يواجه سكان غزة أزمة إنسانية عميقة، بعدما انقطع عنهم الطعام والكهرباء والمياه، إثر الغارات الجوية الإسرائيلية ردا على هجوم حماس المفاجئ على إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المدنيين.

وأغلب القتلى الإسرائيليين من المدنيين، إذ لقوا حتفهم بالرصاص في المنازل أو الشوارع أو في حفل أقيم في الهواء الطلق.

وتم اختطاف عشرات الإسرائيليين وآخرون من الخارج واقتادهم المسلحون إلى غزة كمختطفين، وظهر بعضهم على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء عرضهم في الشوارع.

وتعرض القطاع الساحلي الذي تسيطر عليه حماس، للقصف الجوي منذ أن أمر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بفرض "حصار كامل" على المنطقة، بما في ذلك وقف إمدادات الكهرباء والغذاء والماء والوقود إلى القطاع. 

وأكد الجيش الإسرائيلي أن عشرات من طائراته المقاتلة قصفت أكثر من 200 هدف خلال الليل في حي بمدينة غزة، قال إن حماس استخدمته لشن موجة غير مسبوقة من الهجمات.

لا يوجد مكان آمن

أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل ما لا يقل عن 900 شخص وإصابة 4600 في الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع المحاصر منذ يوم السبت، وبينهم مدنيين.

وقالت نادين عبد اللطيف، البالغة 13 عاما، وهي من سكان حي الرمال بمدينة غزة، إن جيرانها وأقاربها طلبوا منها وعائلتها المغادرة يوم الإثنين بعد أن قالت إسرائيل إنها ستستهدف المنطقة. 

لكنهم قرروا البقاء لأنه "ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه"، على حد قولها لشبكة "سي إن إن" الإخبارية.

ووالد نهاد مفقود، وكان يعمل في إسرائيل، ولكن بعد هجوم حماس يوم السبت، فقدت العائلة الاتصال به.

ولا يزال الوضع يائسا بالنسبة لنادين وعائلتها، وقالت "ليس لدينا ماء، وانقطعت الإثنين، بالكاد نحصل على الكهرباء أو الإنترنت، ولا يمكننا مغادرة المنزل لشراء الطعام لأن الوضع يزداد خطورة، وكلما سمعت صوت طائرات، نختبئ تحت الطاولة".

ووصف طارق الحلو، البالغ من العمر 29 عاما، وهو من سكان السودانية في شمال غزة، حالة من الفوضى الكاملة عندما قصفت الغارات الجوية حيه صباح الأحد.

وقال "بدأ أفراد عائلتي بالصراخ والخروج من المنزل، وكل واحد منا يهرب في اتجاهات مختلفة"، مضيفاً أن حيه بأكمله قد دُمر "دون أي إنذار مسبق".

وأكد أن جيرانه كانوا محاصرين تحت الأنقاض، وكان يسمع نداءاتهم طلبا للمساعدة.

قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إنها حولت 83 من مدارسها في غزة إلى ملاجئ مؤقتة.

لكن تلك الملاجئ المؤقتة وصلت إلى 90 بالمئة من طاقتها الاستيعابية، الإثنين، مع احتماء أكثر من 137 ألف شخص من الضربات الإسرائيلية.

الوضع "يتدهور بشكل كبير"

يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس وتحاصره إسرائيل منذ العام 2007، حسب "فرانس برس".

وغزة هي "واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم"، وتظهر إحصائيات البنك الدولي أن القطاع يعاني من أحد أعلى معدلات البطالة في العالم.

اليوم الخامس لحرب إسرائيل وغزة.. حصيلة جديدة للقتلى والمصابين أكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، ارتفاع حصيلة القتلى إلى 1200 والمصابين لأكثر من 2700.

وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 180 ألفا من سكان غزة أصبحوا بلا مأوى، وتجمع الكثير منهم في الشوارع أو في المدارس.

وتقدر الأمم المتحدة أن ما يقرب من 80 بالمئة من السكان القطاع يعتمدون على المساعدات الدولية للبقاء على قيد الحياة والحصول على الخدمات الأساسية.

والكثافة السكنية لغزة، تجعل الهجمات المضادة المستهدفة مثل تلك التي شنتها إسرائيل في الأيام الأخيرة ذات "احتمالية كبيرة لإصابة المدنيين"، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".

ووفقا وكالة "أسوشيتد برس"، يقول الجيش الإسرائيلي إنه يشن ضربات دقيقة تستهدف قادة المتشددين أو مواقع العمليات، وإنه لا يستهدف المدنيين، لكنه أيضا يتحدث عن زرع المسلحين في المناطق المدنية في جميع أنحاء قطاع غزة.

والظروف المعيشية في غزة قاتمة، فلا يحصل 95 بالمئة من السكان على المياه النظيفة، وفقا للأونروا، كما أن نقص الكهرباء يؤدي بشكل دوري إلى توقف الحياة.

ويعتمد قطاع غزة بشكل كبير على إسرائيل في الحصول على المياه والكهرباء والغذاء.
والواردات الأساسية لغزة هي المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية ومواد البناء من إسرائيل ومصر، الشريكين التجاريين الرئيسيين لها.

وتأتي معظم الفواكه والخضروات الطازجة في غزة من المزارع الواقعة على طول الحدود مع إسرائيل.

وتحصل غزة على معظم احتياجاتها من الكهرباء من إسرائيل، على الرغم من أن القطاع لديه محطة كهرباء قديمة واحدة.

ويحتوي القطاع على مصادر للمياه الجوفية، لكن العديد من الآبار دمرت بسبب التلوث والمياه المالحة.

وأكثر من 90 بالمئة من المياه في طبقة المياه الجوفية الوحيدة في غزة لم تعد صالحة للشرب.

والأحد، قال برنامج الأغذية العالمي إنه في حين تحتفظ معظم المتاجر في الإقليم "بمخزون من المواد الغذائية لمدة شهر واحد"، فإن هذه المخزونات "مهددة بالاستنفاذ بسرعة مع قيام الناس بالتخزين خوفا من صراع طويل الأمد".

وأشار إلى أن انقطاع الكهرباء المتكرر يهدد أيضا بتلف المواد الغذائية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: بالمئة من أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

أحمد أبو الغيط: خطط التهجير أعطت للاحتلال الإسرائيلي الذريعة لقتل المدنيين في غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، إننا نحتفي بالذكرى الـ80 لتأسيس الجامعة العربية، والوضع العربي يواجه أوضاعًا هي الأقسى في تاريخه المعاصر.

وأضاف أبو الغيط في كلمته خلال الدورة العادية الـ163 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، أن الثمن الذي تدفعه الشعوب يفوق الوصف، موضحًا أن العروبة ما زالت تمثل النسيج الرابط لأوصال هذه الأمة.

وتابع، أن إسرائيل تمارس حرب إبادة على سكان غزة، موضحًا أن الحرب الوحشية الإسرائيلية تتواصل يوميًا ضد المدنيين في قطاع غزة مع صمت كامل لمن يتشدقون بالقيم، مشيرًا إلى استشهاد ما يقرب من 50 ألف فلسطيني في عام ونصف العام.

وتابع، أن التطهير العرقي هو هدف الحرب في غزة، موضحًا أن خطط التهجير أعطت للاحتلال الإسرائيلي الذريعة في الإمعان بقتل المدنيين في غزة.

وأردف، الأمين العام للجامعة العربية، أن صمت العالم على هذا الوضع المتجرد من الإنسانية هو صمت مخجل ومشين.

مقالات مشابهة

  • الصليب الأحمر: غزة تواجه كارثة إنسانية بعد توقف المستشفيات عن العمل.. فيديو
  • الصليب الأحمر: غزة تواجه كارثة إنسانية بعد توقف المستشفيات عن العمل
  • الأمم المتحدة: غزة تواجه أسوأ أزمة إنسانية
  • أزمة عميقة.. روسيا تدرج أكثر من 20 برلمانياً بريطانياً في قائمة المنع
  • أحمد أبو الغيط: خطط التهجير أعطت للاحتلال الإسرائيلي الذريعة لقتل المدنيين في غزة
  • العملة تنهار والأسعار تشتعل.. عدن تواجه أزمة اقتصادية خانقة
  • حماس: غزة تواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة بعد 50 يوما من إغلاق المعابر
  • حماس: قطاع غزة بات يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة
  • هيئة دعم فلسطين: 47 يوما لم تدخل أي مساعدات إنسانية وشبح المجاعة يفتك بأرواح المدنيين
  • الآثار القاتلة لوقف الدعم الأمريكي تتجلى في السودان أكثر من أي مكان آخر في العالم