أكتوبر 11, 2023آخر تحديث: أكتوبر 11, 2023

المستقلة/- ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية في تقرير لها أن روسيا تقوم بدور دبلوماسي معقد، في محاولة للتوسط بين إٍسرائيل وحركة حماس، في خضم الصراع الملتهب في قطاع غزة.

وجاء في التقرير: “منذ هجوم حماس الأخير على إسرائيل، أدلى المسؤولون الروس بتصريحات يبدو أنها تعامل كلا الجانبين على قدم المساواة في الصراع”.

وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في لقاء مع أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، أمس، عن هدف طموح يتمثل في إنهاء إراقة الدماء وإيجاد حل دائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقالت الصحيفة: “لسوء الحظ، وبعد مناقشاتهما، لم يتمكن لافروف إلا من تكرار الدعوة إلى وقف إطلاق النار، والتأكيد أن مواقف روسيا تتوافق بشكل وثيق مع مواقف جامعة الدول العربية”.

واعتبرت الصحيفة أنه رغم رغبة روسيا في تقديم نفسها كوسيط موثوق في المفاوضات، يرى بعض الخبراء أن هذه الجهود أصبحت غير مجدية، ولاسيما منذ غزو أوكرانيا الذي غير المشهد الجيوسياسي بشكل كبير.

وأضافت: “مع ذلك فإن موقف روسيا في الشرق الأوسط يظل فريداً من نوعه، حيث تحافظ على علاقات إيجابية مع مختلف الجهات الفاعلة في المنطقة، بما في ذلك إيران، ودول الخليج، وإسرائيل، بل وحتى حركة حماس”.

وشددت الصحيفة على أن التوازن الذي تقوم به روسيا أصبح مؤخراً تحت المجهر، حيث يميل الرأي العام الروسي إلى تأييد إسرائيل، بسبب العدد الكبير من الروس الذين لديهم أقارب يعيشون في إسرائيل.

وبحسب الصحيفة فإن تركيز روسيا على أولوياتها دفع بعض المسؤولين إلى تسليط الضوء على تورط أوكرانيا في الصراع، حتى أن الرئيس السابق ديمتري ميدفيديف زعم أن الأسلحة التي منحتها الدول الغربية لأوكرانيا تُستخدم في إسرائيل.

ورأت الصحيفة أنه في حين قد يُنظر للجهود الدبلوماسية التي تبذلها روسيا على أنها شكل من أشكال الدعاية، فإن البعض يقرؤها على ضوء علاقة روسيا مع الولايات المتحدة.

وتابعت الصحيفة الفرنسية: “مع تطور الصراع في الشرق الأوسط، يظل دور روسيا كوسيط موضع نقاش، وتظل قدرة موسكو على الحفاظ على توازنها الدقيق غير مؤكدة”.

وختمت لوموند قائلة: “أعربت بعض الشبكات الروسية عن ارتياحها لأعمال العنف، معتبرة أنها فشل للمبادرات الدبلوماسية الأمريكية (..) مع استمرار تطور الصراع، يظل دور روسيا كوسيط في حالة تغير مستمر”.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

الضربات الإيرانية على إسرائيل تشعل مخاطر حرب عالمية

قال جافيد علي، أستاذ مشارك في ممارسة السياسة العامة بجامعة ميشيغان الأمريكية، إن الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل يمثل تهديداً كبيراً للشرق الأوسط وللأمن العالمي، على حد سواء.

كانت هذه الجماعات تعمل بشكل مستقل

وارتفعت حدة التوترات إلى مستويات جديدة نتيجة الضربات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، رداً على اغتيال إسرائيل لحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله. وهذه التطورات جزء من نمط أوسع من العنف المتزايد الذي قد يؤدي إلى حرب أوسع نطاقاً، بل وحتى حرب عالمية. تصاعد التوترات في الشرق الأوسط

وأضاف الكاتب في مقاله بموقع "آسيا تايمز": أصبح الوضع في الشرق الأوسط متقلباً بشكل متزايد. بدأت تعلو نبرة الصراع في أعقاب غزو حماس لإسرائيل عام 2023، لكن المواجهة المتنامية بين إسرائيل وحزب الله هي الأكثر إثارة للقلق.
وهاجم حزب الله إسرائيل من الشمال، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من الإسرائيليين. وردت إسرائيل بضربات جوية وعمليات سرية في لبنان، استهدفت قيادة حزب الله وقدراته العسكرية، مما أدى إلى خسائر كبيرة في الأرواح على الجانبين.

 

#Iran strikes on #Israel raise risk of a global war https://t.co/GrF3izN269

— Asia Times (@asiatimesonline) October 2, 2024


وتابع الكاتب أن الحرب الخفية بين إسرائيل وحزب الله، والتي كانت تغلي منذ آخر صراع مباشر في عام 2006، تصاعدت الآن إلى مستوى يهدد بالانتشار خارج المنطقة. فمقتل نصر الله، الزعيم الرمزي والاستراتيجي، من شأنه أن يستفز المزيد من الأعمال الانتقامية ليس فقط من حزب الله، ولكن من إيران وغيرها من الجماعات، داخل "محور المقاومة".

دور إيران ومحور المقاومة

وأشار الكاتب إلى الدور المركزي لإيران في الصراع، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث تقوم بتنسيق الإجراءات بين مختلف الجماعات المسلحة التي تتحالف أيديولوجياً ضد إسرائيل. ويشمل هذا التحالف، المعروف باسم "محور المقاومة"، حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والمتمردين الحوثيين في اليمن، والميليشيات الشيعية في العراق وسوريا.
قبل تصعيد الصراع في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، كانت هذه الجماعات تعمل بشكل مستقل، لكنها توحدت الآن وراء قضية مشتركة هي تدمير إسرائيل. وكان دعم إيران - من خلال الدعم العسكري والتدريب والتوجيه - أمراً بالغ الأهمية لهذا التحالف، حيث صاغت طهران أفعالها على أنها انتقام للهجمات الإسرائيلية على حلفائها.

 

An Iranian missile barrage, following weeks of Israeli attacks, heightens the risk of regional war. The United States now faces a choice with global ramifications. @christacbryant @annamulrine https://t.co/d21ltYcRYF

— Sara Miller Llana (@sarallana) October 2, 2024


وكانت الضربات الصاروخية الإيرانية في عام 2024 بمنزلة رد مباشر على عمليات إسرائيل في لبنان، خاصة مقتل نصر الله، وهو ما يوضح الروابط العميقة بين إيران وحزب الله، والتي تعود إلى أوائل الثمانينيات عندما بدأ الحرس الثوري الإيراني العمل مع المسلحين الشيعة في لبنان أثناء الحرب الأهلية في البلاد.

إرث حزب الله وسلط الكاتب الضوء على تاريخ صعود حزب الله، لفهم عملياته الحالية، مشيراً إلى تأسيسه بعد الحرب الأهلية في لبنان، حيث بدأ كجماعة سرية صغيرة تدعمها إيران، لكن سرعان ما أصبحت معروفة بهجماته الإرهابية الوحشية، بما في ذلك تفجير السفارة الأمريكية في بيروت عام 1983 وتفجير ثكنات مشاة البحرية في وقت لاحق من ذلك العام.
وبالإضافة إلى أنشطتها الإرهابية، نمت جماعة حزب الله لتصبح دولة موازية داخل لبنان، بقوة عسكرية قوية ونفوذ سياسي كبير. ومكّن هذا حزب الله من تجميع ترسانة من الأسلحة المتقدمة وتطوير البنية التحتية العسكرية المتطورة، مما يجعله تهديداً أكبر بكثير من حماس. التدابير المضادة الإسرائيلية والتداعيات العالمية كان رد الفعل العسكري الإسرائيلي على حزب الله كبيراً، حيث استهدف مخزونات الأسلحة والقيادة لدى الجماعة. وتزعم القوات الإسرائيلية أنها دمرت نصف أسلحة حزب الله، وهي ضربة لقدرات الجماعة العسكرية على المدى الطويل.
ومع ذلك، فإن حزب الله أكبر بكثير وأفضل تجهيزاً من حماس، مع عشرات الآلاف من المقاتلين ومخزون هائل من الصواريخ والطائرات دون طيار والقذائف. وحتى مع هذه الخسائر، تظل جماعة حزب الله خصماً هائلاً. بل هناك احتمالات أن تنتقم على نطاق عالمي مثلما فعلت وهاجمت المصالح الإسرائيلية واليهودية في الأرجنتين في تسعينيات القرن العشرين، وبلغاريا في عام 2012. المخاطر الأمنية  ومضى الكاتب يقول إن الصراع المتطور يفرض أيضاً مخاطر أمنية خطيرة على الولايات المتحدة. ونظراً للعداء الطويل الأمد لحزب الله تجاه الولايات المتحدة وتاريخه في شن الهجمات على المصالح الأمريكية، فإن الحزب قد يحول انتباهه مرة أخرى إلى الولايات المتحدة. ويبقى السؤال ما إذا كان حزب الله سوف يرى الولايات المتحدة مسؤولة بالقدر نفسه عن تصرفات إسرائيل، الأمر الذي قد يؤدي إلى عودة الإرهاب ضد المصالح الأمريكية الذي ميز السنوات الأولى للحزب.
وحذر الكاتب من المسار الخطير للصراع في الشرق الأوسط، والذي امتد إلى ما هو أبعد كثيراً من المواجهة بين إسرائيل وحماس. فالتورط العميق لإيران ومحور المقاومة التابع لها، وخاصة حزب الله، يزيد من خطر انتشار الصراع إقليمياً وعالمياً.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تسعى لحرب شاملة دون الاحتياط للعواقب المدمرة للشرق الاوسط
  • الإعلام العبري يفجر مفاجأة: (إسرائيل) تسعى لإبرام صفقة مع حزب الله ووقف القتال - تفاصيل
  • وزير لبناني: إسرائيل تسعى من وراء استهداف معبر المصنع إلى فرض حصار على الشعب اللبناني
  • بورتنيكوف: واشنطن تسعى مع حلفائها إلى توسيع منطقة القتال لتشمل بيلاروس ومولدوفا
  • روسيا تعلّق على احتمالات الصراع المسلح مع أمريكا
  • لبنان يطلب المساعدة الدبلوماسية من روسيا
  • 250 مليون دولار من البنك الدولي لتعزيز قطاع الطاقة في لبنان
  • الضربات الإيرانية على إسرائيل تشعل مخاطر حرب عالمية
  • الإمارات تشارك في اجتماع وزراء الطاقة لدول مجموعة “بريكس” في روسيا
  • الإمارات تشارك في اجتماع وزراء الطاقة لدول مجموعة «بريكس» في روسيا