الحرة:
2024-07-01@17:49:19 GMT

جثث تملأ المكان وأحياء يبحثون عن الأمان.. قصص من غزة

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

جثث تملأ المكان وأحياء يبحثون عن الأمان.. قصص من غزة

لا تزال عائلات فلسطينية بأكملها محاصرة تحت الأنقاض، فيما تتلقى طواقم الدفاع المدني عددا متزايدا من نداءات الإنقاذ لأسر راحت ضحية الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة على غزة، والتي تزداد كثافة مع دخول التوتر يومه الرابع.

ما بين جثث ملقاة على أراض المستشفيات والمشارح، ونزوح جماعي للأسر وتوقف الحياة كليا بسبب الحصار، مآسي مختلفة تتعرض لها الأسر الفلسطينية يوميا منذ بدء "الانتقام الإسرائيلي" إذ حاولت وسائل إعلام توثيق ما يجري هناك.

جنازة طفل فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على غزةأبو قوطة فقد 19 فردا من عائلته في لحظة

وقصص مآسي الأسر الفلسطينية التي تحدث عنها الإعلام الغربي كان من ضمنها حكاية، ناصر أبو قوطة، التي تسببت غارة جوية إسرائيلية في مقتل 19 فردا من عائلته في لحظة واحدة في مخيم للاجئين جنوب قطاع غزة.

"لقد غمر الغبار المنزل.. كانت هناك صرخات في كل مكان.. واختفت الجدران بعد القصف وأصبح كل شيء مفتوحا" بهذه الكلمات بدأ أبو قوطة، 57 عاما، يروي مأساته لوكالة "أسوشيتد برس"، قائلا "اعتقدت أنني وعائلتي الكبيرة سنكون في أمان لأننا كنا على بعد مئات الأمتار من المنزل الذي تم تنبيهه من قبل القوات الإسرائيلية بضربة وشيكة".

وأضاف "ولذلك تجمعت مع أقاربي في الطابق الأرضي من المبنى المكون من أربعة طوابق، استعدادًا لإطلاق قصف على المنطقة"، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

لكن منزل جار أبو قوطة لم يُقصف قط، بحسب ما حكاه للوكالة، وقال إنه في لحظة، وقع انفجار في منزله، ما أدى إلى مقتل 19 فرداً من عائلته، بمن فيهم زوجته وأبناء عمومته. كما أدت الغارة الجوية إلى مقتل خمسة من جيرانه الذين كانوا يقفون بالخارج في مخيم اللاجئين المكتظ، وهو عبارة عن خليط من المباني والأزقة.

وجاءت الغارة الجوية على رفح، وهي بلدة جنوبية على الحدود مع مصر، في الوقت الذي كثفت فيه القوات الإسرائيلية قصفها لأهداف في قطاع غزة في أعقاب هجوم كبير متعدد الجبهات شنه مقاتلو حماس، السبت.

ويبدو بحسب الوكالة أن الجيش الإسرائيلي أطلق عدة غارات جوية مميتة مماثلة على المباني السكنية المزدحمة.

وارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 849 شخصا، من بينهم 260 طفلاً و230 امرأة، بينما وصل عدد الجرحى إلى 4360، منذ السبت.

وحتى مساء الاثنين، تم القضاء على ما لا يقل عن 13 عائلة فلسطينية، يبلغ مجموع أفرادها 150 فردًا، جراء الغارات الجوية المباشرة على مبانيها السكنية متعددة الطوابق، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه قصف العديد من مكاتب حماس ومراكز القيادة في مبان متعددة الطوابق.

لكن أبو قوطة لا يفهم لماذا قصفت إسرائيل منزله. وأصر على أنه لم يكن هناك مسلحين في المبنى الذي يقيم فيه، ولم يتم تحذير عائلته. وأضاف قريبه خالد أنم لو كان تم تحذيرهم لكانوا أخلوا المنزل.

وقال أبو قوطة، الذي لا يزال مصدوما، لـ"أسوشيتد برس" وهو يتذكر المأساة بتفاصيلها: "هذا منزل آمن، فيه أطفال ونساء".

قتلي من المدنيين الفلسطينيين في غارات إسرائيل على غزة

واجتاح الحزن أبو قوطة، الأحد، بينما كان يستعد لعملية الدفن مع 24 من أقاربه الباقين على قيد الحياة، بما في ذلك الأطفال والأحفاد الجرحى. وأضاف أن العديد من الجثث التي تم انتشالها من تحت الأنقاض كانت متفحمة ومشوهة.

وبينما تمكن من التعرف على جثث 14 من أفراد الأسرة، ظلت جثث أربعة أطفال على الأقل في المشرحة، ولا يمكن التعرف عليها. وكانت جثة واحدة مفقودة.

وقال: "ربما نضعهم غداً في قبر واحد.. هم في سلام الآن".

ووفقا للوكالة، يقول الجيش الإسرائيلي إنه يشن ضربات دقيقة تستهدف قادة المتشددين أو مواقع العمليات، وإنه لا يستهدف المدنيين، لكنه أيضا يتحدث عن زرع المسلحين في المناطق المدنية في جميع أنحاء قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة، والذي يخضع لحصار بري وجوي وبحري شديد من قبل إسرائيل ومصر.

الأهالي يبكون ذويهم المقتولين من المدنيين الفلسطينيين في غارات إسرائيل على غزة

وأدت العملية غير المسبوقة التي قامت بها حماس إلى تعهدات بالانتقام من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي أعلن أن بلاده في حالة حرب، وتعهد "بالانتقام العظيم لهذا اليوم الأسود".

وبحلول الاثنين، كان الرد على قدم وساق، حيث أمر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، بفرض "حصار كامل" على غزة، بدون كهرباء أو ماء أو طعام أو وقود".

وأوضحت الشبكة أن "العديد من الفلسطينيين خائفين من هذا الانتقام المميت".

المستشفيات والمشارح مكتظة بالجثث

مأساة أخرى في قطاع غزة تحدثت عنها صحيفة "نيويورك تايمز" وهي اكتظاظ المستشفيات والمشارح بالأقارب الذين يبحثون عن أخبار أحبائهم.

وملأت جثث الفلسطينيين مشرحة مستشفى الشفاء، حيث لم تعد هناك مساحة داخل الثلاجات، ووصل لأمر لأن الجثث كانت ملقاة على الأرض مع استمرار وصول المزيد من الجثث والمصابين، وكذلك عائلات القتلى، بحسب الصحيفة.

وتعرض المستشفى الرئيسي في غزة، مستشفى بيت حانون، لأضرار وهو الآن خارج الخدمة بعد أن استهدفت القوات الإسرائيلية المنطقة بشكل متكرر، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

بكاء النساء على المقتولين من ذويهم في غارات إسرائيل علي غزة

وداخل أحد المستشفيات، رصدت وكالة "رويترز" رجل يرقد بجانب جثة ابن أخيه المكفنة، وهو في حالة هيستيرية من الحزن، ويضرب الأرض حزنا ويحتضن الجثة وهو يصرخ.

وتجوب مواكب الجنازة شوارع غزة كل ساعة. وفي رفح بجنوب البلاد، خرجت جنازة كبيرة خلف جثة ملفوفة بالأبيض لطفل صغير يدعى سعد لباد محمولة على نعش بعدما قُتل في غارات جوية.

وفي المشرحة في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، ذكرت "رويترز" أن الجثث كانت ملقاة على نقالات على الأرض، والدماء تلطخ المكان، وكتبت أسماء المتوفين على بطونهم. وكانت إحدى الجثث ملقاة وذراعها ممدودة، وكانت جثث خمسة أطفال صغار مصفوفة بجانب بعضها البعض على الأرض.

وداخل المشرحة، ناشد العمال العائلات جمع الجثث بسرعة لدفنها لإفساح المجال للموتى الآخرين الذين ما زالوا يصلون.

توقف الحياة بعد حصار غزة

ووسط اشتداد الغارات الجوية، ذكرت "نيويورك تايمز" أن الحياة بكافة أشكالها توقفت. وأغلقت محلات السوبر ماركت والمخابز والصيدليات في غزة أبوابها بعد أن أفرغ الأهالي الرفوف بالفعل، خوفا من الحصار.

كما تم تعليق الدراسة في جميع أنحاء غزة، وبدأ الناس في التجمع في المباني المدرسية الفارغة للاحتماء، بحسب الصحيفة.

ودمرت مئات الشقق والمنازل في قطاع غزة، بما في ذلك مخيمات اللاجئين، ما أدى إلى نزوح أكثر من 123 ألف شخص، وفقا للأمم المتحدة.

ويلجأ أكثر من 73 ألف شخص إلى المدارس، بحسب "نيويورك تايمز".

EDITORS NOTE: Graphic content / People evacuate the body of a man from the site of an Israeli strike on Gaza City on October 10, 2023. - Israel said it recaptured Gaza border areas from Hamas as the war's death toll passed 3,000 on October 10, the…

وبمجرد غروب الشمس، يغرق قطاع غزة في الظلام، ولذلك توجهت بعض العائلات التي تعيش في شمال غزة إلى جنوب مدينة غزة وإلى منازل أقاربها، بعد أن استيقظت على أصوات الانفجارات وخشيت على حياة أطفالها.

كما تم تدمير مركز اتصالات رئيسي في غزة جراء الغارات الجوية، ما جعل من الصعب الوصول إلى الإنترنت أو إجراء مكالمات هاتفية.

الأمهات يبكين مصيرهن

مآسي الأمهات الفلسطينيات كانت حاضرة في المشهد الصادم، فقد عرضت وكالة "رويترز" قصة امرأة من غزة جمعت أمتعتها وأطفالها الستة في سيارة بعد ليلة مرعبة من الغارات الجوية التي دمرت منزلهم. وقالت هي تبكي: "ماذا فعل أطفالي ليستحقوا هذا؟... ما ذنبنا؟ لا يوجد كهرباء ولا إنترنت ولا طعام ولا ماء".

وبحزن شديد، حكت الأم الغزية، إيمان طاهر، لـ"رويترز" أنها ليس لديها أي فكرة عن المكان الذي ستذهب إليه بحثاً عن الأمان مع وأطفالها الصغار.

وحكت: "الليلة الماضية كانت أصعب ليلة قضيناها في البرج. لقد استهدفوا جميع المناطق المحيطة وكان الأطفال مرعوبين".

ودمرت انفجارات الغارات الجوية شرفة شقتهم ونوافذها، فخرجوا وجلسوا في الشارع حتى نقلتهم سيارة إسعاف، بحسب الوكالة.

وقالت إيمان إنه ليس لديها مكان تذهب إليه بعد أن تضررت مباني شخصين كانا قد قدما المأوى لها.

وحاولت جميلة الزنين، 39 عاما، صرف انتباه أطفالها الثلاثة أثناء فرارهم من منزلهم الذي لا يبعد كثيرا عن الحدود مع إسرائيل متجهين جنوبا.

وقالت لـ"نيويورك تايمز": "كان الأطفال مرعوبين، وبينما كنا نسير في السيارة، كانوا ينظرون يميناً ويساراً، وكانت هناك انفجارات وقذائف في كل مكان.. لقد كانوا في حالة هستيرية."

واستيقظت أم محمد أبو جراد، 35 عاما، وهي أم لخمسة أطفال، في منزلها بالقرب من الحدود الشمالية لقطاع غزة على أصوات الانفجارات. وقالت إن أطفالها كانوا يصرخون وفروا من منزلهم دون أن يأخذوا معهم أي شيء.

وأضافت للصحيفة: "الوضع صعب للغاية".

وقالت إنهم سافروا إلى منزل والديها في أقصى الجنوب، لكنها لم تشعر بالأمان حتى هناك، خوفًا من أن تلاحقها الانفجارات في أي مكان في قطاع غزة.

وتحدثت للصحيفة عن استمرار مأساتها، قائلة لقد عاش أطفالها الصغار بالفعل جولات عديدة من الغارات الجوية الإسرائيلية، وتساءلت إلى متى ستستمر حياتهم على هذا النحو.

وقالت: "لقد تعبنا... في كل حرب نهرب من منزل إلى منزل".

وذكرت منظمة "أنقذوا الأطفال" الدولية أن الأطفال الفلسطينيين هم الذين يدفعون الثمن الأكبر للقصف الإسرائيلي. وأوضحت أن الغارات الجوية دمرت منازل الأطفال والأسر في غزة، في حين تضررت ثلاث مدارس على الأقل ومستشفى واحد.

وقال جيسون لي، مدير المنظمة في الأرض الفلسطينية، إن شعور الأطفال بالأمان "قد تلاشى.. العائلات والأطفال مرعوبين ويشعرون كأنهم أهداف".

وأضاف: "الأطفال في جميع أنحاء المنطقة يعيشون في خوف دائم.. يجب أن يتوقف هذا العنف، وإلا فإن الأطفال سيستمرون في دفع الثمن".

الرجال يبحثون عن مأوى لأسرهم

وللمرة الثانية في أقل من ثلاث سنوات، كان الدكتور إسماعيل، وهو طبيب نفساني في مدينة غزة، يحاول، لكنه فشل، في العثور على مأوى آمن لإجلاء زوجته وأطفاله الستة مع تكثيف الغارات الجوية الإسرائيلية.

وقال لـ"نيويورك تايمز": "أتذكر أنني عشت هذه الظروف مع أطفالي، في مايو 2021، نفس الخوف من العيش تحت القصف، وسماع الغارات الجوية ورؤية الجثث على مسافة ليست بعيدة عن منزلنا". وتحدث عن غضبه وخوفه قائلا "عائلتي مرعوبة للغاية، رؤية جثث الجرحى والموتى تعيد لنا الألم النفسي الذي عشناه في ذلك الوقت".

ويحكي الفلسطيني هاني البواب، 75 عاما، لـ"سي أن أن" أنه وأسرته المكونة من أربعة أفراد ظلوا مستيقظين طوال الليل خوفاً من الغارات الجوية. وقصفت إسرائيل البرج المجاور لمنزله خلال الليل، ما أدى إلى انهياره على منزله وجعله وعائلته بلا مأوى.

وقال البواب: "لا أعرف ماذا أفعل". وهو يعيش الآن في الشارع، بينما تقيم زوجته مع أحد معارفها.

وأضاف أن الفلسطينيين في غزة يعيشون في حالة "ذعر وخوف"، ويستعدون في كل لحظة لسقوط قنبلة على أحد المباني.

وقال للشبكة "أريد فقط منزلا أعيش فيه مع أطفالي.. أريد فقط المأوى".

ويروي سليم حسين، 55 عاما، للشبكة مأساته هو الآخر، قائلا إنه فقد منزله في غارة جوية إسرائيلية، وكان يعيش في الطابق الأول من أحد الأبراج، مضيفا أنه وعائلته تلقوا تحذيرات من إسرائيل قبل لحظات فقط من قصف المبنى.

وقال حسين إنه لا يعرف سبب قصف البرج. وكان قد انتقل للعيش فيه مع عائلته منذ خمسة أشهر فقط.

وقال للشبكة: "لقد غادرنا البرج فقط بالملابس التي كنا نرتديها"، مضيفاً أنه وعائلته لم يبق لديهم الآن أي شيء ولا مكان يذهبون إليه.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الغارات الجویة نیویورک تایمز فی قطاع غزة فی غارات أبو قوطة على غزة فی حالة فی غزة بعد أن

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يواصل التوغل في جنوب وشمال غزة .. ونقص الأدوية والوقود يعيق إنقاذ الأرواح

عواصم "رويترز" "العمانية": واصلت القوات الإسرائيلية توغلها في منطقتين بشمال وجنوب قطاع غزة اليوم فيما قال مسؤولون فلسطينيون بقطاع الصحة إن قصف الدبابات في رفح أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 11 شخصا.

وقال سكان ووسائل إعلام تابعة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن الدبابات تقدمت أكثر نحو الغرب إلى حي الشاكوش في رفح، مما أجبر آلاف النازحين هناك على ترك خيامهم والتوجه شمالا إلى خان يونس القريبة.

ولم يصدر تعليق بعد عن الجيش الإسرائيلي.

ومنذ السابع من مايو تتقدم الدبابات في عدة مناطق في رفح ولا تزال القوات تسيطر على الشريط الحدودي مع مصر بأكمله بما في ذلك معبر رفح، وهو البوابة الوحيدة التي تربط أغلب سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بالعالم الخارجي.

وقال أحد السكان لرويترز عبر تطبيق للتراسل إن جرافات تكدس الرمال في حي الشاكوش حتى يتسنى للدبابات الإسرائيلية التمركز خلفها.

وأضاف "بعض العائلات اللي عايشين في المنطقة اللي فيها الاجتياح محاصرين هالوقت بواسطة قوات الاحتلال".

وتابع الرجل الذي نزح شمالا الليلة الماضية "الوضع هناك خطير جدا وكتير من الأسر نزحوا باتجاه خان يونس حتى من منطقة المواصي بعد ما صار الوضع مش آمن لهم".

وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على بداية الحرب التي تشنها إسرائيل من الجو والبر على قطاع غزة، والتي اندلعت بعد هجوم مباغت لحماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر يواصل الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد الإسلامي شن هجمات على قوات الجيش الإسرائيلي التي تعمل في مناطق أعلن الجيش سيطرته عليها قبل أشهر. ولا تزال الحركتان تطلقان صواريخ في بعض الأحيان صوب إسرائيل.

وفي ساحة بمستشفى الأقصى في دير البلح وسط غزة، احتشد المشيعون مع بلال أبو حسنين ذي العشرة أعوام والذي قُتلت والدته وشقيقه في غارة جوية قصفت منزلهم.

وقال بلال "فت على السطح تبعنا، ضربونا، انقصفت، طرت من السطح ووقعت"، وكان يتحدث في أثناء استلقائه على نقالة بعد إصابته في الضربة الجوية.

وأضاف "سيدي صار يزعق ... كان بيحكي إنه فيه استهداف. أنا لما سمعت صوت استهداف رحت أشوف جوة غرفتنا اللي بنام فيها، لقيت أمي مستشهدة وأخويا مستشهد".

تعثر جهود الوساطة

لم تفلح جهود الوسيطين مصر وقطر بدعم من الولايات المتحدة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار حتى الآن.

وأكدت حركة حماس أن أي اتفاق يجب أن يتضمن وقف الحرب ويُفضي إلى انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، بينما تقول إسرائيل إنها لن تقبل سوى هدن مؤقتة حتى القضاء على الحركة التي تحكم القطاع منذ 2007.

واندلعت الحرب بعد هجوم بقيادة حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.

وردت إسرائيل بعملية عسكرية أسفرت وفقا لوزارة الصحة في غزة عن مقتل أكثر من 37 ألفا حتى الآن، فضلا عن تدمير مساحات شاسعة من القطاع.

وواصلت القوات الإسرائيلية هجومها الجديد على حي الشجاعية في شمال قطاع غزة حيث توغلت الدبابات أمس الخميس، مما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع مسلحين تقودهم حماس.

وقال مسعفون في وقت سابق إن عدة فلسطينيين قتلوا وأصيب آخرون في القصف الإسرائيلي وإن الأطقم الطبية لم تتمكن من الوصول إلى جميع المصابين وسط استمرار المواجهات.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن قواته كانت تنفذ مداهمات "محددة" في الشجاعية، مضيفا أن سلاح الجو هاجم عشرات الأهداف العسكرية التابعة لحماس في المنطقة.

نقص الأدوية يعيق إنقاذ الأرواح

قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن الفلسطينيين في قطاع غزة بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية، موضحة أن عددا قليلا من مراكزها الصحية ما زال يعمل في القطاع. وأضافت، في منشور على صفحتها الرسمية على منصة ـ إكس ـ اليوم أن النقص الحاد في الأدوية والوقود يعيق عمليات إنقاذ الأرواح، مؤكدة أن الوصول الآمن والمستدام للمساعدات لا يمكن أن يتأخر أكثر من ذلك. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إن انعدام الأمن، والعمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة لا تزال تشكل عائقا أمام العمليات الإنسانية، وأنه في الأسبوع الماضي أصاب عدد من الهجمات (الإسرائيلية) محيط منطقة المواصي، حيث لجأ العديد من النازحين. وقال المكتب إن الشركاء الذين يعملون على دعم الرعاية الصحية في غزة يحذرون من أن انقطاع التيار الكهربائي بسبب نقص الوقود لا يزال يعرض حياة المرضى أصحاب الحالات الحرجة للخطر، ويشمل ذلك الأطفال حديثي الولادة، ومرضى غسيل الكلى، وأولئك الذين يرقدون في أقسام العناية المركزة بالمستشفيات. كما يعيق نقص الوقود الجهود المبذولة للاستجابة لأزمة المياه والصرف الصحي والنظافة في جميع أنحاء القطاع، بحسب ما ذكره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

انعدام الأمن الغذائي

كشف تقرير أممي، عن أن ما لا يقل عن 557 ألف امرأة في قطاع غزة يواجهن انعداما حادا في الأمن الغذائي، وأن الوضع مقلق بشكل خاص بالنسبة للأمهات والنساء البالغات، اللاتي غالبا ما يعطين الأولوية لإطعام الآخرين ويواجهن صعوبات أكثر من الرجال في الحصول على الطعام. وذكرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، في تقرير لها اليوم، أن ذلك الوضع بجبر الكثيرات على تخطي وجبات أو تقليل ما يتناولنه لضمان إطعام أبنائهن، مضيفة أن الأعباء الملقاة على عاتق النساء أثناء الصراعات تزداد، كما يقيد وصولهن إلى الخدمات وتتعرض صحتهن وأمنهن الغذائي للخطر. وأوضحت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، حقائق تكشف عن كيفية تأثير انعدام الأمن الغذائي على النساء في غزة، حيث أن النساء تكافح لحماية رفاه أطفالهن الجسدي والنفسي، بينما يتحملن مزيدا من مسؤوليات الرعاية والمسؤوليات المنزلية وخاصة في الخيام والمنازل المكتظة. وأضاف التقرير أن انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية منتشران في غزة، حيث أن 7 من بين كل 10 نساء التقتهن هيئة الأمم المتحدة للمرأة، أفدن بفقدانهن للوزن خلال الأيام الثلاثين الماضية، وأكثر من نصفهن ذكرن أنهن يعانين من دوار متكرر. وأشار إلى أن أكثر من 80 بالمائة يعتمدن على المساعدات الغذائية كمصدر رئيسي للغذاء، لافتين إلى أنهن يعتقدن أن المساعدات الغذائية لا توزع بشكل منصف بناء على حجم الأسرة.

إستمرار حرب الإبادة

ندد مسؤول فلسطيني كبير اليوم بإعلان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن تحرك لبناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة، قائلا إن الهدف هو "استمرار حرب الإبادة" ضد الفلسطينيين.

وقال سموتريتش الخميس إن الحكومة ستوسع مستوطنات بالضفة الغربية وتتخذ إجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية ردا على التحركات الفلسطينية ضد إسرائيل في المحافل الدولية.

وردا على سؤال حول تصريح سموتريتش، الذي لم تؤكده الحكومة الإسرائيلية، قال واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن "قرار شرعنة عدد من البؤر الاستيطانية ومنها البؤرة المقامة على أراضي (بلدة) بيتا التي دفع أبناء شعبنا تضحيات كبيرة للدفاع عن أرضهم لمنع إقامتها لن يغير من حقيقة أن هذه مستعمرات استيطانية غير شرعية وهي مخالفة لكل القرارات الدولية".

وأضاف لرويترز "ما اتخذته حكومة الاحتلال من قرارات اليوم الهدف منها استمرار حرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني".

وقال إن منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية ستواصلان الضغط من أجل مثول إسرائيل أمام المحاكم الدولية و"المطالبة بفرض عقوبات عليها لوقف جرائمها ضد أبناء شعبنا وتحديدا في قطاع غزة المستمرة منذ تسعة أشهر".

وترفض إسرائيل الاتهامات التي وجهتها إليها دولة جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة بأن عمليتها العسكرية في غزة هي حملة إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.

وتشن إسرائيل حملة عسكرية على غزة منذ الهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وقتل فيه حوالي 1200 شخص واحتجز أكثر من 250 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية. وتقول وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 37700 فلسطيني قتلوا في الهجوم الإسرائيلي.

وقال سموتريتش، الذي يرأس حزبا مؤيدا للمستوطنين، إن الحكومة تدعم اقتراحه. ولم يصدر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يعلن عادة القرارات الصادرة عن الحكومة، أي بيان ولم يتسن الاتصال به للحصول على تعليق.

وتشمل الخطوات التي قال سموتريتش إنه يطرحها إلغاء "الاعتمادات والمزايا المختلفة" لكبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية، والموافقة على مستوطنات جديدة والتصديق بأثر رجعي على إجازة بعض المستوطنات القائمة.

وبموجب اتفاقيات السلام المؤقتة التي أبرمت في التسعينيات، تمارس السلطة الفلسطينية حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.

ويعتبر الفلسطينيون ومعظم المجتمع الدولي المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس الشرقية غير قانونية.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تواصل عمليتها الإرهابية في قتل وترويع المدنيين بالشجاعية
  • هجوم بالسهام على سفارة إسرائيل في دولة أوروبية
  • منتجو زيت الزيتون يبحثون عن حلول بمواجهة تغير المناخ
  • لابيد: على إسرائيل ألا تهاجم إيران وحدها
  • لابيد: ستنتهي الحرب دون إبرام صفقة تبادل
  • غارتان إسرائيليتان تستهدفان بلدتي عبسان وخزاعة شرقي مدينة خان يونس
  • مهاجم يصيب شرطيا يحرس السفارة الإسرائيلية في صربيا
  • تواصل الغارات الجوية الإسرائيلية والقتال البري في جميع أنحاء غزة وحي الشجاعية
  • جيش الاحتلال يواصل التوغل في جنوب وشمال غزة .. ونقص الأدوية والوقود يعوق إنقاذ الأرواح
  • جيش الاحتلال يواصل التوغل في جنوب وشمال غزة .. ونقص الأدوية والوقود يعيق إنقاذ الأرواح