طومان باي.. أحبه المصريون وشنقه السلطان العثماني على باب زويلة
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
في مثل هذا اليوم 11 أكتوبر عام 1516، تم تنصيب المملوك الأشرف أبو النصر طومان باي كسلطان على مصر، خلفًا لعمه السلطان قانصوه الغوري الذي قتل في معركة مرج دابق في سوريا أثناء حربه ضد السلطان العثماني سليم الأول.
بداية الحرب بين السلطان سليم الأول و وطومان بايعندما علم السلطان سليم الأول بتنصيب طومان باي، أرسل رسالة يطالبه بالتبعية للخلافة العثمانية وبقاءه حاكمًا على مصر، لكن طومان باي رفض هذا الطلب وقتل رسل السلطان، وهكذا اندلعت الحرب بين المماليك الشراكسة والعثمانيين، وكانت نهاية هذه الحرب بداية فترة سوداء في تاريخ مصر.
طومان باي تولى حكم مصر بعد مقتل عمه السلطان الغوري في معركة مرج دابق بسوريا،عينه الأمراء المماليك نائبًا له قبل أن يخرج لمواجهة العثمانيين. وبعد مقتل عمه، اتفق الأمراء المماليك على تعيينه سلطانًا لمصر. في البداية رفض طومان باي هذا العرض، ولكنه قبل بعد أن أقسم الأمراء على المصحف السمع والطاعة وعدم الخيانة.
بحضور نخبة من الفنانين.. قصور الثقافة تفتتح معرض "الكاريكاتير ونصر أكتوبر" بالأوبرا صدور كتاب «الأضرحة والمقامات المقدسة في فلسطين» للدكتور أحمد قيس رسالة السلطان سليم الأول وخيبة الأملأرسل السلطان سليم الأول رسله لطومان باي يطالبه بتبعية مصر للخلافة العثمانية واحتفاظه بمنصب الحاكم. ومع ذلك، رفض طومان باي هذا الطلب، مما أدى إلى اندلاع الحرب. حاولت الخلافة الجديدة ضم مصر بعد أن سقطت حكم المماليك في سوريا. وطلب السلطان من الأمراء الخروج لمقاتلتهم بدلاً من انتظار وصولهم إلى مصر. ولكن المماليك خانوا وتخاذلوا ولم يدركوا خطورة الموقف والمسؤولية التي يتحملونها. وبالتالي، قرر طومان باي تجميع جنود وأهالي قادرون على المقاومة لمواجهة العثمانيين الذين كانوا يتجهون نحو مصر عبر محافظة المنصورة (المعروفة الآن بالريدانية). وقام بالتحضيرات اللازمة لذلك.
طومان بايجيش المماليك مقابل العثمانيينخرج طومان باي إلى الريدانية وحصن نفسه هناك واستعد لمواجهة الجيش العثماني. كان الجيش العثماني بقيادة السلطان سليم الأول أكبر وأكثر تنظيمًا وقوة من جيش المماليك. وكان العثمانيون يسعون لضم مصر إلى إمبراطوريتهم وتوسيع نفوذهم في المنطقة.
اندلعت معارك عنيفة بين الجانبين، واستخدم كلا الجيشين أساليب مختلفة في المعركة. كان العثمانيون يعتمدون على التكتيكات العسكرية المتقدمة والقوة الهائلة لجيشهم، بينما كان المماليك يعتمدون على مرونة وحرفية فرسانهم ومقاتليهم المهرة.
واستمرت المعارك لفترة طويلة، ولكن في النهاية، تمكن الجيش العثماني من السيطرة على مصر، تم احتلال القاهرة في عام 1517، وأصبحت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، وبهذا الانتصار، انتهت حكم المماليك في مصر وبدأت حقبة جديدة في تاريخ البلاد تحت حكم العثمانيين.
فهرب طومان باي ولجأ إلى شيخ العرب حسن بن مرعي، لما له من أفضال عليه منها أنه أخرجه من السجن إبان حكم عمه السلطان قانصوة الغوري، وطلب منه القسم بعدم خيانته وتسليمه إلى العثمانيين، ورغم قسمه خانه ووشى به ليفاجئ بالأتراك يحاوطونه ويسلمونه لسليم الأول.
طومان بايإعدام طومان باي
أعجب السلطان سليم الأول بشجاعة طومان باي الذى كبده خسائر فادحة في حروب الكر والفر، لدرجة أنه فكر فى العفو عنه، إلا أن باقي الأمراء المماليك حذروه بأنه لو ظل على قيد الحياة فلن يهنأ له بال، فقرر إعدامة على باب زويلة، حيث قص المؤرخ المصري محمد بن إياس الحنفي تفاصيل الإعدام في كتابه الشهير «بدائع الزهور في وقائع الدهور» والذى كان شاهد عيان على الواقعة حيث قال: «عند باب زويلة توقف ركب السلطان الأسير طومان باي.. كان في حراسة 400 جندي من الانكشارية.. وكان مكبلاً فوق فرسه.. وكان الناس في القاهرة قد خرجوا ليلقوا نظرة الوداع على سلطان مصر.. وتطلع طومان باي إلى (قبو البوابة) فرأى حبلاً يتدلى، فأدرك أن نهايته قد حانت.. فترجل.. وتقدم نحو الباب بخطى ثابتة.. ثم توقف وتلفت إلى الناس الذين احتشدوا من حول باب زويلة.. وتطلع إليهم طويلاً.. وطلب من الجميع أن يقرؤا له الفاتحة ثلاث مرات.. ثم التفت إلى الجلاد، وطلب منه أن يقوم بمهمته»، وعلقت جثته 3 أيام ثم دفُنت في قبة السلطان الغوري، لتتحول مصر بعد موته لولاية تابعة للباب العالي العثماني.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العثمانيين حكم مصر
إقرأ أيضاً:
ميناء السلطان هيثم
محمد بن عيسى البلوشي
يطمح أبناء ولاية صور لعودة الدور التجاري والتاريخ الاقتصادي للولاية، التي كان ميناؤها الأبرز في منطقة الخليج العربي، ويسهم بدور رائد في مسارات التجارة بين الشرق والغرب وأفريقيا، وقد أشار الدكتور محمد بن سعيد بن دريبي العمري في رسالته البحثية لنيل درجة الدكتوراه ووثقه في كتاب "الجمارك العُمانية ونظمها في التاريخ الحديث والمعاصر 1861 - 2003) إلى أن "أهل صور استغلوا موقع بلادهم على خطوط الملاحة والاتصال عبر المحيط الهندي مع سواحله الآسيوية والأفريقية".
لربما أعود الى محتويات هذا الإصدار الثمين وأشير هنا إلى أن "ميناء صور لعب دورا كبيرا في عمليات نقل المنتجات والصناعات الهندية إلى العالم، وفي نفس الوقت اعتمد الهنود على سفن أهل صور بصفة خاصة في نقل المنتجات الأفريقية إليهم بصورة منتظمة". وهنا يسأل البعض عن أهم وأبرز السلع التي ارتبط بها ميناء صور، وأوضحها البحث بأنها "اللؤلؤ الخليجي، والماس، والذهب، والحديد، والعاج، والجلود، والحيوانات الأفريقية، والأرز، والتوابل، والزنجبيل، والكافور، والعود الهندي، والياقوت من جزيرة سرنديب. ومنذ أضحت نزوى عاصمة عُمان الداخل فقد ارتبطت بميناء صور عبر دروب الأودية لاستيراد ما تحتاجه من سلع".
لا شك أن الموانئ التجارية تلعب دورا جوهريا ومحوريا في ازدهار المدن والمواقع تذهب إليها أو تعود منها، فكما أكد الباحث أن "الموانئ التي كان يرتادها أهل صور في رحلاتهم بين آسيا وأفريقيا هي ميناء البصرة العراقي وبندر عباس الإيراني، وموانئ الكويت والبحرين وقطر ودبي على السواحل العربية من الخليج، وميناء كراتشي الباكستاني، وعدة موانئ على الساحل الهندي كبومباي، ومليبار وبنجلور، وموانئ جوادر ومسقط وقريات ومرباط العُمانية، ثم الموانئ اليمنية كالمكلا وعدن والحديدة ومصوع، وفي الشق الأفريقي فهناك ميناء مقديشو وباركيه في الصومال، ولامو ومومباسه وزنجار على الساحل الشرقي لأفريقيا".
ويقول العمري في كتابه: "أما السفن الأجنبية التي كانت تستخدم ميناء صور فهي من الهند والكويت ودبي واليمن؛ إذ كان الهنود ينقلون المنتجات الهندية كالأخشاب من مليبار، والفحم والزيوت والأقمشة من بومباي وبنجلور الى عُمان عبر صور ويستوردون المنتجات العُمانية والتي من أهمها بسور التمر والسمك المملح، أما السفن الكويتية وسفن أهل دبي فقد كانت تستخدم الميناء للراحة والتزود بالماء والحطب أو لاستيراد بعض السلع وأهمها السكر".
لن نستكفي من هذه الذاكرة التاريخية لميناء صور والتي يؤرخها الباحث في جوهرة إصداره الفريد من نوعه حول تاريخ الجمارك العُمانية، ولكننا نود أن نذكر أن شهرة ميناء صور كانت إبان الحرب العالمية الثانية فقط حيث أصبح أهم ميناء في المنطقة بأسرها لإعادة التصدير للمنتجات خصوصا المواد الغذائية الى كل دول الخليج، خصوصًا في دبي والكويت اللذين كانت سفنهما تصل إلى الميناء، كما يوضح العمري.
وعليه.. فإنَّ هذا الزخم التاريخي والدور التجاري والاقتصادي والحضاري الذي لعبه ميناء صور منذ تلك الحقبة، حق علينا إحيائه بمشروع تنموي يقام في العهد المتجدد من نهضة عُمان، وفي عصرها الزاهر الميمون الذي يقوده مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه-، وذلك بإنشاء ميناء صور التجاري، الذي نرجو أن نراه قريبًا في منطقة صور الصناعية، والذي سيكون همزة الوصل بين الموانئ المُطلة على شواطئ بحر عُمان والاسواق المحلية المتعطشة الى الحراك الاقتصادي والتجاري؛ ففي "سكة البوش" روايات لا يزال شذاها يفوح بعبق ذكريات السفن الصورية التجارية.
إنَّنا كآبناء ولاية صور نؤمن بأهمية إيجاد ميناء تجاري في منطقة صور الصناعية يليق بمكانة سلطنة عُمان التجارية، ونتطلع إلى أن يحمل هذا المشروع التجاري والاقتصادي والاستثماري الأبرز في المحافظة اسم "ميناء السلطان هيثم"، لنُجدِّد مع اسمه الماجد الميمون تاريخ عُمان البحري والتجاري، من أهم موانئ سلطنة عُمان، ليتم إحياء هذا المجد كإضافة نوعية الى محافظة جنوب الشرقية.
ومع عودة إنشاء الميناء في مكانه المناسب، سيعود طريق الحرير التجاري الذي سيجعل من "ميناء السلطان هيثم" واسطة العقد الذي سيُحيي الحركة التجارية على مستوى ولايات سلطنة عُمان في المحافظات القريبة من جنوب الشرقية، وأيضًا سيرفع القيمة المحلية المضافة لاقتصاد المحافظة ويُعزز دوره الاقتصادي بشكل ملحوظ، ولربما نستطيع- بعودة الميناء- تحقيق مكاسب اقتصادية واستثمارية وتجارية أكبر؛ لأنه سيفتح أفقًا مُتجددًا لإحياء التاريخ مرة أخرى.
** خبير في الإعلام الاقتصادي