RT Arabic:
2025-01-24@03:25:10 GMT

إسرائيل.. فتوى بانتقام من دون حدود وصوت خافت معارض!

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

إسرائيل.. فتوى بانتقام من دون حدود وصوت خافت معارض!

تسيطر على الإسرائيليين حالة من الاندفاع  إلى الثأر من "طوفان الأقصى" هي الأشد والأعنف من سابقاتها، وبين دوي طبول الانتقام لا يسمع إلا صوت في الهامش مناقض.

إقرأ المزيد إسرائيل بين عميلة برية في غزة وحرب مباشرة مع إيران!

صوتان من إسرائيل، الأول جماعي وطاغ، أطلق العنان لغريزة الانتقام من قطاع غزة وتحويله إلى أكوام من الركام، من دون التفات لأي قوانين وأعراف دولية، في صورة تشبه المثل القائل، سمه كلبا ثم اقتله.

الصوت الأول يظهر في شكل واضح في تصريحات أكاديمي إسرائيلي في القانون الدولي يدعى يفغيني كانتوروفيتش، نقل عنه موقع "firstsource" الناطق بالعبرية قوله: "نحن لا نحارب الإرهابيين بل النازيين، لذلك يجب أن نفكر في الأمر بنفس الطريقة التي فعلت بها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عندما كانا يقاتلان النازيين".

وعن سؤال صيغ على الشكل التالي: "إسرائيل من الدول الموقعة على اتفاقية جنيف وهي ملتزمة بها (تتضمن الاتفاقية توفير الرعاية الطبية لجنود العدو الجرحى، والمطالبة بمعاملة عادلة لأسرى الحرب وواجب حماية المدنيين في القتال). هل يمكن لإسرائيل تجاهل الاتفاقية عندما يتعلق الأمر بالتخطيط لهجمات مستقبلية"؟

البروفيسور كانتوروفيتش يجيب قائلا: ""نعم ولا. لا يمكن تجاهل اتفاقية جنيف، لأن الجانب الآخر يتجاهلها. إنها لا تزال صالحة. السؤال هو ماذا تفيد المعاهدة في محاربة حماس؟".

الأكاديمي الإسرائيلي المتخصص في القانون الدولي يمضي في شرح موقفه من هذه المسألة القانونية بقوله: "تقليديا، فسر فقهاء القانون الإسرائيليون الاتفاقية بطريقة أكثر صرامة مما هو ضروري، وبالتأكيد أكثر قسوة من الدول الغربية الأخرى. القاعدة الأساسية هي أنه يجوز ضرب هدف عسكري حتى لو تعرض المدنيون للأذى أثناء الهجوم، طالما أن الضرر الذي يلحق بالمدنيين يتناسب مع الهدف العسكري. ما حدث يوم السبت الماضي يغير التعريف النسبي لأنه يعكس التغير في درجة التهديد".

كانتوروفيتش يسوغ لموقفه بالزعم أنه "إذا ما كان الفكر العسكري والقانوني من قبل يرى أن الضرر العسكري المحتمل لحماس كان محدودا أكثر، بإطلاق الصواريخ في الغالب، فمن الواضح ماهية تهديد حماس الآن. إنه قادر على ذبح سكان كيبوتس بأكمله. كبار السن والأطفال في منازلهم. يتعلق الأمر بخطر الإبادة الجماعية الذي تواجهه إسرائيل، وهو يغير أبعاده".

هذا المتخصص القانوني يحاول إعطاء فتوى تعطي حرية كاملة للجيش الإسرائيلي ليفعل ما يشاء في غزة بقوله: " قبل ذلك، لم يسقطوا قنبلة إذا علموا أنها ستؤذي عشرة من أعضاء حماس ومئات المدنيين. اليوم تغيرت النسب لأن الخطر قد تغير. هذا لا يعني أنه يجوز مهاجمة المدنيين بشكل مباشر، لكن الضرر الذي يلحق بالمدنيين في الضربة العسكرية يمكن أن يكون أكثر شمولا. وجهة النظر الصحيحة هي: نحن لا نحارب الإرهابيين ولكن النازيين، لذلك يجب أن نفكر في الأمر بنفس الطريقة التي فعلت بها الولايات المتحدة وإنجلترا عندما كانا يقاتلان النازيين. في قاعدة الحرب في الحرب العالمية الثانية كان هناك فكرة تقول، من المستحيل عدم هزيمة النازيين، لأن وجودهم يشكل خطرا على العالم. وينطبق الشيء نفسه هنا: خطر عدم الانتصار، هو عدم الوجود".

وعند سؤاله عن احتمال تعرض إسرائيل للمساءلة القانونية الدولية في المستقبل، يرد الاكاديمي الإسرائيلي قائلا: "لا توجد محكمة مختصة للبت في هذا الأمر. المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي تقول إنها تتمتع بالولاية القانونية، لكنها لا تتمتع بالسلطة، لأن حماس ليست دولة. لكنني سأقول أيضا: ما هو أسوأ ما يمكن أن تفعله محكمة كهذه؟ حتى الآن، أدانت محكمة لاهاي عشرة أشخاص. متوسط العقوبة للمحاكمة هناك 12 عاما. وبالتالي لا يوجد سبب لأي سياسي للنظر في ذلك وتعريض حياة الجنود للخطر، على خلفية أي خوف من المحكمة (الدولية) في لاهاي، لتغير طبيعة الهجوم. هذا ليس الاعتبار الذي يجب أن تمضي إليه عقول صناع القرار عندما يتعلق الأمر بمهاجمة غزة".

أستاذ القانون الدولي الإسرائيلي يخلص إلى أن "اتفاقية جنيف تدور حول محاربة جيش آخر. لم تكن القواعد التي اتخذناها ضرورية من الناحية القانونية من قبل، كما أنها ليست ضرورية الآن. هناك ادعاءات من صناع القانون الدولي بأنه لا يجب علينا تجويع غزة. صحيح أنه بموجب اتفاقيات جنيف، يحظر تجويع السكان المدنيين كعمل من أعمال الحرب. ولكن هنا يتم عكس الوضع. يجوز تجويع القوة العسكرية، حتى لو كان هناك مدنيون يعانون"!

الصوت الإسرائيلي الثاني مختلف تماما، وهو صادر عن منظمة "بتسيلم" الحقوقية، وتصفها بالمناسبة وسائل إعلام إسرائيلية بأنها "يسارية متطرفة"!

هذه المنظمة الإسرائيلية المعنية بحقوق الإنسان أدانت إسرائيل يوم الثلاثاء 10 أكتوبر 2023، مشددة على أن "سياسة الانتقام الشائنة جارية"، وأن دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سكان غزة إلى المغادرة هي استهزاء بالسلطة وبعيدة عن الواقع، وذلك لأن "قطاع غزة مغلق من جميع الجهات ولا يوجد مخرج للسكان. كما لا يوجد في غزة مراكز قيادة ولا ملاجئ ولا أماكن آمنة، ولا يملك السكان وسيلة للدفاع عن أنفسهم ضد القصف. ومن بين القتلى ، وبعضهم لا يزال مدفونا تحت الأنقاض، تم القضاء على عائلات بأكملها، بما في ذلك ما لا يقل عن 140 قاصرا و105 نساء. الأرقام ترتفع كل دقيقة".

منظمة "بتسيلم" على النقيض من الأكاديمي الإسرائيلي، شددت على عدم وجود "وسيلة لتبرير هذه الأعمال من قبل إسرائيل، والتي تشكل جرائم حرب، والتي صدرت أوامر بها علنا من طرف كبار المسؤولين الإسرائيليين. حتى في مواجهة الفظائع، حتى في مواجهة الإرهاب، لا يسمح بتاتا بالاستهداف المتعمد للمدنيين وممتلكاتهم وبنيتهم التحتية المدنية. الجريمة لا تبرر الجريمة، والظلم لا يبرر الظلم ولا يسمح بأعمال الانتقام. ليس وفقا للمبادئ الأخلاقية الأساسية، وليس وفقا لأحكام القانون الدولي التي يتعين على إسرائيل التمسك بها".

بيان المنظمة الإسرائيلية الحقوقية خلص إلى القول إنه "على عكس ما يقوله الوزراء، فإن سلوك إسرائيل الحالي ليس سياسة جديدة تم وضعها الآن، لكنها سياسة تم تنفيذها من قبلها لسنوات عديدة... كل الموت والدمار والألم والرعب الذي ولدته هذه السياسة لم يساهم إلا في المزيد والمزيد من نفس الفظائع. حان الوقت للعيش في واقع مختلف، والمطالبة بمستقبل مختلف لجميع الناس الذين يعيشون هنا".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أرشيف الحرب على غزة حركة حماس قطاع غزة لاهاي القانون الدولی من قبل

إقرأ أيضاً:

المسؤولية الأممية عن اللاجئين بعد القانون الإسرائيلي بحظر الأونروا

تصريحات جدّ مستهجنة تتحدث عن مسؤولية إسرائيل – كقوة احتلال – عن تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية في حال تنفيذ قانون الكنيست بحظر عمل وكالة "الأونروا" في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

هدف القانون

وبحسب الكنيست، فإن القانون الذي صدر في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2024 يهدف إلى "منع أي نشاط لوكالة الأونروا في أراضي دولة إسرائيل، وينص على ألا تقوم الأونروا بتشغيل أي مكتب تمثيلي، ولا تقدم أي خدمة بشكل مباشر أو غير مباشر في أراضي دولة إسرائيل"، على أن يدخل القانون حيز التنفيذ بعد 90 يومًا من إقراره.

وبناءً عليه يفترض ابتداء من آخر يناير/ كانون الثاني 2025، ألا تقوم وزارتا الخارجية والداخلية الإسرائيليتان، بإصدار تصاريح دخول أو عمل لموظفي الوكالة وأن تمتنع عن معالجة طلباتهم، كما ستواجه البنوك الإسرائيلية صعوبات في تقديم خدمات بنكية للوكالة، وسيتوجب على الجيش الإسرائيلي قطع علاقات العمل مع الوكالة، ومن ضمنها مكتب منسّق أعمال الحكومة مع جهات فلسطينية، عبر "الأونروا".

تصريحات الأمم المتحدة

وقد اعتبر كورتيناي راتراي رئيس مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن إسرائيل، بهذا الإجراء، تكون قد "قررت رسميًا سحب اعترافها بـ"الأونروا"، وباتفاقية كوماي – ماكليمور للعام 1967، التي تنظم عمل الهيئة في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية"، مشيرًا إلى أنه "ليس من مسؤولية الأمم المتحدة إحلال بديل للأونروا وليس بمقدورنا هذا"، وبأن الأمم المتحدة "لا تتحمل أي مسؤولية عن إيجاد بديل لعمليات الوكالة في غزة والضفة الغربية، وأن هذه المشكلة تقع على عاتق إسرائيل بوصفها قوة احتلال".

إعلان

وقال الناطق الرسمي للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحفيين تعليقًا على رسالة الخارجية الإسرائيلية إلى المنظمة الدولية بشأن هذا القانون: إنه "في حال لم تتمكن الأونروا من تقديم خدماتها، فإن على إسرائيل تقديم ذات الخدمات التعليمية والصحية، وغيرها، مما توفره الأونروا".

تصريحات الأونروا

وقال المفوض العام لوكالة "الأونروا" فيليب لازاريني: إنه "في حال غياب "الأونروا" أو المؤسسات الفلسطينية الرسمية، سيتعين على دولة إسرائيل – كقوة احتلال – توفير المساعدات والخدمات للسكان في جميع الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك غزة"، واستخدام لازاريني مسمى "السكان" بدلًا من "اللاجئين" فيه من الدلالات السياسية الخطيرة؛ بأن فحوى القانون وفق تصريح المفوض العام – في حال طبق – يعني نزع صفة اللجوء عن الفلسطيني والتي يحملها منذ نكبة فلسطين في العام 1948، أو نكسة فلسطين في العام 1967.

علاقة المفوضية بالأونروا

تعتبر تلك التصريحات استهتارًا بمنظومة الأمم المتحدة، وبخبراء وفقهاء القانون الدولي، وتتناقض وبشكل منهجي مع ما حددته وتحدثت عنه مسؤولية المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة (UNHCR)، تجاه اللاجئين الفلسطينيين، فقد نصَّت المادة الأولى "د" من اتفاقية العام 1951، على أنه " لا تنطبق هذه الاتفاقية على الأشخاص الذين يتمتعون حاليًا بحماية أو مساعدة من هيئات أو وكالات تابعة للأمم المتحدة غير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين".

والمقصود هنا اللاجئون الفلسطينيون، وتضيف المادة أنه إذا توقفت هذه الحماية أو المساعدة لأي سبب دون أن يكون مصير هؤلاء الأشخاص قد سوّي نهائيًا طبقًا لما يتصل بالأمر من القرارات التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، يصبح هؤلاء الأشخاص، جرّاء ذلك، مؤهلين للتمتع بمزايا هذه الاتفاقية".

وقد شدّدت المادة 29 من الخطوط التوجيهية التي أصدرتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بتاريخ ديسمبر/ كانون الأوّل لسنة 2017، وتم إعدادها بتعاون وثيق بين المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ووكالة "الأونروا"، وتمت الموافقة عليها من قبل الدول الأعضاء، على أنه "عندما تتوقف حماية الأونروا أو مساعدتها، فإن اللاجئ الفلسطيني سيكون بصورة تلقائية له الحق في التقديمات بحسب معاهدة 1951".

إعلان

غرابة تصريحات فريق الأمم المتحدة، تنبع من أن غوتيريش وقبل تعيينه أمينًا عامًا للأمم المتحدة، قد عمل مفوضًا عامًا للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين لمدة 10 سنوات، ويعلم تمام العلم ما تضمنته المادة الأولى "د" من الاتفاقية حول حماية اللاجئين الفلسطينيين، حال تم توقيف "الأونروا" لخدماتها.

وذلك بالإضافة إلى أن دعوة الأمم المتحدة لأن تتحمل إسرائيل كدولة محتلة المسؤولية الإنسانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، هي دعوة متناقضة كليًا مقابل ما يجري على أرض الواقع من قبل الاحتلال تجاه غزة والضفة والقدس من انتهاكات يومية لحقوق الإنسان يندى لها الجبين بشهادة القاصي والداني.

علاوة على أن إسرائيل متورطة في أعمال إبادة جماعية، بسببها أصدرت المحكمة الجنائية الدولية قرارها باعتقال كل من نتنياهو ووزير الدفاع السابق غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب، بينها استخدام التجويع كسلاح، والتهجير الجماعي للفلسطينيين، وغيرها من أعمال غير إنسانية.

كما أنّ لازاريني – وهو الرجل المخضرم والمتدرج في المسؤوليات في مناصب مختلفة في الأمم المتحدة – يعلم بفحوى المادة المذكورة، لكنه لم يُشر إليها، فهو يتولى منذ العام 2020 منصب المفوض العام للأونروا، وعيّنه غوتيريش في منصب وكيل الأمم المتحدة، وقبل تعيينه في "الأونروا" عمل نائبًا لمنسق الأمم المتحدة الخاص، والمنسق المقيم والإنساني في لبنان.

حالة الاستغراب تصبح أوسع وأشمل حين يصمت المفوض السامي للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، عن فحوى الاتفاقية، وهو الذي عمل سابقًا مفوضًا عامًا لوكالة "الأونروا" منذ العام 2005، وحتى عام 2014، ودافع عنها لسنوات، ودعا وبشكل دائم إلى عدم استبدالها بأي منظمة أخرى.

جميع مسؤولي المنظمات الأممية الآخرين، لم يأتوا أيضًا على ذكر هذا المصير للاجئين الفلسطينيين حال تم توقيف "الأونروا"، واكتفت أنياس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية بالقول: إن "هذا القانون غير المعقول يشكل اعتداءً صريحًا على حقوق اللاجئين الفلسطينيين. ومن الواضح أن الهدف منه هو جعل عمل الوكالة في الأرض الفلسطينية المحتلة، مستحيلًا عن طريق فرض إغلاق مقرّها في القدس الشرقية، وإنهاء تأشيرات الدخول لموظفيها. إنه يرقى إلى تجريم المساعدات الإنسانية، وسيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية المتفاقمة أصلًا".

إعلان إسرائيل وأدواتها تتجاهل دور المفوضية

موقف إسرائيل الرسمي لم يأتِ على ذكر هذه الاتفاقية؛ لأن دولة الاحتلال تريد بإستراتيجيتها التخلص من مسمى لاجئ؛ كي تُعبِّد لها الطريق بغسل يديها من نكبة فلسطين، وتمهد الطريق لشطب القرار 194 لسنة 1948، الذي أكد على حق العودة والتعويض واستعادة الممتلكات، وتثبيت شرعيتها في الأمم المتحدة، وبالتالي لا يكون هناك عودة، وتتكرس سرقة واغتصاب الممتلكات، وحرمان اللاجئين من التعويض، ولهذا تحاول أن تجد بدائل لعمل "الأونروا" بأي طريقة للتدرّج في نزع صفة اللجوء.

وقد تجاهل "معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي" أيضًا هذه الحقيقة حول دور المفوضية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، عندما أصدر تقديرًا للموقف تحدث عن أن "وقف عمل الأونروا خطوة لائقة تتطلب تجهيزات مسبقة"، وقال: إنّ "قطع العلاقات بين إسرائيل والأونروا هو حدث معقد يجب إدارته بشكل عقلاني، وستكون المسؤولية في نظر العالم على إسرائيل التي سيتوجب عليها أن تستبدل الأونروا، وهو ما سيحدث في قطاع غزة، حيث الوجود العسكري الإسرائيلي مثل الضفة الغربية، إذ تُعتبر قوة احتلال مسؤولة عن السكان، بالإضافة إلى القدس، حيث تقع المسؤولية كلها على إسرائيل".

حظر الأونروا انتهاك للقانون الدولي

حظر عمل الأونروا في حال تنفيذه من شأنه أن ينتهك القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة التأسيسي واتفاقية الأمم المتحدة المعتمدة في عام 1946. فوفقًا للاتفاقية واستنادًا إلى أن الأمم المتحدة تعتبر غزة والضفة الغربية أراضي فلسطينية محتلة من قبل إسرائيل؛ فإن القانون الدولي يتطلب الموافقة على برامج الإغاثة لمستحقيها، وتسهيل ذلك بكل الوسائل المتاحة لها.

كما أن الاتفاقية تتناول الامتيازات والحصانات الدبلوماسية الممنوحة لعمليات الأمم المتحدة، "ويؤكد القانون الدولي أن إسرائيل لا يمكنها استخدام القانون الوطني الذي يحظر الأونروا، كمبرر لعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي". بمعنى أنه إذا كان هناك تعارض بين القانون الوطني والقانون الدولي، فالثاني مقدم على الأول.

إعلان حقوق إضافية للاجئين الفلسطينيين

وفق القرار الأممي الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 بتاريخ 8/12/1949، أُنشئت وكالة الأونروا كوكالة مؤقتة معنية باللاجئين الفلسطينيين كتعبير عن المسؤولية السياسية الدولية تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين، بخلاف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي تعبر عن المسؤولية الإنسانية تجاه جميع اللاجئين في العالم، ولكن مع فقرة المادة الأولى "د"، وما تضمنته التوجيهات لسنة 2017 سيحصل 2.7 مليون لاجئ فلسطيني مسجل في سجلات الأونروا (1.7 مليون في غزة، ومليون في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية)، على مستوى جديد وأكبر من الحماية الدولية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والتي يتمثل الحل الأفضل بالنسبة إليها في حالات اللجوء طويلة الأمد (أكثر من 7 عقود ونيف) في تطبيق حق العودة إلى الوطن.

وليس هذا فحسب، بل حينها سيحصل اللاجئون الفلسطينيون على حقوقهم كاملة: (القانونية والإنسانية والحماية الجسدية التي تفتقر إليها وكالة الأونروا)، كما أن اللاجئ الفلسطيني لن يفقد صفته كلاجئ، بل سيبقى يحمل هذه الصفة مع أبنائه وأحفاده إلى حين العودة وفق قانون جمع الشمل، تمامًا كما يحدث مع وكالة "الأونروا"، وتراكم البيانات وحفظ عمليات التسجيل لملايين اللاجئين.

فهل سينقلب السحر على الساحر، ويتم الضغط على الأمم المتحدة، كي تعطي اللاجئين الفلسطينيين من خلال المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ما عجزت عنه وكالة "الأونروا" بعد أكثر من 75 سنة، أم إن موازين القوى ستخذُل اللاجئين الفلسطينيين مرة أخرى؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • مع اقتراب مهلة الـ 60 يوم.. الجيش الإسرائيلي يستعد لهذا الأمر!
  • موقع «BBC»: مصير تيك توك فى عهد ترامب.. ومن سيشتريه؟
  • ترامب (خادم يهوذا).. تعليق على ما ورد في الفقرة رقم (1) والفقرة رقم (3) من الأمر الذي وقع عليه ترامب بالأمس ضد الشعب اليمني
  • الحوثيون.. أول توجيه من ترامب ضد أنصار الله في اليمن يوضح فيه الغرض والسياسة والتنفيذ
  • السعودية تعرب عن إدانتها واستنكارها للهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على جنين
  • ما الخطر الذي يمثله تشقق اليمين الإسرائيلي على الضفة والقدس؟
  • واشنطن بوست: العفو الذي أصدره بايدن وترامب تقويض لسيادة القانون
  • المسؤولية الأممية عن اللاجئين بعد القانون الإسرائيلي بحظر الأونروا
  • ما الذي يعنيه تعهد «ترامب» بإعلان «حالة الطوارئ» في مجال الطاقة؟
  • فتوى تبيح قتل الكلاب الضالة تثير جدلاً في دهوك.. منظمة تطالب بحلول إنسانية