إنتخابات المحامين: معركةٌ سياسية مهنية وطنية والمرشحونصقور
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
يتقدم التنسيق السياسي بين "القوات اللبنانية" و"حزب الكتائب اللبنانية" بوتيرةٍ تصاعدية ليشمل معظم الملفات السياسية على الساحة الداخلية وخاصةً بعد ثباتهم الطويل ضمن صفوف المعارضة النيابية. إلا أن هذا التقارب إنعكس تمايزاً في إنتخابات نقابة المحامين في بيروت لدورة تشرين الثاني ٢٠٢٣ حيث حسمت "القوات" قبل أيام خيارها النهائي بإطلاق العنان لمحركاتها الإنتخابية بإتجاه محاولة إيصال المرشح لمنصب نقيب المحامين عبدو لحود من دون التوقف عند التأخر في هذا الإعلان، إلا أن الاتكال الأساسي ل" القوات"هو على العصبية الحزبية التي نجحت في آخر إنتخابات نيابية بتأمين كتلة وازنة ل" القوات اللبنانية" في المجلس الحالي.
أما على خط حزب الكتائب، فكان خيار المرشح الى منصب نقيب فادي المصري واضحا منذ خمسة أشهر. وتجهد ماكينة "الكتائب" لتكرار تجربة النقيب السابق للمحامين جورج جريج الذي يأمل"بأن يكون أسس لنهج يعتبر نموذجاً داخل نقابة المحامين".من هنا ستشهد الأيام المقبلة ضراوة في المعركة بين الكتائب والقوات، وسيجهد كل من الحزبين لإيصال مرشحه
من خلال حشد أوسع تأييد بين أصدقائهم وزملائهم حتى موعد إقفال الصناديق بعد ظهر ١٩ تشرين ٢٠٢٣.
مصدر مطلع على سير الحملات الإنتخابية واللقاءات والندوات لشرح البرامج، لفت الى أن إحتدام المعركة بين الكتائب والقوات والتيار الوطني الحر على مركز نقيب سوف يرفع نسبة الإقتراع في الدورة الأولى لإنتخاب أعضاء، وفي الدورة الثانية لإنتخاب نقيب، بنسبة اكبر مما كانت عليه في الإنتخابات الأخيرة.
مرشح "التيار الوطني الحر" فادي حداد، نشط منذ أسابيع بعدما أوعز رئيس "التيار" جبران باسيل الى محامي التيار بضرورة الإلتفاف حول مرشحهم على مركز نقيب لمحاولة إيصاله ومنعاً لتشتت الأصوات لصالح غير مرشحين والوقوع في الخطأ الذي حصل سابقاً مع المرشح العوني المحامي فادي بركات.
المصدر لفت الى أن نشاط المرشح حداد ظهر في آخر لقاء جامع له في المدرسة الفندقية في الدكوانة حيث كان حوار مفتوح بينه وبين زملائه الحاضرين.حداد لم يخفِ أبداً تواصله مع "الثنائي الشيعي"ويعتبرهما حلفاء في النقابة ورافعة إنتخابية للوصول إلى مركز نقيب على أن يكون هناك إتفاق ضمني بين حلفاء الأمس لإيصال مرشح مدعوم من "الثنائي" على العضوية.
ويضاف الى هذه الخريطة السياسية لإنتخابات نقابة المحامين، عدد من المرشحين المستقلين لمنصب النقيب ومعظمهم يحظى بتأييد من شرائح كبيرة داخل الجسم النقابي.فالمرشح وجيه مسعد يمثل النقابة العميقة وهو النقابي التقليدي وصديق الجميع، اما المحامي إسكندر الياس فيعتمد في معركته بحسب المصدر على الأصوات الصامتة وبعض الرأي العام في النقابة، وكان يرغب بدعم "التيار" له كما حصل في مرات سابقة.
المرشح الأبرز في الإعلام والإعلان هو المحامي ألكسندر نجار الذي ينشط في إبتداع طرق ومفاهيم جديدة للمعركة بعدما فقد الأمل بدعم الأحزاب، أي القوات التي تواصل معها مؤخراً من أجل الدعم، والكتائب التي دعمته في الدورات السابقة، حتى أنه زار عين التينة كما أشار المصدر من اجل طلب دعم الرئيس بري كونه يعتبر أن الوصول إلى مركز نقيب يحتم عليه التواصل مع الجميع.
المصدر أشار الى إحتمال إنسحاب نجار من المعركة قبل أسابيع إذا لم يصل الى التكافؤ المطلوب مع زملائه الحزبيين والمستقلين، وأن الأيام المقبلة ستبلور نهائياً معالم هذا الخيار.
المرشح فريد الخوري له صداقات مع نادي النقباء السابقين وبعض التغييريين ويعول عليهم.
في المحصلة، إنتخابات نقابة المحامين هذه السنة ستكون معركة كسر العظم منذ الدورة الأولى لكون نتائجها سوف تحدد مواصفات أو إسم النقيب العتيد.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: نقابة المحامین مرکز نقیب
إقرأ أيضاً:
البطالة القانونية: عندما تتحول العدالة إلى أزمة مهنية
22 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: حذرت أحلام اللامي، نقيب المحامين العراقيين، من تصاعد الغضب في أوساط المحامين بسبب استمرار تجاهل الحكومة لمطالبهم الملحة، مما قد يؤدي إلى “ثورة محامين” .
و عبر منشور لها على منصة فيسبوك، أكدت اللامي أن هذا التجاهل يعرض الطبقة القانونية في العراق لضغوط اقتصادية واجتماعية هائلة.
وتحدثت عن أن أكثر من 80 ألف محامٍ يعيلون عائلاتهم وسط ظروف باتت معقدة بفعل سياسات حكومية تغيب عنها رؤى واضحة لدعم هذا القطاع الحيوي.
في تغريدة على منصة “إكس”، كتب أحد المحامين: “أليس عجيبًا أن تكون العدالة شعارات تُرفع بينما يُترك المحامون، العمود الفقري للعدالة، بلا حماية أو دعم؟”.
تعليق آخر من مواطنة في بغداد ربط بين انهيار مهنة المحاماة واتساع ظاهرة الظلم الاجتماعي قائلة: “عندما يُهمل المدافعون عن حقوقنا، كيف نتوقع أن تُحترم حقوق المواطن العادي؟”.
علي التميمي، الخبير القانوني المعروف، قدم بدوره رؤية شاملة لحل أزمة المحاماة في العراق. دعا في تصريحاته إلى إعادة نظام التعيين المركزي لخريجي كليات القانون الذي كان معمولًا به حتى التسعينيات. وأشار إلى أن هذا النظام لا يعزز فقط فرص العمل، بل يسهم في تقوية الهيكل القانوني للدولة. واقترح التميمي إنشاء معهد خاص للمحامين يتولى تدريب الخريجين الجدد، ويكون بمثابة نقلة نوعية لإعداد محامين أكفاء قبل دخولهم سوق العمل. كما شدد على أهمية إنشاء دوائر خاصة بالمحققين القضائيين، متحدثًا عن تجربة سابقة في التسعينيات لم تدم بسبب سوء التخطيط.
بحسب تحليلات، فإن هذه المقترحات قد تكون بداية لحل الأزمات المتراكمة، لكن تطبيقها يتطلب إرادة سياسية قوية وبيئة تشريعية مرنة.
مواطن من البصرة تحدث عن تجربته الشخصية مع محامٍ حديث التخرج قائلًا: “كان يفتقر إلى الخبرة بسبب غياب التدريب العملي، فكيف نثق بنظام عدلي يعتمد على كوادر غير مؤهلة؟”.
زيادة عدد الجامعات والكليات الخاصة التي تقدم برامج قانونية دون رقابة صارمة ساهمت في تدني مستوى التعليم القانوني، حيث باتت المهنة مفتوحة على مصراعيها لمن لا يملكون المهارات الكافية. يقول أحد الباحثين القانونيين: “التوسع في التعليم القانوني دون دراسة السوق أدى إلى تضخم أعداد المحامين مقابل انكماش فرص العمل، مما زاد البطالة في هذا القطاع إلى مستويات غير مسبوقة”.
وفي ضوء هذه الأزمات، يرى مراقبون أن خروج المحامين في احتجاجات واسعة قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الاجتماعي، خصوصًا مع التحذيرات المستمرة من أحلام اللامي.
وقال أحد النشطاء عبر تويتر: “تشرين كانت بداية الغضب الشعبي، وثورة المحامين قد تكون امتدادًا لها، لكنها أكثر تنظيمًا وقدرة على الضغط بحكم معرفتهم بالقانون”.
تشير التوقعات المستقبلية إلى أن استمرار تجاهل مطالب المحامين سيؤدي إلى عواقب لا تُحمد عقباها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts