الرد حتميّ.. ما هي خيارات حزب الله بعد المجزرة الإسرائيلية؟!
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
الأكيد أنّ ما بعد "المجزرة" التي ارتكبها العدوّ الإسرائيلي في جنوب لبنان، وأدّت إلى استشهاد عدد من عناصر "حزب الله"، بعد العملية التي تبنّتها "سرايا القدس"، تضامنًا مع غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي تتعرّض له، وإسنادًا للقطاع المُحاصَر، لا يمكن أن يكون كما قبلها، تمامًا كما أنّ ما بعد معركة "طوفان الأقصى" غير المسبوقة لا يمكن أن يكون كما قبلها، لا بالنسبة لحركة حماس ولا بالنسبة لإسرائيل.
صحيح أنّ "حزب الله" سارع بعد "المجزرة" إلى الردّ عبر توجيه صواريخه الموجّهة إلى مواقع عسكرية إسرائيلية، لكنّه كان واضحًا بتحديد طبيعة هذا الردّ بوصفه "أوليًا"، موجّهًا بذلك رسالة واضحة إلى العدو بالدرجة الأولى، أنّ هذا الرد ليس "كلّ ما في جعبته"، ولا سيما أنّ العارفين يعتبرون ما ارتكبه العدو "خرقًا فاقعًا" لكلّ قواعد الاشتباك المعمول به منذ العام 2006، التي كان الحزب التزم بها في عمليته الأولى يوم الأحد.
لا يعني ما تقدّم أنّ دخول لبنان عبر "حزب الله" إلى معركة "طوفان الأقصى" بات تحصيلاً حاصلاً، ولو أنّ أسهم هذا السيناريو قد ارتفعت، نتيجة "الجنون" الإسرائيلي، ولكنّه يدفع فعليًا إلى التساؤل عن "الخيارات" التي قد تكون لدى "حزب الله"، ولا سيما أنّ العارفين بأدبيّاته يجزمون أنّ الردّ على الجريمة بحق عناصره "حتميّ"، مع ما شكّلته من "مساس" بالخطوط الحمراء التي أعلنتها قيادته في أكثر من مناسبة.
"تخبّط إسرائيلي"
يقول العارفون إنّ المجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في الجنوب، بعد عملية سرايا القدس، لا تدلّ سوى على "تخبّط وارتباك" يعيشه الإسرائيلي منذ صباح يوم السبت الماضي، حين باغتته كتائب القسام بإطلاق عملية "طوفان الأقصى"، التي لا يزال عاجزًا عن استيعاب "الصدمة" التي خلفتها في صفوفه، ولا سيما أنّه لم ينجح على مدى خمسة أيام في السيطرة على الوضع، على الأقلّ داخل مستوطنات غلاف غزة.
ولأنّ "حزب الله" كان واضحًا منذ اليوم الأول في عدم وقوفه "على الحياد" في هذه المعركة، التي شخّصها بوضوح على أنها تدور بين الحق والباطل وفق توصيفه، فإنّ الإسرائيليين المنهمكين بجبهة غزة، وجدوا أنفسهم متأهّبين ومستنفرين، خوفًا من اشتعال "الجبهة الشمالية" مع لبنان، في سيناريو قد يشكّل "كابوسًا" بالنسبة إليهم، إذا ما أدّى إلى تكريس"حرب متعدّدة الجبهات"، أو ما يسمّى بـ"وحدة الجبهات".
ومع أنّ رسالة العملية التي نفذها "حزب الله" يوم الأحد كانت محدودة ومضبوطة، تحت سقف قواعد الاشتباك المعمول بها، إلا أنّ العدو أخطأ التشخيص مرّة أخرى كما يقول العارفون، فدفعته "الهستيريا" إلى التصرف بانفعالٍ مبالَغ به بعد عملية سرايا القدس، مدفوعًا بهاجس تسلّل آخر من لبنان هذه المرّة، فكانت المجزرة-الخطيئة إن جاز التعبير، التي يخشى قبل غيره أن تجرّ "حزب الله" إلى قلب المعركة وذروتها.
خيارات "حزب الله"
يدفع ما تقدّم إلى طرح تساؤلات حول الخيارات التي قد تكون مطروحة على الطاولة بالنسبة إلى "حزب الله" بعد القصف الإسرائيلي الذي طال عناصره، في ظلّ قناعة راسخة لدى المتابعين بأنّ ردّه "الأولي" لا يمكن أن يكون "كلّ ما في جعبته"، وخصوصًا أنّ الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله كان قد حذر في أكثر من مناسبة من المساس بمقاتلي الحزب، تحت أيّ ظرف من الظروف، وهو خط أحمر تجاوزته إسرائيل هذه المرّة.
من هنا، يقول العارفون إنّ خيارات عدّة قد تكون على الأجندة، في عرف "حزب الله"، ليس من بينها "السكوت" على الجريمة، أو حتى الاكتفاء بالردّ "الأولي" عليها، بل إنّ هناك من يعتبر أنّ الحزب قد يجد نفسه "مضطرًا" للدخول في صلب المعركة، ولو لم يكن راغبًا بذلك، لكنّ السؤال يبقى حول "حدود" هذا الدخول، بين سيناريو "الحرب" بكلّ أبعادها ومعانيها، أو المواجهة "المحدودة"، التي يمكن ألا تتطور إلى "معركة" بأتم معنى الكلمة.
حتى الآن، الثابت الوحيد وفق تقديرات المتابعين، هو أنّ الحزب سيردّ على استهداف عناصره بلا وجه حقّ، بل سيعتبر نفسه "متحرّرًا" من قيود "قواعد الاشتباك" التي كبّلته في السابق، وذلك وفق قاعدة "البادئ أظلم". وفي حين يرجّح العارفون أنّ ردّه سيكون مرّة أخرى "مدروسًا ومدوزنًا"، يؤكدون أن أيّ "حسم" للسيناريوهات التالية لردّه يبقى سابقًا لأوانه، فكلّ شيء يبقى "مرهونًا" بردّة الفعل الإسرائيلية، وما يمكن أن يفعله العدو في النتيجة.
لا شكّ أنّ فتح "الجبهة اللبنانية" بالتزامن مع "جبهة غزة" ليس في صالح العدو الإسرائيلي، العاجز حتى الآن عن تخطّي "الصدمة" التي تكبّدها في غزة، والذي يدرك أنّ ما قد يخبّئه "حزب الله" له من مفاجآت أكبر من تلك التي أخفتها "حماس". لكن لا شكّ أيضًا، أنّ خطوة واحدة يمكن أن تغيّر كلّ المعادلات، فيتحوّل معها ما هو مُستبعَد في المنطق، إلى "أمر واقع" على الأرض، ولو كانت تداعياته أكبر من التوقعات! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
ما هي الأهداف التي يمكن لأوكرانيا ضربها في روسيا بعد قرار بايدن؟
بعد مرور نحو 1000 يوم على بدء روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا، سمحت واشنطن لكييف، وفق تقارير، باستخدام صواريخ بعيدة المدى قدمتها لها لتوجيه ضربات في العمق الروسي، لكن إلى أي مدى؟
اعلاناستغرق الأمر من الولايات المتحدة نحو شهر كامل للتوصل إلى رد على نشر قوات كورية شمالية في حرب أوكرانيا، وكان الرد عبارة عن سماح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لكييف بضرب العمق الروسي عبر صواريخ بعيدة المدى قدمتها واشنطن لها في وقت سابق ووضعت قيوداً على استخدامها.,
وفي 24 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قالت كييف إن أولى الوحدات الكورية الشمالية التي تم تدريبها في روسيا قد تم نشرها في مقاطعة كورسك المتاخمة للحدود أوكرانيا.
وبعد بضعة أيام، أكدت الولايات المتحدة وحلف الناتو أن لديهما أيضاً أدلة على مشاركة قوات كورية شمالية في الحرب الروسية.
وأدان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عدم رد الغرب على انضمام قوات بيونغ يانغ إلى الغزو الروسي المستمر، قائلاً إن "هذه المعارك الأولى مع كوريا الشمالية تفتح فصلاً جديداً من عدم الاستقرار في العالم".
قائمة الأهداف الأوكرانيةحتى قبل صدور التقارير الأولى عن مشاركة بيونغ يانغ، طلبت كييف من واشنطن رفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الأمريكية في عمق الأراضي الروسية.
لطالما جادلت أوكرانيا لفترة طويلة بأن القيود المفروضة على استخدام هذه الأسلحة، وتحديدًا صواريخ "أتاكسم" بعيدة المدى، تخنق مجهودها الحربي، في المقابل، اعتبرت واشنطن أن السماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية قد يؤدي إلى تصعيد الحرب.
وكثّفت كييف من ضغوطها لرفع الحظر منذ توغلها المفاجئ في منطقة كورسك الروسية في بداية شهر آب/ أغسطس الماضي. ووفقاً للسلطات الأوكرانية، شملت القائمة المطارات التي يستخدمها الجيش الروسي لشن غارات على المراكز السكانية في جميع أنحاء أوكرانيا.
ومنذ ذلك الحين، قامت روسيا بنقل جميع طائراتها تقريباً بعيداً عن المطارات الواقعة في نطاق نظام مراقبة الحركة الجوية الأوكرانية.
كشف معهد دراسات الحرب، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له عن خريطة تسرد جميع الأهداف المحتملة التي يمكن أن تضربها أوكرانيا.
وقال إن هناك ما لا يقل عن 245 هدفاً عسكرياً وشبه عسكري روسي معروف يقع ضمن نطاق نظام الصواريخ الأوكراني، وتحديداُ النوع الذي يبلغ طوله 300 كيلومتر. ومن بين الـ 245 هدفاً، لا يوجد سوى 16 مطاراً فقط، حيث نقلت روسيا جميع طائراتها تقريباً منها.
إذا تم رفع القيود فقط عن كورسك، فسيكون لدى كييف 15 هدفًا معروفاً هناك، وفقاً للبحث الذي أجراه معهد دراسات الحرب.
وبحلول نهاية آب/ أغسطس، كان هناك أيضاً 11 موقعاً على الأقل، تُعرف باسم "الاستخدام العسكري للأراضي" الروسية وهي مناطق مخصصة لأغراض التدريب والاختبار العسكري.
لكن هذه القائمة يمكن أن تكون أكبر بكثير مع نشر أفراد من كوريا الشمالية وجهود موسكو لإخراج القوات الأوكرانية من كورسك.
عندما بدأت كييف في التوغل، كان لدى روسيا 11,000 جندي في كورسك، وفقاً للمركز ذاته. واستناداً إلى هذه الحسابات، أفاد المركز البحثي عن وجود ما مجموعه 11 موقعاً عسكرياً لاستخدام الأراضي و15 منشأة عسكرية وشبه عسكرية معروفة ذات أهمية في المنطقة الحدودية الروسية.
Relatedترامب يستبعد إرسال قوات أمريكية إلى منطقة عازلة بين روسيا وأوكرانياواشنطن: حوالي 8000 جندي كوري شمالي يستعدون للمشاركة في الحرب ضد أوكرانيا قريباً1000 يوم من الحرب: روسيا توسّع هجماتها باستهداف مطار عسكري وأوكرانيا تصدّ هجمات متعددةحشود ضخمةبحسب أحدث التقديرات، فإن موسكو قد حشدت حتى الآن خمسة أضعاف عدد القوات العسكرية هناك، بما في ذلك القوات الكورية الشمالية، لتنفيذ هجوم على المواقع الأوكرانية.
اعلانومن المقرر أن يشارك حوالي 50,000 جندي روسي وكوري شمالي في الهجوم.
وفي هذه الأثناء، قال زيلينسكي: "50 ألفاً من أفراد جيش المحتل الذين لا يمكن نشرهم في اتجاهات هجومية روسية أخرى على أراضينا بسبب عملية كورسك".
ربما يشير هذا إلى أن هناك الآن المزيد من الأهداف المحتملة التي يمكن لأوكرانيا ضربها في كورسك، حتى لو تم رفع القيود عن هذه المنطقة فقط.
المصادر الإضافية • ISW
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية زيلينسكي يعتزم عرض "خطة النصر" على واشنطن ويطالب بدعم صاروخي بعيد المدى انتهاء اجتماع بايدن وستارمر في البيت الأبيض دون إعلان عن استخدام الأسلحة بعيدة المدى ضد روسيا الكرملين يحذر واشنطن: إرسالكم صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا يدفعنا لإعادة النظر في سياستنا النووية روسياكوريا الشماليةالولايات المتحدة الأمريكيةالحرب في أوكرانيا كورسكاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. قصف منطقتي حصبيّا ولخيام بجنوب لبنان.. ونتنياهو يستبعد تسوية في لبنان ويدرس إقالة رئيس الشاباك يعرض الآن Next بعد الضوء الأخضر الأمريكي بضرب العمق الروسي.. الصين تدعو للتهدئة وفرنسا تتحفظ والكرملين يتوعد يعرض الآن Next غانتس يدعو للتعامل مع جنوب لبنان كمناطق "أ" في الضفة الغربية.. ماذا يعني ذلك؟ يعرض الآن Next محكمة بنغلاديش تمهل المحققين شهراً في قضية الشيخة حسينة يعرض الآن Next ليلة مظلمة في سومي: قصف روسي يحصد 11 قتيلًا بينهم طفلان و89 مصابًا اعلانالاكثر قراءة اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما فندق إيطالي يرفض حجز سائحيْن إسرائيلييْن بسبب "الإبادة الجماعية" في غزة حب وجنس في فيلم" لوف" 1000 يوم من الحرب: روسيا توسّع هجماتها باستهداف مطار عسكري وأوكرانيا تصدّ هجمات متعددة فضيحة في جهاز الخدمة السرية.. فصل عميل بعد اقتراح إقامة علاقة في حمام ميشيل أوباما اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيادونالد ترامبقطاع غزةفلاديمير بوتينجو بايدنالحرب في أوكرانيا أطفالضحاياالكرملينالصحةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024