دماء المعمرين تُظهِر اختلافات رئيسية كامنة وراء طول العمر الاستثنائي
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
السويد – يعد المعمرون المجموعة الديموغرافية الأسرع نموا بين سكان العالم، حيث تتضاعف أعدادهم تقريبا كل عشر سنوات منذ سبعينيات القرن العشرين، بعد أن كان الأمر نادرا إلى حد ما سابقا.
والسعي إلى فهم الأسرار الكامنة وراء طول العمر الاستثنائي ليس بالأمر السهل، حيث أنه ينطوي على كشف التفاعل المعقد بين الاستعداد الوراثي وعوامل نمط الحياة وكيفية تفاعلها طوال حياة الشخص.
وكشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة GeroScience، عن بعض المؤشرات الحيوية الشائعة، لدى الأشخاص الذين تجاوزوا سن التسعين.
وحتى الآن، كانت الدراسات المتعلقة بالمعمرين في كثير من الأحيان على نطاق صغير وتركز على مجموعة مختارة. لكن الدراسة الحديثة التي توصف بأنها أكبر دراسة من نوعها، مكنت من مقارنة ملفات العلامات الحيوية التي تم قياسها طوال الحياة بين الأشخاص الذين عاشوا عمرا مديدا بشكل استثنائي (لذين تجاوزوا عمر 100 عام) وأقرانهم الذين عاشوا عمرا أقصر حتى الآن.
وتضمنت الدراسة بيانات من 44 ألف سويدي خضعوا لتقييمات صحية في سن 64-99. وتمت متابعة هؤلاء المشاركين من خلال بيانات التسجيل السويدية لمدة تصل إلى 35 عاما.
ومن بين هؤلاء المشاركين، عاش 1224، أو 2.7%، حتى عمر 100 عام. والغالبية العظمى (85%) من المعمرين كانوا من الإناث.
وتم تضمين 12 مؤشرا حيويا قائما على الدم تتعلق بالالتهاب والتمثيل الغذائي ووظائف الكبد والكلى، بالإضافة إلى سوء التغذية المحتمل وفقر الدم. وقد ارتبطت كل هذه الأمور بالشيخوخة أو الوفيات في الدراسات السابقة.
وكان المؤشر الحيوي المرتبط بالالتهاب هو حمض اليوريك، وهو منتج فضلات في الجسم ناتج عن هضم بعض الأطعمة.
ونظر الفريق أيضا إلى العلامات المرتبطة بالحالة الأيضية والوظيفة، بما في ذلك الكوليسترول الكلي والجلوكوز، وتلك المتعلقة بوظيفة الكبد، مثل ناقلة أمين الألانين (Alat)، ناقلة أمين الأسبارتات (Asat)، الألبومين، ترانسفيراز غاما غلوتاميل (GGT)، الفوسفاتيز القلوي (Alp) ونازعة هيدروجين اللاكتات (LD).
كما فحص الفريق أيضا الكرياتينين الذي يرتبط بوظيفة الكلى، والحديد والقدرة الكلية على ربط الحديد (TIBC)، المرتبطة بفقر الدم. وأخيرا، قاموا أيضا بدراسة الألبومين، وهو علامة حيوية مرتبطة بالتغذية.
ووجد العلماء، بشكل عام، أن أولئك الذين وصلوا إلى عيد ميلادهم المئة كانت لديهم مستويات أقل من الجلوكوز والكرياتينين وحمض البوليك اعتبارا من الستينيات وما فوق.
وعلى الرغم من أن القيم المتوسطة لم تختلف بشكل كبير بين المعمرين وغير المعمرين بالنسبة لمعظم المؤشرات الحيوية، إلا أن المعمرين نادرا ما يظهرون قيما عالية أو منخفضة للغاية.
وبالنسبة للعديد من المؤشرات الحيوية، كان لكل من المعمرين وغير المعمرين قيم خارج النطاق الذي يعتبر طبيعيا في الإرشادات السريرية. وربما يرجع السبب في ذلك إلى أن هذه الإرشادات تم وضعها بناء على مجموعة سكانية أصغر سنا وأكثر صحة.
وعند استكشاف المؤشرات الحيوية المرتبطة باحتمالية الوصول إلى سن 100 سنة، وجد العلماء أن جميع المؤشرات الحيوية الـ 12 باستثناء اثنين (الآلات والألبومين) أظهرت ارتباطا باحتمالية بلوغ سن 100 سنة. وكان هذا حتى بعد الأخذ في الاعتبار العمر والجنس وعبء المرض.
وكان لدى الأشخاص في أدنى المجموعات الخمس من حيث مستويات الكوليسترول الكلي والحديد فرصة أقل للوصول إلى 100 عام، مقارنة بأولئك الذين لديهم مستويات أعلى. وفي الوقت نفسه، فإن الذين لديهم مستويات أعلى من الجلوكوز والكرياتينين وحمض البوليك وعلامات وظائف الكبد انخفضت أيضا فرصة أن يصبحوا معمرين.
ووجد العلماء أيضا أن الأشخاص في المجموعة التي لديها أقل مستويات من حمض البوليك كان لديهم فرصة بنسبة 4% للوصول إلى 100 عام بينما في المجموعة ذات مستويات أعلى من حمض البوليك، وصل 1.5% فقط إلى سن 100 عام.
وحتى لو كانت الاختلافات صغيرة إلى حد ما بشكل عام، فإنها تشير إلى وجود صلة محتملة بين الصحة الأيضية والتغذية وطول العمر الاستثنائي.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: المؤشرات الحیویة
إقرأ أيضاً:
تصاعد وتيرة المعارك على ثلاثة محاور رئيسية في السودان
خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، تركزت العمليات العسكرية في ثلاثة محاور رئيسية، فيما ظلت بقية المحاور تشهد هدوءا، كما تم رصد تحركات واسعة لقوات كبيرة من الدعم السريع في محور البطانة وهي تتجه شمالا، مثلما شوهدت قوة كبيرة من القوة المشتركة تنفتح في منطقة المالحة ومناطق شمال وشرق كتم. وعززت قوات الدعم السريع قواتها في منطقة الحاج عبد الله تحسبا لهجوم من قوات الجيش المتمركزة في ود الحداد في ولاية سنار.
استمرار المعارك في الخرطوم بحريبعد أن حقق تقدما كبيرا واستطاع السيطرة على كل المناطق شمال شارع مستشفى البراحة، من الواضح أن الجيش السوداني يواجه مقاومة عنيفة من قوات الدعم السريع التي نجحت على الأقل في إيقاف تقدم قوات الجيش خلال اليومين الماضيين. وتتحرك قوات الجيش على عدة محاور ضمن هجومها الذي يستهدف فك الحصار عن سلاح الإشارة والوصول إلى القيادة عبر كبري النيل الأزرق الذي تسيطر عليه منذ اليوم الأول للحرب.
المحور الغربي لتحرك الجيش عبر شارع المعونة وبهدف السيطرة على منطقة السوق المركزي ومن ثم الدخول إلى منطقة شمبات القديمة الواقعة على الضفة الشرقية للنيل. ومن المعروف أن قوات الدعم السريع تسيطر على كل المناطق الممتدة من شمبات شمال إلى الضفة الشمالية للنيل الأزرق جنوبا وبما في ذلك كبري المك نمر والذي يمكن أن يمثل الطريق الوحيد الآمن للانسحاب في حال تقدمت قوات الجيش على هذا المحور.
كما تتحرك القوات المسلحة على محور شارع الشهيد مطر (الإنقاذ سابقا) من الشرق للتقدم نحو موقف شندي ومن ثم فك حصار سلاح الإشارة. وتواجه هذه القوة بدورها مقاومة عنيفة حيث لم تنجح حتى الآن في تجاوز شارع البراحة والسيطرة على مطاحن ويتا للغلال التي تعتبر موقعا حصينا لقوات الدعم السريع.
وهناك قوات كبيرة تتحرك في الشوارع الداخلية لمربع 15 بمنطقة شمبات الأراضي الذي تنتشر فيه قوات كبيرة من الدعم السريع حيث تجري المعارك من بيت لبيت ومن شارع لشارع.
ودفع الطرفان بتعزيزات كبيرة في هذه الجبهة لمواجهة الخسائر الكبيرة في الأرواح بسبب الانتشار الواسع للقناصين في البنايات العالية، كما يستخدم الجانبان المدفعية الثقيلة والراجمات الأمر الذي يتسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة ومن بينها حادثة القصف المدفعي على أحياء شمال المزاد يوم أمس الأربعاء.
ولا تستخدم القوات المسلحة الطيران في هذه المعركة بالنظر إلى تقارب خطوط المواجهة وتداخلها، لكنها في المقابل تستخدم المسيرات القتالية. وقد نجحت قوات الدعم السريع يوم أمس في إسقاط مسيرة قتالية من طراز “شاهد 129” ايرانية الصنع في ضاحية كافوري المجاورة.
التطورات الميدانية في بحري.. هجوم مضاد للقوات المسلحة والقوة المشتركة في الفاشرواصلت قوات الدعم السريع عمليات التدوين المدفعي المكثف مستهدفة مناطق وسط مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث مقر الفرقة السادسة مشاة، كما استهدفت من جديد المستشفى السعودي، وهو من آخر المستشفيات العاملة في المدينة. وطال القصف صباح اليوم معسكر أبو شوك للنازحين في شمال غرب مدينة الفاشر. كما استهدفت مسيرة قتالية معسكر الاحتياطي المركزي في جنوب غرب المدينة. وأدت عمليات القصف الجوي بالمسيرة والمدفعي العنيفة وفق مصدر لراديو دبنقا إلى مقتل 25 عسكرياً وجرح آخرين مساء يوم الأربعاء.
من جانبها، شنت قوات الجيش السوداني والقوة المشتركة هجوما بريا واسعا على الجبهتين الشرقية والجنوبية للمدينة حيث تتواجد التمركزات الرئيسية لقوات الدعم السريع وبإسناد مدفعي كثيف.
وكشفت القوات المسلحة عن نجاحها في إلحاق خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات وسط قوات العدو، فيما أكدت قوات الدعم السريع أنها نجحت في صد الهجوم والذي كان يستهدف فك الحصار عن مدينة الفاشر.
ويرى مراقبون أن الجيش والقوة المشتركة يسعيان من خلال هذا النوع من الهجمات إلى اختبار قوة قوات الدعم السريع التي تحاصر مدينة الفاشر بعد تردد معلومات عن سحب جزء من هذه القوات للتصدي لتحرك القوة المشتركة في مناطق شمال وشرق كتم والمناطق الحدودية مع تشاد.
التطورات الميدانية في الفاشر.. هل تهاجم قوات الدعم السريع سنجة؟تعيش مدينة سنجة حالة من التوتر بسبب تواتر معلومات عن حشد قوات الدعم السريع قوات كبيرة في المناطق الواقعة جنوب وغرب المدينة وأنها تستعد لمحاولة إعادة السيطرة على عاصمة ولاية سنار من جديد وبعد أقل من 3 أشهر من استعادة الجيش لسيطرته على المدينة. وبجانب القوة الرئيسية المتمركزة في داخل مدينة سنجة والمناطق المحيطة بها، توجد قوة متقدمة للجيش في منطقة ود النيل جنوب مدينة سنجة وعلى الضفة الغربية للنيل الأزرق.
الدعم السريع يستعد للهجوم على سنجةوسعت القوات المسلحة إلى طمأنة المواطنين بأنها جاهزة لمواجهة أي تطورات محتملة، لكن تجربة سقوط المدينة السابقة تحت سيطرة قوات الدعم السريع تجعل الكثير من المواطنين في سنجة يخشون من أن تنسحب قوات الجيش من جديد. كما أن قوات الدعم السريع تنشط في كامل منطقة الدالي والمزموم والحدود مع دولة جنوب السودان وبجانب المناطق الغربية لولاية النيل الأزرق المجاورة.
ويخشى سكان المدينة من وجود متعاونين كثر مع قوات الدعم السريع داخل المدينة وفي المناطق المحيطة بها بعد الاتهامات التي طالت القوات المسلحة والمستنفرين بارتكاب انتهاكات جسيمة في حق من اتهموا بالتعاون مع قوات الدعم السريع وخصوصا من القيادات المحلية، والقبلية، والنظار، وغيرهم.
التطورات الميدانية في النيل الابيض.. الدويم: المعركة المؤجلةيبدو واضحا أن قوات الدعم السريع لم تتخل عن خططها للاستيلاء على مدينة الدويم، لكن إيقاع العمليات في هذه الجبهة تراجع كثيرا خلال الأسابيع الماضية بعد الهجوم الواسع للجيش في الخرطوم بحري وتحركاته في مناطق مختلفة في ولاية الجزيرة بهدف استعادة عاصمة الولاية، ود مدني.
لكن هذه الجبهة على الضفتين الشرقية والغربية للنيل الأبيض شهدت تسخينا في الساعات الأربع والعشرين الماضية. حيث هاجمت قوات الدعم السريع وللمرة الثانية خلال شهر قوات الجيش المرابطة في منطقة الأعوج، الواقعة إلى الشمال من الدويم على الضفة الغربية للنيل الأبيض.
بالمقابل، أغارت الطائرات المقاتلة للقوات المسلحة على قرية الصوفي التي تمثل أكثر نقطة متقدمة لقوات الدعم السريع في اتجاه مدينة الدويم. بينما ترابط القوة الدفاعية المتقدمة للقوات المسلحة في منطقة جبل العرشكول، شمال غرب الدويم.
نقلاً عن راديو دبنقا
أمستردام: 26 ديسمبر 2024: راديو دبنقا