محمد الضيف مهندس طوفان الأقصى.. أزعج إسرائيل وأمريكا وزلزل الأرض من تحتهم
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
يزخر تاريخ حركات المقاومة والنضال في فلسطين وتحديدا ضد التواجد الاسرائيلي على الأراضي العربية منذ قيام دولة الاحتلال في عام 1948، بأسماء بارزة كان لها دورا كبيرا في الدفاع عن قضيتهم وأرضهم ووجودهم، من بينهم: عز الدين القسام، والأمير الأحمر علي حسن سلامة وأبو جهاد وأبو نضال وياسر عرفات والشيخ أحمد ياسين، وغيرهم المئات من أبطال المقاومة.
ولعب هؤلاء الأبطال دورا مهما في تمسك الفلسطينيين بحقوقهم والدفاع عن قضيتهم، سواء في الداخل أو الخارج، وقادوا عمليات كبيرة وموسعة ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، وحولوا الأرض من تحت أقدام قادتها وجنودها إلى جحيم وزلزال، نال الغالبية منهم الشهادة بعد أن طاردتهم عيون الاحتلال في كل مكان للتخلص منهم.
ومؤخرا ومع بدء عملية طوفان الأقصي، التي تنفذها حركة المقاومة الاسلامية حماس ضد إسرائيل، والتي أدت لمقتل أكثر من 1200 إسرائيلي، برز اسم شخصية تحدث عنها الإعلام الإسرائيلي والغربي، لقب بمهندس عملية طوفان الأقصى و"بعبع" إسرائيل الجديد وهو البطل محمد الضيف، "أبو خالد".
وتحوّل محمد الضيف، القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، من عاشق للتمثيل والمسرح إلى المطلوب رقم 1 في إسرائيل، وتلاحقه أجهزتها الأمنية والعسكرية منذ نحو 3 عقود.
ويُعرف عن "الضيف" أنه لا يستخدم وسائل التكنولوجيا، ولا يظهر في الأماكن العامة، وتحركاته محسوبة بدقة شديدة، ويظهر فقط في الأوقات الحرجة وتحديداً خلال الحروب التي تخوضها حماس ضد إسرائيل.
وإضافة إلى ما سبق، يكتفي "الضيف" دائماً بالتسجيلات الصوتية، ولا يظهر إعلامياً إلّا بصورة معتمة، للدرجة التي بات يعرف فيها باسم "الشبح"، وسبق أن ظهر صوتياً في 2014، و2021، والسبت الماضي عندما أعلن بدء عملية "طوفان الأقصى".
هو محمد دياب إبراهيم المصري، وكنيته "أبو خالد"، ولقبه "الضيف"، ولد في غزة عام 1965، ونجا من محاولات اغتيال إسرائيلية تسببت له في إصابات بالغة، وقُتل عدد من أفراد عائلته في إحدى محاولات تصفيته.
حكاية البطل محمد الضيفو"الضيف" من أسرة فلسطينية لاجئة هُجرت عام 1948 من قرية كوكبا الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة عقب النكبة الفلسطينية، وعاشت في مخيم خان يونس للاجئين، ولا تزال فيه حتى الآن.
ونشأ "الضيف" في أسرة فقيرة للغاية، وعمل مع والده في الغزل والتنجيد، كما أنشأ مزرعة للدواجن، وعمل سائقاً قبل أن يصبح مطلوباً لإسرائيل، واضطر في بعض الأحيان للتوقف عن الدراسة من أجل مساعدة أسرته.
وكان الضيف منذ بداية حياته ناشطاً بالجماعات الإسلامية في غزة، وكان أحد أعضاء الكتلة الإسلامية التابعة لحركة حماس، وعضواً ناشط بجماعة الإخوان المسلمين، التي كانت في بداية انتشارها بالقطاع مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987.
استشهد شقيقه.. قصف إسرائيلي يستهدف منزل عائلة الضيف قائد كتائب القسام مصر "العفية" تتحرك لإنقاذ سكان غزة.. وتوبخ إسرائيل بشأن سيناء |تقريروحصل الضيف على درجة البكالوريوس في علم الأحياء من الجامعة الإسلامية بغزة عام 1988، وكانت له أنشطة فنية إبان دراسته الجامعية، وعُرف عنه حبه للتمثيل والمسرح، وشكّل فرقة فنية لهذا الغرض.
ولُقب القائد العام لكتائب القسام بـ"الضيف" بسبب تواجده في الضفة الغربية لفترة من الزمن ساهم خلالها في بناء الجناح المسلح لحماس بالضفة، فيما ذكرت بعض الروايات أن التسمية تعود إلى عدم استقراره في مكان واحد، وتنقله كثيراً لاعتبارات أمنية.
اعتقالات ومحاولات اغتيالوقضى الضيف 16 شهراً في السجون الإسرائيلية دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس والذي أسسه القيادي بالحركة صلاح شحادة، ثم أفرج عنه لاحقاً، ولم تذكر أي من المصادر أنه تعرض للاعتقال مرة أخرى.
وحاولت إسرائيل اغتياله مرات عدة، لكنها فشلت في كل مرة، وأرجعت فشلها إلى أنه لديه حرص شديد على الابتعاد ومحاط بالكثير من الغموض.
وكانت أصعب محاولات الاغتيال عام 2002، ونجا الضيف منها بأعجوبة، لكنه فقد إحدى عينيه، فيما تقول إسرائيل إنه خسر إحدى قدميه أيضاً وإحدى يديه، وأن لديه صعوبة في الكلام، بسبب تعرضه لأكثر من محاولة اغتيال، لكن لم يؤكد ذلك أي مصدر فلسطيني.
ويقول الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس والقيادي في حركة فتح، إن محمد الضيف هو ندرة أمنية وعسكرية، وهو من أهم أبناء حركة حماس تربى داخل المؤسسة السياسية في الحركة، وكان طالبا بالجامعة الاسلامية، ثم تحول إلى قائد في كتائب القسام.
وأضاف الرقب - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الضيف تعرض لأكثر من محاولة اغتيال، ولكنه نجا، واليوم الاحتلال فجر منزل أخاه وقتله، ودائما يختفي عن الأنظار ولا يظهر على الإطلاق.
يظهر للاحتلال وكأنه شبحوأشار الرقب، إلى أن الاحتلال يتعامل مع محمد الضيف وكأنه شبح، ودائما يقوم بالأعمال العسكرية الموجعة للاحتلال.
وكشف مصدر خاص من عائلة محمد الضيف، القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الأربعاء، أن شقيق الضيف و3 من أفراد عائلته قتلوا في قصف إسرائيلي على منزل العائلة بمدينة خان يونس، نقلا عن وكالة أنباء العالم العربي.
وقال المصدر إن عبد الفتاح الضيف (60 عاما)، ومدحت عبد الفتاح الضيف (40 عاما)، وأحد أحفاده ويدعى براء مدحت (عامان ونصف العام)، وزوجة أحد أبنائه الآخرين، قتلوا إثر القصف الإسرائيلي الذي طال منزلهم المكون من ثلاثة طوابق في قيزان النجار بخان يونس.
وأضاف أن ابنة السيدة التي قتلت تتلقى العلاج حاليا في الرعاية المركزة بمجمع ناصر الطبي في خان يونس، قائلا إن عمليات البحث ما زالت مستمرة عن باقي أفراد العائلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل فلسطين عز الدين القسام محمد الضيف محمد الضیف
إقرأ أيضاً:
تطورات اليوم الـ396 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
غزة - صفا
دخلت عملية "طوفان الأقصى" التي أعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف انطلاقها، يومها الـ396، ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية "سيوف حديدية" ضد قطاع غزة.
واستأنف جيش الاحتلال يوم الجمعة الأول من ديسمبر/ كانون الأول عدوانه على القطاع بعد هدنة إنسانية استمرت سبعة أيام.
واستشهد منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 43374 مواطنًا، فيما وصل عدد المصابين إلى 102261، كما أن 72% من الضحايا هم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة.
ومع استمرار العدوان الهمجي، توقفت معظم المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل، إما بسبب القصف أو نفاد الوقود.
في المقابل، أشارت التقديرات العسكرية الإسرائيلية إلى أنّ أكثر من 1500 إسرائيلي قتلوا منذ بدء المعارك، بينهم أكثر من 700 ضابط وجندي، بالإضافة إلى نحو 10 آلاف جريح.
وفيما يلي آخر تطورات الأحداث: