهها في أوروبا.

في انتظار الحكم النهائي في قضيته، يبقى ملف يوسف عطال واحدًا من أبرز القضايا التي تثير الجدل حول حرية التعبير في أوروبا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.

تعامل الغرب مع المتعاطفين مع القضية الفلسطينية

خلال الحرب الأخيرة على غزة، شهدت الدول الغربية حملات تضييق واسعة على الأصوات المتعاطفة مع الفلسطينيين، حيث تم فصل موظفين من أعمالهم، وإلغاء عقود فنانين وأكاديميين بسبب تعبيرهم عن دعمهم لغزة أو انتقادهم لإسرائيل. كما تعرضت شخصيات عامة لحملات تشويه واسعة في الإعلام، وفرضت عقوبات على منظمات حقوقية تساند الفلسطينيين.

في بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة، تم منع التظاهرات المؤيدة لفلسطين أو فرض قيود مشددة عليها، بحجة منع التحريض على العنف أو معاداة السامية، رغم أن العديد من المشاركين كانوا يعبرون فقط عن رفضهم للعمليات العسكرية والانتهاكات ضد المدنيين في غزة. هذا النهج أثار جدلاً واسعًا حول معايير حرية التعبير في الغرب، خاصة عند مقارنتها بمواقف مشابهة تجاه قضايا أخرى.

في انتظار الحكم النهائي في قضيته، يبقى ملف يوسف عطال واحدًا من أبرز القضايا التي تثير الجدل حول حرية التعبير في أوروبا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.




مقالات مشابهة

  • بين ظلم الماضي وتهميش الحاضر.. مراسم خاصة في يوم الشهيد الفيلي ببغداد (صور)
  • اللواء ركن نصر الدين عبدالفتاح .. الجنرال الملهم
  • دونالد ترامب يقيل مدير وكالة الأمن القومي الأميركية ومسؤولين آخرين
  • توجيه وزاري.. طائرة خاصة لفريق دهوك في مهمته الخليجية
  • الشرطة الفرنسية تقبض على طالب مغربي بعد تصويره خطابًا نازيًا أمام كنيس يهودي
  • القضاء الفرنسي يصرّ على سجن اللاعب الجزائري عطال لتضامنه مع غزة
  • الخلاوي أعرق نظم التعليم في السودان
  • شاهد بالفيديو.. ناشط مصري يصفق للمبادرة التي أطلقتها الجماهير السودانية ليلة مباراة الهلال والأهلي (الله مليون مرة على الحب وعلى الألفة)
  • القضاء الأمريكي يرفض نقل قضية الطالب محمود خليل إلى لويزيانا
  • قاضٍ أميركي يرفض نقل قضية الطالب محمود خليل إلى لويزيانا