البوابة نيوز:
2025-03-17@17:42:36 GMT

"إينولا" الصراع النفسي ومعاقبة الذات الأخلاقية

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

شهد قصر ثقافة روض الفرج، الثلاثاء، العرض المسرحي "إينولا" لفرقة بورسعيد المسرحية، وذلك ضمن فعاليات المهرجان الختامي لنوادي المسرح في دورته الـ30 "دورة الكاتب أبو العلا السلاموني"، التي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة عمرو البسيوني.

يناقش العرض الصراع النفسي والأخلاقي لتوماس الذي قتل ملايين من الناس في هيروشيما، وإحساسه بعذاب الضمير وتخلي أسرته عنه حتى ينتهي العرض بقتل نفسه والتخلص من حياته.

"إينولا" تأليف عيسى جمال الدين، إعداد وإخراج بيشوي عماد، ديكور كيرلس ناجي، ملابس ومكياج كريستينا نعيم، إضاءة خالد توفيق، استعراضات بيشوي عماد، أداء تمثيلي محمد حسن، مينا سمير عزمي، كيرولس عماد، نادرة عادل، ياسمين الزيات، روجينا مجدي، مريم عبد المنعم، مانو، السيد الجزار، ليلى عبدالقادر، والطفلة فاطمة الزهراء.

قدم العرض بحضور لجنة التحكيم المكونة من أحمد مجاهد رئيس اللجنة، د. صبحي السيد، الموسيقار د. طارق مهران، المخرج ناصر عبد المنعم، المخرج عادل حسان، والمخرج محمد طايع مدير ومقرر المهرجان، ونخبة من النقاد والمسرحيين، وتلاه ندوة نقدية أدارها الكاتب سامح عثمان، وشارك فيها الناقد محمد مسعد، والمخرج المسرحي حمدي حسين.

في حديثه أشار محمد مسعد إلى أن فكرة الحصار والموت فكرة حاضرة طوال الوقت بعروض المهرجان، وفي هذا العرض نرى حصار شخص بذكرياته وفي عالمه، الأزمة الأخلاقية التي تعاني منها الشخصية، والعقاب الذاتي لديه، وعقاب العالم له، مؤكدا أن العرض يتميز بأن فكرته من الممكن أن تتلامس مع واقع نعيشه واللحظة الراهنة الحالية، وعن الدراماتورج أوضح أنه عند إعادة بناء النص تم حذف خطوط درامية أساسية، وأن المخرج اعتمد على الحالة التعبيرية أكثر من تجسيد الشخصيات مثل لقاء توماس والأم اليابانية فهذا لقاء من المستحيل أن يحدث في الواقع ولكنه تم استخدامه للكشف عن أزمة الشخصيتين وعذاباتهم.

وعن سبب اختيار هذا النص أكد "مسعد" أنه لحظة فارقة في تاريخ إنسانيتنا عن شخص يقتل ملايين الناس ويدمر قيمة الحياة، وأنه على مستوى الصورة سعى المخرج لعمل حدود واقعية للمكان، وتميز الديكور بالبساطة، ولكن ظل طوال العرض بهذه الصورة الثابتة رغم وجود انتقالات مختلفة للشخصيات، ووجود جمل حوارية طويلة، فصنع حالة من الركود، وعن مشهد الطائرة بالعرض رغم جرأته أوضح أنه كان يمكن على المستوى التقني بعدد من الأفكار أن يصبح أكثر تأثيرا على المتلقي.

وتحدث حمدي حسين مؤكدا أن القصة إنسانية، من خلال الشخص وضميره ومواجهتهم أمام بعضهما، وطوال العرض تأتي أحداث من الطفولة لذاكرة البطل، حتى تكون هي السبب الرئيسي في صنع شخصية البطل الانتقامية، وعن الصورة في العرض أوضح أن ثبات الصورة كان يجب تغييرها بعدد من الإضاءات حتى تتناسب مع أحداث العرض، وأنه لابد من التطوير في طريقة التفكير في صناعة الصورة الجمالية للمسرح، ونوه أنه لم يحدث تفاعل بين أطراف العرض من الديكور والموسيقى، مثل وجود دلالة العلم الأمريكي بالمسرح رغم حديث ممثلي العرض أنهم من أمريكا فأصبح لا لزوم له بالعمل.

المهرجان الختامي لنوادي المسرح يقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، وتنظمه الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، ويشارك به هذا العام 27 عرضا مسرحيا من مختلف أقاليم مصر يستمر عرضها حتى منتصف أكتوبر الحالي، ويصدر عنه نشرة يومية، بالإضافة لكتيب وندوات تعقب العروض يشارك بها نخبة من النقاد والمسرحيين، كما تقام ورش في الفترة الصباحية عن الفلسفة النوعية لعروض نوادي المسرح حول "البناء الدرامي المغاير في عروض نوادي المسرح نصا وصورة" يقدمها مجموعة من المدربين المتخصصين.

IMG-20231011-WA0042 IMG-20231011-WA0046 IMG-20231011-WA0048 IMG-20231011-WA0050 IMG-20231011-WA0032

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: قصور الثقافة الهيئة العامة لقصور الثقافة IMG 20231011

إقرأ أيضاً:

فيلم اللّذة القاتلة.. إجازة عائلية تكشف عن أزمة الذات والتصدع الاجتماعي

ما بين دراما العائلات واستكشاف الأماكن يمكن النظر إلى العديد من الأفلام التي تستعرض تلك اليوميات الخاصة بأفراد العائلة في إطار من الروتين اليومي أو الفعاليات اليومية.

وهنا سوف تتفاوت دراميا الأهداف من وراء تلك الدراما التي سوف تتطور تدريجيا إلى نوع من الرضا والتسامح والتعاطي مع الأمر الواقع، مع أن الواقع يتكشف عن مشكلات وتعقيدات ما تلبث أن تتفجر وتنعكس على الشخصية الدرامية.

هذه المقدمة تنطبق على العديد من الأفلام التي تنتمي إلى هذا النوع، نذكر منها، فيلم "الطريق الذي سلكناه- 2009" وفيلم "السمكة الكبيرة 2003"، وفيلم "دان في حياته الحقيقية -2007"، وفيلم "صخرة العائلة – 2005"، وفيلم "هانا وأخواتها -1986"، وفيلم "بيت من أجل العطلة – 1996"، وفيلم "قابل الوالدين -2000"، وفيلم "راتشيل تتزوج – 2008"، وفيلم "حياة لا نهائية -2005" وغيرها من الأفلام...

واقعيا نحن أمام فيلم "اللذة القاتلة" للمخرجة نيل ستوفين وهو من إنتاج ألماني - فرنسي، وقد افتتح عرضه العالمي الأول في مهرجان برلين السينمائي الدولي الذي اختتم قبل أقل من شهر من الآن، وهو يحاكي إلى حد ما ذلك النوع من أفلام العائلات، كما انه من جهة أخرى يمزج ما بين الفانطازيا والرعب والجريمة في شكل سينمائي، يبني من جانب آخر على ما يمكن أن نسميه اختلاف الثقافات.

وإذا توقفنا عند هذه النقطة الأخيرة قبل أن نغوص عميقا في أحداث الفيلم، فإن سلسلة من الإحالات يمكن التوقف عندها، فالعائلة الألمانية ميسورة الحال قادمة لقضاء إجازتها في منطقة بجنوب فرنسا، وما أن تصل إلى ذلك البلد حتى تجد نفسها وسط موجات من التظاهرات في ذلك الوقت وكلها بالطبع تتعلق بتحسين الأحوال المعيشية.

هذا التمهيد وفيما العائلة محاصرة في داخل السيارة والمصادمات بين المتظاهرين ورجال الشرطة الفرنسية والضرب واستخدام الغازات تجري من حولهم، كلها صور ومشاهد تبدو وكأنها المرة الأولى التي تشاهدها العائلة وهو ما سوف تؤكده مرة أخرى في علاقتها مع طبقة صغار الموظفين التي تنظر إليها من الأعلى حتى تتسلط على العائلة فتاة تدعى تيودورا - الممثلة الإسبانية كارلا دياز التي سوف تتمكن من فرض الأمر الواقع على العائلة وتعيش في وسطهم بصفة مدبرة منزل ومن ثم تبدأ التسلل إلى حياة تلك الأسرة وصولا إلى تداعيات خطيرة لم تكن في الحسبان.

واقعيا نحن أمام قصة درامية تتكشف من خلالها شخصيات نستطيع أن نقول إنها تائهة وشبه منقطعة عن الواقع، فضلا عن تصدعات كانت متوارية وسرعان ما تتكشف تباعا، سواء في طبيعة العلاقة بين الزوجين والتي تتجلى من خلال العديد من المشاهد التي تجمع الزوجين القادمين من تلك الطبقة الموسرة، وهما اللذان يشعران كأن العائلة أصبحت مثل سمكة خارج الماء عندما وجدت نفسها على تماس مع طبقة الخدم ومشاهدة المتظاهرين ولاحقا انضمام تيدورا إلى العائلة من خلال الحادث المدبر الذي لفقته بحجة أنها صدمت بسيارة جون وفقدت وظيفتها بعد ذلك ومن ثم أصبح تسللها إلى العائلة في حكم الأمر الواقع.

يقول الناقد نيل بيثرو الناقد السينمائي في موقع سكرين رانت:" لا شك أن رسالة الفيلم تأتي هنا على شكل رمزية بصرية متميزة وحوارات متقنة، ولكن القصة والشخصيات تصبح تدريجيًا أقل تأثيرا للتعبير عن الفكرة الرئيسية للفيلم، رغم أن رسالته تبقى قوية ومؤثرة طوال الوقت.

القصة تأتي ثانوية مقارنةً برمزية الفيلم المتعددة الطبقات، والتي تُكرّر النقاط الواردة في المشهد الافتتاحي بطرق لافتة للنظر ويُعدّ هذا سلاحًا ذا حدين للفيلم. فبينما تُعدّ العناصر البصرية للفيلم مُكمّلًا مثاليًا للتعبير عن سردية الفيلم، إلا أن هذا المستوى نفسه من التفاعل لا يُترجم بشكل واحد من طرف الشخصيات".

أما الناقدة السينمائية كارينا بلوم في موقع ميت كريتيك فتقول: "على الرغم من أن الفيلم يُقدم على أنه دراما إثارة منزلية تقليدية، مدعومة بالمؤامرات، إلا أنه يصمد دراميا رغم بعض الحوارات غير المتقنة في مقابل المهارات الإخراجية التي تفوق النص المكتوب، ويمكن القول إن المخرجة قد نجحت في انتزاع أداء قوي من الممثلين، وإضفاء جو كثيف ومتوتر على القصة التقليدية، على خلفية براعة تصوير فرانك كريب".

لاشك أن تسلل تيدورا كان عبارة عن ثقب اسود كبير بدأت العائلة تدخله بالتدريج عندما استدرجت الزوجة تعبيرا عن سخطها من إخفاق زوجها وانضمامها إلى ثلة تيدورا من الشباب المنطلقين على دراجاتهم النارية ليلهم كنهارهم وخلال ذلك تفصح تيدورا بوضوح أنها تنتمي إلى جيل سوف يعجزون عن السيطرة عليه أو إدراك نواياه، وهو ما تشير من خلاله إلى الدوامة التي سوف يدخل فيها الجميع ولن يخرجوا منها بسلام.

إخراجيا عمدت المخرجة إلى بناء حلول جمالية وتعبيرية من خلال خطوط السرد المتعددة، إذ أتاحت لكل شخصية أن تعبر عن أزماتها الخاصة وحيث الصمت المطبق يخيم على الطفلين لكن شهادة الطفلة لوحدها التي لا تستمع إليها الأم كانت كفيلة بكشف نوايا تيدورا في التسلل إلى حياة العائلة سواء بسرقة هاتف الزوجة أو التفتيش في دولابها.

وهنا يمكننا التوقف عند التداعي المستمر للشخصيات ضمن نطاق السرد الفيلمي القائم على فكرتي الممكن والمتوقع والمبني على رغبات أكثرها يتميز بالأنانية وعدم الانفتاح على الآخر وهي ثغرات مهمة كانت كافية للكشف عن الشخصيات وهي في أشد أزماتها صعوبة حتى إذا انتقلنا إلى الحل الإخراجي وما رسمه السيناريو بأن تيدورا وأصحابها بالإضافة إلى التنسيق فيما بينهم للإيقاع بالضحايا إن هم إلا مجموعة من مصاصي الدماء وهو ما سوف يظهر في المشاهد الأخيرة، وفي الحقيقة إنه تفصيل لم يكن ذا قيمة مهمة على صعيد الدراما الفيلمية.

ومن جهة أخرى وجدنا أن جون وزوجته بما أوتيا من خبرات وتجارب وتاريخ مهني وطبقة أرستقراطية، إلا أنهما بديا شبه مغفلين وبالإمكان خداعهما والتلاعب بهما وخاصة من طرف تيدورا وأصدقائها وهو تضارب ملفت للنظر في بناء الشخصيتين، وربما كانت الطفلة أكثر يقظة من والديها اللذين سوف ينحدران تباعا في اللعبة التي يصنعها أصدقاء تيدورا وهي مفارقة درامية ملفتة للنظر واستثنائية.

لاشك أن الفيلم على بساطة الفكرة التي عالجها على صعيد هذا النوع من الدراما العائلية، إلا أنه امتزج بمعطيات كثيرة وتماهى مع فكرة فيلم الرعب والكوميديا السوداء وأفلام مصاصي الدماء في مزيج درامي جعل مسألة الاهتمام والمتابعة للأحداث مؤكدة ومثيرة للاهتمام لدى المشاهد.

...

سيناريو وإخراج/ نيل ستوفين

تمثيل/ فاليري باشنر في دور إستر، فخري يارديم في دور جون، كارلا دياز في دور تيودورا

مدير التصوير/ فرانك كريب

موسيقى/ فولكر برتيلمان

العرض الأول/ مهرجان برلين السينمائي الدولي - 2025

• اسم الفيلم تم تعديله من طرف نيتفليكس من اللذة إلى اللذة القاتلة.

• الفيلم ليس للمشاهدة العائلية.

مقالات مشابهة

  • رانيا يوسف: مواقع التواصل الاجتماعي تصدر أحكاما متسرعة قبل العرض
  • الصراع يتصاعد.. موعد عرض الحلقة 17 من مسلسل «العتاولة 2»
  • فيلم اللّذة القاتلة.. إجازة عائلية تكشف عن أزمة الذات والتصدع الاجتماعي
  • المكتب الوطني للإعلام: عقوبات صارمة لمخالفي الضوابط الأخلاقية والقانونية في المنصات الرقمية
  • الفصل في قضية عفاف شعيب ضد محمد سامي في اتهامه بالسب والقذف.. الأربعاء
  • مواعيد عرض مسلسلات النصف الثاني من رمضان 2025.. إليك القائمة الكاملة
  • مسلسل منتهي الصلاحية الحلقة الأولى.. مواعيد العرض والقنوات الناقلة
  • موت الأسرار.. الكشف عن الذات في العصر الرقمي
  • مسلسل عايشة الدور.. مواعيد العرض والقنوات الناقلة
  • الدراما اليمنية.. بين إثبات الذات وتجاوز التحديات