شبكة اخبار العراق:
2025-03-01@06:55:12 GMT

فلسطين هي الحل

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

فلسطين هي الحل

آخر تحديث: 11 أكتوبر 2023 - 9:10 صبقلم:فاروق يوسف فوجئت إسرائيل بالصواريخ تسقط على مدنها قادمة من غزة. عرف العالم كيف يحتال على الحقيقة. لم تخجل دول كبرى من إعلان اصطفافها وراء الدولة العبرية. أما حين صارت دول تدعو إلى التهدئة ووقف التصعيد فإنها بالغت كثيرا في حيادها. فلا حركة حماس دولة ولا إسرائيل يمكن أن تكون في لحظة استضعاف لكي يشد الآخرون من أزرها.

بالرغم من الاتفاقات الدولية فإن إسرائيل لم تكف عن ممارسة العنف في حق الفلسطينيين ولا تشعر بأنها في حاجة إلى تفسير ذلك العنف الذي هو جزء أساس من جوهر علاقتها بسكان الأرض الأصليين الذين شردتهم بعد أن صادرت أراضيهم وهي مستمرة في ملاحقتهم والاستيلاء على أي أرض فلسطينية يقيمون عليها. وهي في ذلك إنما تتعامل معهم باعتبارهم شعبا مستضعفا أدار العالم له ظهره ولم يقبل بهم إلا لاجئين من أجل إبعادهم عن فلسطين التي ينبغي عليهم أن ينسوها كما مُحيت من الخرائط التي صار المجتمع الدولي يعتمدها. ولأن الفلسطينيين نجحوا عبر السبعين سنة الماضية في الحفاظ على هويتهم، بل إنهم قاوموا إسرائيل وفي الوقت نفسه قاوموا العالم ولم يسمحوا له بشطبهم من المعادلة السياسية في منطقة الشرق الأوسط، فقد رفضت الدول الكبرى الداعمة لإسرائيل وهي التي تهيمن على العالم أن تعتبرهم ضحايا بقدر ما اعتبرتهم إرهابيين. قد يقال إن الفلسطينيين لم يكونوا هذه المرة مضطرين إلى إشعال حرب جديدة. ما من حدث مباشر يستدعي ذلك الرد الانتحاري الخارق. في ذلك القول الكثير من التبسيط لما يجري يوميا على الأرض من جرائم تُرتكب في حق الشعب الفلسطيني أمام أنظار العالم. إسرائيل لا تقوم بأعمالها العدوانية في الخفاء. فهي مطمئنة إلى أن كل ما تقوم به هو من وجهة نظر العالم محاولة للدفاع عن النفس. الدولة التي هي عبارة عن ترسانة للأسلحة النووية تدافع عن نفسها في مواجهة شعب أعزل. شعب لا يملك أبناؤه أمامهم سوى أن يكونوا فدائيين. لا يتعلق الأمر بمزاج عدمي يضع الانتحار في مقدمة الحلول في مواجهة حياة يائسة، بل نتيجة لا يرقى إليها الشك تؤكد أن ما من شيء سيكون في هذه الحياة من غير الإقدام على تضحيات مهلكة. لو كانت إسرائيل جادة في اتفاق أوسلو لكانت الأمور قد تقدمت في حياة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ولما كان الفلسطينيون في حاجة إلى اختراع حركة حماس واقتطاع غزة ولما دخلنا في المتاهة الإيرانية ليس الشعب الفلسطيني في وضع تتعدد فيه الخيارات. لقد سدت إسرائيل أمامه كل الطرق وليس في إمكانها أن تتعامل معه في سياق قانوني. لم يؤمن الشباب الفلسطيني بحل التضحية بالنفس إلا حين صاروا على يقين من أن القانون لن يجد له حيزا في علاقة إسرائيل بهم وهي علاقة تقوم على الاستعباد والاستبعاد والنفي والعزل والتنكيل والتمييز. في كل لحظة عنف فلسطيني تكون إسرائيل هي السبب. أما النظر إليها باعتبارها ضحية بريئة فإن ذلك يعبر عن أسوأ ما وصل إليه المجتمع الدولي من تدهور على صعيد قيمه الإنسانية والأخلاقية. عبر سبعين سنة لم تحترم إسرائيل القانون الدولي، بل إنها لم تلتزم بالاتفاقات التي وقعتها مجبرة مع الفلسطينيين. لو كانت إسرائيل جادة في اتفاق أوسلو لكانت الأمور قد تقدمت في حياة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ولما كان الفلسطينيون في حاجة إلى اختراع حركة حماس واقتطاع غزة ولما دخلنا في المتاهة الإيرانية. كان كل شيء ميسرا في مقابل تخلي منظمة التحرير عن جزء من ثوابتها بعد اعترافها بإسرائيل. ولكن إسرائيل أبت سوى أن تتمسك بسياستها القائمة على رفض حق الفلسطينيين في العيش بسلام ضمن إطار دولة مستقلة ذات سيادة هي جزء من فلسطين التاريخية. لقد قبل الفلسطينيون مضطرين بالحل الذي فرضه العالم الذي انصاع لإرادة إسرائيل التي تبين فيما بعد أنها غير مستعدة لتنفيذه لأنها لا تؤمن به. من السذاجة القول إن ما يُسمى بالمجتمع الدولي خائف على إسرائيل، بل إنه حانق عليها لأنها سمحت للفلسطينيين بأن يفاجئوها هذه المرة ويكبدوها خسائر لم تتوقعها ويهزوا أسطورة سيطرتها الأمنية. كما أن فكرة أن الفلسطينيين لن يستطيعوا تطوير قدراتهم الهجومية وقد صارت من الماضي ينبغي أن تدخل في صلب المعادلة السياسية التي يفكر المناصرون لإسرائيل في أنها استقرت لصالح صنيعتهم. ما أحدثته الصواريخ التي سقطت على المدن الإسرائيلية من خلخلة في طريق التفكير ينبغي أن تأخذ طريقها إلى التفكير بطرق أخرى من أجل الوصول إلى وطن فلسطيني لم يتخل عنه الفلسطينيون ولن يكون له بديل.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

نائل البرغوثي: معاجم الأرض لن توفي حق أهل غزة.. تحرير فلسطين سيظل هدفنا (شاهد)

قال الأسير المحرر نائل البرغوثي، إن رسالة الأسرى والفلسطينيين والأحرار حول العالم، أن الهدف الرئيسي سيظل تحرير فلسطين.

وأضاف عقب الإفراج عنه وهو في الطريق إلى القاهرة، جراء إبعاده، أن الكلام لن يوفي أهل غزة حقهم، ولو بكل معاجم الدنيا، على تضحيتهم وما قدموا لأجل فلسطين والأسرى.

وأكد على أن حريته لن تكتمل إلا بحرية غزة وفلسطين كلها، مؤكدا قسوة ظروف الإفراج عنه، حيث أن الاحتلال يمارس كل أشكال التنكيل بالأسرى الفلسطينيين حتى يفرغ غيظه من المقاومة.



وتابع: "الفلسطينيون يقدمون دمهم وأعمارهم وقادتهم من أجل حرية بلدهم،ودماء شهداء المقاومة وقادتها ستبقى دينا في عنق كل مسلم وكل عربي وكل حر في العالم، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لا يسعى فقط لتحرير فلسطين وإنما لتحرير اليهود من العنصرية تجاه كل من يسكن فلسطين والتي تتجلى في تعذيب أسرى مقيدين بطريقة تعبر عن تدني ثقافة هذا الاحتلال".

ولفت إلى أنه تم الاعتداء عليه كبقية الأسرى حتى ساعة إطلاق سراحه بالضرب والأدوات الحادة التي تسبب كسورا وجروحا. وقال إن حتى الإداريين يعاملون كمجرمي حرب داخل سجون الاحتلال.

يشار إلى أن البرغوثي، يعد من أقدم الأسرى في العالم، بعد قضائه إكثر من 47 عاما في سجون الاحتلال، منذ أن كان فتى.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد العراقي يطالب بنقل مباراة فلسطين والعراق من الأردن
  • الملك سلمان: ندعو للسلام في فلسطين ونعمل من أجل أمن واستقرار العالم
  • وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 58 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة
  • وزير العمل: القدس عاصمة فلسطين ونرفض تهجير الشعب الفلسطيني
  • صور.. انطلاق المؤتمر الدولي ضد التهجير القسري لسكان فلسطين المحتلة
  • نائل البرغوثي: معاجم الأرض لن توفي حق أهل غزة.. تحرير فلسطين سيظل هدفنا (شاهد)
  • القومي لحقوق الإنسان يطلق المؤتمر الدولي لمواجهة تهجير الفلسطينيين في غزة
  • الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: مصر لعبت دورا أساسيا في الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين
  • وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ 57 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة
  • «المصري للفكر» في مؤتمر غزة: الرؤية الأمريكية لأزمة فلسطين تنتهك القانون الدولي