حتى نهاية الأسبوع الماضي، كانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعتمد على بقاء الشرق الأوسط هادئاً نسبياً بينما تسعى إلى تحقيق أهدافها السياسية الرئيسية، أبرزها التوسط في انفراجة بين إسرائيل والسعودية، واحتواء طموحات إيران النووية.

لكن هذه الآمال تبددت عندما تسلل مقاتلون من حماس من غزة واجتاحوا بلدات إسرائيلية، يوم السبت، ما أسفر عن مقتل المئات، وخطف عشرات آخرين.

وردت القوات الإسرائيلية بقصف أودى بحياة المئات في القطاع الساحلي، وفرض حصار كامل عليه.

#Live Firing from #Frontline of #Israelwar #Israel #IDF is now responding with artillery guns on #Gaza #Israel_under_attack #Gaza_under_attack #Hamas pic.twitter.com/pcxK1n86HW

— Sumit Chaudhary (@SumitDefence) October 11, 2023 سياسة جديدة

بعد تجنب التدخل في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يجد بايدن نفسه الآن مدفوعاً إلى أزمة من المرجح أن تعيد تشكيل سياسته في الشرق الأوسط، وفي تحالف قد لا يشعر فيه بالارتياح مع رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني المتطرف بنيامين نتانياهو.

إنه وضع محفوف بالمخاطر سياسياً لرئيس يسعى لإعادة انتخابه في 2024، ويمكن أن تترتب عليه آثار كبيرة على أسعار النفط العالمية، ويوجه موارد الولايات المتحدة واهتمامها بعيداً عما كان حتى الآن يمثل التحدي الأبرز في سياسته الخارجية: حرب روسيا في أوكرانيا.

وجه هجوم حماس المفاجئ ضربة للجهود الأمريكية للتوسط في تطبيع تاريخي بين إسرائيل والسعودية، ووضع عقبات أمام نهج واشنطن مع إيران، راعية حماس منذ فترة طويلة.

ويؤكد مسؤولون أمريكيون أن محاولات إقامة علاقات بين العدوين القديمين إسرائيل والسعودية يمكن أن تنجو من الأزمة، لكن خبراء كثيرين يتبنون وجهة نظر أكثر تشاؤماً.

وقال رئيس برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية جون ألترمان، في تناقض مع الخط الرسمي للحكومة الأمريكية: "بكل بساطة، كل جهود التطبيع ستظل معلقة في المستقبل المنظور".

ورأت الإدارة الأمريكية في الجمع بين أقوى حليفين لواشنطن في المنطقة حصناً أشد مناعة ضد طهران، وضد تقدم الصين في منطقة الخليج الغنية بالنفط.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي،  للصحافيين، إنه لن يذهب إلى حد القول إن محادثات التطبيع توقفت مؤقتاً، أو أنها أصبحت في مرتبة متأخرة، لكن تركيز واشنطن اليوم، ينصب على مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وتوقع مسؤول أمريكي كبير، تحدث شريطة حجب هويته، التوصل إلى اتفاق إسرائيلي سعودي في نهاية المطاف، لكنه قال: "المسألة تتوقف على التوقيت، وهل سيؤدي هذا لإغلاق النافذة لفترة معينة من الزمن؟ ربما، وربما لا".

وقال جوناثان بانيكوف، وهو مسؤول كبير سابق في المخابرات الوطنية الأمريكية: "الشارع العربي لن يدعم التطبيع بعد حرب واسعة النطاق، دمرت فيها الضربات الإسرائيلية جزءاً كبيراً من غزة".

كانت حماس ترسل رسالة مفادها أنه لا يمكن تجاهل الفلسطينيين إذا كانت إسرائيل تريد الأمن، وأن أي صفقة سعودية من شأنها أن تعرقل التقاربة الأخير بين المملكة وإيران، حسب ما قال مسؤولون فلسطينيون ومصدر إقليمي.

وقال مسؤولون أمريكيون في وقت سابق، إن الوقت غير مناسب لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة منذ فترة طويلة، بسبب تعنت الجانبين.

وقال بانيكوف إن الرياض قد تعود على المدى الأطول إلى طاولة المفاوضات للحصول على ضمانات أمنية أمريكية ضد إيران.

ويقول محللون إن إدارة بايدن، حتى أثناء مساعدتها لإسرائيل ضد حماس، ولتحرير عشرات الرهائن، الذين يرجح أن بينهم أمريكيين، يمكن أن تحاول صياغة استراتيجية، على الأقل، لإبقاء خيار إقامة دولة فلسطينية، على قيد الحياة.

لكن نتانياهو، الذي تقاوم حكومته اليمينية المتطرفة بالفعل تقديم تنازلات تسعى لها كل واشنطن والرياض، سيعارض تقديم أي تنازلات للفلسطينيين، بعد ارتفاع عدد القتلى، وأزمة الرهائن التي يواجهها.

VOA’s Ukrainian service spoke to John Kirby, National Security Council spokesman, Tuesday before President Joe Biden's address to the nation, where he remarked on Hamas' attack on Israel: "Iran has a degree of complicity here."https://t.co/VIudpi8aUX pic.twitter.com/W6q6jn5288

— Voice of America (@VOANews) October 11, 2023 على حين غرة

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، منذ أسبوع في مؤتمر رعته مجلة أتلانتيك: "منطقة الشرق الأوسط أكثر هدوءاً اليوم مما كانت عليه منذ عقدين"، في إشارة إلى أن الإدارة يمكن أن تركز بشكل أكبر على أولويات مثل حرب روسيا في أوكرانيا، والنفوذ الصيني المتزايد في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

وقال مسؤولون أمريكيون إن مساعدي بايدن، الذين كانوا يقودون جهود التطبيع  بين إسرائيل والسعودية مقابل اتفاق دفاعي أمريكي تسعى إليه الرياض، فوجئوا تماماً بهجمات حماس. ومن المرجح أن يجبر الهجوم الأسوأ على إسرائيل منذ خمسة عقود، بايدن على المشاركة الدبلوماسية في مشاكل الشرق الأوسط، بشكل أعمق.

ويقول مسؤولون في الإدارة إن التحدي المباشر، هو منع الحرب من التوسع، خاصة منع جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران من فتح جبهة ثانية على الحدود الشمالية لإسرائيل.

خامنئي ينفي تورط #إيران في هجوم حماس.. ونقبل أيادي الذين خططوا له https://t.co/yF9AZuQknj

— 24.ae (@20fourMedia) October 10, 2023 تشجيع إيران

يقول محللون إن الولايات المتحدة قد تضطر إلى مراجعة نهجها مع إيران. ومنذ توليه منصبه، انطوى سجل بايدن السياسي على جهود فاشلة للتفاوض مع طهران على العودة إلى الاتفاق النووي. وتنفي طهران سعيها لامتلاك أسلحة نووية.

وقال مسؤولون أمريكيون إن إيران متواطئة في الهجوم على إسرائيل بدعمها لحماس منذ زمن طويل، لكنهم لا يملكون أدلة تربطها بشكل مباشر بالهجوم. ونفت طهران أي دور لها.

وأشار بعض المحللين إلى أن إيران قد تتجرأ على تصعيد "حرب الظل" مع إسرائيل بعد أن رأت غارة مسلحة تنتهك سمعة الجيش الإسرائيلي الذي "لا يقهر"، وتستخدم وكلائها الإقليميين لاستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة.

وقال بانيكوف، الذي يعمل الآن في مركز أبحاث المجلس الأطلسي: "قد تكون إيران أقل خضوعاً للردع في الوقت الراهن، لأنها ترى أن الإدارة الأمريكية أقل استعداداً للانخراط في صراع عسكري أو اتخاذ إجراءات تهدد بذلك".

ويجد بايدن نفسه أيضاً مضطراً إلى الدفاع عن نفسه في مواجهة انتقادات الجمهوريين لصفقة تبادل السجناء مع إيران في الشهر الماضي، التي أشار مسؤولون أمريكيون إلى أنها قد تكون خطوة لبناء الثقة، وإلغاء تجميد 6 مليارات دولار لإيران للأغراض الإنسانية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: غزة وإسرائيل زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل بايدن إسرائیل والسعودیة مسؤولون أمریکیون الشرق الأوسط یمکن أن

إقرأ أيضاً:

مسؤولون وخبراء يكشفون تفاصيل جديدة عن تفجير إسرائيل لأجهزة “بيجر” في لبنان.. ما علاقة تايوان؟

لبنان – أشار مسؤولون أمريكيون وآخرون مطلعون على التفجيرات في لبنان إلى أن إسرائيل نفذت عمليتها ضد الفصائل اللبنانية بإخفاء مواد متفجرة داخل دفعة مستوردة حديثا من أجهزة اتصال تايوانية الصنع.

وبحسب بعض المسؤولين، فإن أجهزة الاتصال التي طلبها الفصائل اللبنانية من شركة “غولد أبولو” في تايوان، تم العبث بها قبل وصولها إلى لبنان. وكانت أغلبها من طراز AP924 الذي تنتجه الشركة، رغم أن ثلاثة طرازات أخرى من “غولد أبولو” كانت متضمنة في الشحنة.

وقال اثنان من المسؤولين إن المادة المتفجرة، التي لا يتجاوز وزنها أونصة أو اثنتين، كانت مزروعة بجوار البطارية في كل جهاز. كما تم تضمين مفتاح يمكن تشغيله عن بعد لتفجير المادة.

وقال ثلاثة من المسؤولين إن الأجهزة تم برمجتها لإصدار صوت تنبيه لمدة عدة ثوان قبل انفجارها.

وأشار خبراء مستقلون في مجال الأمن السيبراني درسوا لقطات من الهجمات إنه من الواضح أن قوة وسرعة الانفجارات ناجمة عن نوع من المواد المتفجرة.

وقال متخصص في الأبحاث في شركة البرمجيات WithSecure ومستشار الجرائم الإلكترونية في اليوروبول ميكو هيبونين: “من المرجح أن تكون هذه الأجهزة قد تم تعديلها بطريقة ما للتسبب في هذا النوع من الانفجارات، يشير حجم وقوة الانفجار إلى أنه لم يكن بسبب البطارية فقط”.

وقال عدد من المسؤولين إن أكثر من ثلاثة آلاف جهاز اتصال تم طلبها من شركة “غولد أبولو” التايوانية، وقام “حزب الله” بتوزيع أجهزة الاستدعاء على أعضائه في مختلف أنحاء لبنان، ووصل بعضها إلى حلفاء الحزب في إيران وسوريا، وقد أثر هجوم إسرائيل على أجهزة الاستدعاء التي كانت تعمل وتستقبل الرسائل.

وأصيب أكثر من 2500 شخص من أعضاء الفصائل اللبنانية ، إثر انفجار أجهزة الاتصال اللاسلكية التي كانوا يحملونها في مناطق متفرقة من لبنان.

وأعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض مقتل 9 أشخاص بينهم طفلة وإصابة نحو 2750 غالبيتهم من عناصر الفصائل اللبنانية يوم الثلاثاء، جراء انفجار أجهزة لا سلكية في مناطق مختلفة في البلاد.

وأعلن “حزب الله” اللبناني مساء الثلاثاء، في بيان، مقتل طفلة واثنين من عناصره ‏وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة، نتيجة انفجار عدد ‏من أجهزة تلقي ‏الرسائل المعروفة بالـ”بيجر”، والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات الحزب ‏المختلفة.

وأكدت الفصائل اللبنانية في بيان أنه “بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى ‏بعد ظهر هذا اليوم فإننا نحمل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي ‏طال المدنيين أيضا وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة”.‏

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • قرار أممي يطالب “إسرائيل” بإنهاء احتلالها الأراضي الفلسطينية.. وحماس ترحب
  • انفجارات البيجر تجر تايوان إلى السياسة في الشرق الأوسط
  • السفارة الأمريكية تهنئ اليمن كونه أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بإمكانية الانترنت الفضائي "ستارلينك"
  • بلينكن من مصر: وقف النار بين إسرائيل وحماس يمنع التصعيد بالشرق الأوسط
  • مسؤولون وخبراء يكشفون تفاصيل جديدة عن تفجير إسرائيل لأجهزة “بيجر” في لبنان.. ما علاقة تايوان؟
  • البنتاجون: لا تعديل لوضع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط بعد تفجيرات لبنان
  • الزيودي: استراتيجية توسيع الشركاء التجاريين للإمارات تحقق نقلة نوعية
  • العرب في مصيدة الانتخابات الأمريكية
  • بلينكن يزور مصر في أول زيارة إلى الشرق الأوسط لا تشمل إسرائيل منذ 7 أكتوبر
  • ما دلالات هروب حاملة الطائرات الأمريكية “روزفلت” من الشرق الأوسط؟