هل يتدخل حزب الله عسكريا لدعم طوفان الأقصى؟.. سيناريوهات محتملة
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
يقف العالم متسمرا وهو ينظر إلى الحرب في الأراضي المحتلة، إذ وضعت عملية "طوفان الأقصى" كل معادلات تفوق الاحتلال عسكريا جانبا، وفرضت واقعا جديدا عنوانه الرئيس، أن الفلسطينيين باتوا الرقم الأصعب في المعادلة ولن يستطيع أحد تهميشهم بعد اليوم.
وصع حجم العملية وتوقيتها وإتقانها، مختلف أجهزة الاستخبارات الغربية، كما طرح تساؤلات مهمة وجذرية عن مستقبل الاحتلال بعدها، فمنظر الهروب الكبير للمستوطنين قد يتكرر مرة أخرى وبشكل أضخم خصوصا إذا اتسعت المواجهة خارج غزة.
وتتجه الأنظار شمالا حيث حزب الله اللبناني، الذي يمكن أن يدخل الحرب في أي لحظة، خصوصا بعد تبادل للقصف بالقذائف الصاروخية في منطقة التماس جنوب لبنان، التي تبنتها حركة الجهاد ووتبني الحزب أمس استهداف دبابات الاحتلال.
وتحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن رسالة من الاحتلال عبر فرنسا للحزب تحذر من مغبة دخوله على خط المواجهة، وانعكاسات تلك الخطوة على لبنان، منذرة بأن ذلك يعني "استخدام القوة الكاملة للجيش الإسرائيلي، بمشاركة القوات البحرية الأميركية التي تشق طريقها إلى المتوسط".
وبدت الرسائل الأمريكية واضحة لحزب الله وإيران بعدم التدخل، بإرسال حاملة الطائرات الأمريكية جيرالد فورد التي وصلت شرق البحر الأبيض المتوسط الثلاثاء.
هل سينخرط حزب الله في المعركة؟
كان هذا السؤال هو الأكثر ترددا خلال الأيام الماضية، لا سيما أن المعركة في غزة لا تشبه سابقاتها، وهي اللحظة المثالية للتطبيق العملي لمصطلح "وحدة الساحات".
تقول صحيفة واشنطن بوست، "إن واحدا من الأسئلة المفتوحة، هو ما إذا كان من الممكن أن يقتصر الحريق المتصاعد على غزة، لقد أدى الهجوم إلى إشعال التوترات المهملة التي طالما وقفت في طريق السلام الحقيقي، من الدور المزعزع للاستقرار الذي تلعبه إيران وحلفاؤها إلى مصير الفلسطينيين، والتي تجاوزتها الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى تسوية سلمية بين إسرائيل ودول الخليج العربية في المنطقة".
ومع مرور أربعة أيام على الحرب، وتوالي دعوات قادة حماس السياسيين والعسكريين لانخراط الجميع بالمعركة بات السؤال أكثر إلحاحا والجواب عليه أكثر صعوبة.
يقول الكاتب والباحث السياسي، الدكتور لقاء مكي أستاذ الإعلام في جامعة بغداد، "كان هناك انطباع ان إيران لها دور اساسي في ما جرى بالنظر إلى حجم الهجوم وتخطيطه عالي المستوى، كما بدا من خطاب محمد الضيف قائد كتائب القسام ثم كلمة إسماعيل هنية الذين دعيا الجميع للمشاركة خصوصا محور المقاومة، أن الأمر متفق عليه، وأن ساعة الصفر قد حانت".
وأضاف في حديث لـ "عربي21”, "كان التوقع أن التنسيق حاضر بين الأطراف وأن الجميع سيشاركون خصوصا أن مقاتلي حماس كانوا في غلاف غزة، فيؤخد العدو الإسرائيلي على حين غرة، ولو تدخل حزب الله حينها والفصائل في سوريا كان من الممكن أن نرى شيئا أكبر وأخطر للاحتلال، الذي كان في حالة صدمة وفوضى".
واستدرك، "إلا أن حزب الله لم يتدخل، وأكد التزامه بقواعد الاشتباك، وهذا يعني عدم فتح جبهة في لبنان، الأمر كذلك في إيران، حيث ذهب خامنئي لفعالية معينة، وتحدث بكلام نمطي معتاد، لكنه أكد أن بلاده ليس لها يد بالهجوم، ردا على الحديث عن تورطها بذلك".
ويرى مكي، "أن تردد حرب الله بدخول الحرب يبدو تماهيا مع ايران التي تلقت اشارات من الولايات المتحدة بعدم التدخل على لسان رئيس الأركان الأمريكي تشارلز براون، وكما يعلم الجميع أن حزب الله يأخذ أوامره مباشرة من طهران".
وتابع، " لا يبدو أن حزب الله يخطط للمشاركة لأن اللحظة الحاسمة مضت، فلو كان هناك قرار من المحور بدخول الحرب لتم ذلك من الساعة صفر كي لا يمنح العدو الإسرائيلي فرصة للرد ولا يسمح له حتى بالتقاط أنفاسه أو استجماع قوته، وما حصل هو العكس تماما".
وختم مكي، "أن الحديث عن وحدة الساحات بات محض هراء وأن الدعم الإيراني كان لمصالح طهران السياسية فقط، خاصة أن الثقل في المعركة يتحمله الفلسطينيون لوحدهم".
ويتماشى رأي الأكاديمي العراقي مع تقرير الواشنطن بوست، الذي وقل عن خبراء قولهم، "إن الدلائل تظهر حتى الآن أن حزب الله يرغب في البقاء خارج الصراع، حيث بإمكان إسرائيل أن تلحق أضرارا جسيمة بلبنان، كما أن حزب الله سيخاطر بخسارة مكانته داخل البلاد إذا كان سيدعو إلى هجوم إسرائيلي مدمر".
ونقلت عن مسؤول دفاعي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته قوله، "إن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق بشأن احتمال انضمام حزب الله إلى الصراع، محذرا من أن ذلك سيكون "قرارا خاطئا".
لكن ذلك يمكن أن يتغير بشكل مفاجئ نظرا للأحداث المتسارعة في الأراضي الفلسطينية، مع احتمالية أخرى ترجح تدخل حزب الله بلحظة معينة وفارقة، وهي على الأرجح الاجتياح البري لقطاع غزة.
ماذا لو تدخل حزب الله؟
على الرغم من انطلاق مسيرة المساعي الدولية لإنهاء حرب طوفان الأقصى، إلا أن هناك مخاوف من تمدد هذه المعركة في حال تدخلت أطراف أخرى، وأهمها حزب الله خاصة بعد حدوث قصف محدود بينه وإسرائيل.
وتزداد المخاوف من توسع الحرب في حال تدخل حزب الله، لأن هذا التدخل قد يؤدي لتدخل أمريكي ويتبعه تدخل إيراني وفقا لتوقعات المحللين العسكريين وتهديدات هذه الأطراف لبعضها البعض.
وكان حزب الله قد دخل على خط المعركة في ثاني أيام الحرب، حيث قام باستهداف ثلاثة مواقع للاحتلال الإسرائيلي في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، والتي كان بينها موقع الرادار الإسرائيلي، بالمقابل قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه أطلق قذائف مدفعية على المنطقة التي تم الهجوم منها.
وقال الحزب في بيان له: "بعد استشهاد ثلة من الإخوة المجاهدين نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية على البلدات والقرى اللبنانية، قامت مجموعات من المقاومة الإسلامية في ردٍّ أوّلي بمهاجمة ثكنة برانيت وهي مركز قيادة فرقة الجليل، وثكنة أفيفيم وهي مركز قيادة كتيبة تابعة للواء الغربي".
حرب شاملة مدمرة
وأكد اللواء المتقاعد والمحلل العسكري مأمون أبو نوار، أنه "في حال دخول حزب الله المعركة إلى جانب حركة حماس بكامل قوته الصاروخية سيجر ذلك المنطقة لحرب شاملة تدميرية".
وأوضح أبو نوار خلال حديثه لـ"عربي21"، أن دخول الحزب للمعركة واستخدامه لصواريخه سيؤدي لتصاعد العملية العسكرية ودخول أطراف أخرى منها إيران وحلفائها من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى، خاصة أنه يستطيع إطلاق 5000 صاروخ في اليوم".
وأضاف: "نعم إسرائيل تمتلك النووي، لكن بالمقابل صواريخ حزب الله لديها قوة تدميرية هائلة، وبالتالي استخدامه لهذه الصواريخ سيؤدي لتدمير المطارات الإسرائيلية ما يعني إيقاف سلاح الجو الإسرائيلي، كذلك في حال ضرب ميناء حيفا وخاصة مصانع الامونيا سيؤدي ذلك لتدمير المدينة وحدوث تأثير كبير على إسرائيل ككل".
ويرى أبو نوار أن "السيناريو المحتمل حدوثه في حال تدخل حزب الله بقوته الصاروخية، سيكون أولا تدخل أمريكا عبر القيام بضربات عسكرية مشتركة مع إسرائيل لإيران بالطائرات المقاتلة التي ستمر عبر أجواء دول المنطقة، وعندها سيكون الرد الإيراني عبر ضرب دول الخليج والقواعد الأمريكية هناك، وهذا سيشعل حرب شاملة في المنطقة وبالتالي حرقها وحرق أهم منابع الطاقة في العالم".
وأوضح أنه "في حال ارادت أمريكا ضرب إيران واستهداف أهداف استراتيجية كالمواقع النووية، لا توجد قذائف تستطيع الوصول لهذه المواقع وتدميرها، حيث لا يوجد طائرة تستطيع حمل قذائف ذات حجم تدميري يسمح بتدمير هذه المواقع النووية".
وتابع: "بمعنى مثلا استخدام طائرة بي52 والتي تستطيع حمل القنبلة "GBU-57A/B MOP" والتي تستطيع اختراق الأرض، يحتاج لأن يتم استخدام 200 طائرة، كذلك يحتاج لوصول أمريكا للسيطرة الجوية الكاملة على الأجواء الإيرانية".
وأوضح أن "الوصول للسيطرة الجوية الكامل على أجواء إيران، يحتاج لوقت قد يصل لمدة شهر كامل، أيضا يحتاج لاستخدام طائرات تزويد الوقود بالجو وحراسة جوية، أيضا ستحتاج واشنطن لتحقيق ذلك توجيه حاملتي طائرات إلى مضيق هرمز إضافة للتي حركتها تجاه إسرائيل".
وأضاف: "وعلى الرغم من هذا كله ستتمكن إيران من ضرب إسرائيل، حيث سيكون لها مجال للقيام بذلك لأن مساحة الأراضي الإيرانية شاسعة، وبالتالي لا يمكن لأمريكا أن تضرب مكان وتترك مكان آخر وبالتالي أي ضربة لحزب الله أو إيران سيتم ضرب إسرائيل وضرب حاملات الطائرات الأمريكية".
وأوضح أنه "لهذه الأسباب لا يتوقع أن يتم ضرب إيران أيضا خاصة أن السيطرة الجوية الكاملة تحتاج لوقت طويل".
ونتيجة لبشاعة السيناريو المحتمل حدوثه في حال دخول حزب الله المعركة، يعتقد أبو نوار "أن الضربات المتبادلة بينه وإسرائيل ستبقى محدودة وضمن قواعد الاشتباك ومسيطر عليها من قبل الطرفين، لأنهما لا يريدان التصعيد الشامل، فسيناريو التصعيد الكبير بينهما لن يقتصر عليهما بل سيؤدي لدخول أطراف أخرى كما ذكرت، وبالتالي حرب تدميرية شاملة في المنطقة ككل".
وأضاف: "لذلك لتجنب حدوث حرب شاملة في المنطقة سيكون هناك سعي لتقصير مدة المعركة الحالية في غزة، لكن بالطبع قبل ذلك ستسعى إسرائيل قبل وقف الحرب لأن تحصل على بعض المكاسب لحفظ ماء الوجه خاصة أمام الرأي العام الإسرائيلي، وذلك عبر الدخول إلى قطاع غزة بريا لمسافة 2-3 كيلو متر تقريبا، وثم هي توقف القتال، حتى تقول لجبهتها الداخلية أنني حققت أهداف العملية عبر استنزاف حماس وإنهاء قدراتها وعودة الردع مرة أخرى، وأن الكلمة الأخيرة كانت لنا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة حزب الله اللبناني الولايات المتحدة لبنان الولايات المتحدة غزة حزب الله طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تدخل حزب الله أن حزب الله فی المنطقة حرب شاملة فی حال
إقرأ أيضاً:
صنعاء : انعقاد المؤتمر الدولي فلسطين: من النكبة للطوفان - أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير
وفي افتتاح أعمال المؤتمر أكد عضو اللجنة العليا للجنة نصرة الأقصى ضيف الله الشامي، أهمية المؤتمر الدولي لتدارس قضية الصراع العربي الإسرائيلي والموقف اليمني المساند لعملية "طوفان الأقصى"، والانتصار للشعب والقضية الفلسطينية.
واستعرض قضية الصراع العربي الإسرائيلي في فكر الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، مبينًا أن المسيرة القرآنية انطلقت في يوم القدس العالمي في 27 رمضان 1422 هـ الموافق 12 ديسمبر 2001م، ومحاضرة يوم القدس العالمي التي تُعد أول المحاضرات في سلسلة محاضرات تعتبر هي المشروع الثقافي للمسيرة القرآنية.
وأوضح الشامي، أن قضية فلسطين لم تغادر فكر وتوجهات السيد القائد منذ انطلاق المسيرة القرآنية عام 2001م، وعلى خطى أخيه الشهيد القائد مضى السيد عبدالملك بدر الدين في هذا الطريق بالقول والفعل وكان حقًا سيد القول والفعل.
وتطرق إلى شواهد من اهتمام السيد القائد بالقدس والقضية الفلسطينية وطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، ومنها لا تكاد تخلو محاضرة أو خطاب دون أن يركز على هذه القضية والدعوة للجهاد بالمال والكلمة والنفس.
كما استعرض أبرز مراحل الصراع العربي الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين حتى عملية "طوفان الأقصى"، ومنها انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل – سويسرا في أغسطس 1897م برئاسة تيودور هرتزل الذي حدد في خطاب الافتتاح أن هدف المؤتمر هو وضع حجر الأساس لوطن قومي لليهود وما تلاها من مؤتمرات واجتماعات وصولاً إلى إعلان نشأة الكيان الإسرائيلي عام 1948م، بعد انتهاء الانتداب البريطاني.
وعرّج عضو اللجنة العليا للجنة نصرة الأقصى، على الموقف اليمني المساند لعملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية وانطلق معها الموقف اليمني لدعمها ومساندتها بالموقف السياسي والعسكري والشعبي، على لسان قائد الثورة السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي عقب انطلاق العملية مباشرة وبكل شجاعة وصدق وقوة وثبات.
وبين أن السيد القائد أعلن عن منع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي من العبور عبر البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، وبالاتجاه المحاذي لجنوب أفريقيا نحو كيان العدو الغاصب، مؤكدًا أن إعلان قائد الثورة للموقف اليمني، جاء في وقت تفرج العالم العربي والإسلامي والدولي على ما يرتكبه العدو الصهيوني من مجازر وحرب إبادة جماعية وانتهاكات وتدمير وقتل للنساء والأطفال بغزة في سابقة لم يشهد لها تاريخ الصراعات مثيل.
وقال "يكاد الموقف اليمني هو الوحيد الذي انتهج هذا النهج وقرر المضي قدَما وفي مراحل تصعيدية حتى إيقاف العدوان الصهيوني على غزة "، مستعرضًا نبذة عن الموقف اليمني المساند لغزة بحسب ما أعلنه السيد القائد والمتضمن استمرار القوة الصاروخية بالقوات المسلحة اليمنية في إطلاق الصواريخ المجنحة والباليستية والطائرات المسيرة على أهداف عسكرية إسرائيلية مختلفة في أم الرشراش ومناطق جنوب فلسطين المحتلة.
وبين الشامي، أن الموقف اليمني المساند لغزة، تضمن أيضًا استمرار إغلاق البحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي والمحيط الهندي أمام حركة الملاحة الإسرائيلية سواء للسفن الإسرائيلية أو تلك السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة وكذا استمرار ضرب السفن والبوارج الأمريكية والبريطانية المتواجدة أو العابرة البحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي في إطار الدفاع عن النفس والرد على العدوان بمثله، والتأكيد على أن حرية الملاحة البحرية آمنة ومفتوحة لجميع دول العالم عدا الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل.
وفي افتتاح المؤتمر الذي حضره وكيل وزارة الخارجية إسماعيل المتوكل، ورئيس الفريق الوطني للتواصل الخارجي السفير الدكتور أحمد العماد، أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بصنعاء معاذ أبو شمالة، أنه بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، ما يزال العدو الصهيوني يماطل في تنفيذ الاتفاق، مستغلًا الأزمة الإنسانية لتحقيق مكاسب عجز عن تحقيقها في الحرب كتهجير أهل فلسطين عن أرضهم وهذه جريمة ضد الإنسانية.
وأوضح أن العدو الصهيوني يمنع دخول المساعدات الإنسانية عن أهل غزة أمام مرأى ومسمع العالم، بدعم أمريكي واضح، وهذا انقلاب على الاتفاق وابتزاز رخيص، مؤكدًا الحرص على الوحدة الفلسطينية وهو موقف ثابت بأن التالي للحرب لن يكون إلا فلسطينيًا خالصًا تستند فيه إلى التوافق الفلسطيني ورفض أي مشاريع أخرى أو أي شكل من الأشكال غير الفلسطينية، وكذا رفض تواجد القوات الأجنبية على قطاع غزة.
وقال "إننا نرسل رسالة إلى الملوك والرؤساء العرب الذين سيجتمعون غدًا في قمتهم ونؤكد لهم أننا معكم في الموقف الرافض لتهجير شعبنا من غزة والضفة الغربية، وأن هذا المشروع الغاشم وغيره من المشاريع تهدف لتعزيز سيطرة العدو على الأقصى والأرض الفلسطينية".
واعتبر أبو شمالة، أن تلك المشاريع جرائم ضد الإنسانية تعززّ شريعة الغاب وأفضل الوسائل لمواجهة المشروع الصهيوني الإجرامي، يتمثل في الضغط لاستمرار وصول مواد الإغاثة للشعب الفلسطيني الصابر المنكوب والمشاركة الفاعلة في إعادة إعمار قطاع غزة.
كما أكد أن معركة "طوفان الأقصى" ستبقى خالدة في تاريخ الشعب الفلسطيني تكللت بترسيخ حق فلسطين في المقاومة أمام آلة الإجرام الصهيونية، وكسرت هيبة العصابة الصهيونية بتدمير المقاومة الفلسطينية لفرقة غزة في ساعات محدودة.
وأفاد ممثل حركة حماس بصنعاء، بأن "طوفان الأقصى"، أحيا في الأمة روح العزة والكرامة عندما شاهد الجميع البطولات الأسطورية للمقاومة الفلسطينية والصمود الذي لا يضاهي لشعب صبر وصابر حتى أذهل العالم.
وألقيت كلمات من قبل أكاديميين وباحثين وناشطين وحقوقيين وسياسيين من مختلف أنحاء العالم، أشارت في مجملها إلى أهمية الحديث باسم الضمير الإنساني العالمي لحماية حقوق الإنسان ودعم الحق المشروع لإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس والوقوف بحزم ضد مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة.
وأكدت الكلمات أن معركة طوفان الأقصى هي امتداد لحركة النضال للشعب الفلسطيني منذ 76 عاماً لمقاومة التهجير والتطهير العرقي ومصادرة حقوقه الوطنية المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وأشارت إلى المعاناة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وغيرها من المناطق الفلسطينية، من معاناة تحت وطأ العدو الصهيوني وما يفرضه من حصار على السكان، ما يتطلب تكاتف الجهود لدعم صمود الشعب الفلسطيني وإسناد مقاومته.
وشددت الكلمات على ضرورة رفض مخططات التهجير للفلسطينيين من أرضهم وبلادهم، وحقهم في الحياة والحرية والاستقلال وفقًا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي، معبرين عن تطلعهم لحل عادل وشجاع للقضية الفلسطينية والعمل على رفع معاناة الفلسطينيين وتحقيق سلام مستدام يضمن لهم السيادة والاستقلال.
ودعا المتحدثون من مختلف دول العالم، المجتمع الدولي للوفاء بالتزامته في حماية الشعب الفلسطيني وحقهم في العودة إلى بلادهم بأمان والتأكيد على أن الحل والسلام الدائم، لافتة إلى ضرورة توحيد أصوات أحرار العالم والناشطين ورفضهم لمؤامرة الخطة الأمريكية للتهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم ووطنهم الأصلي.
واعتبرت الكلمات مؤامرات التهجير للفلسطينيين، جريمة مخالفة لجميع المبادئ والقيم والمواثيق الإنسانية والقانون الدولي الإنساني، مشددة على ضرورة تعزيز دور المقاومة الفلسطينية وإسنادها بما يسهم في الحفاظ على القضية الفلسطينية ومنع التهجير.. مؤكدة أن معركة طوفان الأقصى جاءت رداً على الانتهاكات والاعمال الإرهابية الصهيونية وضد سياسة التطهير العرقي والفصل العنصري للكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني .
وتطرق المتحدثون إلى الاعتداءات الصهيونية المستمرة على الفلسطينيين في الضفة وغزة والقدس، وما يُمارسه من انتهاكات تجاوزت كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية، ضاربًا بها عُرض الحائط، داعين المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بدوره وتحمل مسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة والوقوف ضد مخططات التهجير الهادفة تصفية القضية الفلسطينية.
وأشادت الكلمات بالإنجازات التي حققتها القوات المسلحة اليمنية في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني تحت شعار "لستم وحدكم" وفي إطار معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، التي تُوجت بمسيرات مليونية وتبرعات شعبية وتعبئة عامة وصلت إلى أكثر من 14 ألفًا و720 مظاهرة ومسيرة مليونية وتخريج أكثر من مليون متدرب ضمن مسار التعبئة وصولاً إلى مواجهة بحرية في البحرين الأحمر والعربي والوصول إلى المحيط الهندي.
وتطرقت إلى مسارات الجبهة اليمنية في دعم وإسناد غزة التي أثمرت عن إطلاق اكثر من 1150 صاروخا وطائرة مسيرة وعشرات الزوارق البحرية خلال عام أطلقتها القوات المسلحة اليمنية على السفن التابعة للكيان الصهيوني والمرتبطة به وكذا السفن الأمريكية والبريطانية وصولاً إلى استهداف اكثر من 213 سفينة منها أربع حاملات طائرات أمريكية نتج عنها تعطل كامل لميناء "أم الرشراش" بنسبة 100 بالمائة، فضلاً عن تمكن العمليات الجوية اليمنية من إسقاط 13 طائرة أمريكية "أم كيو9"، أربعة أضعاف ما تم إسقاطها خلال العدوان الأمريكي، السعودي والإماراتي على اليمن في تسع سنوات.
تخلل المؤتمر الذي حضره ممثلو الأحزاب والتنظيمات والمكونات السياسية والفصائل الفلسطينية، ريبورتاج عن الموقف اليمني المشرف في مساندة الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة، وإسناد قاومته الباسلة، ومراحل الصراع العربي الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين حتى عملية "طوفان الأقصى".