طوفان الأقصى.. لماذا يمثل إغلاق معبر رفح كارثة لمصر وغزة معاً؟
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
"قصف إسرائيلي استهدف معبر رفح مرتين وتهديد لمصر بضرب أي شاحنات تحمل مساعدات تحاول الدخول إلى غزة عبره، بل ودعوة أهل غزة للرحيل لمصر"، يبدو أن الغضب الإسرائيلي من عملية طوفان الأقصى وصل لإمكانية توريط المنطقة في حرب إقليمية.
وأفادت تقارير بأن شاحنات مصرية محملة بالمواد الغذائية كانت متوجهة نحو غزة عادت أدراجها بعد قصف الجيش الإسرائيلي معبر رفح.
ويربط معبر رفح البري قطاع غزة بمصر، حيث يتم فتحه لمدة 5 أيام أسبوعياً مع قدرة استيعابية محدودة، وهو المعبر الوحيد غير الخاضع لإسرائيل الذي يربط قطاع غزة المحاصر بالعالم، في ظل إغلاق إسرائيل لبقية المعابر، وهو يستخدم لإجلاء الحالات الإنسانية بالأساس.
إسرائيل تقصف للمرة الثانية المعبر المخصص للحالات الإنسانية بعد إصلاحه أول مرة
وأمس الثلاثاء، أعاد جيش الاحتلال قصف معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، وذلك للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة، بعد إصلاح الأضرار التي لحقت به من قصف الإثنين، مما أدى لتعطل المعبر ومنع مغادرة ووصول المسافرين، حسب وزارة الداخلية والأمن الوطني بقطاع غزة، وأفاد مراسل وكالة الأناضول نقلاً عن شهود عيان بأن اثنين من موظفي المعبر أصيبا جراء القصف.
وأفادت تقارير بأن المعبر عاد ليعمل بشكل طبيعي في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء في مؤشر على أن القاهرة تحاول تخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع.
كما أنه عقب القصف الذي وقع أمس وجهت القاهرة عدداً من سيارات الإسعاف إلى المعبر ضمن استعدادات مصرية متواصلة لموجة نزوح فلسطيني محتملة وسط تصعيد إسرائيلي غير مسبوق ضد القطاع وتهديد بالغزو البري.
ولكن تل أبيب تحدت القاهرة التي يربطها بها أول اتفاق سلام مع دولة عربية، وعادت لقصف المنطقة العازلة بين البوابتين المصرية والفلسطينية لمعبر رفح، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية بالقاعة الداخلية بالجانب الفلسطيني، وفقاً لشهود عيان.
وقالت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة على لسان إياد البزم، الثلاثاء، إن إدارة معبر رفح البري في الجانب المصري أبلغت الطواقم في الجانب الفلسطيني بضرورة إخلاء المعبر لوجود تهديدات إسرائيلية بقصفه فوراً.
وقُبيل القصف، استقبل المعبر العديد من الحالات الإنسانية القادمة من غزة، فيما كان مصدر حكومي مسؤول في القاهرة قال لموقع "مدى مصر" السبت الماضي إن المعبر أغلق أمام المسافرين وبات يعمل لمرور الحالات الإنسانية فقط.
إليك أهمية معبر رفح، وكيف يدار، ولماذا يثير خلافات بين السلطة وحماس ومصر؟
تحيط بقطاع غزة سبعة معابر لا يدخل القطاع ولا يخرج منه شيء دون المرور بأحدها، وتخضع ستة منها لسيطرة إسرائيل والمعبر الوحيد الخارج عن سيطرة الاحتلال هو معبر رفح، المخصص في الأصل لانتقال الأفراد بالأساس.
ويقع معبر رفح تحت إشراف مصر والسلطة الفلسطينية برقابة أوروبية، ولكن الرقابة الأوروبية انتهت بعد سيطرة حماس على قطاع غزة عام 2007، بسبب غياب قوات السلطة الفلسطينية، ورفض الأوروبيين التعامل مع الموظفين المحسوبين على حماس.
واستخدم معبر رفح وفقاً لاتفاقية المعابر الموقعة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في نوفمبر/تشرين الثاني 2005، لعبور كل فلسطيني يحمل هوية فلسطينية، ويستخدم المعبر لتصدير البضائع الفلسطينية، خاصة المنتجات الزراعية رغم اعتراض إسرائيل.
وعند توقيع الاتفاق الخاص بهذا المعبر، اشترطت إسرائيل على السلطة الفلسطينية إبلاغها بأسماء كل من يريد استخدام معبر رفح قبل 48 ساعة، لتقرر إذا كانت ستسمح له بالعبور أو تمنعه. وكثيراً ما فرضت إسرائيل إغلاق معبر رفح متذرعة ببند في اتفاقية المعابر لا يسمح بفتح المعبر إلا بوجود البعثة الأوروبية.
في الأوقات العادية تطالب السلطة بألا يدار معبر رفح إلا تحت إشرافها ودون مشاركة من حكومة حماس، وتطبيق الاتفاق بوجود المراقبين الأوروبيين، لأن السلطة تعتبر أن غزة ما زالت محتلة من قبل إسرائيل.
من جانبها، تعتبر القاهرة في أغلب الأوقات أن المعبر في ظل غياب وجود السلطة والرقابة الأوروبية لا يتوافر فيه الشروط الواردة في الاتفاق بشأن المعبر بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والأوروبيين ومصر، وبالتالي، كثيراً ما اعتبرت نفسها في حل من تشغيله بشكل طبيعي، ولذا تعددت على مدار السنوات الماضية عمليات فتح وإغلاق المعبر، وفقاً لمسار العلاقات بين مصر وحماس، وكان ينظر له كوسيلة ضغط في يد القاهرة على حماس، ولكن مصر كانت عادة تفتح المعبر للحالات الإنسانية أثناء الحروب بين إسرائيل وغزة، بما في ذلك دخول المساعدات الإنسانية.
وتطالب حماس بفتح معبر رفح دون قيد أو شرط، وتجعل ذلك أحد شروطها للتهدئة مع إسرائيل أو الدخول في مصالحة مع السلطة، وكثيراً ما تطالب مصر بتحمل مسؤولياتها في هذا الشأن من خلال فتح المعبر بغض النظر عن مواقف السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
وسبق أن طالبت حماس بأن يتحول المعبر لإدارة فلسطينية مصرية خالصة تديره بمشاركة السلطة الفلسطينية مع مصر دون وجود للمراقبين الأوروبيين أو الطرف الإسرائيلي.
وإضافة لمعبر رفح، ادت المفاوضات الرامية لتخفيف الحصار على غزة خلال السنوات الماضية، لفتح معبر حدودي تجاري يعرف باسم بـ "بوابة صلاح الدين" بين غزة ومصر.
إسرائيل تخترق أقدس الخطوط الحمر المصرية.. سيناء
ورغم أن العلاقات المصرية الإسرائيلية في أفضل حالاتها منذ توقيع اتفاق السلام بين البلدين في نهاية السبيعنيات اخترقت تل أبيب خطوط القاهرة الحمراء، ليس فقط بقصف معبر رفح، بل وصل الأمر للتهديد بقصف أي شاحنة تمر من مصر لقطاع غزة المحاصر، حسبما ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية.
أما أخطر الخطوط الحمر التي اخترقتها تل أبيب فصدر عن اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، كبير المتحدثين العسكريين للإعلام الأجنبي، الذي نصح الفلسطينيين الفارين من الضربات على غزة بالتوجه إلى مصر، قبل أن يتراجع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية أفيخاي أدرعي، اليوم الثلاثاء، قائلاً إنه لا توجد أي دعوة إسرائيلية رسمية لتوجيه سكان قطاع غزة نحو الأراضي المصرية.
وتمس الدعوات لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء وتراً شديد الحساسية لمصر على المستويين الرسمي والشعبي، في ظل الهاجس من فكرة توطين الفلسطينيين في سيناء ذات الكثافة القليلة السكان مقابل قطاع غزة المكتظ، ورغم نفي القوى الفلسطينية المختلفة بشدة قبولها لهذه الفكرة مراراً، إلا أنها تمثل هاجساً كبيراً لدى الشعب المصري وكانت تستغل أحياناً لتبرير إغلاق المعابر وهو ما اعتبرته منظمات دولية من قبل مشاركة مصرية في الحصار على غزة.
والإثنين حذرت مصادر مصرية رفيعة المستوى من دفع الفلسطينيين العزل تجاه الحدود المصرية، وتغذية بعض الأطراف لدعوات بالنزوح الجماعي.
ونقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية عن المصادر أن "مصر لم تتوانَ منذ تفاقم الأوضاع في الأراضي المحتلة وكثفت اتصالاتها بكافة الأطراف الفاعلة للمجتمع الدولي لوقف التصعيد وحقن دماء الشعب الفلسطيني".
ووفق وكالة أنباء العالم العربي، أكدت المصادر أن "السيادة المصرية ليست مستباحة، وسلطة الاحتلال مسؤولة عن إيجاد ممرات إنسانية لشعب غزة". وحذرت المصادر من أن دعوات النزوح كفيلة بتفريغ قطاع غزة من سكانه "وتصفية القضية الفلسطينية نفسها".
ولكن إسرائيل ضربت عرض الحائط بهذه التحذيرات عبر دعوتها لفلسطينيي غزة للرحيل لمصر، قبل أن تتراجع جزئياً، في مؤشر على أن اتصالات بين الجانبين جرت بشأن هذا الملف الحساس، أو دور للوسيط الأمريكي الضامن لاتفاق السلام بين البلدين.
تريد تجويع غزة وترك المصابين يموتون بجراحهم.. فهل لديها ضوء أخضر أمريكي؟
غير أنه من الواضح أن تل أبيب فيما يتعلق بمسألة المساعدات الإنسانية، مصرة على الضغط على القاهرة للامتناع عن إغاثة القطاع الذي يعاني من قطع كامل للكهرباء والمياه إضافة إلى خطر نفاد المواد الغذائية والأخطر الحاجة الماسة للأدوية لعلاج الأعداد الهائلة للمصابين مما قد يؤدي لارتفاع مفزع في حالات الوفاة.
يظهر الموقف الإسرائيلي العنيف أنها تريد فرض حصار شامل على القطاع قد يؤدي لوقوع مجاعة مروعة، إضافة إلى الخسائر الناجمة عن القصف الجوي الوحشي.
ولا يمكن لإسرائيل اتخاذ هذه القرارات الوحشية بما في ذلك توجيه تهديدات لمصر، في الأغلب دون ضوء أخضر أمريكي.
وقد يكون لديها خطة لتهجير الفلسطينيين لسيناء
وحذر مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية من مؤامرة تحيكها حكومة مجرم الحرب نتنياهو لتنفيذ تطهير عرقي لقطاع غزة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال أمس الإثنين في لقاء مع مسؤولين محليين: "سوف نغير وجه الشرق الأوسط"، بعد الهجوم الذي نفذته فصائل فلسطينية على بلدات ومستوطنات بجنوب إسرائيل.
وتوقع مصدر أمني مصري كبير في تصريح لـ"وكالة أنباء العالم العربي"، نزوح عدد كبير من الفلسطينيين إلى مناطق رفح والشيخ زويد والعريش في شمال سيناء بمصر.
وقال مصدر حكومي مصري مطلع لموقع "مدى مصر" إن مصر قامت بتشديد الإجراءات الأمنية في منطقة قناة السويس، وإن المنشآت الطبية رفعت حالة التأهب.
مصر ترسل سيارات إسعاف وتنصب خياماً
وأوضح مصدر آخر يعمل بهيئة الإسعاف في شمال سيناء أن سيارات الإسعاف تلقت تعليمات ببدء التوجه إلى معبر، كما دُفع بعشر سيارات إسعاف إلى الصالة المصرية بالمعبر، فيما تتمركز 20 سيارة أخرى في نقطة "الريسة" شرق العريش جاهزة للتدخل في أي لحظة، بحسب مصدر مسؤول في ديوان عام محافظة شمال سيناء.
وتستعد محافظة شمال سيناء لأي احتمالات بنزوح عدد كبير من فلسطينيي غزة، بحسب مصادر تحدثت إلى "مدى مصر" في بداية الحرب، بعدة إجراءات تتضمن نصب خيام في مدينتي الشيخ زويد ورفح مع حصر المباني الحكومية من مدارس ومقرات يمكن استخدامها كمراكز إيواء، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، على أن تقوم القوات المسلحة بفرض كردونات أمنية حول الخيام لمنع التسلل.
الفلسطينيون والقاهرة بين سيناريوهين مريرين
وتبدو القاهرة والجهات الفلسطينية المعنية في مأزق أمام هذا التصرف الإسرائيلي، ففتح القاهرة للمعبر قد يعرض حياة الموظفين للخطر، وإصابة أي سيارة أو موظف أو مسافر داخل الحدود المصرية يمثل إحراجاً كبيراً لمصر أكبر دولة عربية، وفي الوقت ذاته ترك الفلسطينيين في هذه الكارثة دون دعم يمثل إحراجاً للقاهرة أيضاً.
والأخطر أن الجمع بين تأثير القصف وبين نقص الإمدادات الغذائية قد يسبب مجاعة في غزة، قد تؤدي لفورة هروب غير مسيطر عليها، وسماح القاهرة لدخول الفلسطينيين الهاربين.
ورغم أنه في الأزمات المماثلة أمر يعد مرغوباً، ولكن التاريخ علم سكان المنطقة بمن فيهم الفلسطينيون والمصريون والسوريون أن القوى المعتدية تعمد إلى تخويف السكان وتهجيرهم، لكي يكون ذهاباً بلا عودة ويؤدي لتغيير ديموغرافي مثلما فعلت إسرائيل في حرب 1948 أو نظام الأسد في سوريا وحلفائه الروس والإيرانيين وميليشياتهم.
إسرائيل تحاول حصر سكان غزة بين الموت حرقاً أو جوعاً أو بين الرحيل
وكأن سكان غزة مخيرون بين الموت بالنيران أو جوعاً وبين التهجير وفقدان موطنهم للمرة الثانية، وهو ما سترفضه الفصائل الفلسطينية المقاومة مهما كان الثمن.
الأخطر في كل ما يحدث أنه يبدو بضوء أخطر أمريكي وأوروبي جزئي على الأقل، ويبدو أن تغيير شكل الشرق الأوسط المستهدف سيكون مثل المرات السابقة بتواطؤ وتخطيط غربي.
ولكن المختلف هذه المرة أن الشعب الفلسطيني في غزة يعلم الفخ الذي ينصب له، وفصائل المقاومة ما زالت لديها أدوات للرد والتصدي للعدوان، والمعركة ما زالت طويلة، والفوز فيها ليس للأقوى، بل من يصبر على الألم، ولا يصرخ أولاً.
لا دولة عربية ستنجو من مخططات إسرائيل
ولكن يثبت ما يحدث وفي مقدمته المخطط الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين لسيناء أنه لا أحد من العرب بمأمن من عدوانية إسرائيل، حتى مصر أكبر دولة عربية وأقواها، التي فتحت باتفاقية السلام التي عقدتها في نهاية السبعينات باب التطبيع وأنهت خطر تشكيل جبهة عربية مشتركة ضد إسرائيل.
ورغم بلوغ العلاقات بين الجانبين مستوى غير مسبوق، وأهمية دور مصر بالنسبة لدول الخليج التي تطمع تل أبيب في التطبيع معها، ولكن إسرائيل ما زالت تستهدف سيناء بمؤامراتها، ولذا سيبقى الحليف الطبيعي لمصر هو الشعب الفلسطيني ومقاومته، لأنه بقدر حرص القاهرة على سيادتها بقدر حرص هذه المقاومة على الثبات على الأرض، وعدم تكرار خطأ النكبة.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة دولة عربیة شمال سیناء معبر رفح قطاع غزة ما زالت تل أبیب
إقرأ أيضاً:
تحقيقات الاحتلال حول “طوفان الأقصى”: فشل استخباراتي كارثي وحماس أخضعت فرقة غزة خلال ساعات
#سواليف
كشف المراسل العسكري في إذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كادوش، أبرز #الاستنتاجات من #التحقيقات بخصوص #هجوم ” #طوفان_الأقصى ” في 7 أكتوبر 2023.
تحقيقات الجيش الإسرائيلي حول “طوفان الأقصى”: #فشل #استخباراتي #كارثي وحماس أخضعت #فرقة_غزة خلال ساعات
وقال دورون كادوش: أقول بشكل مسبق.. سنواصل التعمق في التفاصيل الكاملة خلال الأيام والأسابيع القادمة بسبب القيود. في الوقت الحالي، إليكم بعض النقاط والعناوين الرئيسية:
أبرز استنتاجات الجيش الإسرائيلي من التحقيقات:
1. لم يأخذ الجيش الإسرائيلي في الاعتبار سيناريو هجوم واسع ومفاجئ، إذ اعتُبر غير واقعي، ولم يتم حتى التفكير في سيناريو قريب منه. هذه نقطة رئيسية لم يكن الجيش مستعدا لها.
2. تمت السيطرة على فرقة غزة لعدة ساعات. بين الساعة 6:30 صباحا و12:30 ظهرا، لم يكن للجيش الإسرائيلي سيطرة على منطقة غلاف غزة، وخلال هذه الساعات وقعت معظم عمليات القتل والخطف. احتاج الجيش إلى حوالي 10 ساعات ليبدأ في استعادة السيطرة العملياتية على المنطقة، حتى تم القضاء على معظم المسلحين أو عادوا إلى القطاع.
3. فوجئ الجيش الإسرائيلي ليس فقط بالهجوم نفسه، ولكن أيضا بعدد المسلحين الكبير الذي اجتاح غلاف غزة، بسرعة تحركاتهم، وحجم وحشيتهم التي خُطط لها بعناية من قبل حماس.
4. اعتمد الجيش على مفاهيم خاطئة انهارت، مثل أن قطاع غزة يُعتبر “العدو الثانوي” وبالتالي لا يتطلب اهتماما كبيرا، وأن حماس مُردعة وتفضل الهدوء والمزايا المدنية، وأنه يمكن إدارة الصراع مع حماس وحتى التوصل إلى تفاهمات معها، إضافة إلى إمكانية التمييز بينها وبين السلطة الفلسطينية.
5. سمح الجيش بوجود تهديد خطير وخطأ على الحدود، بالاعتماد المفرط على الحاجز الأمني، بينما كانت عناصر الدفاع على الحدود تعاني من أوجه قصور، بما في ذلك عدد قليل من الجنود.
6. كان الجيش الإسرائيلي في وهم التفوق الاستخباراتي والسيطرة على الواقع، إذ كان لديه ثقة كاملة في أنه ستكون هناك إنذارات استخباراتية مبكرة قبل أي هجوم.
أبرز 10 دروس من رئيس الأركان المنتهية ولايته، هرتسي هليفي:
1. تغيير في العقيدة الأمنية – لا يجب السماح لأي عدو ببناء قوته على حدودنا، في وقت يعيش فيه المدنيون بالقرب منه، والاعتماد فقط على الردع والإنذار. لا يمكن السماح لحماس وحزب الله بالعودة إلى ما كانا عليه.
2. لا يمكن “إدارة صراع” مع عدو يريد تدميرك. لا يمكن شراء الهدوء بثمن قد يؤدي إلى تضخم المشكلة مستقبلا.
3. يجب أن يكون الجيش الإسرائيلي أكثر استعدادًا لهجوم واسع ومفاجئ. هناك حاجة إلى غرفة إنذار رئيسية تراقب الوضع باستمرار، وغرفة تقييم استراتيجي تبني صورة الموقف عند انهيار كل شيء.
4. يجب أن يتوسع الجيش الإسرائيلي، مع تعزيز القوات المنتشرة على الحدود، وزيادة قدرات جمع المعلومات، وإطلاق النيران الأرضية، وتوفير المزيد من الوسائل الجوية القابلة للنشر الفوري.
5. يجب تعزيز الأسس الاستخباراتية، ولكن دون الاعتماد المفرط عليها. فالاستخبارات ستظل ضرورية في المستقبل، لكن لا يجب الاتكال عليها كليًا.
6. هناك حاجة إلى مزيد من الاحتراف في الدفاع عن التجمعات السكنية المدنية، من خلال تحسين معدات وحدات الطوارئ في المستوطنات وزيادة التدريبات.
7. يجب تعزيز مهارات القتال الفردي لكل جندي في الجيش الإسرائيلي، ليس فقط في الوحدات الخاصة ولكن أيضًا في الكتائب العادية.
8. يجب بناء المزيد من المواقع العسكرية على الحدود.
9. هناك حاجة إلى قسم رقابة استراتيجي في هيئة الأركان.
10. يجب تعزيز القيم القتالية في الجيش.
وقال الجيش الإسرائيلي في تحقيقاته:
الأجهزة الأمنية بكافة مستوياتها فشلت ليلة السابع من أكتوبر.
التحقيق في المجال الاستخباراتي يخلص إلى هوّة شاسعة ومتواصلة بين تقديراتنا وبين الأوضاع على حقيقتها.
اكتشفنا خلال الحرب أن عقيدة أعدائنا حول الحرب متعددة الجبهات أكثر تطورا مما عرفناه عنها.
كانت لدينا ثقة مفرطة بقدرات الجدار الأمني عند حدود غزة.
تقديراتنا أن 5000 فلسطيني شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر على 3 موجات.
خلال ليل السابع من أكتوبر تلقينا إشارات متضاربة تشير إلى أمور استثنائية في غزة لكن أخرى كانت تشير إلى وضع عادي.
دولة إسرائيل عبر المستويين السياسي والعسكري استندت إلى عقائد انهارت صباح السابع من أكتوبر منها أن غزة عدو هامشي وحركة حماس قابلة للردع والتهديد من غزة محدود.
كل الإنجازات التي حققناها في الحرب لا تخبّئ فشل السابع من أكتوبر.
حماس أخضعت فرقة غزة صباح السابع من أكتوبر خلال ساعات.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن هذه التحقيقات:
تشير تحقيقات الجيش الإسرائيلي في أحداث السابع من أكتوبر إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر قبل ثلاثة أشهر الجيش الإسرائيلي بالتركيز على ساحات إيران وحزب الله والضفة الغربية، وتهدئة قطاع غزة. ويتبين من التحقيق أيضاً أن رئيس الأركان هرتسلي هاليفي لم يكن على علم بسيناريو “حائط أريحا”، ولم يسمع عنه إلا بعد أسبوعين من اندلاع الحرب.
يكشف التحقيق الذي أجراه سلاح الجو الإسرائيلي في أحداث السابع من أكتوبر، والذي تمت الموافقة على نشره اليوم، أن قائد القوة، اللواء تومر بار، لم يكن على علم على الإطلاق بالتقييم الليلي للوضع، ولم يفهم حجم الحدث إلا بعد ثلاث ساعات من غزو حماس.
يبدو أيضا أن القوات الجوية لم تكن لديها خطة طوارئ لسيناريو غزو بري مخطط له من قبل آلاف من عناصر حماس، ومعظم العمليات الجوية خلال الساعات الحرجة تراوحت بين الإطلاق السريع والحيلة والارتجال من قبل الطيارين والمشغلين، إلى جانب الصعوبة في بناء صورة موقفية بمساعدة القوات البرية.
من بين المفاجآت التي واجهتها القوات الجوية الإسرائيلية هي قدرة حماس على نقل عناصرها جوا باستخدام المركبات الشراعية الطائرة.
كشف التحقيق الذي أجرته شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي في أعقاب أحداث 7 أكتوبر، أن “أحداً لم ير أو يتعرف على أي علامة على التخطيط لهذا الحدث من شأنها أن تثير تنبيها استخباراتيا، حتى على أدنى مستوى”، حيث “كانت المفاجأة كاملة وظرفية وجوهرية”.
توصل التحقيق إلى أن قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية أظهر فجوة مستمرة بين فهم وجهات نظر حماس والواقع، وأنه في العامين السابقين للحرب كانت هناك إشارات وفرص تم تفويتها، لكن الاستخبارات العسكرية لم تنتبه إليها. وعلى الرغم من ذلك، يشير تحقيق القسم إلى أنه “لم يكن هناك إهمال أو تهاون من جانب أي طرف أدى إلى هذا الإهمال، بما في ذلك في الليلة التي سبقت الغزو”.
أشار تحقيق القوات الجوية في أحداث 7 أكتوبر إلى أن التشكيل القتالي كان في حالة تشغيل كاملة في ذلك الصباح، ونفذ أولى طلعاته بين الساعة 6:30 و7:15 صباحا لدورية سماء البلاد وحماية منصة الغاز الجنوبية، وفقا لخطة مخططة مسبقا ودون أن يعرف الطيارون حتى ما يحدث على الأرض. انطلقت 8 طائرات مقاتلة خلال 15 دقيقة، وفي غضون نصف ساعة انضمت إليها 8 طائرات أخرى، دون أي صلة بالتأثير على الساعة الأولى من الهجوم، والتي كان خلالها أكثر من ألف عنصر يركضون بالفعل على الأراضي الإسرائيلية. وبالإضافة إلى ذلك، أقلعت طائرتان مقاتلتان بمتوسط تأخير بلغ 20 دقيقة بسبب شظايا اعتراضية عديدة على المدرجات، وذلك بعد أن كانت قواعد القوات الجوية في حالة تأهب قصوى لامتصاص نيران الصواريخ.
تسلل 5500 مقاتل إلى الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة في السابع من أكتوبر.
المسلحون تمكنوا من اختراق السياج الحدودي عبر 114 ثغرة، باستخدام 57 طائرة مسيرة و7 قوارب من البحر، و6 طائرات شراعية، وفي نفس الوقت إطلاق كثيف لـ3889 صاروخا وقذيفة هاون على مدار اليوم.
إن أسلوب البحث في إدارة الاستخبارات العسكرية قبل السابع من أكتوبر 2023 لم يكن نقديا وافتقر إلى فهم لغة وثقافة الإسلام المتطرف، وذلك وفقا لتحقيق أجرته إدارة الاستخبارات في جيش الدفاع الإسرائيلي، والذي أوضح أن إسرائيل تناولت فقط نوايا حماس، وليس قدراتها. وعلاوة على ذلك، تم العثور على أوجه قصور وإخفاقات مستمرة في الثقافة التنظيمية في قسم الاستخبارات، على مر السنين، والتي شملت الفشل في إثارة الشك والتحدي في جميع المجالات، حتى بعد 7 أكتوبر.
يكشف تحقيق أجراه الجيش الإسرائيلي في الليلة التي سبقت هجوم “حماس” في 7 أكتوبر 2023 أن أول إشارة تشير إلى الهجوم وردت في وقت مبكر من الساعة 9:00 مساء. وشملت العلامات الدالة إطلاق الصواريخ، ونزول عناصر “حماس” إلى الأنفاق، وتفعيل العشرات من أجهزة التتبع الإسرائيلية. ومع ذلك، ذكر التحقيق أنه إلى جانب هذه العلامات كانت هناك أيضا علامات مطمئنة، وأن “كل علامة بمفردها لم تشير إلى نشاط كبير، لكن تراكم العلامات معا كان غير عادي”. تم نقل المعلومات حول أجهزة التتبع، التي وردت في وقت مبكر من الساعة 9:00 مساء، في الليلة التي سبقت الهجوم، من جهاز الأمن العام (الشاباك) إلى الجيش الإسرائيلي في رسالة على تطبيق واتساب، ولم يعمل عملاء الاستخبارات بشكل صحيح.
هذا وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمر الجيش “بتسليم جميع التحقيقات المتعلقة بأحداث السابع من أكتوبر على الفور إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والاستعداد لتقديم أي تحقيق يراه مناسبا له بالتفصيل”.