مبادرة خبير الإعلان الرقمي توسع خدماتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
دبي – الوطن
أعلنت Aleph، التي تربط المعلنين المحليين والعالميين بمليارات المستهلكين في جميع أنحاء العالم من خلال الوسائط الرقمية، أن مبادرة خبير الإعلان الرقمي ، وهي مبادرة اجتماعية لخلق فرص اقتصادية من خلال تعليم الإعلان الرقمي, متوفرة الآن باللغتين العربية والفرنسية. تم إطلاقها في أبريل 2023 في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمتحدثين باللغتين الإنجليزية والإسبانية.
تهدف مبادرة خبير الإعلان الرقمي إلى تجهيز الجيل القادم من المسوقين الرقميين بتعليم مميز ومجاني من خلال شهادة الإعلان الرقمي في دول المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر ومصر والأردن والمغرب وتونس والجزائر وجميع دول المنطقة، حيث تتاح فرص كبيرة للنمو الرقمي وزيادة في الطلب على مواهب التسويق الرقمي.
لقد شهد عالم الإعلان الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تطور كبير و سريع وهناك طلب كبير على الخبراء في مجال الإعلانات الرقمية وقد بلغ إجمالي الإنفاق على الإعلانات الرقمية في المنطقة 4.58 مليار دولار في عام 2021، مما شكل زيادة تقريبية بقيمة مليار دولار كاملة عن العام السابق وفقًا لتقرير IAB GCC. نمو الإعلانات الرقمية يعكس التحول المتزايد نحو رقمنة الاقتصاد في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والذي من شأنه أن يؤدي إلى زيادة بنسبة 46٪ في نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي على مدى 30 عامًا – أو بعبارة أخرى ، مكسبًا طويل الأجل يبلغ 1.6 تريليون دولار ، وفقًا لتقارير البنك الدولي.
وتقوم مبادرة خبير الإعلان الرقمي بتدريب المبتدئيين الذين ليس لديهم خبرة سابقة كيفية الإعلان على المنصات الرقمية الرائدة في العالم بشكل فعال كما توفر معرفة محددة ومتعمقة لمنصات الإعلان العالمية الرئيسية بما في ذلك Meta وSnap وSpotify وTikTok و LinkedIn وأكس ( تويتر سابقًا) وغيرها وذلك من خلال التسجيل مجانًا على منصة www.digitaladexpert.com وإكمال الدورة التمهيدية. ويتم استكمال الدورة التدريبية على نفس المنصة والتي تقدم أيضًا محتوى يتم تحديثة دوريا و دراسات الحالات ومواد قيمة أخرى بالإضافة إلى محاضرات متخصصة في مختلف المجالات مقدمة من قبل خبراء مشهورين من Aleph.
وفي هذا الإطار، قال جاستون تاراتوتا، المؤسس والرئيس التنفيذي لAleph :”نحن في مهمة كبيرة لتمكين جيل جديد من المحترفين الرقمين العالميين. وأرغب في أن نسد فجوة المهارات الرقمية. سوف نقوم بتدريب وإعتماد أكبر عدد ممكن من الأشخاص. إنه واجب نحو المجتمعات التي نتواجد فيها. أنا أؤمن أن التعليم هو العملة الوحيدة التي لا تفقد قيمتها، من خلال منصتنا، نقدم هذه القيمة للطامحين من المسوقين والمعلنين الرقميين في جميع أنحاء العالم. حيث سيكون لديهما القدرة على الوصول إلى المعرفة التي يحتاجونها للتألق في العصر الرقمي جاعلين الإعلان الرقمي متاحًا للجميع.”
لقد شارك حتى الآن أكثر من 280,000 طالب في مبادرة خبير الإعلان الرقمي في أكثر من 140 دولة، وكانت تقيمهم للتجربة إيجابي بمتوسط 9.2 نقطة من 10 نقاط. وقد وصل عدد الطلاب المسجلين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 45,124 طالبًا من 14 دولة منذ إطلاق المبادرة في أبريل. لقد تلقينا أكثر من 11,000 طلب للغة الفرنسية وأكثر من 9,000 طلب للغة العربية، والآن بإطلاق اللغتين العربية والفرنسية نتوقع زيادة عدد التسجيلات بشكل أكبر. قامة مبادرة خبير الإعلان الرقمي Digital Ad Expert by Aleph بالتحالف مع عدد من الجامعات البارزة في المنطقة مثل الجامعة الأمريكية في دبي والجامعة الأمريكية في القاهرة و DGCI التابعة لجامعة عين شمس وجامعة الإسكندرية، وجامعات TKH، و نعمل علي التحالف مع جامعات أخرى مستقبلا.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: منطقة الشرق الأوسط وشمال إفریقیا من خلال
إقرأ أيضاً:
الصراع بين الكنيسة المصرية ومخطط الشرق الأوسط الجديد
منذ العصور القديمة، كان الشرق الأوسط مركزًا دينيًا وثقافيًا شكّل هويته الفريدة.
ومع بداية الألفية الجديدة، بدأت القوى الغربية، التي تحركها الصهيونية العالمية، في تبني سياسات تهدف إلى إعادة رسم حدود المنطقة من خلال مخطط يسعى إلى طمس الهويات التاريخية العميقة التي تشكل نسيجها الثقافي والديني.
ومن بين هذه الهويات، تبرز الهوية المسيحية الشرقية، وفي قلب هذا الصراع، تقف الكنيسة المصرية كحجر عثرة أمام محاولات إعادة تشكيل مكونات الهوية الدينية والثقافية للمنطقة.
تبنت القوى الغربية المتحالفة مع الصهيونية سياسة "الفوضى الخلاقة" كوسيلة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، بهدف تفكيك الأنظمة السياسية وزرع الفوضى، مما أدى إلى تصاعد الجماعات الإرهابية، وانتشار النزاعات الطائفية، وتهجير المسيحيين من العديد من دول المنطقة. وكان لهذا التدمير الممنهج أثر بعيد المدى على هوية المنطقة، حيث سعت تلك القوى إلى فرض مشروع "مسار إبراهيم" كرمز ديني ثقافي يربط بين اليهودية والمسيحية والإسلام. وتجسد ذلك في "بيت العائلة الإبراهيمي"، الذي رفضت الكنيسة المصرية الانضمام إليه، باعتباره محاولة لتكريس واقع جديد يخدم أهدافهم.
محاولة الترويج لمسار إبراهيم كمرجعية دينية وثقافية تجمع الديانات الثلاث ليست سوى وسيلة لتحقيق مشروع "إسرائيل الكبرى"، الممتد - وفقًا لتصورهم - من النيل إلى الفرات، مستندين إلى رحلة النبي إبراهيم التي شملت عدة دول في المنطقة وصولًا إلى مصر.
يهدف هذا المشروع إلى تحقيق حلم إقامة "مملكة داوود"، استنادًا إلى الإيمان اليهودي بقدوم "المسيح الملك الأرضي"، الذي سيقيم ملكوته على الأرض ويقود "مملكة داوود".
ويتماشى هذا التصور مع الفكر المسيحي المتصهين للكنيسة البروتستانتية، التي تؤمن بمفهوم "حكم الألفية"، أي نزول المسيح في آخر الزمان لحكم العالم لمدة ألف عام. وكليهما يتفقان على أن كرسي حكم هذا الملك هو هيكل سليمان، وهو ما يتناقض تمامًا مع العقيدة المسيحية الشرقية، خاصة الكنيسة القبطية المصرية، التي ترفض هذا الفكر.
المواجهة الحقيقية بين الكنيسة المصرية والمشروع المتفق عليه بين المسيحية المتصهينة والمعتقد اليهودي تتجلى في صراع المسارات، بين "مسار إبراهيم" و"مسار العائلة المقدسة".
فوفقًا للتاريخ المسيحي، هرب السيد المسيح وأمه العذراء إلى مصر هربًا من بطش هيرودس، وتوقفت العائلة المقدسة في عدة مناطق مصرية، مما يجعل مصر نقطة محورية في تاريخ المسيحية.
هذا الأمر يتناقض مع الفكر المسيحي المتصهين والمعتقد اليهودي، اللذين يسعيان إلى ترسيخ الاعتقاد بأن القدس وحدها هي المركز الديني الأوحد وكرسي حكم "مملكة داوود" من داخل هيكل سليمان، وتهيئة الأجواء لقدوم "المسيح الملك" عبر مسار إبراهيم.
وهنا يطرح السؤال نفسه: لماذا لم يتم حتى الآن تفعيل "مسار العائلة المقدسة" كحج مسيحي عالمي رغم أهميته في تاريخ المسيحية وذكره في الإنجيل المقدس؟ الإجابة تكمن في أن أصحاب مشروع "مملكة داوود" يسيطرون على شركات السياحة العالمية ويوجهونها بما يخدم مخططاتهم، كما أنهم نجحوا في اختراق عدد من المؤسسات الدينية في الغرب، مما جعل بعض الكنائس الغربية أداةً في خدمة هذا المشروع، متجاهلين الدور التاريخي لمصر في المسيحية.
الكنيسة القبطية لا تعترف بمفهوم "الملك الألفي" الذي تروج له المسيحية الصهيونية، حيث يتناقض مع الإيمان الأرثوذكسي بالمجيء الثاني للمسيح، وهو ما تم تأكيده في مجمع نيقية عام 325م ومجمع القسطنطينية عام 381م. حيث جاء في العقيدة المسيحية أن المسيح سيأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات، وليس كملك أرضي يحكم العالم. كما أن الكنيسة القبطية تدحض المعتقد اليهودي الذي لا يعترف بالمسيح الذي جاء بالفعل، إذ لا يزال اليهود في انتظار "المسيح الملك الأرضي" القادم لإقامة مملكتهم.
كان للبابا شنودة الثالث بُعد نظر استراتيجي ورؤية واضحة حول المخطط الصهيوني، فاتخذ موقفًا حازمًا ضد أي تطبيع مع إسرائيل، وأصدر قرارًا تاريخيًا بمنع الأقباط من زيارة القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن "القدس لن يدخلها الأقباط إلا مع إخوانهم المسلمين". وقد جعل هذا الموقف الكنيسة القبطية في مواجهة مباشرة مع المشروع الصهيوني الذي يسعى إلى تحقيق "مملكة داوود".
ومع تولي البابا تواضروس الثاني قيادة الكنيسة المصرية، استمرت هذه السياسة الوطنية، وبرز ذلك في مقولته الشهيرة: "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن"، وهي رسالة قوية تؤكد أن الكنيسة المصرية لا يمكن أن تكون جزءًا من مشروع يهدف إلى طمس الهوية الوطنية المصرية.
كما لعب البابا تواضروس دورًا مهمًا في تعزيز علاقات الكنيسة بالأقباط في الخارج، ودعم دورهم كصوت وطني مدافع عن مصر في مواجهة محاولات التشويه والتأثير الخارجي. لم تقتصر مواقف البابا تواضروس على الجاليات القبطية في الخارج فقط، بل عمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة حول أوضاع الأقباط في مصر، مؤكدًا أن ما يتم الترويج له بشأن "اضطهاد الأقباط" هو مجرد افتراءات تهدف إلى زعزعة استقرار الوطن.
وقد أظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي تقديره الكبير للكنيسة المصرية وللبابا تواضروس في عدة مناسبات، أبرزها حضوره احتفالات عيد الميلاد المجيد في الكاتدرائية، مما يعكس العلاقة القوية بين الكنيسة والدولة في مواجهة المخططات الخارجية التي تستهدف مصر وهويتها الوطنية.