اتحدت الكنائس حول العالم بمختلف طوائفها، إثر ما يحدث فى الأراضى المقدسة نداء من أجل السلام والعدالة فى ظل العنف المستمر، ورأينا موقف القيادات الدينية فى الأراضى المقدسة الذين أشاروا إلى أن الأراضى المقدسة، مكان مقدس لملايين الناس حول العالم، يعيش حاليا فى ظل عنف ومعاناة بسبب النزاع السياسى المستمر، وانعدام العدالة واحترام حقوق الإنسان.

وأعلن بطاركة ورؤساء الكنائس فى القدس، أنهم ناشدوا مرارا وتكرارا بأهمية احترام الوضع القانونى والتاريخى القائم للأماكن المقدسة، وفى هذه الأوقات الصعبة، نتحد اليوم لنرفع أصواتنا مرددين رسالة السلام والمحبة الإلهية لجميع البشر.

وأكد قادة الكنائس فى فلسطين، أنهم بصفتهم حراسا للإيمان المسيحى المتجذر بعمق فى الأراضى المقدسة، نقف مع شعوب المنطقة، الذين يعانون من عواقب الصراع المستمر إيماننا الذى يستند إلى تعاليم السيد المسيح، يجبرنا على المطالبة بوقف جميع الأنشطة العسكرية والعنيفة التى تجلب الضرر للمدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.

كما أدان بطاركة ورؤساء الكنائس فى الأراضى المقدسة بشكل قاطع كل الأعمال التى تستهدف المدنيين بغض النظر عن جنسيتهم أو عرقهم أو ديانتهم، ومثل هذه الأعمال تتعارض مع المبادئ الأساسية للإنسانية وتعاليم السيد المسيح الذى ناشدنا “أن تحب قريبك كما تحب نفسك”.

وتابعوا: “نتمنى ونصلى بحرارة لتستجيب جميع الأطراف المعنية لهذا النداء من أجل وقف فورى للعنف، ونطالب القادة السياسيين والسلطات المعنية لأن تبدأ فى حوار مشترك صادق يبحث عن حل دائما يعزز العدالة والسلام والمصالحة لشعوب هذه الأرض، الذين عانوا من أعباء الصراع لفترة طويلة جدا”.

وقالوا: “بصفتنا قادة روحيين، نمد يد العون إلى جميع الذين يعانون، ونصلى أن يمنح الله الراحة للمعذبين، والقوة للمتعبين، والحكمة لأولئك الذين يشغلون مناصب السلطة، ندعو المجتمع الدولى إلى مضاعفة جهوده للوساطة فى تحقيق سلام عادل ودائم فى الأراضى المقدسة، استنادا إلى حقوق متساوية للجميع وإلى الشرعية الدولية”.

وأردفوا: "دعونا نتذكر كلمات الرسول بولس: “لأن الله ليس إله فوضى بل إله “سلام (1) كورنثوس 14:33). بروح هذه الرسالة الإلهية، ندعو الجميع الى العمل بلا كلل نحو وقف العنف وبناء سلام عادل ودائم يسمح للأرض المقدسة بأن تكون مصبا للأمل والإيمان والمحبة للجميع، ونرجو أن تكون نعمة سيدنا المسيح، محبة الله، وشركة الروح القدس معنا جميعا خلال هذه الأوقات الصعبة”.

وفى سياق متصل، أدان المطران سنى إبراهيم عازر مطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية فى الأردن والأراضى المقدسة كل أعمال القتل والعنف الذى يتعرض له الشعب فى الأراضى المقدسة. قائلا إن الله خلق الانسان للحياة وليس للموت.

وشكر "عازر" جميع الجهود التى تدعو لإنهاء هذه الحرب وإعطاء الإنسان حقه فى الحياة، متابعا: “ندعو حكومة مصر العزيزة والمملكة الأردنية الهاشمية للتدخل وإيجاد طرق لإنهاء هذه المعاناة وإعطاء الحق لأهله”.

وأشار "عازر" إلى أن الحكومة المصرية على مر العصور هى أكبر داعم للقضية الفلسطينية منذ عام 1948 وحتى اليوم، والحكومة المصرية والشعب الفلسطينى لديهم ارتباط كبير مع بعضهم البعض وحقوق كثيرة حصل عليها الشعب الفلسطينى بجهود ودور ودعم الحكومة المصرية، والحروب التى خاضتها مصر من أجل فلسطين معروفة، ومعروفة أيضا نتائجها على كل الأصعدة.

وأكد أن مصر لها دور ريادى فى رسم خارطة المنطقة العربية بأكملها، ونحن نعلم وجهة نظر مصر بشأن القضية، فلا يوجد حل إلا بحل القضية الفلسطينية ولا يوجد سلام بمنطقة الشرق الأوسط، وهذا التى تسعى له الحكومة المصرية بايجاد حل سلمى للقضية حتى يكون  هناك استقرار بالمنطقة.

وفى سياق متصل، قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، إن السلام هو ثمرة من ثمار العدل ولكل الذين يتحدثون عن السلام نقول بأن كلمة السلام ليست شعارا ولا يمكن أن يتحقق هذا السلام بدون العدالة وأعنى بذلك إنهاء الاحتلال وتحقيق أمنيات وتطلعات شعبنا الفلسطينى.

وأضاف "حنا" أننا لسنا دعاة حروب وعنف وقتل، ولكننا فى نفس الوقت لسنا حياديين فيما يتعلق بقضية شعبنا الفلسطينى فنحن مع شعبنا المظلوم والمنكوب الذى يحق له أن يعيش بحرية فى وطنه مثل شعوب العالم.

وأكد حنا، أن الفلسطينيين لن يستسلموا للاحتلال والقمع والظلم والحصار ولن يستسلم الفلسطينيون لكل سياسات القهر والابتزازات والضغوطات الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وتابع: “شعبنا هو شعب حى يعشق الحياة والحرية والكرامة، ونقول لكتبة البيانات التى تتغنى بشعار السلام بأن شددوا أولا وقبل كل شيء على العدالة ولا يجوز بأى شكل من الأشكال وضع الجلاد والضحية فى نفس الخانة، فشعبنا هو ضحية الاحتلال الذى حتما سوف يزول ونحن كمسيحيين فلسطينيين نقف مع شعبنا، فهذه القضية هى قضيتنا وهذا الشعب هو شعبنا وكان الله فى عون هذا الشعب الذى يتم التآمرعليه من كل حدب وصوب، ولكن الفلسطينيين لن يرفعوا راية الاستسلام، وتحية لأرواح الشهداء وتحية لكل أولئك الذين يرابطون ويدافعون عن هذه الديار وقدسها ومقدساتها”.

واختتم رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس: "تؤلمنا صور الدمار والخراب والدماء ونحن كنا وسنبقى دعاة سلام مبنى على العدالة وليس على الاستسلام، فالسلام شيء والاستسلام شيء آخر، وأعتقد بأن رسالة الفلسطينيين للعالم بأسره بأننا لن نستسلم مهما اعتدى علينا وتم التآمر على قدسنا ومقدساتنا وشعبنا، ونشعر بالحزن والألم على كل قطرة دم تسيل وخاصة المدنيين والأبرياء فنحن لسنا دعاة عنف وقتل بل دعاة حق وعدالة ودفاع عن الشعب الفلسطينى وحقه المشروع فى أن يعيش بحرية وكرامة.

الكنيسة المصرية تدين ما يحدث بالأراضى المقدسة

رفضت الكنائس المصرية بمختلف طوائفها ما يحدث فى القدس، وأعلن قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والدكتور القس أندرية زكى رئيس الطائفة الإنجيلية، والأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الكاثوليك، عن رفضهم واستنكارهم للأحداث الجارية حاليا بين الطرفين الفلسطيـنى والإسرائيلى والتى أدت وتؤدى - بكل أسف - إلى إزهـاق مئات الأرواح وإصابة الآلاف، من بينهم كثير من المدنيين الأبرياء.

وأكدت الكنائس المصرية على أن العنف لا يثمر سوى عنف مماثل ومزيد من القتل والدمار، لذا ندعو كل الأطراف إلى الاحتكام للعقل واللجوء إلى لغة الحوار والتفاوض، حقنا للدماء، وحفاظا على حياة الإنسان التى هى أهم وأثمن مما عداها من القيم والأهداف.

وتشيد الكنيسة بجهود التهدئة التى تقوم بها الدولة المصرية بين طرفى النزاع للوصول إلى حل سياسى يحفظ حقوق الشعب الفلسطينى ويحقق السلام المنشود.

وفى سياق متصل أيضا دعا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى إنهاء الهجمات والعنف فى إسرائيل وفلسطين، قائلا إن الإرهاب والحرب لن يحلا أى مشكلات بل سيجلبان مزيدا من المعاناة والموت للأبرياء.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: طوفان الأقصى القيادات الدينية السلام الكنائس فلسطين حقوق الإنسان انعدام العدالة الشعب الفلسطینى من أجل

إقرأ أيضاً:

حماس: طوفان الأقصى حطّمت غطرسة العدو الاسرائيلي

أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن “معركة طوفان الأقصى جسَّدت تلاحم شعبنا العظيم مع مقاومته المظفرة، وحطّمت غطرسة العدو”.

 

وقالت الحركة في تصريح صحفي، اليوم السبت، “بعد مصادقة حكومة الاحتلال على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزَّة، معركة طوفان الأقصى قرَّبتنا أكثر نحو زوال الاحتلال والتحرير والعودة، بإذن الله”.

وأضافت: “أرغمْنا الاحتلال على وقف العدوان ضدَّ شعبنا والانسحاب، رغم محاولات نتنياهو إطالة أمد الحرب وارتكاب المزيد من المجازر”.

وشددت على أن الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه العدوانية، ولم يفلح إلاَّ في ارتكاب جرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية.

وأكدت على أن “دماء أبناء شعبنا الذين ارتقوا في حرب الإبادة لن تذهب هدراً، ولن تسقط بالتقادم، وقادة العدو وجنوده سيلاحقون ويحاكمون عليها مهما طال الزَّمن”.

وأشارت إلى أن “واجب الوقت الآن هو البدء الفوري في إنهاء الحصار وإغاثة شعبنا وإيوائه وتضميد جراحه، وعودة النازحين، وإعادة الإعمار والبناء، وهذا ما عملت عليه قيادة الحركة من اليوم الأوَّل”.

وختمت بالقول إن “بروتوكول المساعدات الإنسانية الذي تم الاتفاق عليه بإشراف الوسطاء، يضمن تنفيذ إجراءات الإغاثة والإيواء والإعمار”.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ 469 يوما على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وخلّف العدوان أكثر من 157 ألفا و200 شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

اقرأ ايضا.. حماس: تم حل عقبات عدم التزام الاحتلال ببنود الاتفاق

ومساء الأربعاء الماضي، أعلن رئيس الوزراء وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن، نجاح جهود الوسطاء (الدوحة والقاهرة وواشنطن) في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

ويتكون الاتفاق من ثلاث مراحل مدة كل منها 42 يوما، ويتضمن وقفا للعمليات العسكرية، وانسحاب جيش الاحتلال من المناطق المأهولة في غزة وفتح معبر رفح وتعزيز دخول المساعدات عبره.

ويشمل الاتفاق في مرحلته الأولى الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات”.

مقالات مشابهة

  • الزراعة: تعزيز الإجراءات لمنع دخول الآفات إلى الأراضى المصرية
  • برلمانية: اصطفاف المساعدات ودخولها غزة يعكس الدعم المصري للقضية الفلسطينية
  • التداعيات الجيوسياسية ‏ لعملية طوفان الأقصى
  • خبراء إيرانيون يقيّمون طوفان الأقصى بعد اتفاق غزة
  • حزب المصريين: إدخال المساعدات إلى غزة يجسد دعم مصر للقضية الفلسطينية
  • قيادي بحزب المؤتمر: مصر دائما صمام الأمان للقضية الفلسطينية
  • أبرز من هزمتهم عملية طوفان الأقصى
  • حماس: طوفان الأقصى حطّمت غطرسة العدو الاسرائيلي
  • وقفة حاشدة بتعز دعمًا للقضية الفلسطينية واحتفاءً بإعلان وقف إطلاق النار في غزة
  • مطران السريان الكاثوليك بالقدس يستقبل رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الرومية الروسية