وقال الباحث إنه إلى جانب خوض حرب داخلية في المناطق الصحراوية والسهول في دارفور، أتيحت لهذه الميليشيا بشكل خاص الفرصة لخوض حرب ممولة من النفط في اليمن.. وقد حدثت بعض عناصر ذلك في الحرب الليبية التشادية عام 1980، ولكن ليس بهذا الحجم أو مستوى التسليح والقتال.

وذكر الكاتب في مقاله الذي نشره في موقع المعهد وترجمته صحيفة "اليمن"أن قوات الدعم السريع كانت تقاتل في اليمن لبضع سنوات قبل الإطاحة بحكومة عمر البشير.

. وقد خلق هذا فرصة حيث كانت هناك علاقات مستقلة بين قيادة قوات الدعم السريع وأصحاب العمل، بشكل مستقل عن القنوات الرسمية للقوات المسلحة السودانية.

وأفاد أن الحرب في اليمن  كانت مدخلاً لهذه التطلعات.. حيث عانى السودان من تراجع كبير في أسعار النفط بعد انفصال جنوب السودان.. وكان هناك عجز كبير في ميزان المدفوعات والعملات الأجنبية.. ومع ذلك، كانت هناك موجة تضخمية هائلة، وكان الناس بحاجة إلى استبدال أعمالهم وأجورهم.

وأورد أن إحدى طرق استبدال أجور الجنود هي منحهم الفرصة لخوض حرب خارجية مع رعاة أجانب بما في ذلك السعودية والإمارات.. وفي هذا السياق، كانت الشركات التي تتخذ من الإمارات مقراً لها تقوم بتجنيد المقاتلين في الخرطوم من خلال وكالات التوظيف.

وأضاف أن الناس اعتقدوا أنه يتم تجنيدهم للعمل في محلات السوبر ماركت في الإمارات، وانتهى بهم الأمر في معسكرات التدريب في ليبيا والمشاركة في حرب اليمن..أن هذا الأمر أثار غضباً شعبياً – وغضباً ديمقراطياً.. وخرج الناس إلى شوارع العاصمة بالمظاهرات وهاجموا الإمارات.

وتابع الكاتب بالقول: هذا هو الازدهار الديمقراطي لثورة 2018-2019 التي سهلت في نهاية المطاف نهاية نظام البشير.. مشيراً إلى أن آلاف المقاتلين السودانيين عادوا إلى السودان من اليمن، وكانوا بحاجة إلى الدخل وفرص العمل ومستوى معين من التأمين..كان هؤلاء جميعهم من الشباب الذين لا يزال أمامهم سنوات من القتال في المهن.

وأوضح أنه كان على قوات الدعم السريع أن تدير اقتصادها النقدي من حيث استثماراتها، وكان عليها أن تجد هدفًا لهؤلاء المقاتلين.. ستبدأ أي شركة أخرى في الاستغناء عن العمال، لكن من الصعب جدا الاستغناء عن الجنود.

الباحث رأى أنه كان هناك طريقان أمام قوات الدعم السريع، إما أن تفكك نفسها بطريقة لا تتوافق مع مصالح زعيمها محمد حمدان أو رعاته الخليجيين، أو أن تتوسع.. لكن لم يكن هناك مكان للتوسع إلا من خلال الاستيلاء على الدولة.

وأوضح الباحث أن مناجم الذهب هذه انتشرت في جميع أنحاء البلاد، قامت قوات الدعم بتهريب الذهب إلى خارج البلاد.. وقد شاركت في إدارة نظام موازٍ لتصدير الذهب إلى المشتريين في دولة الإمارات.. أبوظبي هي فعلياً المتلقي الوحيد للذهب السوداني في الخارج، فهي تحتكر بشكل شبه كامل صادراتها من الذهب.

وفي ذلك الوقت، كان السودان تحت العقوبات.. لكن بعد استعداد الخرطوم لتوقيع اتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل عام 2020، بدأت الولايات المتحدة في رفع العقوبات.. ومع ذلك فأن احتكار الإمارات وتسهيلها لصادرات الذهب من السودان يسبق التوقيع..في حين اكتشفت قوات الدعم السريع شبكات أخرى أيضا: إذا كان لديك شبكة تهريب تعمل بشكل جيد حول الذهب، فيمكن أن تعمل نفس الشبكة لعناصر أخرى، بما في ذلك تهريب المخدرات.. بمعنى آخر، كانت قوات الدعم السريع تعمل مثل مافيا كبيرة.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

«الجيش السوداني» يحبط هجوما للدعم السريع بالمسيرات على محطات الكهرباء

صدت القوات المسلحة السودانية، فجر اليوم الأربعاء، مسيرات تابعة لميليشيا الدعم السريع، كانت تستهدف منطقة محطة أم دباكر الحرارية لتوليد الكهرباء بولاية النيل الأبيض، لكن لحق بها ضررا بسيطا لا يذكر. ويجرى الآن إصلاحها.

واستهدفت مسيرات الدعم السريع الأسبوع الماضي محطة لكهرباء في مدينة مدني مما أدى لانقطاع الكهرباء عن مدينة أم درمان بشكل كلي ومدينة مروي بشكل جزئي.

السودان استهداف المناطق الحرارية بشكل متكرر

وهذه ليست المرة الأولى، فمنذ أسبوعين، لا تتوقف قوات الدعم السريع عن استهداف منشآت الطاقة الكهربائية في السودان، إذ ضربت السبت الماضي، عبر المسيرات محطات للكهرباء في ولايتي القضارف وسنار، بالإضافة، إلى محطة الشواك التحويلية للكهرباء بولاية القضارف ما أدى لتضرر محولين في المحطة إلى جانب الخط الناقل للكهرباء من سد أعالي عطبرة وستيت، واستطاعت القوات المسلحة السودانية وتصدّت المضادات الأرضية للجيش السوداني لمسيرات حاولت استهداف المحطة التحويلية لكهرباء خزان سنار.

الصراع في السودان عدد ضحايا الحرب المعلن عنهم

منذ أن بدأت الحرب بين الطرفين منتصف أبريل 2023، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، وآخرون قضوا نحبهم محاولين مغادرة البلاد بطريقة غير قانونية، نظرا لعدم توفر الموارد المالية، ليموت بعضهم في الطريق بسبب العطش والجوع، او الحر الشديد.

اقرأ أيضاًالأمم المتحدة: الوضع الإنساني في ولاية الجزيرة بالسودان «كارثي»

السودان إلى أين؟.. مصطفى بكري يكشف جهود الجيش في مواجهة ميليشيا الدعم السريع (فيديو)

أطباء السودان: مقتل 2 وإصابة 11 فى قصف للدعم السريع على أم درمان

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني: قوات الدعم السريع أحرقت مصفاة الخرطوم
  • القوات المسلحة تتهم الدعم السريع بإحراق مصفاة الخرطوم بالجيلي
  • الدعم السريع يحرق مصفاة الخرطوم بالجيلي
  • أبرزها مصر والإمارات.. كيف تستغل القوى الإقليمية الحرب السودانية لتحقيق مكاسبها؟
  • الأمم المتحدة تحذّر من “هجوم وشيك” لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في دارفور
  • «الجيش السوداني» يحبط هجوما للدعم السريع بالمسيرات على محطات الكهرباء
  • السودان: الدعم السريع توسع هجماتها على مناطق بشمال دارفور
  • كانت محتجزة من قبل قوات الدعم السريع بمدني.. 50 شاحنة محملة بــ(التمباك) تغادر كبري حنتوب متجهة إلى الشرق وعطبرة
  • 16 قتيلا في قصف للدعم السريع على مخيم يعاني المجاعة في دارفور  
  • هل تنجح مساعي البرهان في تطويق الدعم السريع بمنطقة الساحل؟