صحيفة أثير:
2025-04-10@19:45:13 GMT

عبدالله العريمي يكتب: غزة تأويل ما هو كائن

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

عبدالله العريمي يكتب: غزة تأويل ما هو كائن

أثير- عبدالله العريمي

قد جنَّ العالم، وأصبح الحق وهمًا إلا إن كان عبري التكوين، وكل شيء قادر على أن يصف الموت المحلق فوق الفلسطينيين لكنه لا يجيد قراءة الأسباب والأحوال، لا لغة وسط هذا الجحيم الصهيوني يمكنها أن تصف المشترك الإنساني أو تحدده خارج إطار الصمت والفتور القاتل، نعم يمكننا التحدث طويلا عن وحشية الحرب، هذا الحيوان المهووس برائحة الدم، أو أن نلقي اللوم على حماس ونختلف معها في فتح مساحة لهذه الوحشية والهمجية الصهيونية على الأبرياء في غزة ” لو كانت غزة محررة وبلا احتلال وحصار، لكننا لا نمتلك هذه الرفاهية في ظل احتلال ومقاومة وظلم” على حد تعبير الدكتور شفيق الغبرا.

نعم لا يمكن أن نقيس الزمن إلا بالزمن من داخل غزة، ولا يمكن أن نفهم الأشياء إلا من خلال معايير الظلم والعدوان الإسرائيلي والمقاومة والصمود الفلسطيني، إن عالمنا كله منقسم بين ادعاء الحزن وصدقه، بين المتأففين اللاهثين بمذلة خلف الشؤون اليومية التي تفصلهم عن القضية الفلسطينية وبين من وسّع مساحة التحدي والصمود وجعل منها تاريخا لائقا، فأما اللاهثون فجنائز مجانية تمشي على أقدامها، وأما الآخر فهم أولئك الذي يدافعون عن تاريخٍ وإنسانيةٍ وخلاصٍ لأرواحهم من عبثية الوجود والمصير.

كيف يمكن للجنائز المجانية أن تعيش طويلا وهي تبحث عن ذرائع للكيان الصهيوني لإعلان الحرب، غير منشغلين بمرأى الذئاب وهي تحاصر غزالا أسيرا، وغير آبهين بالموت الذي يهبط من هذه الوحوش الحديدية على أهالي غزة، كيف يتلذذ هؤلاء بالسير حتى منتهى الخيبة وحتى آخر السقوط الإنساني، إنهم يعيشون حياة مشوهة في وقت الموت الوسيم والقدرية الصافية.

إن ما قام به الأبطال الفلسطينيون هو المحافظة على توازن العالم وانسجام مع الجنون المحيط بهم دون أي انسياق للضعف أو استسلام للواقع المرَّ، وها هم يثخنون في العدو الغاصب ويحطمون كبرياءه الزائف ويسحقون معه دود الحكايات الذي يتسرب من الخارج ليأكل بعضا من فصول البطولة الفلسطينية، قد نكون نحن أبناء الانتظار والحزن الطويل لكننا لم نقف على حياد ولو بالكلمات أو الصمت العاجز ولم نقبل أن نعيش حياة تنصلت من كل معايير الإنسانية والكرامة، أما طوفان الأقصى فهو صوت الحرية، ومرحلة مفصلية في تاريخ موازين القوى الكونية، إنه لحظة تحول وبوصلة صواب، ولم يعد منذ الآن لهذا الكيان الزائف أن يجدد حياته، فهو محاصر بالخوف ومطارد من الحق، ويقابل إحساسه بالوجود وعيٌ بالوجود، ففلسطين فكرة عربية وعقيدة دينية وثقل تاريخي لذا لا يمكن أن يهزمها أو يلغيها مشروع سياسي أو ترسب طائفي، ولا يجيزها توقيع اتفاقية.

غزة اليوم ترينا من الأمل ما يكفي لأن يجعل منها فجر بطولة يشع من مخيم محاصر ومن ميلاد طفل جديد، أمل سخي يقطع ظل اليأس ويستبدل الحرب بالربح والحبر الذي يكاد يضيء بأسماء القابضين على حجر الانتصار.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

النائب الأول لرئيس مجلس النواب الأردني: وزن فرنسا السياسي يمكن أن يستثمر لصالح القضية الفلسطينية

أكد الدكتور مصطفى الخصاونة النائب الأول لرئيس مجلس النواب الأردني، أهمية اللقاء الثلاثي الذي جمع العاهل الأردني والرئيسين المصري والفرنسي، مشيرًا إلى الرسائل القوية التي تم التأكيد عليها خلال المؤتمر الصحفي والبيان المشترك.

وفد حزب الوعي ينطلق للعريش للمشاركة في الوقفة التضامنية مع غزة ورفض التهجيروفد من حزب إرادة جيل يشارك في الوقفة التضامنية مع غزة لرفض التهجير.. غدالميس الحديدي: عناوين زيارة ماكرون لمصر تعميق الشراكة بين البلدين والتوصل لوقف إطلاق النار في غزةتصريحات جديدة من ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة.. ماذا قال؟

ولفت إلى أن كلا من الرئيسين المصري والفرنسي شددوا على رفض التهجير القسري وضرورة إقامة حل الدولتين كحل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو ما أكدته القمة الثلاثية بحضور العاهل الأردني.

وأضاف "الخصاونة"، خلال تصريحات مع الإعلامي عمرو خليل، مقدم برنامج "من مصر"، المذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنه من خلال هذا اللقاء، تم التأكيد مجددًا على الموقف الثابت للأردن ومصر تجاه القضية الفلسطينية، موضحًا أن الجهود المبذولة تهدف إلى إنهاء العنف والدمار في غزة والضفة الغربية.

ضرورة وقف العمليات العسكرية في غزة 

وأكد أن هناك توافقًا بين الدول الثلاث على ضرورة وقف العمليات العسكرية في غزة والعودة إلى وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن هذا التوافق يعكس موقفًا قويًا وداعمًا للحقوق الفلسطينية.

وتطرق الخصاونة إلى الدور المهم الذي تلعبه فرنسا في الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن وزن فرنسا السياسي يمكن أن يُستثمر لصالح القضية الفلسطينية، وأن الاتحاد الأوروبي يجب أن يساهم في تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. وأوضح أن الموقف الفرنسي الثابت في دعم حقوق الفلسطينيين يعزز من إمكانية تحقيق هذا الهدف.

وأكد الخصاونة على أن هذا اللقاء يأتي في إطار الجهود الدبلوماسية المستمرة التي تبذلها الدول الثلاث بقيادة العاهل الأردني والرئيس المصري، مشددًا، على أن هذه الجهود أثرت بشكل كبير في القرار السياسي على المستوى الأوروبي.

وذكر أن هناك العديد من اللقاءات السابقة بين العاهل الأردني والرئيس الفرنسي، إلى جانب لقاءات مع قادة أوروبيين آخرين، وكلها كانت تدعم نفس الاتجاه.

وفي ختام حديثه، شدد الدكتور مصطفى الخصاونة على أن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، والذي يتضمن إقامة دولة فلسطينية حرة ومستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، هو الهدف الأساسي الذي تسعى إليه هذه التحركات الدبلوماسية المكثفة، والتي يشارك فيها الأردن ومصر وفرنسا بقوة.

مقالات مشابهة

  • شاخوان عبدالله نقلاً عن بارزاني: ما تعرّض له الكورد الفيليون فصلاً مأساوياً في تاريخ الشعوب
  • إطلاق 25 كائنًا فطريًا مهددًا بالانقراض في محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية
  • قرقاش يكتب لـ «سي إن إن»: السودان بين التضليل وتفاقم المأساة الإنسانية
  • إطلاق 25 كائنًا فطريًا في محمية الإمام تركي بن عبدالله
  • “الحياة الفطرية” تُطلق 25 كائنًا فطريًا مهددًا بالانقراض في محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية
  • لو سمعوا من ديفيد هيل... ما الذي كان يمكن تجنّبه؟
  • علي عبدالحكيم الطحاوي يكتب.. العلاقات المصرية الفرنسية ودعم القضية الفلسطينية
  • جاكي شان يحتفل بعيد ميلاده الـ70: أسطورة الأكشن الذي تخطّى حدود السينما
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: بروميدييشن والغموض السياسي؟
  • النائب الأول لرئيس مجلس النواب الأردني: وزن فرنسا السياسي يمكن أن يستثمر لصالح القضية الفلسطينية